يتميز عيد الأضحى المبارك، بلمة العائلة حول الأضحية، وبهجة الأطفال والكبار أثناء توزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين، إلا أن فيروس كورونا المستجد أثار القلق لدى البعض بسبب مخاوف انتقال العدوى من الذبيحة للإنسان.

بل وتسبب كورونا في منع إقامة صلاة العيد، وتحكم في أماكن الترفيه التي اعتاد عليها المواطنون في الإجازة، مما أفقد المناسبة بهجتها لدى الكثير.

صلاة العيد

قررت وزارة الأوقاف، منع إقامة صلاة عيد الأضحى بالمساجد والساحات بمختلف محافظات الجمهورية، لافتة إلى أن قرار فتح المساجد يقتصر على أداء الصلوات الخمس، مع استمرار تعليق إقامة صلاة الجمعة.

وأوضحت الأوقاف، أنه سيتم نقل صلاة عيد الأضحى المبارك من مسجد “السيدة نفيسة” بعدد محدود من العاملين بالأوقاف، على نحو ما تم في صلاة عيد الفطر.

وفي عيد الفطر الماضي حددت دار الإفتاء المصرية أوضحت طريقة الصلاة في المنزل، وقالت إن طريقة صلاة العيد في البيت تكون بنفس صفة صلاة العيد المعتادة، حيث يُصلى المسلم ركعتين بسبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام في الأولى قبل القراءة، وخمس تكبيرات في الثانية بعد تكبيرة القيام قبل القراءة، ثم يجلس للتشهد ويُسلم، وأكدت الإفتاء إنه لا خطبة بعد أداء الصلاة، ويبدأ وقت صلاة العيد من وقت ارتفاع الشمس، أي بعد شروقها بنحو ثلث الساعة، ويمتد إلى زوال الشمس، أي قبيل وقت الظهر. 

الأضحية في ظل كورونا

انتشرت شائعات عن أن أضحية العيد من الممكن أن تنقل فيروس كورونا للإنسان مما أحدث تخوفات عديدة بين المواطنين، وهو ما نفاه الدكتور نبيل ياسين رئيس قسم الرقابة على اللحوم بكلية الطب البيطري بالقاهرة، قائلًا إن الحيوانات لا تنقل كورونا ولكن التلوث ينتقل من سطح لآخر، مشددًا على ضرورة ارتداء صاحب الذبيحة والجزار لجوانتي وماسك واقي، ويفضل نظارة للعين لأن هناك ميكروبات قد تنتقل لها أثناء الذبح.

ويؤكد ياسين، على ضرورة غسل اليدين لمدة 20 ثانية بالماء والصابون وهي إجراءات كورونا العادية، كما يجب تطهير المجزر قبل استقبال المواطنين، منوهًا إلى أن 90% من المجازر لا تصلح للذبح بسبب تلوثها وهذا أخطر من كورونا.

ويوةضح ياسين، أن إدارة الطب البيطري اشترطت الذهاب للمجازر لتوقيع الكشف الطبي على الذبيحة قبل وبعد الذبح، لافتًا إلى أن بعض الأمراض تنتقل من لحوم الحيوان للإنسان ومنها الديدان الشريطية والسل من الأبقار والتسمم الإمعائي.

غير مرحب باصطحاب الأسرة داخل المجزر

تتم عمليات الذبح والكشف على الحيوانات واللحوم عن طريق المجازر المنتشرة على مستوى الجمهورية البالغ عددها 479 مجزرًا للحيوانات، وتتنوع ما بين مجازر آلية ويدوية ومجازر كبيرة ونقط ذبيح صغيرة تخدم قرية أو قريتين.

يقول مصطفي رمضان، مدير مجزر البساتين، إنه أكد على عدم دخول المجزر سواء من العاملين أو المواطنين دون ارتداء الكمامات والقفازات في اليد وتطهير عدة الذبح، مشيرًا إلى أنه لن يُسمح بدخول أعداد كبيرة في العنابر نظرًا للظروف الت تمر بهال البلاد.

ويوضح رمضان، أنه لا يُسمح بدخول أكثر من شخصين مع الذبيحة وغير مُرحب بتواجد الأسرة بكاملها لعدم التزاحم وتجنبًا للمشادات أيضًا في عيد الفرحة، على حد وصفه.

