مازن بدر
باتت جماهير النادي الأهلي أمس ليلة حزينة بعد خسارة فريقها للنهائي الأفريقي أمام فريق الوداد المغربي. والتي انتهت بفوز الأخير بهدفين نظيفين.
نستطيع القول إن هناك ثلاثة أسباب كانت وراء خسارة الأهلي لنهائي أفريقيا أمس على ملعب مركب محمد الخامس بالمغرب.
كان أول الأسباب إدارة موسيماني للمباراة على المستوى الفني وخطة اللعب والتغييرات الخاطئة.
فقد أخطأ موسيماني في تشكيل البداية عندما دفع ببيرسي تاو وطاهر محمد طاهر وأحمد عبد القادر وعدم الدفع بقفشة ومحمد شريف وعمرو السولية لإجراء نوع من التماسك في منطقة الوسط أمام الفريق الخسم المنظم جدا في منطقة منتصف الملعب.
كان مطلوبا من خط وسط الأهلي مهمة الاحتفاظ الإيجابي بالكرة. وهذه من مهارات “قفشة”. فضلا عن قدرته على بناء الهجمات ووضع كرات حاسمة. بالإضافة إلى خبرته التي ترجحه عن عبد القادر الذي كان متوترا وكانت المباراة أعلى منه نفسيا.
أما محمد شريف فقد كان هو الأحق بالبدء بدلا من بيرسي تاو. فهو أكثر قدرة تهديفية وقله الهجومي كمهاجم صريح أكبر من تاو الذي يجيد اللعب أسفل المهاجمين أو كجناح. كما أن أرقام “شريف” تهديفيا في أفريقيا تعبر تماما عن صدق هذا الكلام.
أما عمرو السولية فكان من الضروري البدء به ما دام لديه قدرة -بديل إشراكه في الشوط الثاني من المباراة. فهو يملك قدرة التسديد والتمرير الأدق والسيطرة بجهده على منتصف الملعب. التي تخلى الأهلي عنها تماما أمام الوداد.
التغييرات.. وموسيماني المتأخر دائما
تأخرت تغييرات موسيماني كثيرا إلى أن تقدم الوداد بهدفين. لم تسعفه قدراته الذهنية والتركيزية على مجاراة تغيرات المباراة وصدماتها. خاصة بعد الهدف الأول الذي أحرزه الوداد من تصويبة أتاح دفاع الأهلي المتراخي كل الأريحية لمصوّبها.
وبالطبع هنا لا يمكن أن نسأل الشناوي عن الهدف الأول. فقد سكنت الكرة أعلى الزاوية اليمنى وكانت ذات قوة واتجاه يصعب مواجهته. وهذا ما جرى تماما في الهدف الثاني الذي قتل إرادة الأهلي في العودة للمباراة بخطأ فادح من محمد هاني بسوء تغطية لا يقع فيها ناشئ.
التشتت الذهني لموسيماني انتقل فيما يبدو إلى لاعبيه فتكررت الأخطاء وضاعت الروح وسالت طاقة التركيز على أرض ملعب محمد الخامس. فيما الخصوم كانوا في درجة تركيزهم القصوى. والسؤال الآن: “هل سيشفع رصيد موسيماني له في البقاء بالقلعة الحمراء أم سيقرر مجلس الإدارة رحيله عن الفريق بعد هذه الخسارة؟”.
أداء فقير لكل لاعبي الأهلي
كان واضحا خلال المباراة تراجع حاد في مستوى عدد من لاعبي الأهلي. كان على رأسهم محمد هاني الذي يحتاج الأهلي إلى وقفة معه لأن أخطاءه تكلف الفريق الكثير. كذلك أحمد عبد القادر الذي ظهر بمستوى مخيب لآمال الأهلاوية فتعطلت مهاراته في الاحتفاظ بالكرة والمرور إلى الأمام بشكل غير مصدق. كذلك العجز الذي بدا واضحا على لمسات علي معلول وأدائه الهزيل في الملعب بدنيا وفنيا. ويبدو أن عامل السن بدأ يقول كلمته في مسيرة “معلول” مع الأهلي.
كان الأهلي قادرا على العودة للمباراة حتى مع فارق الهدفين لولا “التوهان” الشديد والغريب الذي تملك اللعبين ومديرهم الفني. فضاع الوقت مع كراتهم المقطوعة وهجماتهم الباهتة رغم أن الوداد لم يكن بالفريق المرعب.
معركة غير متكافئة لـ3 آلاف من جمهور الأحمر
رغم امتلاء ملعب محمد الخامس بعشرات الآلاف من جماهير الوداد لم يزد عدد جماهير الأهلي على ثلاثة آلاف مشجع سافروا من القاهرة لمؤازرة الفريق الأحمر.
كان الجمهور هو اللاعب الثاني عشر لفريق الوداد بدعم هادر. ما أثر في معنويات لاعبي الأهلي بشكل كبير. فلا يمكن أبدا استبعاد عامل الأرض والجمهور في هذه الحالة التي كان يفترض أن يقتسمها الفريقان لولا تدخلات الاتحاد الأفريقي المريبة لئلا يفوز الأهلي ببطولة ثالثة على التوالي.
كان مجلس إدارة الأهلي رفض إقامة النهائي الأفريقي على أرض المغرب -أرض الخصم- وطالب بنقل المباراة إلى بلد محايد.
كما طرح الانسحاب من هذه المباراة بسبب إقامتها على ملعب محمد الخامس وهو ملعب الوداد فعليا.
مَن المسؤول عن غياب جماهيرنا؟
عدم مشاركة الجماهير المصرية في المباريات المحلية يؤثر على الفرق المصرية التي تشارك في البطولات الأفريقية. إذ نسي لاعبونا تقريبا اللعب تحت ضغط جماهيري. حتى بدا لاعبو الأهلي أمس منزعجين من أصوات جمهور الوداد الهادرة.
حدث هذا مع الأهلي في المغرب مثلما حدث مع المنتخب المصري في السنغال في المواجهة الحاسمة التي خسرها منتخبنا بعدما كان عامل الجمهور إضافة قوية للسنغال الذي فاز وصعد إلى نهائيات كأس العالم في قطر. لكن لا يزال أمر عودة الجماهير معلقا ولا أحد يعرف من المستفيد من هذا التعطيل الغريب لأحد أهم عناصر لعبة كرة القدم.