نشر مركز التنمية والدعم والإعلام “دام” ضمن موقعه الإلكتروني “مصر 360” عددًا من الكتابات التي تناولت، مفهوم وأهداف الحوار وسياقاته. كما تضمنت متطلبات نجاح الحوار ومستقبله، وتم تقسيم الإصدار إلى ثلاثة محاور.

ويتضمن هذا الإصدار المحور الأول، الذي يضم رؤى حول الحوار الوطني، الأهداف والآليات. بالإضافة إلى الرد على أسئلة جوهرية منها: لماذا الحوار الآن؟ وما هي معايير المشاركة؟

للاطلاع على ملفات الحوار الوطني..

الدعوة المبكرة للحوار

وضمن الملف مقال “الحوار الوطني.. بناء مجال سياسي آمن”، والذي خصصه الكاتب فريد زهران لموقع “مصر 360” نهاية شهر مارس. ويمثل دعوة مبكرة إلجراء حوار وطني. ويستعرض خلاله المشاركة السياسة ما بعد 30 يونيو، وأزمات الفترة الانتقالية بعد ثورة يناير. ويطرح دعوة لبناء مجال سياسي آمن، وأجندة لحوار سياسي يتناول خمس قضايا رئيسية: الوضع الدولي والإقليمي، التوجُّهات والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ومَدنيَةّ الدَولة، والتهديدات التي تواجه المجتمع. وأيضًا ملف الحريات والإصالح الإداري.

وتتناول باقي الأعمال بالنقاش أسئلة جوهرية، منها: هل الحوار الوطني حلًا للأزمة السياسية والاقتصادية؟ وكيف يمكن إنجاح الحوار؟ وما هي الضمانات المطلوبة لذلك؟ حتى لا يكون “حوارًا في قربة مقطوعة”، على حد تعبير الكاتب محمد سعد عبد الحفيظ، الذي تناول سياقات وأهداف الدعوة للحوار.

بينما يطرح عمرو بدر شروطًا للحوار، منها اشتراك الأطراف المتحاورة في وضع أجندة محل توافق. وكذا تقديم السلطة مزيدًا من الخطوات تساهم في تهيئة المناخ للحوار. ومنها إخلاء سبيل الآلاف من السجناء، وتحديد آلية وجداول زمنية واضحة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه كمخرجات للحوار.

الحوار الوطني الذي لا يحتمل الفشل

وفي السياق يطرح الكاتب محمد حماد مناخات الحوار وضمانات ضرورية لنجاحه في ظل أزمات متداخلة. ما يفرض تعظيم الفرص، وتوفير ضمانات، منها إتاحة الفرصة كاملة للتعبير عن الهواجس لدى كل طرف، وتبادل الآراء دون حجر أو تضييق. مع ضمان حرية التعبير وتنوع وتعدد الأصوات في وسائل الإعلام، وتطبيق حقوق المواطنين المنصوص عليها في الدستور. هذا بالإضافة إلى ضرورة الاعتراف بالأزمة المركبة، المتمثلة في أحد جوانبها بأزمة النظام والمعارضة، والثانية تعاني التكلس والعجز، بينما الأولى سدت منابع السياسة.

ويرى حماد أن الفشل هو النتيجة الأسوأ التي لا تُحتمل توابعها، لأنه بكل بساطة يضعنا في فوهة انفجار الأوضاع وضرب الاستقرار ويفتح أبواب المجهول.

هل الحوار في مصر هو الحل؟

ويطرح الباحث هشام جعفر، سؤالًا أساسيًا: هل الحوار في مصر هو الحل؟ مؤكدًا على أن الاستقرار يمثل مصلحة مشتركة بين الجميع. فليس من مصلحة أحد إنزالق الوضع إلى اضطرابات اجتماعية لا تتحملها الدولة بمؤسساتها، ولا المجتمع المنهك الباحث عن لقمة عيشه بكرامة. وعليه فطرح أولويات المصريين يعتبر مرتكزًا أساسيًا في إنجاح الحوار. وهذا ينقلنا إلى إشكالية تمثيل فئات المجتمع، من يمثل من وكيف؟ وما ينتج عن ذلك من مشكل الإقصاء الذي لا يتعلق فقط بغياب الإخوان. بل بتغيب فئات من كتلة 30 يونيو.

وأخيرًا وإذ نقدم هذا الإصدار، الذي يمثل عمال فكريًا معبرًا عن بعض اتجاهات الرأي لدى النخب المصرية، فإننا نأمل أن يكون مفيدًا للقارئ والباحثين، والفاعلين في مجتمع السياسة، بما يساهم في إنجاح الحوار.