رغم فوزه بهدف وحيد في مباراة الذهاب بالقاهرة يتطلع منتخب مصر لكرة القدم لاستكمال مهمته بنجاح في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم بقطر. وذلك من خلال مباراته المقررة مساء اليوم أمام مضيفه السنغالي في إياب الدور النهائي بالتصفيات.
وحسم أحفاد الفراعنة مباراة الذهاب يوم الجمعة الماضي بهدف نظيف جاء عبر النيران الصديقة عقب تصويبة محمد صلاح. ولكن الفريق يثق بقدرته على استكمال المهمة بنجاح في مباراة الإياب اليوم للعبور إلى نهائيات كأس العالم في قطر على حساب أسود التيرانجا.
وتأتي ثقة المنتخب المصري في اجتياز هذه العقبة من قدرة الفريق على الدفاع بشكل جيد في مواجهة منتخب السنغال العنيد. وهو ما يحتاج إليه الفريق لحجز بطاقة التأهل للمونديال عبر الفوز في مجموع المباراتين حال انتهاء مباراة اليوم بالتعادل السلبي.
دفاع قوي لمصر رفقة كيروش
حافظ الفراعنة على نظافة شباكهم على مدار أكثر من 210 دقائق في مواجهة المنتخب السنغالي خلال مباراتين. في غضون أقل من سبعة أسابيع. حيث تعادل الفريقان سلبيا في الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية. التي استضافتها الكاميرون مؤخرًا. وقبل ثلاثة أيام فقط فازت مصر على التيرانجا في ذهاب هذا الدور الحاسم بتصفيات كأس العالم.
والآن لم يعد الفريق المصري بحاجة إلى هز شباك المنافس بقدر حاجته إلى الحفاظ على نظافة شباكه لمدة 90 دقيقة أخرى في مباراة اليوم الحاسمة.
وكان منتخب الفراعنة حافظ على نظافة شباكه في 5 مباريات من 7 لعبها في كأس أمم أفريقيا. فيما تلقت شباك الفريق هدفين فقط. وفي المباراة النهائية خسر بركلات الترجيح فقط أمام نظيره السنغالي.
ويدرك المنتخب المصري الآن جيدًا أن الوصول إلى ركلات الترجيح قد لا يكون لصالح الفريق حال فوز السنغال بهدف نظيف. لا سيما وأن الفراعنة سيواجهون وقتها أفضل حارس مرمى في العالم وهو إدوارد ميندي. الذي لعب دورًا بارزًا في فوز المنتخب السنغالي بلقب كأس أمم أفريقيا الشهر الماضي. كما لعب دورًا مهمًا في فوز فريقه تشيلسي الإنجليزي بلقب دوري أبطال أوروبا بالموسم الماضي.
ولهذا سيكون اللعب على التعادل السلبي ومحاولة خطف هدف يصعب مهمة أسود التيرانجا هو الهدف الأساسي للفراعنة الليلة. التي تأتي بين الفريقين بعد 50 يومًا فقط من مباراتهما المثيرة في نهائي كأس الأمم الأفريقية. ولهذا تتسم المواجهة بين الفريقين بالطابع الثأري من ناحية. إضافة إلى أهميتها البالغة حيث يتأهل الفائز منها إلى كأس العالم -الحدث الأبرز في عالم كرة القدم.
ومع صعوبة التكهن بهوية الفريق الفائز في نهاية هذه المواجهة. فإن الشيء المؤكد أن النسخة المرتقبة من كأس العالم في قطر ستفتقد واحدًا من أبرز القوى الكروية في القارة السمراء. بعدما أوقعت القرعة طرفي النهائي الأفريقي في مواجهة حاسمة على بطاقة التأهل للمونديال.
