رصدت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان، 203 حالة انتحار في مصر خلال الفترة من يناير إلى يونيو الماضي، تركز 52 حالة منها في القاهرة والجيزة، كما رصد التقرير الذي حمل عنوان “حالات الانتحار في 6 أشهر”، 12 محاولة للانتحار أيضًا.
وأرجع التقرير، ارتفاع حالات الانتحار خلال السنوات الماضية، إلى تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي، مما تسبب في أزمات نفسية أصابت المُنتحر، وأجبرته على اتخاذه لقرار الانتحار، مشيرًا إلى موجات الانتحار التي ظهرت ظهر مؤخرًا بالقفز أمام عربات مترو الأنفاق.
المدير التنفيذي للمؤسسة، شريف هلالي، قال إن التقرير رصد 203 حالة انتحار، كانت أعلاها في شهر فبراير بـ 44 حالة بنسبة 21.67%، يليها شهر يناير بـ 41 حالة بنسبة 20.2 %، ثم شهري مايو، يونيو بمعدل 31 حالة انتحار لكل منهما بنسبة 15.27 %، ويأتي شهر إبريل في الترتيب التالي بـ 27 حالة انتحار، ثم شهر مارس بـ 29 حالة انتحار.
وأكد هلالي، أن هذا الرصد لا يمثل بالضرورة عدد حالات الانتحار الحقيقية، والتي تصل إلى عدة آلاف سنويًا ولا يمكن رصدها من محاضر الشرطة ودفاتر وزارة الصحة شهريا، مشيرًا إلى أن التقرير أعتمد على رصد حالات الانتحار من خلال وسائل الإعلام.
تأتي القاهرة في الترتيب الأول بـ 32 حالة انتحار بنسبة 15.67% ،يليها الجيزة بـ 20 حالة انتحار بنسبة 9.85 %، وفي المركز الثالث تأتي محافظة كفر الشيخ بـ 16 حالة انتحار، ثم القليوبية بـ 15 حالة انتحار ، وفي المركز الرابع تأتي محافظة البحيرة بـ 14 حالة بنسبة 6.9 %، ثم محافظة الشرقية في الترتيب الخامس بـ 13 حالة بنسبة 6.4 %، ثم تأتي محافظة سوهاج في الترتيب السادس بـ 12 حالة بنسبة 5.9 % وهي اعلى محافظات الوجه القبلي، يليها محافظة المنيا في الترتيب السابع بـ 10 حالات بنسبة 4.92 %، وفي الترتيب الثامن تأتي محافظة المنوفية بـ 9 حالات بنسبة 4.43 %، يليها محافظتي الإسكندرية و قنا بـ 7 حالات انتحار بنسبة 3.44 %، يليها محافظتي الدقهلية والاسماعيلية بـ 6 حالات لكل منهما بنسبة 2.95 %، يليها محافظة بني سويف بـ 5 حالات انتحار بنسبة 2,46 %، يليها محافظات دمياط والسويس وأسيوط بـ 4 حالات لكل منها بنسبة 1.97 %، يليها محافظتي الأقصر والبحر الاحمر بحالتي انتحار لكل منها بنسبة 0.98 %، وفي الترتيب الأخير تأتي محافظات بورسعيد ، مرسى مطروح ، جنوب سيناء بحالة انتحار لكل منها بنسبة 0.49 % لكل منها.
وخلت عدد من المحافظات من حالات انتحار خلال هذه الفترة ومنها الفيوم وأسوان وشمال سيناء.
التصنيف النوعي والاجتماعي
يُمثل الذكور أغلب حالات الانتحار، وهي الظاهرة المستمرة منذ بدء رصد حالات الانتحار في الشهور الماضية وذلك بـ 150 حالة بنسبة تقترب من73.9 %، مقابل 53 حالة انتحار للإناث بنسبة 26.1 %.
وكان أعلى معدل لانتحار الذكور كان في شهري يناير وفبراير بـ 33 حالة انتحار لكل منها بنسبة 22 %، يليها شهر يونيو بـ 25 حالة انتحار بنسبة 16.6 %، ثم 21 حالة في شهر مارس بنسبة 14 %، و20 حالة في شهر مايو بنسبة 13.3 %. بينما كان اعلى معدل للإناث في شهري فبراير ومايو بـ 11 حالة في كل منهما بنسبة 20.75 %.
