ماذا فعلت المرأة؟
بدأ الأسبوع بداية مبشرة حقا، فقد تفوقت عدة فتيات رياضيا على المستوى الدولي، فتوقعنا خيرا لبقية الأيام. ولكن للأسف، في منتصف الأسبوع صُدمنا بكشف جريمة قتل زوجي. وبتفاصيل مُرعبة، فالجاني هو أحد رعاة العدل والقانون كما يفترض.
وتوالت أخبار الجرائم ضد المرأة تباعا، تزامنا مع رفض المحكمة العليا في أمريكا للإجهاض. وكما بدأ الأسبوع بداية رياضية، فقد أنتهى بنهاية رياضية سعيدة أيضا.
24 يونيو/ حزيران
شابات مصر يهزمن بولندا 27/25 في ثاني مباريات بطولة العالم لكرة اليد للشابات. كما أتخذت المحكمة العليا الأمريكية قرارا كارثيا باعتبارها الإجهاض حق غير دستوري، وأن تنظيم الإجهاض يعود تقريره وتحديده لكل ولاية على حدة.
تضمن القرار أن من حق أي ولاية أن تلغيه تماما بدون أي استثناءات. حتى في حالات الإغتصاب وزنا المحارم والتشوهات الجنينية. وكل ولاية لها حق في التقنين حسب ما ترى، لأنه ليس حقا دستوريا مطلقا.
الحكم صدر بأغلبية خمسة ضد أربعة من قضاة المحكمة، ويعتبر تراجع تاريخي على حكم سابق في 1973، وآخر في 1992 في قضايا مشابهة.
القرارظالم للسيدات الفقيرات والمراهقات واللاتي يتعرضن للاغتصاب. وإذا كان هذا هو الحال في قلعة الحريات -أمريكا- فكيف سيكون حالنا نحن الفتيات والسيدات في المجتمعات العربية؟ فنحن لا نزال نعتبر الحديث عن الدورة الشهرية عيبا، ونطالب على استحياء بأيام أجازه في الشهر. ويحكم قاض مثلما حدث منذ أسبوعين على فتاة مغتصبة بالزواج من مغتصبها حتى “يستر عليها”. والنتيجة أن الضحية ستحيا عمرها كله رغما عنها مع مجرم.
يبدو أن أمامنا الكثير جدا حتى تستطيع أن المرأة أن تملك حق القرار في جسدها وملابسها وحياتها. وستظل تابع للأب أو الزوج أو القانون.
26 يونيو/حزيران
أعلنت الأجهزة الأمنية بالجيزة أنها استخرجت جثة المذيعة المقتولة شيماء جمال. بعد أن دفنها زوجها داخل مزرعة في منطقة البدرشين. وتم التحفظ عليها في مصلحة الطب الشرعي، لفحص الجثمان ومعرفة طريقة قتلها. تفاصيل الجريمة كما رواها شريك الجاني مرعبة، بدأت الاحداث يوم 20 يونيو/حزيران. حيث تلقت الأجهزة المعنية بلاغا من عضو هيئة قضائية يفيد باختفاء زوجته الإعلامية “شيماء جلال”. البلاغ أكد اختفاءها من أمام مجمع تجاريٍّ بمنطقة أكتوبر وقت ذهابها إلى الكوافير. والشهود أكدوا اختفائها بعدما كانت برفقة زوجها أمام المجمع التجاري المذكور بأكتوبر.
ثم في يوم 26 يونيو/حزيران، ظهر شخص أكد أن زوج الإعلامية هو القاتل بسبب خلافات بينهما. صديق القاتل أكد مشاهدته ملابسات جريمة القتل، وعلمه بمكان دفن جثمانها. انتقلت النيابة برفقته صديق القاتل لمكان أرشد عن دفن جثمان المجني عليها، فيه تبين أن المتهم استأجر مزرعة في البدرشين لقتل المجني عليها، ودفنها.