الطريق لكأس العالم.. دفاع مصر في أزمة
قبل مواجهة القاهرة تعرض أحمد حجازي مدافع الفراعنة الأساسي لإصابة منعته من الظهور ضمن قائمة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش لمواجهتي السنغال. بينما في اللقاء الذي انتهى بهدف عكسي سجله ساليو سيس في مرماه عن طريق الخطأ غادر محمد عبد المنعم مدافع الفريق المصري مصابًا هو الآخر بعد تعرضه لكسر في الأنف تطلب تدخلاً جراحيًا. ما جعله خارج حسابات لقاء العودة كذلك.
كما أن محمود الونش الذي بدأ مواجهة الذهاب أساسيًا إلى جوار عبد المنعم في قلب دفاع الفراعنة حصل على إنذار ليتخلف بذلك عن لقاء دكار بسبب تراكم الإنذارات ومن ثم الإيقاف.
وبات كيروش أمام خيارات جديدة جميعها لم يكن يتمناها. وقال في المؤتمر الصحفي بعد مباراة مصر والسنغال الأولى إنه يدرس الموقف جيدًا قبل استدعاء مدافع آخر لصفوف الفريق. وبعد ساعات من انتهاء لقاء الذهاب أرسل الجهاز الإداري في منتخب مصر استدعاء فوريًا لكل من علي جبر مدافع بيراميدز ورامي ربيعة مدافع الأهلي.
ولم يكن جبر وربيعة ضمن خيارات المدرب خلال الفترة التي تولى فيها تدريب منتخب مصر منذ سبتمبر 2021 حتى آخر قائمة أعلنها لمواجهتي السنغال. فيما تضم قائمة كيروش في رحلة دكار المصيرية ياسر إبراهيم الذي شارك في لقاء الذهاب بدلا من عبد المنعم. ومحمود علاء مدافع الزمالك وأيمن أشرف مدافع الأهلي. الذي يعتمد عليه المدرب بديلاً لأحمد فتوح في مركز الظهير الأيسر وانضم لهم جبر وربيعة.
وأصبح منتخب مصر أمام خيارات ضئيلة في مواجهة السنغال لتفادي الأزمة. أولها الاعتماد على أشرف أو علاء إلى جوار إبراهيم الذي يرجح أن يبدأ أساسيًا بعدما ظهر بشكل جيد في لقاء الذهاب. ويكمن الحل الثاني في استخدام واحد من بين الثنائي الجديد ربيعة وجبر إلى جوار إبراهيم. بينما قد يكون تغيير الطريقة إلى اللعب بثلاثي دفاعي أحد الحلول المطروحة بشدة على طاولة كيروش.
ويمر الفراعنة بأزمة غير مسبوقة في عهد كيروش الذي اشتهر بالصلابة الدفاعية. لكنه عانى الإصابات بشكل متكرر في الخط الدفاعي منذ سقوط أكرم توفيق بإصابة الرباط الصليبي خلال مواجهة كأس الأمم الإفريقية الأولى ضد نيجيريا في يناير الماضي. ثم حجازي والونش بكأس الأمم والآن أضيف لهم عبد المنعم ليكون قد فقد كل مدافعيه وكذلك حارسي المرمى من قبل وهي ظاهرة لأول مرة تحدث مع المنتخب عبر تاريخه.
نحو كأس العالم.. صلاح يسعى لضرب عصافير
بات قائد منتخبنا الوطني محمد صلاح في انتظار أصعب 90 دقيقة أمام منتخب السنغال من أجل كتابة التاريخ مع مصر والصعود بها إلى كأس العالم قطر 2022.
كثير من الإنجازات والبطولات حققها نجمنا صلاح داخل الملاعب الأوروبية. ولكن حتى الآن لم يذق طعم الفوز بأي بطولة مع منتخب مصر. فلم يلازمه الحظ فقد بات قريبًا من تحقيق كأس الأمم الأفريقية 2017 و2021. ولكن بعد وصوله هو وكتيبته للنهائي لم يخضع له الكأس وخسر النهائيين.