الحالة الاجتماعية
سجلت أعلى معدلات الانتحار طوال فترة التقرير لدي غير المتزوجين بـ 72 حالة بنسبة 35.46 %، بينما وصلت لدى المتزوجين /ات بـ 36 حالة بنسبة 117.73 %، ولم يتمكن التقرير من رصد المعلومات الخاصة بـ 95 حالة بنسبة 46.8 %.
وسيلة الانتحار
ورصد التقرير، 12 وسيلة من وسائل الانتحار خلال الشهور الستة الماضية، كانت أعلى وسيلة من وسائل الانتحار بالشنق بـ 89 حالة انتحار بنسبة 43.84 %، يليها وسيلة تناول قرص غلة سام، او مبيد حشري بـ 45 حالة بنسبة 22.16 %، ثم الانتحار بالقفز من مكان عالي بـ 35 حالة بنسبة 24.17 % ، يليها الانتحار بإطلاق النار على النفس أو بالانتحار غرقا في نهر النيل او فروعه بـ 9 حالات لكل منها بنسبة 4.43 % ، وفي المركز السادس يأتي الانتحار امام قطارات مترو الانفاق بـ 5 حالات انتحار بنسبة 2.46 %، يليها الانتحار بقطع الشرايين أو الانتحار حرقا بـ 3 حالات لكل منها بنسبة 1.47 %.
بينما كانت الوسيلة المفضلة للانتحار للإناث هي تناول قرص غلة أو مبيد حشري أو دواء بإجمالي 30 حالة انتحار بنسبة 66.6 %، بينما جاءت في الترتيب الثاني الانتحار شنقا بـ 11 حالة انتحار بنسبة 11.35 %، ثم القفز من مكان عالي بـ 8 حالات انتحار بنسبة 22.85 %، وفي الترتيب الرابع جاءت وسيلة الانتحار من خلال إطلاق سلاح ناري بحالتي انتحار بنسبة 22.2 %. وفي الترتيب الأخير جاء بالانتحار بالقفز أمام إحدى محطات مترو الانفاق، وقطع الشرايين والانتحار حرقا بحالة انتحار لكل منها.
فيما يتعلق بالذكور كانت الوسيلة المفضلة للانتحار هي الشنق بـ 78 حالة بنسبة 87.64 %، يليها القفز من مكان عالي بـ 26 حالة بنسبة 74.28 %، وفي الترتيب الثالث تأتي الانتحار بقرص حفظ الغلال او كيماوي بـ 15 حالة انتحار بنسبة 33ز3 %، ثم إطلاق النار بـ 8 حالات انتحار بنسبة 88.8 %، ثم القفز في مياه النيل أو أحد فروعه بـ 9حالات، وفي الترتيب التالي جاءت وسيلة الانتحار بإشعال النار، وقطع الشرايين بحالتي انتحار لكل منها.
التصنيف المهني
مثل الطلاب والطالبات أعلى فئة في حالات الانتحار حسب التصنيف المهني أو نوع العمل المراحل التعليمية المختلفة ” ابتدائي ـ اعدادي ـ ثانوي ـ جامعي ” بـ 32 حالة بنسبة 15.76 %، منها 22 حالة لغير الجامعيين. يليها تصنيف العامل سواء لدى القطاع الخاص أو لدى القطاع الحكومي بـ 20 حالة، وفي نفس الترتيب جاء العاطلين عن العمل بـ 20 حالة بنسبة 9.85 %، وفي الترتيب الرابع جاء تصنيف ربات المنازل بـ 14 حالة بنسبة 6.9 %.
