يبدو أن نادي برشلونة بعد تصحيح مساره بالدوري الإسباني منذ تعيين أسطورته تشافي هيرنانديز مدربًا له في منتصف الموسم. والقدوم بصفقات جديدة ومميزة صنعت الفارق بالبلوجرانا وظهوره بشكل مغاير. عاد مرة أخرى لعادته وعروضه الضعيفة وتوالت خساراته مؤخرًا أبرزها من إنتراخت فرانكفورت الألماني. وتوديعه لبطولة الدوري الأوروبي بشكل مؤسف من الدور الربع نهائي.
وبدأ بتقديم الهدايا لغريمه الأزلي ريال مدريد في الدوري بالخسارة تلو الأخرى ليقربه بشدة من لقب الليجا بشكل مبكر للغاية. وكان آخرها مساء أمس الأحد بعدما تعرض للهزيمة أمام رايو فاييكانو في اللقاء المؤجل من الجولة 21 من الدوري الإسباني بهدف دون رد.
ليتوقف رصيد برشلونة عند 63 نقطة في المركز الثاني في جدول ترتيب الليجا، بفارق 15 نقطة عن المتصدر ريال مدريد. فبعد أن كانت المنافسة على لقب الدوري الإسباني انحصرت بين الغريمين الميرينجي والبارسا. قام الأخير بتسهيل المهمة كثيرًا للوس بلانكوس ليصبح ترتيب الليجا: الريال بالصدارة برصيد 78 نقطة ويليه برشلونة من بعيد برصيد 63 نقطة ليقربه كثيرًا من لقب البطولة.
متى يحسم الملكي لقب اللبجا؟
بعد خسارة برشلونة أمام رايو فاييكانو. أصبح النادي الملكي في حاجة إلى نقطة وحيدة فقط من 5 مباريات متبقية في المسابقة ليصبح رصيد حينها 79 نقطة.
ووقتها لن يستطيع أقرب ملاحقي ريال مدريد، وهو برشلونة الوصول لهذا العدد من النقاط حال تحقيق الفوز في جميع مبارياته المتبقية. حيث أصبح أفضل عدد نقاط يمكن للبارسا الوصول إليه هو 78 نقطة.
ومن المقرر أن يلعب ريال مدريد في مبارياته الخمس المتبقية أمام إسبانيول، أتلتيكو مدريد، ليفانتي، قادش، وريال بيتيس. فيما يتبقى لبرشلونة 5 مواجهات أمام ريال مايوركا، ريال بيتيس، سيلتا فيجو، خيتافي، وفياريال.
وإذا نجح ريال مدريد في الفوز أو التعادل في الجولة القادمة أمام إسبانيول يوم السبت المقبل. سيتوج النادي الملكي بلقب الليجا رسميًا في ملعبه سانتياجو برنابيو.
كيف حسم الريال اللقب بهذه السهولة؟
براعة أنشيلوتي: بعد موسم صفري وسيء للملكي تحت قيادة زين الدين زيدان بالعام الماضي. جاء كارلو أنشيلوتي المدرب الإيطالي المخضرم للفريق هذا الموسم، ليعيد الأمور لنصابها من جديد. ويعيد للاعبين حيويتهم ونشاطهم وجدد دوافعهم بشكل كبير، كما أعاد كل لاعب لمركزه المفضل مع إشراك كل النجوم بنظام المداورة. وتألق نجوم مهمة بعينها معه مثل كريم بنزيما الذي يقدم واحد من أفضل مواسمه على الإطلاق. بالإضافة لدينامو خط الوسط لوكا مودريتش مايسترو الفريق وصمام الأمان الحارس العملاق تيبو كورتوا.
تألق خاص من نجومه: براعة إدارة أنشيلوتي للفريق فنيًا وخططيًا وأسلوبًا أعاد الملكي للطريق الصحيح. مع هدوئه وذكائه الشديد في التعامل مع النجوم وفرض الهدوء على غرفة خلع الملابس وإعادة الثقة والحماس للكل. كانت لها كلمة السر في موسم مميز للأبيض هذا الموسم. مع تألق خاص من الثلاثي المتوهج الذين تم ذكرهم “بنزيما ومودريتش وكورتوا”. بالإضافة لفينيسيوس جونيور وفالفيردي وألابا ورودريجو وكل نجوم الملكي الباقين. جعل الفريق في حالة فنية وبدنية أكثر من رائعة وتخطى أصعب المحطات والمباريات في الموسم بشكل انسيابي ومميز للغاية.
النجاح في أصعب المحطات: ولعل أبرز تلك المباريات كلاسيكو الذهاب في الكامب نو والفوز هناك. ثم الريمونتادا أمام باريس سان جيرمان بثمن نهائي دوري الأبطال، تلاها عودة أخرى كبيرة أمام تشيلسي بربع النهائي. واخيرًا الريمونتادا العظيمة أمام إشبيلية خارج ارضه بالفوز بثلاثة أهداف بعدما كان متأخرًا بهدفين. ليحسم لقب الليجا بشدة من هذه المباراة، ويؤكد على روح وقتالية الفريق والعمل الكبير الذي قام به أنشيلوتي في هذا الاتجاه.
تراجع المنافسين بشدة: أخيرًا بعد الأسباب الفنية والمعنوية وكذلك حالة الاستقرار الإداري المتوافرة بشدة داخل الفريق. والعودة للعب في ملعبه الأسطوري سانتياجو برنابيو وسط جماهيره حتى ولو لم تكتمل مدرجاته بالسعة القصوى. يأتي ضعف المنافسين ودخولهم في حالة مذرية على مستوى الليجا هذا الموسم. مما فتح الطريق على مصراعيه للملكي من أجل الظفر باللقب الغائب عن خزائنه، حيث فاز به جاره اللدود أتلتيكو مدريد بالموسم الماضي.
تراجع واضح
فظهر برشلونة في حالة يرثى لها قبل أن تتم إقالة مدربه الهولندي رونالد كومان ثم التعاقد مع تشافي الذي بدأ بشكل كبير. ثم انخفض الأداء وتراجعت النتائج بشدة بالفترة الأخيرة، وكذلك دخول أتلتيكو مدريد في فجوة فنية كبيرة بعد فوزه باللقب العام الماضي. حيث ظهر ضعيفًا وأضاع نقاطًا عديدة بسهولة كبيرة، ما أدى لابتعاده تمامًا عن المنافسة على الصدارة واللقب. وأيضًا عدم قدرة إشبيلية على النفس الطويل والمنافسة للنهاية. كلها أمور أدت مع تفوق الريال لوضع اللقب على مقربة شديدة منه قبل 5 جولات كاملة من نهاية البطولة الإسبانية.