بعد أن أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم فسخ التعاقد مع البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني لمنتخب مصر الأول. بعد الفشل في بلوغ نهائيات كأس العالم 2022، والاستعداد لتعيين مدرب جديد للفراعنة في الفترة المقبلة. لاسيما بعد الميل لتعيين مدرب وطني في هذه المهمة التي يسدل الستار على القرار فيها خلال ساعات قليلة قادمة.
المدرب البرتغالي السابق تولى المهمة في سبتمبر من العام الماضي، ورحل عن منصبه بعد 6 أشهر. عقب تحقيق وصافة أمم أفريقيا والعجز في تحقيق ميدالية على أقل تقدير في كأس العرب، فضلًا عن السقوط في تصفيات المونديال.
ويرجح جميع المسؤولين داخل اتحاد الكرة كفة المرب المصري عن أي مدير فني أجنبي بعد إنهاء عقد كيروش. حيث يعتقدون أن المدرب الوطني بات شيئًا مفروغا منه بعد تجربة أخيرة رفقة الأجانب باءت بالفشل إجمالاً. رغم ما حملته في طياتها من إيجابيات عديدة أبرزها اكتشاف عناصر جديدة وعودة الروح لمنتخبنا من جديد وإعادة هيبة وشخصية الفراعنة المفتقدة منذ سنوات.
تجارب وطنية ناجحة تدريبيًا مع المنتخب
تنتظر الجماهير المصرية الكروية إجمالاً قرار اتحاد الكرة النهائي الخاص بمدرب المنتخب القادم. لاسيما وأنه سيكون وطنيًا من بين الأسماء الأبرز على الساحة وهم: حسام حسن وإيهاب جلال وهما الأقرب وخاصة الأخير. وكذلك هناك أحمد سامي وعلي ماهر، بالإضافة للمعلم حسن شحاتة صاحب الإنجاز الأهم في تاريخ الفراعنة الكروي.
وبالنظر إلى تاريخ معظم المدربين المصريين سنجد أن حسن شحاتة صاحب نصيب الأسد من بطولات الفراعنة. حيث توج بـ 3 نسخ من بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006 التي أقيمت في مصر. و2008 التي استضافتها غانا، وأخيرًا 2010 التي لعبت في أنجولا.
المعلم تولى تدريب منتخب مصر منذ عام 2005 حتى 2011 وفي تلك الفترة نجح الفراعنة. في التتويج بثلاث نسخ من كأس الأمم رفعت رصيد مصر إلى 7 ألقاب بعدما كان 4 ألقاب فقط أعوام (1957 – 1959 – 1986 – 1998).
وانضم المعلم لتدريب المنتخب بشكل مؤقت بعد رحيل الفرنسي ماركو تارديلي الذي تولى تدريب الفراعنة من 2004 حتى 2005 فقط. ثم بات بشكل دائم حتى رحيله عام 2011 بعد الفشل في التأهل إلى كأس الأمم الإفريقية 2013.
تجارب سيئة أضاعت سمعة الكرة المصرية
بعد رحيل المعلم شحاتة توالى على منتخب مصر عدة مدربين سواء أجانب أو وطنيين. لكن لم ينجح منهم أحد سوى الأرجنتيني هيكتور كوبر والصعود لمونديال روسيا 2018. فبعد رحيل شحاتة تعاقد اتحاد الكرة مع الأمريكي بوب برادلي الذي بدأ رحلته بمواجهة البرازيل وديًا في قطر وانتهت بفوز السامبا بهدفين نظيفين. واختتمها بالفوز على غانا بمباراة الإياب في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم بنتيجة 2-1 وكان قد خسر ذهابًا بسداسية مقابل هدف أضاعت حلم التأهل لمونديال 2014.
وإجمالاً فقد خاض المنتخب الوطني تحت قيادة برادلي 38 مباراة دولية من نوفمبر 2011 وحتى نوفمبر 2013، منها 10 رسمية و28 ودية. وكان أكبر فوز على حساب سوازيلاند بعشرة أهداف نظيفة. فيما كانت أكبر خسارة أمام غانا بنتيجة 6-1 والتي بسببها تمت إقالته بعد فشل التأهل إلى كأس العالم.
