يبدو أن هذا الموسم سيكون استثنائيًا بكل المقاييس لفريق ليفربول الإنجليزي. حيث يسير بخطى ثابتة ومدمرة لكل خصومه بكل المسابقات المحلية والقارية بأوروبا.
فبعد الفوز بكأس الرابطة الإنجليزية والصعود لنهائي كأس الاتحاد والمنافسة بقوة على لقب البريميرليج مع مان سيتي. وضع الريدز قدمًا في نهائي دوري أبطال أوروبا بعد الفوز مساء أمس الأربعاء على ضيفه فياريال الإسباني بهدفين دون رد في ذهاب نصف نهائي البطولة. فيما يثبت رجال المدرب الألماني يورجن كلوب عزمهم الشديد على الخروج بموسم للتاريخ هذا العام. مع احتمالية تتويجهم بـ7 بطولات في موسم واحد ليتفوقوا بذلك على رقم برشلونة التاريخي السابق بالتتويج بـ6 ألقاب في موسم واحد. إبان حقبة المدرب بيب جوارديولا الذهبية معهم.
وكان التهديف في المباراة التي استضافها ملعب أنفيلد رود قد بدأ بهدفٍ عكسي سجله استوبينان بالخطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 53. بعد تمريرة ساحرة من النجم المصري محمد صلاح لزميله هيندرسون الذي حولها عرضية غالطت المدافع وسكنت شباكه. بالإضافة إلى تسجيل ساديو ماني الهدف الثاني للريدز في الدقيقة 55 من تمريرة رائعة أخرى للفرعون صلاح. الذي كان أحد نجوم اللقاء وواصل كتابة أرقامه المميزة هذا الموسم.
طوفان أحمر يدمر الغواصات
ليفربول مر بشوط أول جيد استطاع فيه تهديد مرمى فياريال بعدة فرص متنوعة. فيما لم تحدث خطورة كبيرة تجعل الفريق الإسباني يقلق على وضعه. على عكس ما حدث في الشوط الثاني، والفكرة ليست في تحول الريدز بين الشوطين من فريق هادئ لنادٍ مخيف ومهيب.
لكن الشكل الذي ظهر به في الفترة الثانية يذكرنا بما حدث في لقاء أرسنال بموسم 18-19. عندما دخل ليفربول شوط اللقاء الأول ضاغطًا بقوة هائلة وشراسة استثنائية وسجل 3 أهداف. فالريدز أعاد أمس تلك الذكريات في الشوط الثاني.
تكتيكيًا لم يتغير شيء تقريبًا. بل إن الأفكار استمرت. لكن الحالة النفسية والشراسة في المحاولات تغيرت.
الأمر أصبح متكررا خاصةً في أنفيلد. فالفريق عندما يحتاج إلى خلق مناخ نفسي صعب على المنافس بات يلجأ لتلك الشراسة في التعامل. لكي يجعل منافسه في موقف صعب. وهو سلاح قوي للغاية يستعمله كلوب بأسلوبه في تهييج الجماهير وتجديد الدوافع لدى لاعبيه. فضلا عن جعل المنافسات التي يمر بها الريدز هي أهم شيء في العالم في عقول عناصره.
فياريال لم يقدر على مجاراة هذا النسق والإيقاع العالي واستسلم لواقع طوفان ليفربول ولم يحرك ساكنًا. فيما حاول الخروج بأقل الأضرار من تحت ضرس الحُمر في هذه الليلة العصيبة عليهم. على أمل محاولة أخرى للمباغتة على أرضه في لقاء الإياب الذي يبدو أنه صعب وفقًا لما يمر به الفريق الإنجليزي من توهج حاليا.
أرقام عديدة مميزة وصلاح استثنائي
حملت تلك المباراة أرقامًا عديدة إيجابية لصالح الليفر. كان أهمها في صالح نجمنا المصري المتألق بشدة هذا الموسم محمد صلاح رفقة الريدز. نستعرض أبرزها في النقاط الآتي:
*فاز يورجن كلوب في رابع مُباراة على أرض فريقه في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. وذلك من أصل أربع مُباريات. بنسبة نجاح وصلت إلى 100% مُتساويًا مع مارشيلو ليبي وأوتمار هيتسفيلد.
*فاز ليفربول بمُباراة اليوم في 20 مُباراة من أصل آخر 24 مُباراة للفريق في كافة المُسابقات. وهو رقم باهر يؤكد القيمة الكبيرة لعمل كلوب مع رجاله هذا الموسم.
*صنع صلاح الهدف الذي سجله ماني. ليرفع الثنائي الأفريقي رصيد الأهداف التي سُجلت بالمُشاركة معا للهدف السابع في دوري الأبطال. وهو الرصيد الأفضل لأي ثنائي بالتساوي مع ثنائية صلاح نفسه مع روبرتو فيرمينو ورايان جيجز وواين روني.
*رفع ليفربول سجل انتصاراته للفوز التاسع هذا الموسم في دوري أبطال أوروبا. وهو الرصيد الأفضل للريدز في نسخة واحدة من أي مُسابقة أوروبية.
*رفع ساديو ماني رصيد أهدافه في الأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا للهدف 14. وهو الرصيد الأفضل لأي لاعب أفريقي بالتساوي مع الأسطورة العاجية ديدييه دروجبا.