أمرت النيابة بحبس صديق القاتل بعد ثبوت اشتراكه في الجريمة، وتجديد حبسه 15 يوما. ثم تم إخطار جهة عمل المتهم لرفع الحصانة عنه، وصدور أمر بضبطه.
وفي خلال يومين كانت النيابة العامة قد استمعت لأسرة الإعلامية. والذين اتهموا زوجها بقتلها لرفضه الكشف عن زواجهما، حيث أن الضحية كانت الزوجة الثانية للجاني. وأمرت النيابة باستخراج الجثة وتشريحها، وبسبب تشويه الجثة، أجرت والدة شيماء تحليل DNA للتأكد من أن الجثة لابنتها.
صور الجثة، من شدة بشاعتها، امتنعت الصحف المصرية عن نشرها. فقد قام أيمن حجاج -الجاني زوج شيماء- بقتلها والتعامل مع جثمانها بقسوة شديدة. فهو لم يقتلها وحسب، بل بعد قتلها بالرصاص، قام بصب ماء نار على وجهها. ليس بسبب إخفاء معالمها، ومداراة جريمته. فهو يعرف -بحكم عمله كقاض- أن تحليل الحمض النووي أصبح الطريقة السهلة للتعرف على الجثة.
إذن، فتشويهه للجثة كان بهدف الغل والسواد تجاهها، ولم يكن القتل في لحظة انفعال وخلاف زوجي. كما أنه بعد دفنها في حديقة فيلته، قام باستخراج الجثة -وكانت قد بدأت في التحلل الرمي- ونقلها إلى مزرعة في البدرشين. وأعاد دفنها على عمق متر ونصف.
هي ليست جريمة عادية، بل هي جريمة عنف زوجي تُضاف لقائمة قتل الزوجات والأخوات.
27 يونيو/حزيران
الأمن الأردني يعلن أن قاتل الفتاة الأردنية “إيمان” أطلق النار على نفسه بعد محاصرته من قبل رجال الأمن، ولقي حتفه. بعد أن نفذ جريمته الأسبوع الماضي، إثر تهديده لها في حالة رفضها الحديث معه في حرم الجامعة بشمال الأردن، وأرداها قتيلة بعدة رصاصات إحداها في الرأس.
رحم الله إيمان ونيرة ومروة.
أيضا، وجّه رئيس المحكمة الشرعية في جنين- فلسطين، القاضي رائد سبتي. رسالة إلى السيدات المتزوجات قائلا: إلى كل امرأة تتوجه إلى المحاكم تطلب الطلاق من غير ضرر حقيقي واقع أو متوقع او دون سبب واضح مقبول شرعا. قال رسول الله (ص): “أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة”.
وعلى الرغم من أن قانون الأحوال الشخصية الفلسطيني يضع الطلاق في يد الرجل وحده بإرادة منفردة. إلا أن القاضي يتوجه للنساء وحدهن بالنصيحة بالتريث في الطلاق، وهي نصيحة ستكون صحيحة، لو أن أمر وقرار الطلاق في يد النساء. أو على الأقل في يد الطرفين. لا أن تُطلق السيدة وهي في منزلها، لا تدري، أو بعدم رضاها.
فلماذا سيدي القاضي لا توجه حديثك للزوج الذي بيده الأمر والطرف الآخر ليس سوى مفعولا به؟
ثم جاء خبرا رياضيا سعيدا في منتصف اليوم. حيث حسمت “هنا جودة”، البالغة من العمر 14 عام فقط. نتيجة مباراة تنس الطاولة لصالح منتخب مصر للسيدات، ضد المنتخب الإيطالي. في مواجهتها للإيطالية نيكوليتا ستيفانوفا البالغة من العمر 38 عاما.
نجحت هنا، برفقة فريق منتخب مصر للسيدات، المكون من الثلاثي مريم الهضيبي ودينا مشرف وهنا جودة. في الفوز على منتخب إيطاليا، وحصد الميدالية الذهبية في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، المقامة في مدينة وهران الجزائرية.
