تمكن نادي الزمالك مع مدربه البرتغالي المخضرم جيسوالدو فيريرا من الاحتفاظ بلقب الدوري المصري الممتاز، للعام الثاني على التوالي والمرة 14 في تاريخه، ليؤكد على تفوقه ونجاحه في فترة ذهبية لهذا الجيل الذي سيطر على البطولتين المحليتين الأهم؛ الدوري والكأس، متفوقا على غريمه التقليدي؛ الأهلي الذي قد لا يتمكن حتى من تجاوز المركز الثالث إلى الوصافة إذا ما تعثر في مواجهة إنبي.
ونجح الزمالك في حسم لقب درع الدوري قبل نهاية البطولة بثلاث جولات، رغم معاناته من عديد الأزمات بالموسم الحالي، منها الأزمات الإدارية وإيقاف القيد ورحيل أبرز النجوم وغيره من مشاكل تحبط وتوقف همم أي فريق كرة قدم بالعالم.
عبقرية خاصة للبروفيسور فيريرا
يستحق البرتغالي المخضرم جيسوالدو فيريرا، مدرب الزمالك، أن يطلق اسمه على لقب الزمالك هذا العام. فهو “دوري فيريرا” بكل تأكيد، لما قام به من إعجاز فني حوّل دفة الفريق تمامًا إلى منصات التتويج بعد خيبات أمل متواصلة هذا المرسم، لينجح في خلق فريق جديد للزمالك من اللاعبين الشباب الصاعدين.
والأهم من ذلك هو احتوائه وطريقة تعامله مع اللاعبين الكبار أمثال شيكابالا ومحمود علاء وحازم إمام، جميعهم تواجدوا باستمرار على دكة البدلاء، خاصة في الدور الثاني، ومع ذلك كانوا أول الداعمين للفريق، ولم يتخوف المدرب من إيقاف نجوم الفريق وإبعادهم، بل كانت لديه الجراءة الكافية للدفع بأي لاعب شاب وإبعاد المتمردين، حتى لو كانوا نجومًا كبار.
كما أنه حقق مبدأ العدل الفني بين اللاعبين دون مجاملات لنجم أو ناشيء وأعلى مصلحة الفريق في المقام الأول، ما كان له مفعول السحر في قيادة الزمالك لانتصارات متتالية آخرها لقب الدوري، بالإضافة لبراعته الفنية في قيادة المباريات الكبرى مثل الفوز على الأهلي وبيراميدز، وتفوقه على المدربين الآخرين بشكل ساحق.
تجديد دماء الزمالك
جدد المدرب البرتغالي دماء الزمالك بـ 4 لاعبين شباب جدد قادرين على التواجد في الفريق الأول لسنوات طويلة، وقد ساهم إيقاف الزمالك من التعاقد مع لاعبين جدد في إعطاء الفرصة لهؤلاء اللاعبين الذين نجحوا في إثبات قدرتهم على التواجد وقيادة الفريق إلى الانتصارات.
من هؤلاء يوسف إسامة نبيه، وسيف فاروق جعفر، وسيد نيمار، ومحمد طارق، وحسام عبد المجيد، وغيرهم من اللاعبين المميزين. كما حل أزمة إيقاف القيد وعدم وجود صفقات للتدعيم وتراجع وتمرد مستوى النجوم بهذه الحيلة والمغامرة الرائعة والكبيرة، وجعل فوز الزمالك مضاعف وبمكاسب فنية ومادية ومستقبلية عظيمة للغاية.
فيريرا والثنائي الذهبي
يعتبر تألق أحمد سيد زيزو وإمام عاشور نجمي فريق الزمالك والمنتخب المصري مؤخرًا أحد أسباب فوز الزمالك بلقب الدوري الممتاز. خاصة زيزو، الذي بذل مجهودًا وسجل أهدافًا رائعة ساهمت في تتويج الفريق بلقب البطولة، فبات هداف المسابقة الأول وأبرز لاعب بها هذا الموسم. وقد ساهم توهجه هذا بشكل أساسي في انتصارات الزمالك المتتالية وحصد النقاط والفوز باللقب.
كذلك أصبح إمام عاشور أحد نجوم خط الوسط في مصر وليس الزمالك فقط، بعطائه الكبير وفاعليته الهجومية وتصويباته القوية والمتقنة وأهدافه الكثيرة. وهو وزيزو مع فيريرا أصحاب الفضل الكامل في لقب الدوري الـ14 للعملاق الأبيض هذا الموسم.
الاستقرار والبعد عن الأزمات
العامل الأخير يخص البيئة المحيطة بفريق الكرة منذ قدوم فيريرا في شهر مارس/آذار الماضي، ومدى مساهمته في إبعاد الفريق عن كافة المشاكل والأزمات الخارجية تمامًا. ما أدى لاستقرار كبير وتدريب بجدية وتركيز كامل في كرة القدم والمباريات فقط وكانت نتائجه عظيمة وملموسة على فريق الكرة.
فبعيدًا عن الأزمات المستمرة بين القطبين الأهلي والزمالك وما يقوم به جماهير الفريقين في بعض الأحيان، إلا أن إدارة الفريق الأول بقيادة أمير مرتضى والمدرب البرتغالي فيريرا، نجحا في إبعاد اللاعبين والفريق عن أي أزمات. خاصة عندما يتعلق الأمر بإيقاف 2 من أبرز نجوم الفريق وهم محمد أبوجبل وطارق حامد، إضافة إلى مغادرة اللاعب المغربي أشرف بن شرقي الفريق عقب التتويج بلقب الكأس.