وهناك كثير من الأسباب تجعل صلاح يقاتل في مباراة اليوم. نستعرض أبرزها في النقاط الآتية:
الثأر من ماني: في أول اختبار بين الثنائي نجح ماني أن يفوز بذلك التحدي بينه وبين زميله في ليفربول “سوبر مو”،. وذلك في المباراة التي جمعت بينهما في نهائي كأس الأمم الأفريقية 2021. حيث قاد ماني بلاده السنغال للفوز لأول مرة بكأس الأمم الأفريقية. ليحقق إنجازا دوليا وتاريخيا له على حساب محمد صلاح. لذلك هذا اللقاء له حسابات خاصة لدى الفرعون للثأر لنفسه ولبلاده.
بحثا عن أداء مشرف في كأس العالم
تحسين الصورة الباهتة في كأس العالم: بعد صعود منتخب مصر لكأس العالم 2018 لم يشارك صلاح بكامل قوته البدنية في المونديال بعد إصابته الشهيرة في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد. بالتأكد تأثر المنتخب بإصابة نجمه وخسر الفراعنة الثلاث مواجهات وخرج من الدور الأول بأداء غير مشرف.
وبعد التألق الذي يحالف صلاح هذا الموسم والحديث حول كونه صار الأفضل في العالم. يريد “مو” أن يستثمر هذا مع منتخب بلاده بحدث تاريخي والتأهل بمصر لمونديال قطر بتخطي منتخب السنغال في دارهم. وستكون هذه هي المرة الأولى التي يتأهل فيها المنتخب مرتين متتاليتين. بعد التأهل لكأس العالم روسيا 2018. فلم يحدث من قبل أن تأهل منتخب مصر مرتين متتاليتين للمونديال ولكن كان هناك دائمًا فجوة زمنية كبيرة بين المشاركات.
الجيل الأبرز والأنجح: لعل أبرز ما يأتي إلى ذهنك إذا ذكرنا أفضل أجيال الفراعنة فهو بالتأكيد جيل محمد أبوتريكة ورفاقه. حيث استطاعوا أن يفوزوا بكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية 2006 و2008 و2010. ولكن فشل هذا الجيل بكل نجومه في الصعود لكأس العالم مرتين 2006 و2010.
ولكن صلاح يريد أن يثبت جاهدًا أن لقب الجيل الأبرز والأفضل هو جيله ورفاقه. حيث استطاع التأهل إلى كأس العالم بعد غياب 28 عامًا في 2018 بروسيا. فيما يحلم قائد منتخبنا الوطني أن يصعد بالفريق للمرة الثانية على التوالي إلى كأس العالم لتحقيق إنجاز تاريخي.
السنغال وحظوظ الصعود لكأس العالم
في المقابل يعتمد أليو سيسيه مدرب السنغال على كتيبة مميزة من اللاعبين المحترفين لخوض هذه المواجهة. حيث يتقدم هذه الكتيبة حارس المرمى إدوارد ميندي (تشيلسي الإنجليزي) أفضل حارس مرمى في العالم. وكذلك كل من ساديو ماني (ليفربول الإنجليزي) وإسماعيلا سار (واتفورد الإنجليزي) وبامبا ديانج (مارسيليا الفرنسي). بالإضافة إلى حبيب ديالو (ستراسبورج الفرنسي) وإدريسا جاي (باريس سان جيرمان الفرنسي) وشيخو كوياتي (كريستال بالاس الإنجليزي).
ويفتقد المنتخب السنغالي في مباراة اليوم جهود المدافع عبدو ديالو (باريس سان جيرمان). الذي أصيب في مباراة الذهاب يوم الجمعة الماضي. لكن تظل حظوظ أسود التيرانجا كبيرة جدًا. حيث يكفيه هدف وحيد لمعادلة النتيجة ولعب أشواط إضافية أو الفوز بهدفين نظيفين ومن ثم يتأهل مباشرة. كما أنه سيستفيد من عاملي الأرض والجمهور بقوة اليوم مع رغبة ودوافع نجومه للقتال من أجل حضور قوي بكأس العالم. ستكون كلها دوافع وأمور تدعم السنغال مع جودة وقوة لاعبيه العالية للفوز والصعود على حساب مصر للمونديال.