تقودنا تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى فضاء لا نراه جيدا في مصر والعديد من الدول العربية، والخطورة في ذلك ظهرت في الحرب بين روسيا وأوكرانيا حيث استخدمت بريطانيا والولايات المتحدة تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعاقة روسيا في الحرب، واستخدمتها روسيا أيضا بكثافة هذا ما يعني أننا بدأنا جيلا جديدا من الحروب، لم نكن نعرفه، ومن طرائفه الطائرات بدون طيار.
دور الطائرات المسيرة التجارية في حرب أوكرانيا
على الرغم من أن المعارك في أوكرانيا لم تكن أول حرب يشاهدها الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وليست الصراع الأول الذي تستخدم فيه الطائرات المسيرة (الدرون) التجارية الصغيرة المتوفرة عبر الإنترنت وعلى أرفف المحال التجارية، إلا أنه أول صراع يتم توثيقه بشكل شامل بواسطة هذه الطائرات، التي يقوم بتشغيلها الآن كل من الجانبين سواء كانوا عسكريين أم صحافيين أم مدنيين فضوليين. فما الدور الذي تقوم به هذه الطائرات؟ وما الأخطار التي تجلبها؟
ظل العالم يتصارع حول مفهوم الطائرات المقاتلة المسيرة على مدى أكثر من عقدين، وعلى الرغم من المخاوف المتعلقة بالقانون الدولي، إلا أن الجيوش في جميع أنحاء العالم تستثمر بكثافة في تقنيات هذه الأسلحة لأن كلفتها أقل بكثير من كلفة الدبابات والطائرات المقاتلة. كما أنها لا تعرض السائقين أو الطيارين للخطر، ولهذا خلقت الطائرات المسيرة مفهوما جديدا للقوة، أكدته الحرب الدائرة في أوكرانيا التي لعبت فيها هذه الطائرات دور البطولة في الدفاع عن المدن الأوكرانية ضد الهجوم الروسي المستمر.
وبينما اعتقد الخبراء أن الأساطيل الروسية من الروبوتات القاتلة قد تكون سلاحا أقوى بكثير، إلا أنها حتى الآن لم تظهر بشكل واضح في مجريات الحرب ربما لعدم ثقة الجنرالات بها، كما لم يبرز دور واسع لطائرات مسيرة روسية، على الرغم من أن الكرملين أعلن عن إسقاط عشرات الطائرات المسيرة الأوكرانية.
غير أن ما لفت الانتباه خلال الأسابيع الأخيرة من الحرب هو ذلك الدور المتصاعد لطائرات مسيرة تجارية زهيدة السعر، يشغلها هواة أوكرانيون مدنيون أو صحافيون، يبدو أنهم يعرفون التكنولوجيا الخاصة بها ويوظفونها بالشكل الذي يخدم أغراضهم، على الرغم من أن هذه الطائرات لا تمثل أحدث التقنيات. فقد أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لقطات مختلفة تظهر إطلاق نار على ما تقول أوكرانيا إنهم مدنيون أوكرانيون، ومشاهد أخرى للاجئين يتنقلون فوق أماكن وعرة وصعبة، وأخرى تكشف إسقاط طائرة مسيرة تجارية يقول الأوكرانيون إن روسيا تستخدمها لتوجيه نيران المدفعية ضدهم، وهي جميعها صور لزوايا في الحرب لم يشهدها العالم من قبل.
ويبدو أن كثيرا من اللقطات الجوية عالية الدقة القادمة من أوكرانيا تصورها طائرات مسيرة منخفضة الكلفة وأصغر حجما بكثير عن الأجيال السابقة، ومعظمها من صنع شركة “دي جيه آي” الصينية. لكن أوكرانيا دخلت أيضا في لعبة الطائرات المسيرة الصغيرة بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، حين بدأ متخصصون مدنيون أوكرانيون في الطائرات المسيرة بإنتاج العديد من النماذج بالتعاون مع القوات المسلحة الأوكرانية وتجريبها باستمرار، وهو ما استخدموه في إيقاف تقدم رتل المدرعات والدبابات الشهير الذي يبلغ طوله 40 ميلا خارج كييف.
