بدأت فترة التوقف الدولي الخاصة بالمنتخبات العالمية للعب مباريات رسمية في بطولات قارية أو مباريات ودية ضمن تحضيراتها لخوض كأس العالم شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بدولة قطر، ولذلك أعلن مدربو أكبر منتخبات العالم القائمة المستدعاة من قبلهم للاعبي معسكرات المنتخبات المقرر أن تخوض التحديات القادمة خلال فترة التوقف.
وقد شهدت بعض تلك القوائم مفاجآت قوية أبرزها كانت بمنتخب إسبانيا، عندما فاجأ لويس إنريكي مدرب اللاروخا الجميع باستبعاد نجم برشلونة أنسو فاتي من القائمة المعنية بخوض المعسكر الإعدادي قبل مواجهة منتخبي سويسرا والبرتغال، يومي 24 و27 سبتمبر الجاري، ضمن منافسات الجولتين الخامسة والسادسة من بطولة دوري الأمم الأوروبية.
صحيفة “ماركا” الإسبانية ذائعة الصيت، قامت بتسليط الضوء على هذا الاستبعاد الغريب لاسيما مع تألق فاتي بشدة مع تشافي هيرنانديز ببرشلونة منذ بداية الموسم الحالي، وقامت بتفنيد أسباب ذلك القرار الذي ألقى بالموهبة فاتي خارج تشكيلة المنتخب الإسباني.
ثقة مفقودة وبعد عن مستواه
أكدت الصحيفة أن النجم البالغ من العمر 19 عامًا ما زال لم يصل إلى المستوى المتوقع منه، كما كان عليه الحال قبل إصابته منذ موسمين، إذ يفتقر فاتي إلى الثقة التي اعتاد عليها في بداية مسيرته، سواءً مع النادي الكتالوني أو مع منتخب إسبانيا.
ولكنه يحتاج لمزيد من الوقت لإثبات ذلك، كما هناك عامل آخر يتعلق بالمنافسة الشديد على مركزه بالمنتخب، إذ يتفوق عليه العديد من المهاجمين في النادي والمنتخب ما جعل تطور مستواه يسير ببطء.
وهي تعتبر وجهة نظر فنية بحتة خاصة بإنريكي، حيث أن اللاعب يؤدي بفاعلية كبيرة مع البارسا هذا الموسم، وقدم مستويات جيدة ونال إشادة تشافي في أكثر من مناسبة، سواء منذ فترة الإعداد أو خلال المباريات الأولى من الموسم في الليجا ودوري أبطال أوروبا.
دقائق قليلة للمشاركة مع برشلونة
لم يحظ أنسو فاتي بالكثير من الدقائق مع برشلونة منذ انطلاق الموسم الحالي، إذ لم يتجاوز مجموع عدد دقائق مشاركته بجميع المسابقات سوى 200 دقيقة، كما لفت اللاعب الشاب الانتباه بدخوله في الدقائق العشرة الأخيرة من مباراة النادي الكتالوني يوم الثلاثاء الماضي ضد بايرن ميونيخ الألماني، في الجولة الثانية من دور مجموعات دوري أبطال أوروبا.
ورغم حاجة الفريق إلى التسجيل بعد التأخر في النتيجة بثنائية نظيفة، إلا أن تشافي هيرنانديز كان له رأي آخر وقرر بقائه لآخر دقائق المباراة، في الوقت الذي أكد فيه أن اللاعب في حالة بدنية جيدة ولا يعاني من خطر العودة لإصابته السابقة من جديد، وهو أمر غريب من المدرب كذلك وربما ساهم في تخفو إنريكي من ضمه بالوقت الحالي لقائمة المنتخب.
إنريكي يراهن عليه مستقبلًا
لم يغلق لويس إنريكي أبواب المنتخب الإسباني أمام أنسو فاتي، ولكنه ينتظر منه المزيد، ليكون ضمن قائمة “لاروخا” المعنية بخوض غمار منافسات كأس العالم قطر 2022.
إذ قال أنريكي في تعليقه على استبعاد اللاعب: “لقد عاد إلى أجواء المنافسة منذ فترة قصيرة، نحن نتابعه مع ناديه، لقد لعب مباراة واحدة أساسيًا، آمل أن أرى فاتي بشكل أفضل كما كان عليه سابقًا، لكن هذه المرة لا أراه يستحق الحضور ضمن القائمة، إنه يسير لاكتساب الثقة والتحسّن بعد غيابه عن المنافسة فترة طويلة”.
تصريحات المدرب وتوضيحه للأمر أنهى القصة تمامًا فيما يخص اللاعب الشاب السريع، ولكنها لم تكن مقنعة لأغلب جماهير إسبانيا التي ترى أن فاتي من الأفضل بمركز الجناح الأيسر بالمنتخب ولا يوجد نجوم آخرين بهذا المركز فارقين عنه في المستوى كثيرًا.
بل هو أصغر ولديه المستقبل كاملًا وخطيرًا جدًا على المرمى، ورأت أنه كان لابد من تواجده بالقائمة ومشاركته بالمباراتين ليكتسب الثقة أكثر ويحظى بدقائق لعب إضافية ويتناغم أكثر مع المجموعة بالفريق القومي، حتى يكون في أوج عطائه وتأقلمه عندما يحين موعد المونديال القطري بشهر نوفمبر المقبل.