أطلقت الصحافة على هنا جودة لقب “الطفلة المعجزة”. فقد حصدت ألقاب دولية سابقة: صدارة التصنيف العالمي لتحت 15 سنة، صدارة التصنيف العالمي لتحت 17 سنة. المركز الثاني بالتصنيف العالمي تحت 19 سنة، المركز 35 في التصنيف العالمي للسيدات، والتتويج ببطولة أفريقيا للسيدات.
29 يونيو/ حزيران
بلغت التونسية “أُنس جابر” -المصنفة ثانية عالميا- الدور الثالث ببطولة ويمبلدون للتنس الأربعاء. بعد فوز سهل على البولندية كاترزينا كاوا، القادمة من التصفيات، بنتيجة 6-4 و6-صفر.
وتواجه اللاعبة التونسية، التي أصبحت هذا الأسبوع صاحبة أفضل تصنيف للاعبة أفريقية على الإطلاق. الفرنسية ديان باري، المصنفة 77 عالميا لنيل مكان في الدور الرابع.
تعد أُنس، التي وصلت إلى المركز الثاني في التصنيف العالمي مع انطلاق البطولة. وهو الأفضل في مسيرتها، واحدة من أبرز المرشحات للقب بعد فوزها بلقب برلين على العشب قبل أسبوعين.
وبدا أن اللاعبة البالغ عمرها 27 عاما -والتي بلغت ربع نهائي البطولة العام الماضي- من حيث انتهت في الدور الأول. عندما احتاجت إلى 54 دقيقة فقط لتسحق ميريام بيوركلوند. وانتصرت أُنس في المواجهتين السابقتين أمام منافستها البولندية، البالغ عمرها 29 عاما، ولعبت بشراسة منذ البداية.
30 يونيو/ حزيران
تم إلقاء القبض على “أيمن حجاج”، المتهم بقتل “شيماء جمال” في السويس. كانت الجهات الأمنية قد تعقبت المتهم، عبر اتصالات هاتفه المحمول بمعارفه ذوي الصلة الوثيقة. ورصدت أماكن اتصالاته، وتوجهت قوة أمنية رفيعة المستوى، بعد تحديد مكانه بطريق ناصر بالسويس، وتم ضبطه، واتخاذ الاجراءات القانونية.
قامت قوات الضبط بالتوجه بالمتهم من السويس إلى مدينة 6 أكتوبر لمباشرة التحقيقات. وقال مصدر أمني في السويس إن المتهم كان يختبئ في قرية سياحية بمنطقة السخنة، بنطاق دائرة قسم شرطة عتاقة.
وكما بدأ الأسبوع بأخبار رياضية مفرحة فقد أنتهى أيضا أمس الخميس بخبر فوز “بسنت حميدة”، العداءة المصرية، بالميدالية الذهبية في سباق الـ 100 بدورة ألعاب البحر المتوسط.
هذا الحدث يُعد تاريخيا، فقد كانت قد حصلت في الدورة السابقة في 2018. على الميدالية البرونزية بتوقيت 11:62، بينما قد سجلت فوزها بالذهبية أمس بتوقيت 11:10. الإنجاز في كسر الرقم السابق وبتحويل البرونزية لذهبية.
الإنجازات العربية والمصرية للفتيات والنساء في دورة ألعاب البحر المتوسط، وبطولة ويمبلدون. يدفعنا للتفكير كنساء وفتيات أولا إلى التوجه للمجال الرياضي، على الرغم من صعوبة كافة المجالات أمام المرأة. ولكن قد تعتبر كل هذه الإنجازات دافع للفتيات الصغيرات اللاتي يتدربن في مراكز شباب وفي فرق بقرى الأقاليم. وتجعلهم يتشبثون بالحلم. ويتطلعون لـ “هنا جودة” و”بسنت حميدة” و”أنس جابر”، ولفريق كرة اليد للشابات.