سيطرت مدرسة البرتغال بشكل كامل على سوق المدربين الأجانب في مصر. لا سيما المنتخب الأول لكرة القدم وأكبر ناديين بها وبالشرق الأوسط وأفريقيا -الأهلي والزمالك. فـ”هل ذلك من قبيل المصادفة؟ أم عن تجربة ونجاحات وسمعة رائعة لهم بأرض الفراعنة؟”.
وبعد أن تعاقد نادي الزمالك قبل شهور من الآن مع البروفيسور جوسفالدو فيريرا لانتشال الفريق من محنته ونجح في ذلك بشكل كبير جاء الدور على الأهلي ليتذوق طعم مدرسة البرتغال. وذلك عبر تجربة جديدة مع ريكاردو سواريش بعد نجاح ساحق لأسطورته مانويل جوزيه من قبل بالعقد الأول من القرن الجديد.
قبل أن يعلن الاتحاد المصري لكرة القدم هو الآخر تعيين البرتغالي روي فيتوريا مدربًا جديدًا للفراعنة. خلفا للمدرب إيهاب جلال ومن قبله برتغالي آخر كارلوس كيروش. بعد مفاوضات مكثفة قادها حازم إمام عضو اتحاد الكرة وكللت بالنجاح.
ليكمل فيتوريا المدرب الجديد للفراعنة بذلك الغزو البرتغالي للكرة المصرية هذا الموسم.
وهنا نحاول الإجابة عن سؤال: “ما السبب وراء توافق المدربين البرتغاليين مع الكرة المصرية؟”.
فينجادا ثم كيروش في البداية
لجأ منتخب مصر لأول مرة في تاريخه للمدرسة البرتغالية بتعيين كارلوس كيروش المدير الفني السابق لمنتخب إيران. وذلك لتولي مهمة تدريب الفراعنة بعد إقالة حسام البدري من منصبه.
وتولى كيروش قيادة المنتخب في سبتمبر/أيلول الماضي ووصل إلى المركز الرابع في كأس العرب. ثم وصافة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة في الكاميرون. لكنه فشل في قيادة الفراعنة للمونديال بالخروج أمام السنغال بركلات الترجيح.
وكان قد سبقه بشهور عديدة مواطنه وصديقه نيلو فينجادا الذي تولى مهمة المدير الفني لاتحاد الكرة المصري وأقيل بعد رحيله هو الآخر توفيرًا للنفقات.
الزمالك سبق الأهلي في مدرسة البرتغال
قرر نادي الزمالك أيضا إعادة مدربه المخضرم البرتغالي جوسفالدو فيريرا في مارس/آذار الماضي لاستكمال الموسم الحالي.
وذلك بعد فشل النادي في البطولة الأفريقية والخروج من دور المجموعات بشكل مخزٍ وسوء النتائج في الدوري مع الفرنسي باتريس كارتيرون. الذي توصل إلى اتفاق مع الإدارة بفسخ التعاقد بالتراضي والرحيل للتدريب في الدوري السعودي.
وجاء فيريرا وقام بعمل مضن وحوّل شكل الزمالك 180 درجة وحسّن النتائج والأداء كثيرًا. كما صعّد نجوما شابة بالفريق الأول ومنحهم الفرصة كاملة وظهروا بشكل مميز مع القلعة البيضاء لتكون تجربة ثانية مميزة كذلك.
في السياق قرر نادي فاركو الصاعد للدوري المصري هذا الموسم الاستعانة بمساعد البروفيسور السابق المدرب البرتغالي نونو ألميدا في مارس الماضي كذلك.
أما في الأهلي وبعد غياب 6 أعوام تقريبا عاد الأحمر للمدرسة البرتغالية مرة أخرى بتعيين ريكاردو سواريش مديرًا فنيًا بجهازه كاملاً خلفًا للجنوب أفريقي بيتسو موسيماني الذي رحل باتفاق الطرفين وبالتراضي. وجاء سواريش بعد ولاية مؤقتة للمدرب سامي قمصان.
سواريش ترك تدريب فريق جيل فيسنتي البرتغالي من أجل قيادة الأهلي. الذي يسعى لتصحيح مساره بعد ضياع لقب دوري أبطال أفريقيا.
وبدأ عمل سواريش الواضح يجني ثماره وظهر هذا جليًا في الفوز الساحق على فيوتشر بالدوري مساء أمس الثلاثاء برباعية نظيفة. ويبدو أن القادم معه سيكون مزدهرًا للشياطين الحمر.
تجارب سابقة قوية للبرتغاليين
التجارب البرتغالية في مصر على صعيد التدريب عرفت طريقها مع قدوم مانويل جوزيه لقيادة الأهلي عام 2001.
ويبدو مانويل جوزيه بمثابة الملهم للمدرسة البرتغالية في الكرة المصرية. خاصة أنه نجح على مدار 3 ولايات مع الأهلي في تحقيق نجاحات باهرة. وذلك بتحقيق لقب دوري أبطال أفريقيا 4 مرات والسيطرة على لقب الدوري المصري وحصد 20 بطولة مع الفريق الأحمر.
الأهلي لجأ لمدربين برتغاليين آخرين وهما توني أوليفيرا الذي حقق لقب السوبر المصري عام 2003. ولكنه حقق نتائج سيئة في الدوري ودوري أبطال أفريقيا وخرج من كأس الاتحاد الأفريقي.
وتولى جوزيه بيسيرو قيادة الأهلي عام 2016 لكن التجربة لم تكتمل بسبب رحيل بيسيرو إلى بورتو البرتغالي.
الزمالك أيضا عرف النجاح مع البرتغاليين -خاصة فيريرا- بطل الثنائية المحلية موسم 2014-2015. وهو الموسم الذي أسهم أيضا البرتغالي جايمي باتشيكو في تحسين نتائج الفريق الأبيض وحصد اللقب به. وهو ما كرره في الموسم الماضي.
ولم تنجح تجربة البرتغالي مانويل كاجودا مع الزمالك عام 2005. وهو حال تجربة أوجوستو إيناسيو عام 2017. فيما نجح البرتغالي بيدرو بارني في تأمين وصافة الإسماعيلي للدوري موسم 2017-2018، لكن تجربته مع الجونة لم تكتمل.
يبدو من كل هذا أن البرتغاليين يشبهون المصريين في الإحساس بالكرة. يقدمون كرة متوازنة بين الجمالي والقوة والسرعة. كما أن المدرب البرتغالي استفاد من السمعة الفائقة لجوزيه مع الأهلي بتجربته المثيرة مع فريق الأحلام للقلعة الحمراء. وهي عوامل تجتمع بالتأكيد مع القدرة على تأقلم البرتغاليين على العيش في مصر.