يبدو أن الشغل الشاغل لإدارة نادي برشلونة الإسباني هذا الصيف، هو إنهاء صفقة المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي نجم وهداف بايرن ميونيخ الألماني، رغم تقدمه في العمر 33 عامًا، بالإضافة لرفض إدارة البافاري التفريط في خدماته هذا الميركاتو بسهولة.
ودخل النادي الكتالوني في مفاوضات مكثفة طوال الأسابيع الماضية مع نظيره الألماني، أملًا في إقناعه بالموافقة على رحيل المهاجم البولندي المتميز إلى ملعب كامب نو لكن دون جدوى حتى هذه اللحظة، رغم تبقي موسم واحد فقط في عقده رفقة البايرن.
فلماذا يصر برشلونة على هذه الصفقة بهذا الشكل الذي يجعله لا يرى سواه بالسوق بجانب الصفقات المجانية الأخرى التي أبرمها، مثل المدافع الدنماركي كريستينسن ولاعب الوسط الإيفواري فرانك كيسي.
في التقرير التالي يستعرض “مصر 360” أهم العوامل التي تدفع برشلونة للإصرار على الحصول على خدمات ليفاندوفيسكي..
اقرأ أيضًا.. بعد عام في باريس.. هل يفجّر “ميسي” مفاجأة ويعود إلى برشلونة؟
ملأ فراغ ميسي بنجم كبير
عانى برشلونة من ضياع هيبته في ملاعب كرة القدم بالمواسم الأخيرة، لا سيما على صعيد دوري أبطال أوروبا، قبل أن تنهار نتائجه أيضًا على المستوى المحلي في آخر 3 سنوات.
وبعد رحيل الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي العام الماضي، لم يعد البارسا يمتلك نجمًا من نخبة اللاعبين في الفترة الأخيرة، ولذلك يحتاج البارسا لجلب لاعب بقيمة ليفاندوفسكي إلى ملعب كامب نو، خاصة بعد المكانة التي وصل إليها مؤخرًا عبر تتويجه بجائزة أفضل لاعب في العالم آخر عامين.
بالإضافة لامتلاك الفريق الكتالوني لاعب بقيمة ليفاندوفسكي سيعيده مجددًا للواجهة، فضلًا عن زيادة الصخب والاهتمام الإعلامي بالفريق وأخباره، بعد سنوات الخفوت الماضية بعد رحيل البرغوث الأرجنتيني نحو باريس سان جيرمان الفرنسي.
تسويق ينعش النادي
كان برشلونة أكثر المتضررين من الأزمة الاقتصادية التي طالت الأندية آخر عامين بعد جائحة فيروس كورونا، حيث حقق النادي خسائر فادحة فضلًا عن ديونه الطائلة.
كما أن رحيل ميسي أضر بصورة النادي وعلامته التجارية، ما يجعل قدوم نجم بارز جديد مطلب مُلح، لجلب المزيد من الرعاة والتسويق بشكل أفضل للبلوجرانا.
بالإضافة إلى ذلك يتمتع ليفاندوفسكي بقاعدة جماهيرية ومحبين بكافة أنحاء العالم، ستساعد البارسا على زيادة شعبيته، وبالتالي سينعكس ذلك على وضع النادي الاقتصادي لاحقًا.
قدرات تهديفية كبيرة
يفتقر برشلونة في العام الأخير لقائد فني في أرض الملعب بعد مغادرة ميسي، حيث لم يستطع أي لاعب آخر سد هذه الثغرة التي خلفها البرغوث، وسيكون ليفاندوفسكي خير معوض للدولي الأرجنتيني، لا سيما في ظل قدراته التهديفية الاستثنائية التي مكنته من الاحتفاظ بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي آخر عامين.
كما يحتاج المدرب تشافي هيرنانديز لمهاجم غزير الأهداف، يمكّنه من حسم بعض المباريات الصعبة، التي لا يستطيع الفريق النجاة منها، مثلما حدث في الموسم الماضي.
وليس هناك خيارات أفضل من الدولي البولندي في الوقت الراهن، للتعويل عليه لحل هذه المعضلة، فرغم ضم أوباميانج من قبل ووجود ديباي وغيره من المهاجمين لم يستطع أحدهم إحراز أهداف غزيرة وبمستوى وأداء منتظم وثابت تساعد الفريق على تجميع النقاط والفوز كثيرًا في البطولات المحلية والقارية.
منافسة بنزيما في الريال
اكتفى برشلونة في الموسم المنقضي بمشاهدة غريمه ريال مدريد يحصد الألقاب المهمة، الليجا ودوري أبطال أوروبا، بفضل هدافه الفرنسي كريم بنزيما، فرغم قدرة البارسا على سحق الريال في آخر كلاسيكو (4-0)، إلا أن الفريق لم يكن يمتلك نجمًا يضاهي مكانة بنزيما، إعلاميًا وجماهيريًا.
ومن المتوقع اشتعال الكلاسيكو والمنافسة بين الفريقين من جديد حال التعاقد مع ليفاندوفسكي، الذي سيسعى جاهدًا لإثبات أفضليته على نظيره الفرنسي والتفوق عليه تهديفيًا في أول مواسمه بالليجا.
وبالتالي سيستفيد برشلونة تلقائيًا باشتعال المنافسة بين الثنائي، مستغلًا رغبة ليفاندوفسكي في إثبات مدى قوته أمام الجميع في إسبانيا، وأنه ما يزال “الأفضل” في العالم حتى في وجود بنزيما أمامه بالريال وبهدافي الليجا.
