ماذا فعلت المرأة؟
على مدار الأسبوع الماضي لم تفعل المرأة شيئا، بل كان مفعول بها. حدثت لها مواقف أكثر مما فعلت هي بنفسها في حياتها، وحياة زميلاتها النساء، على هذه البقعة من أرض الله. انتهى الأسبوع برفض تطليق زوجة من زوجها. سبقه خبر وفاة فتاة بعد سقوطها من شرفة منزلها، مدفوعة -ربما- بسبب عنف منزلي. ثم قبلها في يوم 7 يونيو/ حزيران، خرج علينا الشيخ مبروك عطية ليخبر الفتيات والسيدات أن يدخلن الحمام قبل خروجهن. وفي بداية الأسبوع العالمي لمكافحة عمالة الأطفال، انقلبت سيارة بها 15 فتاة عاملة في ترعة بالبحيرة.
7 يونيو/ حزيران
عمالة الأطفال
الخبر يقول “انقلاب سيارة عمالة زراعية بترعة الناصر بالنوبارية- البحيرة”. وكانت تحمل 15 فتاة من عمال التراحيل، لقيت أمل محمود 21 سنة، وجنات 15 سنة، مصرعهما غرقا. واصيبت 4 أخريات، هن زينب 18 سنة، حنان 30 سنة، رحمة 16 سنة، دعاء 14 سنة. بإصابات متعددة، بين كسور ونزيف بالمخ وكدمات وسحجات.
ليست أول حادثة بهذه الظروف تحدث، بل سبقها حوادث مشابهة. أقربها منذ أقل من شهر، في انقلاب سيارة تراحيل بها أولاد وبنات في احدى الترع. ويصادف أن تقع هذه الحادثة الأخيرة المؤلمة في وقت تحتفل به الأمم المتحدة بمكافحة عمالة الأطفال. الذي يبدأ كل عام في 5 يونيو/ حزيران، وينتهي في 12 يونيو/ حزيران.
وتقول أرقام الأمم المتحدة إن أكثر قطاع يعمل به الأطفال هو الزراعة. وهو أيضا أكثر مجال معرض فيه الطفل للخطر. وحين نفكر ما الذي قد يكون خطرا على طفل في حقل بين المزروعات والسماء الصافية، حسنا تقول منظمة العمل الدولية. أن الاطفال يتعرضون لأخطار التعرض للمواد الكيماوية، والمبيدات الزراعية، والغبار، والأدخنة، رفع الأحمال الثقيلة، العمل لساعات طويلة. والانحناء والوقوف المتواصل، العمل في عزلة، التعرض لساعات طويلة لأشعة الشمس، والعوامل المناخية الأخرى.
وكذلك يتعرض الطفل لاستخدام أدوات خطرة في العمل، ونقل أجزاء من الآلات الزراعية. مع الافتقار إلى الحماية والاسعافات الأولية في موقع العمل، وكذلك الحماية الاجتماعية والقانونية. ما يعني أنهم خارج نطاق المراقبة والاشراف القانوني.
وبالطبع، يأخذ الخطر في مصر شكل آخر يُضاف لهذه الأخطار. ألا وهو نقل هؤلاء الأطفال والنساء، بأعداد كبيرة في سيارات صغيرة، على طرق ضيقة، تكون غالبا على جانب ترعة أو مصرف زراعي.
مبروك عطية ينصح السيدات
في نفس اليوم، انتشر تصريح رائع للشيخ مبروك عطية، يتفذلك فيه على الفتيات والسيدات، يمدنا بنور فكره وقوة بصيرته. بتقديمه لحل لم نكن نعرف نحن الفتيات أنه “أوبشن” نستطيع استخدامه حقا.
قال الشيخ: “ابقي اعملي حمام في بيتكم”. وحتى نفهم النصيحة يجب أن نعرف سببها، فقد تم القبض على عامل في حمام بمطعم في الساحل الشمالي يقوم بتصوير السيدات والفتيات في حمام السيدات. فتقدم الشيخ مبروك بهذا الحل العبقري، ليلفت نظرنا أنه حقا نستطيع قضاء حاجتنا قبل النزول من المنزل. حتى لا نضطر للدخول في أي حمام عام، حتى لا نقع ضحية مختل نفسيا.
