تنطلق بعد ساعات في تمام التاسعة مساء مباراة القمة للكرة المصرية بين قطبيها الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر المؤجل لموسم 2020-2021، على أرضية استاد القاهرة الدولي. ومن المنتظر أن تكون مباراة مثيرة وحماسية ومليئة بالإثارة الكروية، خاصة وأن الفريقين على أتم الاستعداد لها وفي أحرج لحظات الموسم الكروي، ما يعطيها صبغة تنافسية ومذاقا خاصا وتحظى بتحفز جماهيري واسع.
يدخل المارد الأحمر هذه المباراة الحاسمة ساعيًا لتصحيح مساره بعد الإخفاقات التي لحقت به خلال الفترة الأخيرة بالدوري، لاسيما الخسارة الأخيرة أمام بيراميدز بهدفين دون رد مساء السبت الماضي، فيما يخوض الزمالك مواجهة نهائي الكأس متصدرًا للدوري وفي حال أفضل فنيًا ومعنويًا، بعد سلسلة الانتصارات الأخيرة بالمسابقة المحلية آخرها أمام غزل المحلة خارج أرضه بهدفين نظيفين.
وتحمل قمة اليوم الخميس الكثير من التحديات والآمال لقطبي الكرة المصرية ولجماهيرهم في حمل لقب كأس مصر، الذي سيمنح الفائز به دفعة معنوية كبيرة في استكمال المنافسة على بطولة الدوري وحصدها في الجولات التسعة الاخيرة المتبقية.
اقرأ أيضًا.. جونياس يتفوق على سواريش.. كيف قلب بيراميدز الطاولة على الأهلي وأشعل الدوري؟
أرقام مميزة تشعل الكلاسيكو المصري
تحمل قمة الكأس عدة أرقام مميزة تزيد المباراة سخونة وإثارة كروية، حيث يدخل الأهلي اللقاء متفوقًا على الزمالك فيما يخص الأكثر تتويجًا باللقب، حيث توج المارد الأحمر بالكأس 37 مرة مقابل 27 للقلعة البيضاء.
ويلعب الأهلي المباراة الثالثة الفاصلة له في عام 2022 بعد مباراة الهلال السعودي على برونزية كأس العالم للأندية، والتي حققها الفريق الأحمر في فبراير/ شباط الماضي، ثم نهائي دوري أبطال أفريقيا الذي أقيم نهاية مايو/ أيار الماضي وخسره أمام الوداد المغربي بهدفين دون رد على أرض منافسه.
الزمالك لا يعرف الفوز: تعتبر مواجهة القطبين في نهائي الكأس، هي المواجهة رقم 13 التي تجمع بينهما بجميع المسابقات في شهر يوليو/ تموز الجاري على مر التاريخ، حيث سبق والتقيا 12 مرة خلاله، كان التفوق فيها لصالح الأهلي الذي حقق الفوز في 8 مواجهات سابقة، بينما لا يعرف الزمالك الفوز على الأحمر في قمة يوليو بعدما تعادل 4 مرات من قبل خلال الـ12 مباراة.
الأهلي يبحث عن الفوز الأول: يبحث الشياطين الحمر عن التتويج ببطولة الكأس على حساب الزمالك، بعدما خسر أمامه في آخر نهائيين جمعهما عامي 2015 و2016، حيث لم ينجح الفريق الأحمر طوال الـ12 عاما الماضية في الفوز على الزمالك ببطولة الكأس.
وكان الفوز الأخير للأهلي على الزمالك في نهائي كأس مصر قبل 15 عامًا، وتحديدًا عام 2007 في المباراة الشهيرة التي انتهت بفوز الأهلي على الزمالك بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.
قمة أولى لسواريش واستثنائية لفيريرا
تعد قمة اليوم في نهائي كأس مصر هى الأولى للبرتغالي ريكاردو سواريش الذي تولى قيادة الأهلي منذ 3 أسابيع، خلفًا للجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، على عكس مواطنه المخضرم جيسوالدو فيريرا الذي سبق وأن تواجد في القمة 4 مرات من قبل كمدرب للقلعة البيضاء.
ورغم المواجهات الأربعة الماضية لفيريرا مع الزمالك أمام الأهلي، إلا أن قمة اليوم ستكون الأولى التي سيواجه فيها مدربا أجنبيا ومن المفارقات سيكون مواطنه سواريش، حيث لم يسبق وأن واجه فيريرا الأهلي بقيادة أجنبية، حيث جميع المواجهات السابقة كان المدرب المحلي هو الذي يقود المارد الأحمر فنيًا.