وفي عام 2013 أعلن اتحاد الكرة تعيين شوقي غريب إلا أن تلك المرحلة لم تكن موفقة في تاريخ الفراعنة. حيث فشل المنتخب في التأهل لبطولة الأمم الإفريقية 2015، ليغيب عن البطولة للمرة الثالثة على التوالي، ليعلن بعدها اتحاد الكرة فسخ تعاقده.
كوبر علامة واحدة مضيئة
ثم أعلن بعدها اتحاد الكرة التعاقد لأول مرة مع مدرب أرجنتيني وكان المخضرم هيكتور كوبر. الذي تأهل إلى كأس الأمم الإفريقية 2017 ووصل بالفراعنة إلى المباراة النهائية وتلقى هزيمة من منتخب الكاميرون بنتيجة 2-1.
وبعدها قاد كوبر منتخب مصر في نهائيات كأس العالم الذي تأهل له الفراعنة بعد غياب دام 28 عامًا. قبل أن نخرج من كأس العالم خاليين الوفاض وبنتائج سيئة، حيث خسرنا الثلاث مباريات في دور المجموعات أمام أوروجواي ثم روسيا وأخيرًا السعودية، لتتم بعدها إقالة كوبر.
بعدها تم التعاقد مع المكسيكي خافيير أجيري، الذي لم يستمر في منصبه كثيرًا حيث قاد الفراعنة في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019. التي أقيمت في مصر وخرج من دور الـ16، بفضيحة كروية أمام منتخب جنوب أفريقيا بهدف نظيف. وفاز منتخب الجزائر بلقب تلك النسخة بعد فوزه على السنغال بالنهائي في استاد القاهرة بهدف رياض محرز.
البدري آخر التجارب الوطنية مع المنتخب والنتيجة صفر!
في 2019 تم توجيه الشكر إلى خافيير أجيري وتعيين حسام البدري بدلاً منه، بعد صراع شرس مع نفس الأسماء المرشحة حاليًا لتدريب المنتخب. خاصة إيهاب جلال وحسام حسن، واستمر منذ عام 2019 حتى 2021. وحقق نتائج جيدة إجمالاً في تصفيات كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم. لكن بأداء ومستوى غير مقنع للجميع لتتم إقالته رغم نجاحه على مستوى النتائج.
لكنه تسبب في تراجع تصنيف مصر كثيرًا بالفيفا وعلى مستوى قارة أفريقيا، سواء بنتائجه الرسمية أو بالتقاعس عن خوض مباريات ودية دولية. تساعدنا في زيادة عدد نقاطنا بالتصنيف ومن ثم تحسينه، ولعب المواجهة الفاصلة للصعود إلى المونديال. مع منتخب أقل قوة من السنغال التي هزمتنا مرتين وصعدت لكأس العالم بركلات الترجيح.
ثم حضر البرتغالي كيروش وشارك مع منتخبنا الوطني في كأس العرب وتصفيات كأس العالم وكأس الأمم الإفريقية. وإجمالاً لعب الفراعنة تحت قيادته 20 مباراة فاز في 13 لقاء، وحسمت نتيجة التعادل لقاءين فقط، وتلقى الفراعنة 5 هزائم.
وبعيدًا عن النتائج وحظه العاثر حيث خسر بطولة كأس الأمم والصعود للمونديال بنفس الكيفية وأمام نفس المنافس. بركلات الحظ الترجيحية، إلا أنه أعاد لأول مرة منذ سنوات ونسخة حسن شحاتة مع المنتخب، شخصية وهيبة الفراعنة الكروية. وأصبح لدينا شكل تكتيكي واضح في الملعب وأسلوب محدد وهوية بعد فترة ضياع فني وأداء باهت. وتحسن شكلنا وأدائنا معه كثيرًا وأفرز عديد النجوم الدولية مثل محمد عبد المنعم وعمر كمال عبد الواحد وفتوح وعمر مرموش وغيرهم.
وكان له بصمة واضحة مع منتخب مصر رغم تحفظ كثير من الجماهير والنقاد على بعض اختياراته واستبعاد نجوم مثل أفشة ومحمد شريف وطارق حامد. وكذلك الشكل الهجومي الضعيف لنا معه، في ظل وجود محمد صلاح نجم وهداف ليفربول والدوري الإنجليزي الممتاز الأقوى بالعالم.