ويؤكد رمضان، أن الرهان سيكون على وعي المواطن ومدى إدراكه لسلامته الصحية، منوهًا الي أن عقوبة الذبح في الشارع تصل إلى 5 آلاف جنيهًا، حيث يتم تحرير محضر تلوث بيئي للمخالف والذي ينص على تغريم المخالف بدءً من 500 جنيه وحتى 5 آلاف جنيه.

 نقطة ذبح في كل حي

محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين، يقترح أن يتم عمل نقاط معينة للذبح داخل الأحياء بالاتفاق مع جزار واحد، ويكون لكل حي نقطة للالتقاء للذبح وفي نهاية أيام الذبح يتم تنظيفها عن طريق إدارة الحي.

ويضيف وهبة، أن المذابح ستشهد أعداد هائلة من المواطنين الذين يريدون ذبح أضحيتهم بشكل رسمي عن طريق مجزر، وهو ما سيؤدي إلى زحام في ظل كورونا.

ويوجه رئيس شعبة القصابين، سؤالًا لوزارة الصحة كيف سنتفادى كورونا في ظل الإجراءات الرسمية المفروضة على الجزارين بعدم الذبح خارج المجازر لتفادي التلوث ومخلفات الأضاحي.

إيجابيات كورونا في العيد

رغم مخاطره وسلبياته على المواطنين، إلا أن فيروس كورونا المستجد كان له بعض الإيجابيات على المصريين، منها انخفاض أسعار اللحوم.

يوضح وهبة، أن كورونا تسبب في انخفاض أسعار اللحوم، منذ بداية الأزمة، لتتراوح الأسعار بين 120 إلى 130 جنيه للكيلو بدلًا من 150 جنيهًا.

ويرجع رئيس شعبة القصابين، انخفاض أسعار اللحوم إلى تراجع أسعار المواشي، بسبب حالة الركود التي يُعاني منها السوق والتي وصلت إلى 50%.

وبالنسبة للأسعار يوضح وهبة، أن سعر كيلو الخروف قائم “حي”، يتراوح بين 60 و65 جنيه، مقابل 65 و70 جنيهًا بالعام الماضي، فيما يتراوح سعر الأبقار بين 52 و55 جنيه للكيلو قائم، مقابل 55 و60 جنيه العام الماضي، كما تراجع سعر كيلو الجاموسي القائم إلى 45 جنيه مقابل 52 جنيه العام الماضي.

صكوك الأوقاف بديل أمن

أطلقت وزارة الأوقاف، مشروع صكوك الأضاحي لعام 2020، في إطار الاهتمام بالبعد الاجتماعي، والدور الذي تقوم به الوزارة لمساعدة الأسر الأولى بالرعاية.

ووقع الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور على المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، بروتوكول تعاون بشأن توفير 400 طن لحوم أضاحي كدفعة أولى، وهي عبارة عن رؤوس أضاحي يتم توفيرها وذبحها في الوقت الشرعي بمعرفة وزارة التموين، وبإشراف وزارة الأوقاف على جميع مراحل الذبح والتشفية والتجميد والنقل.

الترفيه في العيد

يما يخص الإجراءات الاحترازية المتبعة للوقاية من كورونا بالنسبة لدور السينما والمقاهي والفنادق وهي القطاعات الترفيهية التي يلجأ لها المواطنون أثناء الأعياد، فالوضع كما هو عليه.

ففي 27 يونية الماضي قرر الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، فتح دور السينما والمسارح بنسبة إشغال 25%، مع مراعاة جميع الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتقال العدوي بفيروس كورونا.

جاء ذلك ضمن مجموعة من الإجراءات الاحترازية جديدة لكل القطاعات المختلفة التي تم تطبيقها للتعايش مع فيروس كورونا مثل إعادة فتح المطاعم والمقاهي مع السماح فقط من وجود 25% من طاقتها الاستيعابية، مع الإبقاء على منع تناول الشيشة لأنها أحد اسباب انتقال العدوي، مهما تم أخذ الاحتياطات، مع فتح الفنادق بنسبة إشغال 50%.