فبينما يقضي الرجال حاجتهم في الشارع بكل أمان وتحت الكباري، ولا توجد أصلا حمامات عامة في أشهر وأكبر ميادين القاهرة. وبينما تتعرض النساء للانتهاك في هذه الحادثة، يتم توجيه الحديث لها هي تحديدا. وليس بتوفير حمامات آمنة ومنتشرة ومراقبة العاملين ومعاقبة المتعديين. لا بالطبع، سنوجه حديثنا للسيدات والفتيات. بغض النظر إذا كن حوامل، أو مريضات سكر، أو يرغبن في قضاء حاجتهن. ونخبرهن أن يدخلوا الحمام في بيوتهن.
هذا بدلا من توجيه الخطاب للرجال المتحرشين والمتعديين على الحريات. وبدلا من الدعوة لإنشاء حمامات عامة للجميع. فالأسهل هو مخاطبة المرأة -كالمعتاد- وكنوع من أنواع “تكبير الدماغ”.
15 يونيو/ حزيران
الخبر يقول “النيابة صرحت بدفن جثمان سارة خالد 25 سنة طبيبة أسنان”. سارة ماتت يوم 14 يونيو/ حزيران، إثر وقوعها من الدور الخامس. وتقرير الطب الشرعي قال إنه انتحار. وعليه، تم التصريح بالدفن.
ما تم ذكره على لسان أصدقائها، أنها كانت على خلاف مع أسرتها. وكانت تتعرض للضرب من أمها وأخوها الصغير. سارة كانت قد تركت البيت، وكانت هناك محاولات لإرجاعها. وبالفعل، عادت للمنزل يوم السبت، وفي يوم الأحد، الساعة الثامنة صباحا، “سقطت” من الدور الخامس وماتت.
أصدقائها يؤكدون أنها لم تنتحر، وأن هناك آثار للضرب على جسدها. ولم يكن انتحارا كما جاء في تقرير الطب الشرعي. وان هناك صور ورسائل بينها وبين صديقاتها، تبين الكدمات وآثار الضرب على جسدها. إضافة إلى شكواها الدائمة من تعرضها للضرب، والتهديد من أسرتها.
منظمة الصحة العالمية تقول ان ثُلث نساء العالم يتعرضن لعنف جسدي او جنسي خلال حياتهن. وان الأرقام قد لا تكون دقيقة، وربما أكثر من هذه الأرقام. لأن كثيرات يخجلن من الاعتراف بتعرضهن للعنف الجنسي والضرب.
العنف المنزلي الذي يقع على الأبناء والفتيات أكثر مما يعتبره الكثير من الآباء والأمهات حق لهم في تأديب وتقويم سلوك أبنائهم وبناتهم. خاصة البنات، لا يدركون ان أبنائهم ليسوا ملكية خاصة. وان التربية ليست فقط بالضرب، وأن الارشاد والنصح هو فقط دورهم، ويعتبرون رفض الأبناء لطريقتهم في الحياة هي “تمرد وقلة ادب” يستحقون العقاب عليها واتهامهم بالعقوق.
دراسة من جامعة كوليدج لندن، قالت إن الآباء المسيطرين الذين يتحكمون نفسيا في أطفالهم. قد يدمرون فلذات أكبادهم طوال حياتهم. فالمبالغة في عدم السماح للطفل باتخاذ قراراته بنفسه، وانتهاك حريته، ومحاولاته للتفكير المستقل، تؤدي إلى احداث ضرر لا يستهان به بصحته النفسية.