بناء الثقة من خلال الذكاء الاصطناعي المسؤول
بات الذكاء الاصطناعي يُستخدم في كل جانب من جوانب الحياة تقريبا. ترمز أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى النمو والإنتاجية في أذهان البعض، لكنها تثير أيضا تساؤلات حول مدى إنصاف هذه الأنظمة وخصوصيتها وأمنها. يمكن للذكاء الاصطناعي المسؤول (Responsible AI) أن يعالج هذه المشكلات وأن يجعل أنظمة الذكاء الاصطناعي أكثر قابلية للمساءلة.
يجب أن يحقق الذكاء الاصطناعي المسؤول الأهداف التالية طبقا لمجلة هارفارد بيزنس ريفيو :
القابلية للتفسير: يقوم نظام الذكاء الاصطناعي بعمل تنبؤات للمستخدمين. ولكن حتى إذا كانت اختيارات النموذج صحيحة، سيسعى المستخدم على الأرجح للحصول على تفسير لكيفية التوصل إلى هذا التنبؤ. ويمكن للذكاء الاصطناعي المسؤول أن يبين كيفية إنشاء نماذج قابلة للتفسير.
الإنصاف: يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تصدر أحكاما متحيزة تجاه مجموعات معينة من الناس. السبب وراء هذا التحيز هو التحيزات الموجودة في بيانات التدريب نفسها. كلما كان من الأسهل ضمان الإنصاف وتصحيح أي تحيز في النموذج، كان أكثر قابلية للتفسير. وبالتالي، فنحن بحاجة إلى إطار عمل ذكاء اصطناعي مسؤول لشرح كيفية تقييمنا للإنصاف وماذا نفعل إذا قدم النموذج تنبؤات غير عادلة.
السلامة والأمن: أنظمة الذكاء الاصطناعي ليست أنظمة حتمية (Deterministic systems). عندما تواجه مواقف جديدة، تكون عرضة لاتخاذ خيارات سيئة. بل ويمكن حتى العبث بهذه الأنظمة لاتخاذ قرارات غير حكيمة. لذلك فنحن بحاجة إلى ضمان الأمن والسلامة في هذه الأنظمة.
إدارة البيانات: يجب أن تكون البيانات المستخدمة عالية الجودة. إذا كانت البيانات التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي بها أخطاء، فقد يتخذ النظام قرارات خاطئة.
لذلك، يجب إنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي موثوقة ترتكز على المستخدم، من خلال اتباع أفضل الممارسات لأنظمة البرامج والنُهج التي تعالج المشكلات الخاصة بالتعلم الآلي.
دراسة: أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تخطئ لكنها لا تعترف بالخطأ
يتم بناء أنظمة ذكاء اصطناعي للمساعدة في العديد من المجالات بما فيها تشخيص الأمراض، ولكن قبل أن نثق بها في تحمل مسؤولية الحياة والموت، يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى تطوير سمة إنسانية مهمة: الاعتراف بالخطأ.
الحقيقة هي أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا يمكنها فعل ذلك، على الأقل حتى الآن. يقول باحثون في جامعتي كامبريدج وأوسلو إن الذكاء الاصطناعي غالبا ما يمكنه تقديم الإجابة الصحيحة لمشكلة ما أكثر مما يمكن أن يدرك أنه قد ارتكب خطأ. ويعتقدون أن هذا الخلل الأساسي يكمن في معضلة رياضية.
