لماذا يفضلونها ربة منزل؟
تنتزع البعض رغبة الامتلاك وأوهام السيطرة، أن تكون امرأته لا ترى غيره، لا تعرف قبله، ولا تسلك للوعي طريقًا، صور خاطئة تكونت في مخيلة الكثير عن النساء اللواتي يبقين في البيت، كنموذج خنوع، ترعى البيت والأطفال، وتسهر على حماية الرجل الشقيان، يعود ليجدها مزينة بعد أن تخلصت من كل أعباء المنزل والأطفال، مُتبني هذه الرؤى يعيش عقولهم أزمنة بعيدة، ينسون أن الوعي ابن المعرفة، والمعرفة صارت أسهل وأسرع من أن يتخيل أي فرد.
الخوف من نماذج النساء القويات القادرات على المطالبة بحقوقهن، وانتزاع المكانة جعلت نسبة غير قليلة ترغب في امرأة لا تنازعه السلطة، يرغبها صامتة طائعة.
نموذج (روءة) يشغل خيال كثير من الرجال، امرأة برتبة فتاة ليل، تُعد له ما يعدل مزاجه، تمتلك ثقافة التدليل، ولا تتداخل طلبات البيت في لحظات الشهوة، كمعادل حياتي.
ربة منزل كمبرر لعلاقات خارج الزواج
يقول بعضهم أنه يرغب في امرأة ليست ندًا، ثم يضجر بعد ذلك ويشكو فراغة عقلها، يتكئ على إقامتها في المنزل ليتحرك خارجه، يحلق في فضاء الأخريات، يتحدث مع صديقاته، ويجعل من ربة المنزل التي اختارها وبحث عنها طُعم يصيد به أخريات لتعاونه على التغلب على ما يُعانيه في بيته من جفاف عاطفي.
لكن سؤال على كل رجل يبحث عن ربة منزل الإجابة عنه لماذا يُريدها ربة منزل؟
لماذا يرغب في تقرير دوري عن زوجته؟ ألا تخرج دون علمه، ولا تكسر له كلمة، امرأة متفرغة للأعباء المنزلية، وتربية الأولاد، وغسيل ملابسه، صورة مستوحاة من الأفلام القديمة بالأبيض والأسود لكن هذه الصورة تلونت، وتغير القدر، المرأة الآن عندما تخرج تطلب سيارة خاصة من أحد موردى الخدمة، تخرج مع صديقاتها للمول وكافيهات متنوعة، نمط المرأة منزوعة الخبرة والأحلام غير ملائم للحياة، ولا مفهوم الشراكة الذي هو أساس الزواج، هو فقط يريدها ربة منزل ليتخلص من مسئولياته في الشراكة، ويكتفي بدورها كمورد مالي، ثم يتخذ من امرأته سببًا ليتعرف إلى أخريات.
بعض النساء يفضلن دور ربة منزل
مؤخرًا صار عدد من الفتيات يحلمن أن تصرن ربة منزل، تقضي وقتها في البيت. بعض منا نحن النساء نسخر أحيانًا من خروجنا للعمل. تلك الضغوط التي تهوي على كواهلنا. زحام وضجيج وتحرش ومعاكسات ورجال حين يمنحنهم القدر سعة في الرزق يخلدون إلى فراش نساء أخريات. أسباب عِدة جعلت صفة ربة المنزل تفضيل ليس فقط عند الرجال وهم يختارون شريكة حياتهم. ولكن أيضًا عند النساء اللواتي أوجعتهن وربما أرعبهن تجارب صعبة لأخريات.
لا ننكر التجارب السيئة، ولا نقدم دور عن الآخر. لكن كل عصر يفرض معطياته، وكل فترة زمنية لها صراعاتها، ربما بقاء المرأة في منزلها للاعتناء ببيتها وأولادها هو مهمة عظيمة، ولكن هل تبقي فعلًا المرأة بالبيت؟
من يقوم بمتابعة التمرينات والدروس ويوصل إلى المدرسة؟ من يحضر اجتماعات أولياء الأمور، ويُحاسب على فواتير التراجع الدراسي لا قدر الله.
ضرورة تحديث الصور عن ربة المنزل
لم تعد هناك ربة منزل بالصورة التي امتلكناها قديمًا ولم نقم بتحديثها. إنما أصبحت ذات مهام أكبر بكثير، مهام تستدعي مهارات عديدة. لكن عند الحديث عن ربة المنزل علينا أن ننبه ربات المنزل ألا تنسى نفسها. فأي إنسان بلا مهارات هو شخص معرض للمصاعب. أي شخص لا يمكنه الاستقلال في أي لحظة هو شخص معرض للسقوط.
استقلالية المرأة وتعلمها مهارة أو حرفة لا ينتقص من دورها كربة منزل. كما أن محاولات تجهيلها وافقادها الثقة بنفسها، لا تضر الرجل فقط أو الأسرة التي تفعل ذلك ببناتها ظنًا أن ذلك يجعلها تستمر في علاقات زواج فاشلة أو تتحمل عنف أو إذلال، هذه المحاولات تُدمر ولا تبني بيوتًا.
ربة المنزل ليست شخصًا منزوع الكرامة أو الكفاءة. وليست امرأة يعيلها رجل وهي بلا أعباء أو مسؤوليات. فإن كنتي عزيزتي تريدين أن تُصبحي ربة منزل فقط، فتسلحي بمهارات وعلم.
وإن كنت عزيزي الرجل ترغب في زوجتك أن تكون ربة منزل فهذا لا يعني أن تعزلها عن العالم. وإن كنا نرغب في تحرير المرأة حقيقة فعلينا أن نعطي لربة المنزل حقها لأن البيوت محفوظة بمثلها.