حالة من الحزن والغضب الشديد سيطرت على الشارع الرياضي المصري عقب خسارة منتخب مصر تحت إدارة إيهاب جلال أمام نظيره الإثيوبي بهدفين دون رد. وذلك في الجولة الثانية للتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2023، في المباراة التي لعبت الخميس الماضي بدولة مالاوي، نظرًا للأوضاع الأمنية الصعبة في إثيوبيا. وكان الأداء الكارثي والمستوى الدفاعي الهش والأخطاء الكثيرة التي ارتكبها لاعبو الفراعنة، وراء السخط الجماعي من أغلب الجماهير المصرية. بينما ارتفعت المطالب برحيل اتحاد الكرة بالكامل برئاسة جمال علام، قبل إقالة الجهاز الفني بقيادة إيهاب جلال.
هذه الهزيمة التي تعرض لها منتخب مصر أمام إثيوبيا كان لها من التداعيات الكثير. خاصة في ظل تصريحات المدرب والمسئولين، وهجوم الإعلام الشديد على جلال، الذي بات أقرب ما يكون إلى أسرع وداع في تاريخ مدربي المنتخب الأول، لأسباب عدة.
خسارة تاريخية وأداء كارثي
وقد سيطر المنتخب الإثيوبي على مجريات الشوط الأول تمامًا، بينما اتسم أداء الفراعنة بالكارثية غير المفهومة. وقد أضاع أصحاب الأرض أهدافًا بالجملة لتسرع لاعبيهم. وألغى الحكم كذلك هدفًا بسبب وقوع لاعبي المنتخب الإثيوبي في التسلل. بينما تصدي القائم لفرصة هدف محقق.
وبهذا الفوز، حقق منتخب إثيوبيا انتصاره الأول على مصر منذ عقود طويلة. وكذلك الأول له بالتصفيات، حاصدًا أول ثلاث نقاط تصدر بها المجموعة، وبفارق الأهداف عن منتخب مصر الذي تراجع للمركز الرابع بنفس الرصيد.
إدارة جلال ضعيفة أغضبت الجماهير
قائمة المنتخب المصري التي اختارها إيهاب جلال لمباراة إثيوبيا لم تكن كافية لهذا اللقاء. ذلك رغم غياب محمد صلاح ومحمد النني ومحمود حسن تريزيجيه وأحمد حجازي للإصابة. فلم يكن إيهاب جلال موفقًا في اختياراته لسد عجز هؤلاء اللاعبين الذين تغيبوا عن المباراة. وقد أجرى 3 تغييرات عقب 35 دقيقة دفعة واحدة. الأمر الذي أضاف كارثية لإدارة جلال المباراة. ولم يتغير الحال كثيرًا خلال الشوط الثاني، وانتهى اللقاء بالخسارة 2 – صفر.
ربما حالة الغضب التي تسيطر على الجماهير المصرية منذ إعلان تعيين إيهاب جلال مديرًا فنيًا للمنتخب، أدت لزيادة الهجوم عليه مع أول مباراتين، وتحديدًا خسارة إثيوبيا المهينة. إذ تنبأ كثيرون قبل إدارته المنتخب هذا الإخفاق في تحقيق النتائج.
نبرة رفض جلال العالية داخل الاتحاد
منذ رحيل البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني السابق، بدأ اتحاد الكرة في البحث عن مدير فني جديد. وقد طالب الثنائي حازم إمام ومحمد بركات أعضاء المجلس، بتعيين مدرب أجنبي بدلًا من إيهاب جلال، ورفضا التصويت لصالحه. كما رفض إمام حضور المؤتمر الصحفي الخاص بتقديم جلال.
ويعقد مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة جمال علام اجتماعًا طارئًا يوم الخميس المقبل لمناقشة تداعيات مباراة إثيوبيا في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية، بناءً على دعوة رئيس الاتحاد لمناقشة أسباب الهزيمة والاطلاع على تقرير المدرب على أن يتم اتخاذ عدد من القرارات الفورية.
جلال يفتقد الخبرة لقيادة الفراعنة
تذيلنا المجموعة الرابعة التي تضم إثيوبيا ومالاوي وغينيا بـ3 نقاط، وضع الفراعنة في وضع حرج لم يتعرض له من قبل. وهو أمر يؤثر على سمعة وتاريخ هذا المنتخب الكبير.
يرى كثيرون أن إيهاب جلال لا يملك الخبرة الكافية سواء كلاعب سابق أو مدرب لقيادة الفراعنة. فهو لم يحصد بطولات مع الأندية التي دربها، وهذا ما تأكد لأغلب الجماهير ممن شاهدوا مباراة إثيوبيا والأداء والشكل وإدارة اللقاء.