تعود الأجندة الدولية من جديد للدوران ويظهر منتخب مصر الأول لكرة القدم مرة أخرى بعد إخفاقات العام الصعبة بخسارة نهائي كأس أمم أفريقيا بركلات الترجيح أمام السنغال. ثم بسيناريو مشابه خسارة بطاقة الصعود لكأس العالم 2022 بقطر أمام الخصم نفسه.
ولكن هذه العودة للفراعنة تشهد متغيرات كثيرة أهمها وأبرزها الثوب الجديد مع مدير فني وطني هو إيهاب جلال، الذي تم التعاقد معه خلفًا للبرتغالي كارلوس كيروش، والذي صاحب قرار تعيينه الكثير والكثير من الجدل ما بين معارض ورافض لوجوده وقلة عاقلة تدعو للانتظار حتى يعمل ثم نرى الأوضاع ونحكم عليه.
جلال يضع نفسه تحت ضغط رهيب
في أول تصريح له على حالة الرفض تلك، وصف جلال من يهاجمونه بـ”أراجوزات” لا أحد يسمع لهم. فبدا كأنه يسكب “البنزين” على النار المشتعلة. وبهذا وضع نفسه تحت ضغط هائل، وبات معرضًا للانتقاد سواء أجاد أو أخفق.
عادة يعاني مدرب المنتخب إذا ما كان من خارج القطبين الأهلي أو الزمالك. وإيهاب لم يكن لاعبًا للفريقين من قبل ولم يدرب أحدهما “باستثناء فترة قصيرة مع الزمالك لم يوفق بها”. وحتى على المستوى الدولي مع المنتخب كلاعب لم تكن له مساهمة فاعلة، وكان يكتفي فقط بالظهور المشرف على فترات متفاوتة وقليلة للغاية.
نحن أمام مدرب غير مقبول بشكل أو بآخر إعلاميًا وحتى جماهيريًا. وهو ما يعني أن الضغوطات ستكون عليه أكبر من أي مدرب آخر.
ولذلك ومع أول تحدٍ رسمي له مع الفراعنة مساء اليوم الأحد أمام غينيا في الجولة الأولى من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس الأمم 2023 بكوت ديفوار، يصطدم جلال بأربعة تحديات صعبة وعصيبة للغاية.
كيف يتعامل جلال مع الصفوة
سيكون التحدي الأول أمام إيهاب جلال هو كيفية التعامل مع نجوم المنتخب. خاصة مع وجود محمد صلاح؛ أحد أفضل 3 لاعبين في العالم خلال الوقت الراهن. إذ يرى البعض أن علاقة الثنائي ستكون فاترة للفارق الكبير بينهما في ممارسة الكرة، وأن جلال سيواجه صعوبة في التعامل مع النجوم والسيطرة عليهم.
هنا “المطب” الأول كما يقال للمدرب الوطني صاحب النجاحات الجيدة بالدوري المصري دون أن يفوز بلقب. فإذا نجح في احتواء صلاح جيدًا ستكون مهمته أسهل بنسبة كبيرة للغاية.
استعادة الثقة للاعبي المنتخب
ثاني التحديات أمام إيهاب جلال هو كيفية استعادة الثقة للاعبي المنتخب وشخصية الفراعنة من جديد وسط القارة الأفريقية، بعد الغياب عن منصات التتويج في كأس الأمم، وتحديدًا منذ بطولة 2010 في أنجولا، فضلًا عن ضياع حلم التأهل للمونديال العالمي أمام منتخب السنغال.
ويواجه نجوم المنتخب انتقادًا رهيبًا بعد إخفاقات هذا العام بالكان وبالمباراتين المؤهلتين للمونديال. وربما يفقد أغلب النجوم ثقتهم بأنفسهم. وهو عامل نفسي لابد من التعامل معه بشكل مناسب من قبل المدرب. فإذا استطاع الخروج باللاعبين من هذه الحالة وتجديد دوافعهم واستنفار جهودهم للتعويض في القادم وتحديدًا بالصعود والفوز ببطولة ساحل العاج، سيكون نجح بشكل جيد للغاية.
البداية الجيدة تخلق الثقة في جلال
بكل تأكيد يسعى المدير الفني في التحدي الثالث الذي يواجهه إلى تحقيق فوز وتقديم أداء طيب أمام منتخب غينيا. خصوصًا وأن المباراة مقامة بالقاهرة ووسط جماهيره. وهو أول لقاء رسمي له كمدرب للمنتخب. فالظهور الأول بصورة مشرفة وأداء طيب سيعطي انطباعًا جيدًا عنه، سيدوم لدى الجماهير والنقاد. وهو ما يسعى جلال لتحقيقه.
وضع قدم في الصعود لأمم أفريقيا
أما التحدي الرابع أمام إيهاب جلال فهو الفوز في مباراتي غينيا وإثيوبيا بالتصفيات؛ لضمان وضع قدم وتفوق مبكر بصدارة المجموعة. ومن ثم تسهيل مهمة الصعود للكان. وهنا سيكون الضغط عليه أقل باعتبار أنه سينهي المهمة مبكرًا وسيبدأ بالاستعداد للبطولة نفسها بأريحية وأفضلية أكثر مع تجريب كل اللاعبين الذين يريدهم وتحقيق أفضل استفادة للمنتخب بعد ضمان الصعود من التصفيات.
وذلك إلى جانب مباراة كوريا الجنوبية الودية والتي يعتبرها جلال تحديًا خاصًا، لا سيما وأن الأعين ستكون مسلطة عليه في إدارة هذه المباراة. نظرًا لقوة المنتخب الكوري وضمه لنجوم كبيرة على رأسها سون هيونج مين مهاجم توتنهام وهداف الدوري الإنجليزي الممتاز مناصفة مع محمد صلاح بالموسم المنقضي برصيد 23 هدفًا.