نحن إلى أين؟
إن انتشار الإنترنت وتدفُّق الأفكار والمعلومات عبر شبكة الإنترنت شكَّل تهديدا غير مسبوق للمجتمعات كلِّها، حتَّى المجتمع الأمريكي الذي قدَّم هذه الثقافة للعالَم، لذا، فعلماء الأنثروبولوجيا والاجتماع والفلسفة يرون أن هناك جدلا بين الثقافة والمجتمع الحديث، كما يلي: هل المجتمع هو الذي يجعل الإنترنت ما هو عليه/أم أن الإنترنت هو الذي يجعل المجتمع ما هو عليه؟. بعبارة أخرى: هل الحواسيب الشبكية مجرَّد أدوات أم أنها شيء يفوق ذلك، شيء تِقْنِيّ؟ ولو عقَّدنا المسائل أكثر: هل التِّقْنِيَّات مجرَّد وسائل لبلوغ غايات خارجة عنها وأبعد عنها وأبعد منها أم أنها تحدِّد تلك الغايات، ولا تقتصر على خدمتها؟ والأدهى من ذلك، هل تلك الغايات تخرج من رَحِم التِّقَانَات ذاتها؟
ليس كلُّ مَنْ خبر ما للعولمة والثقافة الشبكية من طاقات نابذة ستتولَّد لديه حيوية مقاومة أو هُوِيَّةمشروع، تجعله طرفا في الحركات الاجتماعية الساعية إلى منابذة نظام المجتمع المَدَنِيِّ الطاغي. لكنَّ هذا لا يعني، في المقابل، أن هُوِيَّات هؤلاء أو ممارسات بناء الهُوِيَّة لديهم تظلُّ غير قابلة للتأثُّر بديناميات العولمة والتِّقَانَات الجديدة، حتَّى بالنسبة إلى أولئك الذين لا يستمدُّون هُوِيَّتهم من معاداة التيَّارات السائدة في المجتمع المعاصر، يمكن أن يُفهَم الوَضْع الراهن على أنه وَضْع، تحضر فيه أسئلة الهُوِيَّة بالنسبة إلى الأفراد على المستوى الشخصي بطريقة مباشرة تماما.
يمتدُّ هذا كلُّه إلى التغيُّرات السريعة في التِّقْنِيَّات، فالابتكارات سرعان ما تكون متداوَلة بين الناس.
من هنا نستطيع أن نتفهَّم لماذا نحن في مساس الحاجة إلى علم اجتماع الإنترنت، وهو ما أسهب فيه الدكتور نديم منصوري، حيث أشار في مقالة له أنه تقع على عاتق علم اجتماع الإنترنت الإجابة عن ثلاثة أسئلة أساسية، هي:
كيف يؤثِّر الإنترنت في الفرد والمجتمع؟
إلى أيِّ مدى يحقِّق الإنترنت علاقة متساوية بين الأفراد؟
هل يعكس الإنترنت صورة المجتمع؟ أي هل يمكن أن يكون مجتمع الإنترنت مرآة المجتمع الواقعي؟
وهو يرى أنه يتمُّ في الدراسات المهتمَّة بالتكنولوجيا الرَّقْمِيَّة الخلط بين مجتمعَيْن أساسيَّيْن، يعدَّان الميدان البحثي لدراستهما، هما: “المجتمع الإلكتروني” و”المجتمع الافتراضي”. وتشير هذه الدراسات أو المقالات إلى عَدِّ هذَيْن المجتمعَيْن ذَوَي معنى واحد، كون البنية التِّقْنِيَّة للمجتمعَيْن هي بنية واحدة.
ويَذكر أن المكوِّنات الرئيسة للمجتمع الإلكتروني تتمثَّل في الحواسيب، والاتِّصالات، وشبكات الوسائط المتعدِّدة. ويضمُّ هذا المجتمع أشكالا متنوِّعة من الخدمات، فصار هناك ما يُعرَف بالتجارة الإلكترونية، والتوظيف الإلكتروني، والحكومة الإلكترونية، والتعليم الإلكتروني، والنشر الإلكتروني، والكتاب الإلكتروني، والجرائم الإلكترونية.
هذه الخدمات وغيرها تترك الأثر في الفرد والمجتمع، وتخلق طبيعة جديدة، تتميَّز عن الأجيال السابقة للتكنولوجيا الرَّقْمِيَّة، وتُشكِّل صلب موضوع علم اجتماع الإنترنت.
