يبدو أن الأمور تسير بمنحنى سلبي تصاعدي شديد داخل أرجاء إدارة النادي الأهلي. على عكس المتوقع وسياسة الأحمر خلال عقود ماضية. فبعد أزمات طاحنة بين أعضاء مجلس الإدارة (حسام غالي والدماطي) خرجت للنور على مواقع التواصل الاجتماعي. ثم فشل كامل في ملف كرة القدم بالنادي ورحيل بيتسو موسيماني المدرب السابق في وقت حرج. والتعاقد مع ريكاردو سواريش. والذي ثبت أنه مدرب متوسط ليس بقيمة الأحمر. ما زاد الطين بلة على الفريق وخسر لقبي الكأس والدوري لصالح غريمه التقليدي الزمالك.
ثم خلافات شديدة ثانية بين محمود الخطيب -المتحكم الوحيد في النادي- مع شركة الكرة برئاسة رجل الأعمال ياسين منصور. أدت لتقديم الشركة استقالتها قبل بداية عملها الفعلي أول شهر سبتمبر/أيلول المقبل. كل ذلك يؤكد أن النادي الأحمر الشهير دخل النفق المظلم إداريًا ما أدى لفشله فنيًا على مستوى فريق الكرة. لتصيبه لعنة غريمه الزمالك بعد أن كان يضرب به المثل في النجاح الإداري والكتمان على مشكلاته وحلها بهدوء والخروج من الأزمات سريعًا.
رحيل شركة الكرة ضربة موجعة
أعلن النادي الأهلي بشكل رسمي رحيل شركة الكرة برئاسة رجل الأعمال ياسين منصور. والتي تم إنشاؤها خلال الفترة الماضية. ووفقًا للتقارير الصادرة من داخل القلعة الحمراء فإن الأيام الماضية شهدت خلافا كبيرا بين محمود الخطيب -رئيس النادي- وياسين منصور رئيس شركة الكرة. بسبب مصير البرتغالي ريكاردو سواريش مع الفريق.
وأكدت التقارير الصحفية أن الخطيب يرغب في رحيل سواريش عن قيادة الأهلي. بسبب فشله في مهمته التي أسندت إليه خلال الفترة الماضية. ويرى أنه ليس لديه ما يضيفه للأهلي في الموسم المقبل. بالإضافة إلى خسارة الدوري الممتاز وبطولة كأس مصر.
وأضافت أن شركة الكرة ترى أنه من الضروري استمرار المدرب البرتغالي سواريش في منصبه وعدم رحيله. لأنه غير مسئول فنيًا عما وجده عند مجيئه الفترة الماضية من إرهاق وإصابات وأزمات ثم لعب بالناشئين. وترى وجوده الموسم القادم ثم الحكم عليه بعدها.
خلافات سواريش بين الإدارة والشركة ليست الوحيدة. فالأزمة كلها في تهميش الشركة وعدم الأخذ برأيها والتعنت من قبل الخطيب ورفضه السماح لها بالصلاحيات الفنية كافة دون الرجوع لمحلس الإدارة. ورغبته في العودة إليه في كل صغيرة وكبيرة وينفذ كل ما يراه في النهاية بصفته نجم كروي كبير سابق ورئيس النادي. وهو ما أدى لخلافات عظيمة ومتتالية مع ياسين منصور وأعضاء شركته للحد الذي دفعهم للاستقالة يأسًا من الوضع. وأنهم سيصبحون بلا أي دور فعلي وأهمية في النادي.
أسباب أخرى أدت إلى رحيل شركة الكرة
الخلاف الواضح حول استمرار ريكاردو سواريش وهو ضد رغبة الخطيب كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في النهاية وأدت لاستقالة الشركة وليس السبب الرئيسي.
فرغبة شركة الكرة في تولي كل ما يخص ملف فريق الكرة بشكل كامل ودون تدخل من أحد. وهو ما شكا منه أعضاء إدارة الأهلي للخطيب وكان ضد رغبته من الأساس. فاستغل هذا الرفض وصعد موقفه ما أدى لاستقالتهم.
هناك خلاف أيضا بين إدارة الأهلي وشركة الكرة على ملف الصفقات الجديدة والتدعيمات التي يحتاج إليها فريق الكرة الفترة المقبلة. حيث يرغب الخطيب في ضم نجوم كبيرة لامتصاص غضب الجماهير. فيما رأت الشركة تدعيم بعض المراكز فقط وفقًا لما يحتاج إليه الفريق من نقص دون ضم أسماء بلا إفادة حقيقية.
كذلك هناك رغبة إدارة النادي الإبقاء على الجزء المالي لقطاع الكرة تابعا لمجلس إدارة النادي. وهو الأمر الذي يرفضه مسئولو الشركة تمامًا لأنه يتعارض كليًا مع بنود وشروط تأسيسها وما اتفق عليه الطرفان في بداية الأمر.
ومعطوف على هذا رغبة الخطيب في رحيل عمرو شاهين المدير التنفيذي بالشركة. وأن يترك مكانه بسبب تصميمه على بعض آرائه وانزعاج أعضاء بالإدارة منه. خاصة مدير التعاقدات أمير توفيق وتمسكت الشركة بوجوده ورفضت رحيله.
ونبع غضب الخطيب من تدخلات عمرو شاهين المبالغ فيها بشكل يضر مصلحة الكيان. وبسبب ملف الرعاية ورفض شركة الكرة لإبقاء إدارة النادي على الجزء المالي لقطاع الكرة.
بيان رسمي برحيل شركة الكرة للأهلي
قرر مجلس إدارة النادي في اجتماعه ما يلي: “تأكيد التقدير الكامل للتعاون الذي لاقاه مجلس إدارة النادي من جانب الأستاذ/ياسين منصور رئيس شركة الأهلي لكرة القدم ونائبه المهندس/مصطفى فهمي”. والكابتن/علاء عبد الصادق عضو مجلس إدارة الشركة وتوجيه الشكر والتحية إليهم على ما بذلوه من جهد كبير خلال الفترة الماضية. وإسهامهم بفاعلية في رؤية شاملة لتطوير نشاط كرة القدم.
وهو الأمر الذي يعكس إخلاص أبناء الأهلي وارتباطهم بخدمة ناديهم في أي وقت. كما قرر المجلس عرض الاعتذار المقدم من مجلس إدارة الشركة عن عدم الاستمرار في مهمته على الجمعية العمومية عقب دعوتها لاجتماع “جمعية عمومية غير عادية”. للبت في هذا الاعتذار وتشكيل مجلس إدارة جديد.
وبذلك يكون قد انتهى حلم شركة إدارة الكرة بالأهلي والنظام الاحترافي الأول من نوعه في مصر. مثل باقي أندية العالم المتطورة. والعودة للنظام التقليدي القديم والحكم بالديكتاتورية لمجلس الإدارة ورئيسه الخطيب لعدم قدرتهم على التعامل مع أخذ صلاحياتهم والتدخل في أعمال فريق الكرة. لينتصر الفكر الخاص بالهواة على الاحتراف مرة أخرى ويضرب في مقتل “وتعود ريما لعادتها القديمة”!.