بمتابعة أكثر من 5 آلاف شخصا -هم عينة البحث- وجدوا أن تحكم الآباء وتسلطهم وممارسة ضغوط نفسية على الطفل مرتبط بعدم رضا الشخص عن نفسه عند الكبر واعتلال صحته النفسية. فما بالك بقتله أو ربطه بسلسلة حديدية في رجل السرير وحبسه؟
16 يونيو/ حزيران
ينتهي الأسبوع بخبر صادم، يقول إن محكمة الأسرة بسوهاج رفضت دعوى سيدة مسيحية تطالب بالطلاق من زوجها بعد أن أشهر إسلامه. واعتبرت المحكمة أن إسلام الزوج لا يعد سببا لتطليق الزوجة المسيحية. وأن الشريعة الإسلامية واجبة التطبيق، وان إسلام الزوج لا يُجيز للزوجة الكتابية طلب التطليق.
ويقول نجيب جبرائيل المحامي، إن قرار المحكمة قد خالف الأحكام المتعلقة بزواج المسيحي. وخاصة ما يتعلق بحالة تغيير الدين، التي تُجيز تطليق الزوجة في حالة خروج زوجها عن الدين المسيحي. طبقا لنص المادة 51 من لائحة الاقباط الأرثوذوكس رقم 38 واجبة التطبيق.
زوجة مسيحية، صحت في يوم وجدت زوجها المسيحي الذي تزوجته على أسس القانون القبطي. تجده أصبح مسلما، فبذلك خالف هو العقد الذي بينهم الذي تزوجا عليه. اما حكاية المسلم الذي يجوز له الزواج من كتابية، فهذا يحدث منذ البداية. مسلم يقابل مسيحية فيتفقا على الزواج، ويذهبا للموثق وليس لماذون ويعقدا العقد.
هكذا تبدأ الحدوتة لا من منتصفها، نعتبر هذا زواج مسلم من كتابية. فهي لم تعرفه مسلما ولم تتزوجه مسلما بل هو من خالف عقد زواجهما القبطي. فكيف ترفض المحكمة التطليق وتحتكم للشريعة الإسلامية في عقد زواج قبطي؟ هي ليست كتابية. هي مخطوفة يا سيادة القاضي في علاقة زواج لا تريدها. لم تملك القرار أن تتزوج مسلم، بل تزوجت رجلا مسيحيا، ويجب الرجوع للقانون القبطي.
حياة المرأة بإذن الزوج
ما حدث لهذه السيدة ذكرني بالطلاق الغيابي للمسلمة، او الطلاق الشفهي، أو الرجعي. تُطلق السيدة وتُرد حسب مزاج الزوج. يرمي عليها اليمين، ثم يستغفر ويقول “أصلي ما كنتش أقصد أطلقها أنا كنت متعصب”. فيذهب لشيخ، فيخبره “ما دمت لم تكن تنوي الطلاق فهو لم يقع، وكمل حياتك لا تقلق”. وكأن الزوجة -سواء مسلمة أو مسيحية- ستظل مفعول بها. تنتظر الأب الذي سيزوجها، والزوج الذي ياذن لها بالعمل، أو بزيارة أهلها. والذي سيُطلقها ويردها بدون أن تعرف، أو يتزوج عليها بدون إذنها، أو يغير دينه. فتخبرها المحكمة أنه لا بأس، فانتي الآن كتابية متزوجة من مسلم.
نختتم اليوم بتصريح طريف للدكتور زاهي حواس في برنامج ” الستات ما يعرفوش يكدبوا”. حيث علق على زيادة أعداد حالات الخلع بأن السبب هو أن “الستات يذهبن للعمل ويعودن للمنزل متعبات ويناموا و”يشخروا” فلا يعرف زوجها أن ينام”.
التعليق: لا تعليق يا دكتور زاهي. لكن نرجوك أن تُنبهنا في المرة القادمة أنك ستُلقي دعابة حتى نأخذ حذرنا.
على الصعيد العالمي، صرّحت آمبر هيرد أنها لا تزال تحب جوني ديب. وأنها فشلت في إنجاح العلاقة بينهما لكنها لا تكرهه. وبالطبع لا يجب أن ننسى أن شاكيرا انفصلت رسميا عن بيكيه لأنها خانها.