بعد إصرار عجيب أضر بالنادي الأهلي المصري من قبل مدربه الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني باستمرار الدفع بمواطنه بيرسي تاو أساسيًا مع الأحمر طوال المباريات السابقة. رغم أنه خارج تمامًا عن المستوى المأمول ويضيع أهدافًا سهلة للغاية برعونة كبيرة يحصد موسيماني ثمار صبره.
فضل “موسيماني “تاو” على نجوم آخرين بالفريق مثل محمد شريف وحسام حسن كانوا أكثر فائدة للفريق من تاو. ما أدى لتعرض الأهلي لنتائج سلبية بالدوري المحلي تحديدًا. نتيجة عناده ورهانه على تاو في كل المباريات وأيضًا طوال الـ90 دقيقة.
الأمر الذي جعل الأغلبية تشكك في نوايا موسيماني مع مواطنه. فهل يحابيه على حساب الفريق؟ فضلا عن انتقاد هوجو بروس مدرب جنوب أفريقيا لبيتسو بأنه أنسى تاو كرة القدم بعدما تراجع مستواه منذ قدومه للأهلي.
كل ذلك كان له الأثر في الإصرار والعناد الغريب من المدرب على إشراكه مع الأهلي. وكل ذلك كان علامات استفهام كثيرة أحاطت تلك العلاقة الغريبة بينهما ولعبه المستمر وهو بعيد كل البعد عن أي مستوى فني مقبول.
لكن جاءت مباراة وفاق سطيف الجزائري الأخيرة في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا بالقاهرة. والتي انتصر فيها الأحمر برباعية نظيفة كلها من نصيب بيرسي تاو. بإحرازه هدفين وصناعته للهدفين الآخرين. لتسكت كل هذه الألسنة وتخمد ثورة الانتقادات عليهما.
ويبدو أنه بدأ يحصد ثمار صبره ورهانه عليه في الفترة القادمة ويكون قد سار بذلك على خطى مدربين كبار بالعالم قاموا بنفس الفعل مع لاعبين مواطنين لهم، مثل الفرنسي زين الدين زيدان مع كريم بنزيما في ريال مدريد، والألماني توماس توخيل مع تيمو فيرنر في تشيلسي.
تاو من ساحر في البداية إلى قزم!
منذ أول مباراة لعبها بيرسي تاو مع الأهلي ضد الإسماعيلي في افتتاحية الموسم الجاري من الدوري المصري الممتاز. حيث سجل به هدفًا وواصل أهدافه للرقم 5 في الدوري. لتتوسم جماهير القلعة الحمراء خيرًا في المهاجم الجنوب أفريقي الذي صمم موسيماني على انتدابه من صفوف برايتون الإنجليزي.
لكن تاو تراجع مستواه بصورة ملحوظة خصوصا بعد تعرضه للإصابات. ما أثار الشكوك حول أهمية صفقة انضمامه إلى الأهلي. لا سيما أن موسيماني يعتمد على مواطنه دائما في التشكيلة الأساسية ولا يستبدله إلا في مرات نادرة فضلا عن الدفاع عنه في المؤتمرات الصحفية.
وخاض بيرسي تاو مع الأهلي هذا الموسم 22 مباراة بكل البطولات. سجل خلالها 8 أهداف وقدم 4 تمريرات حاسمة. لكنه لم يسجل أو يصنع أهدافًا في آخر 7 مباريات لعبها في الدوري.
إلا أن تاو انفجر فجأة وتألق بشكل لافت في مباراة الأهلي ضد وفاق سطيف ليقود الفريق للفوز برباعية نظيفة. سجل منها هدفين وصنع مثلهما. ليفوز بجائزة رجل المباراة ويخطف قلوب الجماهير الحمراء ثانية.
ويأمل موسيماني أن يستمر تاو على مستواه. ليكون بمثابة رد قوي على الانتقادات القاسية التي تعرض لها بالتحيز لمواطنه على حساب لاعبين مصريين آخرين في خط الهجوم.
زيدان نموذج عالمي لنفس الأمر
بالقياس بالكرة العالمية نجد أن مثل موقف موسيماني مع تاو قد تكرر من قبل بشكل مشابه له. ففي أكبر أندية العالم ريال مدريد وقت أن كان زيدان مدربًا له وفي ولايته الثانية تحديدًا. تعرض الفرنسي لكثير من الاتهامات بمحاباة بنزيما على حساب لاعبين آخرين. خصوصا أن اللاعب لم يكن وقتها يقدم مستوى يؤهله لقيادة خط هجوم فريق بحجم ريال مدريد بمفرده.
في المقابل كان زيدان يكيل المديح له في كل مناسبة ويصفه بـ”أفضل مهاجم في العالم”. ومع نهاية ولاية زيزو الثانية مع ريال مدريد في موسم 2020-2021 رد بنزيما على الانتقادات بعدما تحمل عبء قيادة هجوم الفريق الملكي بنجاح. وتمكن من تسجيل 30 هدفًا وتقديم 9 تمريرات حاسمة في 43 مباراة بكل البطولات.
وواصل بنزيما تألقه حتى بعد رحيل زيدان عن ريال مدريد وأصبح حاليا واحدًا من أهم اللاعبين في العالم. حيث يتصدر قائمة الترشيحات للفوز بجائزة الكرة الذهبية. وذلك بإحرازه 43 هدفًا وصنع 14 هدفًا أخرى في 43 مباراة حتى الآن.
تجربة توخيل
على جانب آخر عاش الألماني توماس توخيل مدرب تشيلسي القصة ذاتها مع مواطنه فيرنر مهاجم البلوز. وإن كان نجاح الألمانيين ليس بنفس القوة مقارنة بنظيريهما الفرنسيين.
فبعدما تولى توخيل قيادة تدريب تشيلسي في يناير 2021 اعتمد بشكل مطلق على مواطنه فيرنر. الذي كان وصل “ستامفورد بريدج” في صيف 2020 في صفقة ضخمة كلفت النادي 53 مليون يورو قادمًا من لايبزيج.
لكن فيرنر لم يكن على قدر طموحات توخيل وجماهير تشيلسي، حيث لازمه سوء حظ كبير. لتنتهي به الحال بتسجيل 12 هدفًا فقط وتقديم 15 تمريرة حاسمة في 52 مباراة بكل البطولات الموسم الماضي. منها 6 أهداف فقط في 35 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز.
ومع وصول روميلو لوكاكو إلى تشيلسي مطلع الموسم الجاري أخذ المهاجم البلجيكي مكان فيرنر. الذي جلس على مقاعد البدلاء في بداية الموسم. إلا أن أزمة تصريحات لوكاكو الخاصة بأنه يريد العودة لإنتر ميلان فريقه السابق. والتي قرر بعدها توخيل استبعاده من التشكيل الأساسي لتشيلسي. صبت في مصلحة فيرنر الذي بات أساسيًا من جديد.
وأصر توخيل على الاعتماد على فيرنر بشكل أساسي وهو الآن يجني ثمار قراره. خصوصا مع ارتفاع معدل تهديف فيرنر هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي. رغم تعرضه للإصابة بفيروس كورونا.
وسجل فيرنر 11 هدفًا حتى الآن في 37 مباراة خاضها بكل البطولات في الموسم الجاري، وهو عدد أهداف أقل بفارق هدف واحد عن حصيلته التي سجلها في 52 مباراة الموسم الماضي.