التصنيف العمري
كانت أعلى مرحلة عمرية في حالات الانتحار في الفترة من 21 ـ 30 عاما بـ 65 حالة انتحار بنسبة 32 % كان أعلى معدل لها في شهر فبراير بـ 17 حالة بنسبة 26.15 %، واقل معدل في شهر إبريل بـ 7 حالات بنسبة 10.76%، يليها المرحلة العمرية من 1 ـ 18 بـ 36 حالة بنسبة 17.73% كان أعلى معدل لها شهر فبراير بـ 9 حالات، وأقل معدل في شهر إبريل بـ 3 حالات، وفي الترتيب الثالث جاءت المرحلة العمرية من 31 ـ 40 عاما بـ 41 حالة بنسبة 20.2 % كان اعلى معدل في شهري يناير، مايو بـ 10 حالات لكل منها، يليها المرحلة العمرية من 19 ـ 20 بـ 18 حالة بنسبة 8.86%، أي أن هناك 114 حالة انتحار في سن الشباب من 19 ـ 40 عامًا بنسبة 56.15 % أي ما يزيد على نصف الحالات التي تم رصدها ضلا عن 36 حالة في سن الطفولة وهو مؤشر خطير خاصة اذا كان مستمرا طوال عام ونصف منذ بدأت هذه السلسلة في الصدور حول حالات الانتحار ، يليها في الترتيب المرحلة العمرية من 51 ـ 60 عاما بـ 8 حالات ، يليها المرحلة العمرية 41ىـ 50 عاما بـ 7 حالات بنسبة 3.94 %، ثم المرحلة العمرية من 61 ـ 70 عاما بحالتي انتحار بنسبة 0.98 % ، وفي الترتيب الأخير المرحلة من 71ـ 80 بحالة انتحار واحدة بنسبة 0,49 % . وتم رصد 25 حالة غير معروف شريحتها العمرية بسبب نقص المعلومات المنشورة بنسبة 12.31 %.
أسباب الانتحار
تنوعت أسباب الانتحار إلى 17 سبب، كان أعلاها سوء الحالة النفسية للمنتحر التي تسبق حالات الانتحار، يليها مرضى الاكتئاب والأمراض النفسية بـ 27 حالة، ثم المنتحرين بسبب الخلافات الزوجية والأسرية بـ 36 حالة بمعدل 18 حالة لكل نوع من الخلافات بنسبة 8.86 %.
وفي المركز الخامس الانتحار بسبب الضائقة المالية وتزايد الديون بـ 15 حالة، ثم الأسباب العاطفية سواء بسبب رفض الزواج من قبل أسرة أحد الطرفين، أو لعدم القدرة المالية، أو بسبب فسخ الخطوبة.
أما حالات الانتحار بسبب مرض كورونا أو لوجود مخاوف من المرض به بلغت 5 حالات، وفي نفس الترتيب جاء المنتحرون بسبب الفشل في التعليم أو الخوف من امتحانات الثانوية العامة بـ 5 حالات، وإدمان الخمر أو المخدرات 5 حالات، بينما جاء المنتحرون بسبب الفشل في الحصول على عمل أو ترك العمل، الحزن على وفاة قريب، والاصابة بأمراض الشيخوخة وامراض مزمنة بحالتي انتحار لكل منها بنسبة 0.98 % .
وتنوعت الأسباب الأخرى إلى منتحر بسبب زواج والدته، ولعبة الحوت الأزرق، ووفاة الرئيس الأسبق حسني مبارك وكانت في محافظة الشرقية، وسحب الموبايل بمعدل حالة واحدة لكل منها بنسبة 0,49 %.
محاولات الانتحار
ورصد التقرير، 12 محاولة انتحار انتهت بالفشل، كانت 6 منها الذكور، و6 محاولات من جانب الإناث، على المستوى الجغرافي حظيت محافظة القاهرة بأعلى عدد منها بـ 4 محاولات، ثم محافظتي الجيزة والبحيرة بمحاولتي انتحار، ثم الدقهلية والمنوفية وسوهاج والمنيا بحالة انتحار لكل منها.
ودعت المؤسسة العربية، الحكومة المصرية ومجلس النواب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية، لوضع استراتيجية لمناقشة أسباب هذه الظاهرة وكيفية مواجهتها وصولًا إلى حصار هذه الظاهرة سواء بوضع ضوابط على بعض الوسائل المستخدمة في الانتحار.