كما أن استخدام الأفراد للتِّقْنِيَّة الرَّقْمِيَّة بهدف التأثير في المجتمع الواقعي يشكِّل موضوعا أساسيا في علم اجتماع الإنترنت، تماما مثلما حاول مانويل كاستلز Manuel Castells فعله في كتابة “شبكات الغضب والأمل”، من خلال تتبُّع نشوء الحركات الاجتماعية التي كانت تُدار بوساطة الإنترنت وشبكات الاتِّصالات في مناطق متنوِّعة من العالَم، أو دراسة ليلى كريمي وآخرين التي استهدفت التعرُّف إلى استخدامات طلَّاب التعليم العالي في إيران وماليزيا وبريطانيا وجنوب أفريقيا لمواقع التواصل الاجتماعي والإشباعات المتوقَّعة والمتحقَّقة من هذه الاستخدامات، أو دراسة زانك لينبري Zhang Lineberry حول استخدامات طلَّاب التواصل الاجتماعي، وإشباعاتها لدى طلَّاب الجامعات في الولايات المتَّحدة الأميركية، وعلاقتها برأس المال الاجتماعي. وتناولت الدراسة رؤية الطلَّاب لرأس المال الاجتماعي (العلاقات عبر مواقع التواصل) وعلاقته بالمحتوى الذي ينشره المستخدمون عبر هذه الوسائل. من هنا نجد أن هذه الموضوعات تشكِّل صلب اختصاص علم اجتماع الإنترنت.
ومن جهة أخرى، يعتمد المجتمع الافتراضي على المكوِّنات نفسها التي يعتمد عليها المجتمع الإلكتروني(الحواسيب، والاتِّصالات، وشبكات الوسائط المتعدِّدة)، إلَّا أننا نجد اختلافا في طبيعة العلاقات التي تربط الأفراد والجماعات بين المجتمعَيْن.
جاء المجتمع الافتراضي Virtual Communityكتطوُّر طبيعي للثورة الرَّقْمِيَّة، ليؤسِّس نمطا جديدا من التعامُل والتفاعُل والتواصُل من ضمن سياق مُعَوْلَم “سيبراني”. كما أنه يمثِّل مرحلة القطيعة مع النماذج الاتِّصالية التقليدية في إدراك الواقع وإدارته، ويؤسِّس لرؤية جديدة قائمة على قيمة التفاعُلية والتواصُلية والشفافية. هذا، ويُعدُّ هاورد رينغولد Howard Rheingold من الأوائل الذين استخدموا هذا المصطلح في كتابه “المجتمعات الافتراضية”The Virtual Community، الذي يؤكِّد فيه أنها “تجمُّعات اجتماعية، تنشأ من الشبكات حين يستمرُّ أناس بعدد كافٍ، في مناقشاتهم علنيا، لوقت كافٍ من الزمن، بمشاعر إنسانية كافية لتشكيل شبكات من العلاقات الشخصية في الفضاء السيبراني”. بمعنى آخر، المجتمع الافتراضي هو مجموعة من الأفراد، الذين يتشاركون عبر شبكات الإنترنت، لفترة زمنية، لتحقيق غاية أو هدف أو هواية، من خلال علاقة اجتماعية – افتراضية، تحدِّدها منظومة تكنو- اجتماعية. يعني ذلك أن ما يميِّز المجتمع الافتراضي، هو أنه نتاج عقول إنسانية وتفاعلات آلية؛ لأن باستطاعة المستخدمين أن يصمِّموا المجتمع الذي يريدونه وَفْقَالهدف الذي يرسمونه. وهناك تنوُّع كبير في هذه المجتمعات، لدرجة أننا لا نصادف أيَّ مجال اجتماعي أو سياسي أو ثقافي أو دِيْني أو اقتصادي أو تعليمي أو ترفيهي … إلَّا ونجده بين المجتمعات الافتراضية.
جدوى التمييز بين الإلكتروني والافتراضي:
وتسأل نديم منصوري لماذا نميِّز بين المجتمع الإلكتروني والمجتمع الافتراضي إذا؟ الجواب هو أن العلاقات الإنسانية في المجتمع الإلكتروني يمكن أن تبقى على وضعها الإنساني، أي أن التفاعلات الإلكترونية في المجتمع الإلكتروني تجمع بين شخصَيْن يعرفان بعضهما بعضا في الحياة الواقعية، وهما يستخدمان الوسيط الإلكتروني كَتِقْنِيَّة مساعدة في الحياة اليومية. فالمراسلات بين مدير الشركة وموظَّفيه، وبين الأستاذ والطلَّاب، وبين الجامعة والطلَّاب عبر التعليم الإلكتروني، أو علاقة الدولة بالمواطن عبر الحكومة الإلكترونية .. إلخ، لا تُشكِّل علاقات افتراضية، بل هي علاقات إلكترونية ناتجة عن طبيعة الوسيط الإلكتروني، المساعد في تفعيل عملية التواصل عبر تِقْنِيَّاتالاتِّصال الحديثة.
