“دع النيل يتدفق”، تحت هذا العنوان أطلق عدد من الصحفيين المصريين، مبادرة هي الأولى من نوعها لدعم مصر في قضية سد النهضة، موجهة بلغتين الإنجليزية والعربية، وبعض المنشورات باللغة السواحيلية؛ للرد على الشائعات التي يروجها الجانب الإثيوبي حول أحقيته في بناء السد.
وتهدف المبادرة، التي أطلقت علي موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، لكشف محخاطر سد النهضة، والمغالطات والشائعات التي يتم بثها حوله، وطالب مدشنوا صفحة “LetNileFlow” بحق مصر في مياه النيل والوصول لاتفاق عادل ومنصف للطرفين.
تستعين المبادرة، بخبراء ومتخصصين وعلماء من كافة الدول لتفنيد مخاطر السد الإثيوبي، وللرد على الشائعات المتعلقة به، مع متابعة دقيقة لجميع التطورات المتعلقة بمفاوضات السد، خاصة بعد إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي خلال الأيام الماضية.
هدف المبادرة
الصحفي أحمد سمير، مؤسس المبادرة، يؤكد أن فكرة الحملة جاءت بعد انسحاب إثيوبيا من المفاوضات الأخيرة في واشنطن في شهر فبراير الماضي، حيث فوجئ بأن مواقع التواصل الاجتماعي الإثيوبية تبث أكاذيب وادعاءات عن حصة مصر في مياه النيل، واصفًأ إياه بأنه أقرب لشغل الكتائب الإلكترونية، وهو ما دفعه وبعض الصحفيين إلى عمل هذه المبادرة، للرد عليهم بنفس السلاح.
ويوضح سمير، أن تنفيذ المبادرة على الأرض كان بداية الشهر الجاري، وتقوم بالجهود الذاتية، إذ بدأت الحملة بأربع صحفيين ومترجمين متخصصين في الشأن الإفريقي، ثم وصل العدد بعد ذلك لأكثر من 100 صحفي، يعتمدون على المعلومات الموثقة سواء من مصادر مطلعة أو متخصصين وعلماء في الموارد المائية والطاقة، مؤكدًا أنه لا يتم نشر أي معلومة أو فيديو إلا بعد توثيقه.
ويؤكد مؤسسي المبادرة، أنه لا حياة في مصر بدون مياه، في إشارة منهم إلى الفيلم القصير “النيل حياتنا”، الذي شاركت فيه وزارة الهجرة للتعريف بحق مصر التاريخي في مياه النيل بـ7 لغات.
وتُجري المبادرة، حوارات ومقابلات مع مختصين وخبراء بشأن المفاوضات الجارية بين الدول الثلاث، بصفة دورية.
في 5 يوليو الجاري، أجرت المبادرة حوارًا مع الدكتور خالد أبو زيد، عضو المجلس العربي للمياه والمدير الإقليمي لبرنامج الموارد المائية بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا “سيداري”، والذي أكد أن ما تروج له إثيوبيا بأن مصر تستأثر بمياه النيل ليس صحيحا؛ موضحًا أن 1660 مليار متر مكعب من مياه الأمطار تسقط سنويًا داخل حوض نهر النيل، منهم 450 مليار متر مكعب داخل نطاق إثيوبيا، وهي حصة ضخمة جدًا لا تصل مصر منها إلا كمية صغيرة جدًا تمثل 55.5 مليار متر مكعب.
وفي 19 يوليو الجاري، أجرت المبادرة بثًا مباشرًا مع الدكتور هشام العسكري، خبير الاستشعار عن بُعد وعلوم نُظم الأرض، تحدث فيه عن التغيرات المناخية التي ستحدث في العقود المقبلة وتأثيرها علي أفريقيا.
الإعلام الأثيوبي
تهتم المبادرة بكل ما ينشر من قبل الجانب الإثيوبي سواء علي السوشيال ميديا أو الإعلام المحلي، للرد عليه باللغتين الإنجليزية والعربية، مع نشر دراسات وبعض الفيديوهات لمختصين حول التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للسد علي الشعب المصري.
ويشير مؤسس المبادرة، إلى أن هدفهم الأساسي ليس مخاطبة الشأن الداخلي ولكنهم يطمحون إلى التأثير في الرأي العالمي والدولي لدعم مصر في الساحات الدولية، فهي قضية مصيرية لا يمكن الاستهانة بها، وهو ما دفعهم لاستخدام أكثر من لغة أجنبية كالفرنسية والإنجليزية والسواحيلية.
واختتم حديثه بأنه يأمل في أن تصل الحملة لأكبر عدد من المصريين وأن تكون ورقة ضغط و في الخارج.