يعيش النجم الألمع في عالم كرة القدم بالـ20 عامًا المنقضية كريستيانو رونالدو، فترة سيئة للغاية في نهاية مسيرته الكروية العظيمة. فبعد أن لفظته كل الأندية بالميركاتو الصيفي الماضي، ولم يرغب أي نادٍ في ضمه ليبقى مع مانشستر يونايتد مجبرًا. جاء دور الصفعة الثانية للدون البرتغالي من جماهير بلاده ووسائل الإعلام بها، التي انتقدته وهاجمته بضراوة خلال فترة التوقف الدولي الحالية، وطالبت بإبعاده عن التشكيل الأساسي لمنتخب “الملاحين” لتراجع وضعف مستواه مؤخرًا.

أبدت الجماهير البرتغالية عدم رضاها عن مستواه، سواء في مباراة التشيك بدوري الأمم الأوروبية، وانتهت بفوزهم برباعية نظيفة ولم يقدم بها رونالدو المستوى المأمول. أو في مباراة الصدمة مساء أمس بالبطولة نفسها أمام إسبانيا، والتي خسرتها البرتغال بهدف قاتل على أرضها، لتودع البطولة وتعطي الماتادور بطاقة التأهل للدور نصف النهائي من دوري الأمم الأوروبية. وقد ظهر كريستيانو فيها كالشبح تائهًا ودون المستوى مرة أخرى، رغم لعبه دقائق اللقاء كاملة.

رونالدو في مرمى الصحافة

طالبت الجماهير البرتغالية باستبعاد الدون من التشكيل الأساسي لمباراة إسبانيا الهامة للغاية، بسبب أدائه الضعيف خلال المباريات الماضية، وفق صحيفة “الصن” البريطانية.

لعب رونالدو مباراة البرتغال الأخيرة التي خاضتها ضد جمهورية التشيك يوم السبت الماضي كاملة، رغم تعرضه لإصابة نزف على إثرها الدماء من وجهه، لكنه لم يسجل أي هدف.

وانتقدت صحيفة “أبولا” الرياضية البرتغالية، رونالدو وهو أمر غير مسبوق. إذ نشرت صورة كبيرة لكريستيانو من المباراة قبل الأخيرة، وعنونتها بـ”القليل من رونالدو.. الكثير من البرتغال”.

وجاء في تقرير الصحيفة الشهيرة، أنه على الرغم من كون صاروخ ماديرا قائدًا للمنتخب، وسجل 117 هدفًا في 190 مباراة دولية، فإنه يتوجب على المدرب فرناندو سانتوس إبقاءه على مقاعد البدلاء أمام إسبانيا، بسبب قلة الدقائق التي لعبها منذ بداية الموسم الجاري، وقلة الأهداف التي سجلها.

ولم تقف “أبولا” عن هذا الحد، بل اقترحت على سانتوس منح شارة القيادة لبرونو فيرنانديز، زميل كريستيانو في مانشستر يونايتد. وهو ما لم يحدث وشارك رونالدو 90 دقيقة كاملة وساهم في خيبة أمل عدم التأهل لنصف نهائي البطولة والخسارة القاتلة من اللاروخا لتزيد حدة الانتقادات له وللمدرب سانتوس.

"أقل رونالدو أكثر البرتغال" عنوان صحيفة أبولا
“أقل رونالدو أكثر البرتغال” عنوان صحيفة أبولا

الجماهير أيضًا تنتقد رونالدو

وما زاد الطين بلة أن “أبولا” أجرت استطلاع رأي رصدت فيه موقف قرائها من كريستيانو رونالدو، كانت نتائجه أن 75% يعتقدون أنه لا يجب أن يبدأ الدون ضد إسبانيا.

بدورها، علقت صحيفة “ذا صن” البريطانية، مؤكدة أنه في حال قرر سانتوس إبقاء كريستيانو على مقاعد البدلاء، فإن ذلك سيكون بمثابة الصدمة للنجم البرتغالي، وقد يعني أن مكانه في كأس العالم ليس مضمونًا.

ويبدو أن هذه الانتقادات لم ترُق للبرتغالي كارلوس كارفالال، مدرب فريق الوحدة الإماراتي، الذي وصف ما يجري بأنه “عقوق” بحق كريستيانو.

ونشر كارفالال تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، قال فيها: “عقوق، في الوقت الذي يحتاج فيه أحد أفضل اللاعبين في كل العصور، والذي لعب دائمًا بفخر لمنتخبنا الوطني، للدعم، كثيرون أداروا ظهورهم له وانتقدوه”.

البرتغال تودع من الباب الصغير

كانت البرتغال تحتل صدارة المجموعة الثانية من المستوى الأول لدوري الأمم الأوروبية برصيد 10 نقاط، بفارق نقطتين عن ملاحقتها إسبانيا صاحبة المركز الثاني قبل تلك المباراة والخسارة المفجعة، لتنقلب الطاولة ويفوز منتخب الماتادور ويصعد أولًا، وتودع البرتغال من الباب الصغير وسط ملعبها وجماهيرها في ليلة سوداء.

وكانت البرتغال بحاجة لنتيجتي التعادل أو الفوز من أجل بلوغ الدور نصف النهائي. بينما كان يتعين على إسبانيا تحقيق الانتصار فقط، إذا ما أراد خطف البطاقة من برازيل أوروبا. وهو الاحتمال الذي تحقق رغم كونه الأضعف. ما يزيد الغضب في البرتغال وعلى رونالدو ومدربه سانتوس.

وسيلحق منتخب إسبانيا بمنتخبات كرواتيا وهولندا وإيطاليا إلى المربع الذهبي، من منافسات النسخة الثالثة من البطولة وتقام بينهم مباراتين لتحديد طرفي النهائي ثم البطل للنسخة الثانية من تاريخ هذه البطولة الوليدة مؤخرًا.