أمَّا في المجتمع الافتراضي، فطبيعة العلاقات الإنسانية تأخذ طابعا مختلفا، لأن العلاقة التي تربط الأشخاص في ما بينهم، هي علاقات مع أشخاص “مجهولين” أو “افتراضيِّيْن”، قد يتخفّون وراء هُوِيَّات رَقْمِيَّة خفية أو وراء “قناع افتراضي”، يصعب من خلاله التحقُّق من الهُوِيَّة الواقعية للأفراد؛ وبذلك تصبح العلاقة مُفترَضَة إلى أن يتمَّ التحقُّق من هُوِيَّة الشخص، لتتحوَّل العلاقة لاحقا إلى إلكترونية أو واقعية.
من جهة أخرى، فإن الافتراضية لها مستويات متعدِّدة، لأن العلاقة القائمة، في كثير من الأحيان، لا تكون بين طرفَيْن إنسانيَّيْن، بل قد تكون بين إنسان – وبرنامج، مثلما هو الحال في مواقع الحياة الثانية، أو المجتمعات والمُدُن الافتراضية، أو الألعاب الإلكترونية. وينتقل شكل التواصل بين الأفراد من تواصل عبر النصِّ أو الصور .. (تواصل إلكتروني)، إلى تواصل شعوري عبر الحركة والفعل الثلاثي الأبعاد، عبر الشخص الافتراضي” Avatar الذي يمثِّل الفرد في صورته الافتراضية في علاقة قائمة على اللامادَّة واللامكان واللازمان، والمعتمد على التفاعلية المُطلقة التي تترك للذات أن تتماثل في الصورة التي تريدها (تواصل افتراضي).
لكننا اليوم أمام عالَم يبلور رؤى واتِّجاهات مختلفة لنظريات، قد تتبلور بصورة أكثر وضوحا في المستقبل، لكنْ، علينا أن نشارك الآخرين في صياغتها، فَمِنْ هذه الرؤى المتَّصلة بمجتمع الإنترنت: نظرية الأنساق الاجتماعية لنيكلاس لوهمان Niklas Luhman، أو نظرية الفاعل- الشبكة لبرينو لاتور Bruni Latour التي تدرس العلاقاتالاجتماعية الناشئة عن الاحتكاك بين الثقافة والطبيعة، أو نظرية الملاحظة لهاينز فون فوريستر Heinz von forester التي ترتكز على الظواهر الجماعية، وتجيب عن أسئلة وجيهة، تخصُّ نظامها الخارجي والداخلي.
إن الخطورة القادمة هي نوع جديد من الاستعمار يعتمد على السيطرة علي الدول والمجتمعات والأفراد سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، سيصبح القرار وكأنه صادر من الوطن من الداخل وهو موجه من الخارج، لكي تتخيله عزيزي القارئ فانت حين تقود سيارة ذاتية القيادة هي من تختار الطريق في الذهاب والعودة، وبالتدريج هي من يقود دون ان تسالك الي اين انت ذاهب، تتعلم رغباتك ثم تقودك عبر القمر الصناعي ثم يتدخل اخر عبر القمر الصناعي ليوجه السيارة فيوحي لها ان هذا الطريق مغلق لتاخذ مسارا اخر ليحدث فجاة شلل مروري في مدينة كبيرة لتشل فيها الحياة وعبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي يوحي للناس ان السلع تنفذ فيرتفع سعرها ويحدث هجمة شراء عليها فينهار الاقتصاد تحت وهم غير حقيقي، هكذا الخطر القادم فهل ننتبه له .