كيف سيلعب الأهلي القمة؟
استقر سواريش على خوض مباراة الزمالك بنفس الشكل الخططي الذي واجه به بيراميدز، بطريقة لعب معتادة 4-2-3-1، وبتشكيل مكون من: محمد الشناوي في حراسة المرمي وأمامه كريم فؤاد وياسر إبراهيم وأيمن أشرف وعلي معلول في الدفاع، وعمرو السولية وحمدي فتحي ومحمد مجدي أفشة في الوسط، وأحمد عبدالقادر وصلاح محسن وحسام حسن في الهجوم.
وكشفت تسريبات من داخل معسكر الأهلي الذي أغلق تمامًا على الجميع وكانت التدريبات سرية آخر يومين، أن هناك أصواتًا داخل الجهاز الفني ترى ضرورة تغيير طريقة اللعب في تلك المباراة لتتناسب مع ظروف الفريق حاليًا ومواجهة الزمالك، بالعودة لطريقة 4-3-3 والتي تتغير داخل المستطيل الأخضر إلى 3-4-3 لتأمين وسط الملعب أكثر وتحقيق زيادة عددية به لمواجهة خطر الفارس الأبيض ونجوم هجومه مثل زيزو وبن شرقي.
بحيث يبدأ بمحمد الشناوي ثم حمدي فتحي وياسر إبراهيم وأيمن أشرف والرباعي كريم فؤاد وعلي معلول وأليو ديانج وعمرو السولية، والثلاثي محمد مجدي أفشة وأحمد عبد القادر ومحمد شريف، ويبدو أن سواريش قريب من الاقتناع بهذا التفكير وهذه الخطة وربما يطبقها بالمباراة اليوم وتكون مفاجأته للزمالك وللجماهير.
وكان سواريش عقد محاضرات فنية عديدة للاعبين أمس وأول أمس بالفيديو لشرح نقاط ضعف وقوة الزمالك، وأخرى لشرح طريقة اللعب وبعض المهام والجمل المنتظر تطبيقها لاختراق الأبيض وتحقيق الفوز، كما قام بعمل كبير مع مساعديه في الملعب ودرب اللاعبين كثيرًا على بعض الجمل والتكتيك الخاص بتلك المباراة، وعلى عمل آخر كبير داخل غرفة الجمنازيوم لرفع الحالة البدنية وبغرف الاستشفاء بالثلج والأجهزة الحديثة لضمان التعافي من الإرهاق لنجوم الأهلي.
ومتوقع أن يبدأ المباراة ضاغطًا من الأمام بقوة على نادي الزمالك في ثلث ملعبه محاولاً إحراز هدف مبكر ومن ثم الفوز، ليتفادى الوصول لأشواط إضافية أو تأخير الفوز تجنبًا للإعياء البدني خاصة مع إرهاق أغلب نجومه وقلة الخيارات البديلة على مقاعد البدلاء بسبب الغيابات الكثيرة بسبب الإصابات المختلفة.
ماذا عن الزمالك؟
على الجانب الآخر، لن يبدأ فيريرا المباراة بضغط مكثف على فريق الأهلي، وستكون هناك حالة من جس النبض للخصم في بداية المباراة لرؤية كيف سيلعب الفريق الأحمر، حيث يجيد المدرب المخضرم تقسيم المباراة ووضع أكثر من سيناريو لها، ويريد إجبار الأهلي على الذهاب للأشواط الإضافية لاستغلال إرهاق نجومه وتكون له أفضلية بعد ذلك ويحقق الفوز.
وحسم المدير الفني البرتغالي أغلب مراكز التشكيل الأساسي خاصة محمد عواد في حراسة المرمى والونش والمثلوثي وفتوح في الدفاع ويتبقى له لاعبين به غالبًا حسام عبد المجيد وعبد الغني، ثم إمام عاشور وروقا في الوسط، وثلاثي خط الهجوم أشرف بنشرقي وأحمد سيد زيزو وسيف الدين الجزيري.
ويقترب فيريرا من اعتماد طريقة اللعب والتي تتمثل باللعب بخطة 3-4-3، حيث أنها الطريقة الأقرب لبداية المباراة ولكن لم تُحسم بشكل نهائي ومن الممكن أن يحدث تغييرات أثناء أحداث المباراة.
وسيعتمد المدير الفني البرتغالي على محمود عبد الرازق شيكابالا، ليكون الورقة الأولى الرابحة التي سيلجأ لها فيريرا، إذا كان يبحث عن حل هجومي في الشوط الثاني، كما فعل بمباراة القمة الأخيرة في الدوري والتي انتهت بهدفين لكل فريق، بالإضافة للثلاثي أوناجم وأوباما وإسلام جابر وهم عناصر من الممكن أن يعتمد عليهم في الشوط الثاني، على حسب مجريات المباراة ومستوى اللاعبين في الملعب.