بث تجريبي

ماهي قضية المناخ

د. عاطف معتمد

مراجع و فريق العمل

لتحميل المصادر والمراجع لدينا اضغط علي ملف التحميل

فريق العمل

دكتور عاطف معتمد - محمد مرسي عجور - ساندي فايز

10 أسئلة مفتاحية

(1) ماذا يعني "تغير المناخ"

  • “تحولات طويلة الأجل لمدة لا تقل عن 30 عاما في درجات الحرارة وأنماط الطقس"

  • سواء كانت هذه التحولات (طبيعية) ناتجة عن التغيرات في الدورة الشمسية مثل ارتفاع درجات الحرارة، وتغير مواقيت وأنماط هطول الأمطار ومعدل التساقط، وارتفاع مستوى سطح البحر، أم كانت بسبب الأنشطة (البشرية)

  • وتتمثل أهم الأنشطة البشرية في المصادر الاصطناعية مثل حرق الوقود الأحفوري كالفحم والنفط والغاز ومعالجته وتكريره، وكذا عمليات إزالة الغابات والأشجار التي تعتبر أكبر مصدر لامتصاص غازات الاحتباس الحراري خاصة ثاني أكسيد الكربون، من عوادم السيارات والمولدات الكهربائية، ونواتج الأنشطة الزراعية كالأسمدة والأعلاف، ومياه الصرف الصحي الذي يتولد عنه غاز الميثان"

احترار المناخ

الاحترار: المعنى والمغزى

  • يطلق العلماء على ظاهرة ارتفاع الحرارة الملحوظ في مناخ الأرض مسمى "الاحترار"

  • ولقد تسببت الأنشطة البشرية في ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.1 درجة مئوية مقارنة بعام 1850، ومرشحة للزيادة إلى ما بين 1.5 درجة بل وإلى 2 درجة مئوية

  • وهناك سيناريوهات أكثر تخوفا تتوقع أن يزداد الاحترار بحول العام 2100 ترتفع معه درجة حرارة المناخ بمعدلات زيادة 2,5 – 4,7 درجة مئوية

مسببات لتغير المناخ

تداعيات التغير المناخي

يتضح في العديد من الدراسات أن التغير المناخي عالميا يؤدي بشكل مباشر إلى ارتفاع مناسيب سطح البحار والمحيطات بسبب ارتفاع درجات الحرارة مما قد ينتج عنه محو مدن كبرى في العالم، حيث يتسبب تغير المناخ في حدوث تغيرات في درجة حرارة سطح البحار مما يؤدي انخفاض مساحة الغطاء الجليدي البحري في القطب الشمالي نتيجة لارتفاع درجات الحرارة.

كما يؤثر تغير المناخ على درجة حرارة الهواء وهطول الأمطار حول العالم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، وبالتالي التأثير على هيدروليكيات المياه الجوفية والتسبب في زيادة تسرب مياه البحر في العديد من طبقات المياه الجوفية الساحلية.

الكربون: التخفيف. البصمة. التسعير

مصر والعالم العربي

تمهيد

  • تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أكثر الأماكن عرضة لتأثيرات تغيرات المناخ، بسبب بيئتها الجافة وشبة الجافة.
  • وتذهب بعض الدراسات إلى أن درجات الحرارة في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط ترتفع بمعدل الضعف عن بقية العالم تقريبًا، مما قد يكون له عواقب بعيدة المدى على حياة ما يقرب من 400 مليون نسمة يعيشون في المنطقة، حيث من المتوقع أن ترتفع درجة حرارة المناخ في دول مثل مصر واليونان والمملكة العربية السعودية بنحو 5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن. وسوف تؤدي مثل هذه الزيادة السريعة إلى موجات حرارة أطول، وجفاف أكثر حدة، وعواصف رملية متكررة.

التصحر

أولا: المفاهيم والتعريفات

  • تعد مسألة التصحر واحدة من أكبر القضايا ذات الصلة بالتغير المناخي لدول الجنوب والعالم الثالث، ولا سيما تلك الدول التي تعيش في الأقاليم الصجراوية الكبرى من الأراضي الجافة.
  • وفي قضايا التغير المناخي يأتي التصحر ضمن “حزمة من المشكلات تنص عليها الأمم المتحدة بالقول “إن الأضرار بشرية المنشأ تتنوع من مصادر مختلفة في مقدمتها إزالة الغابات، والتصحر، وفقدان التنوع البيولوجي، وندرة الموارد الطبيعية، والتلوث، والآثار الطبيعية والبيئية المترتبة على ذلك”. وينعكس كل ذلك على عدم تحقيق الشعار الذي رفعته الأمم المتحدة: “كوكب سليم لأناس أصحاء من دون ترك أحد متخلفا عن الركب”.
  • وتتداخل المصطلحات في هذه المسألة، فقد يتخيل البعض أن التصحر يعني “أرضا تشبه الصحراء الفعلية”، أو أن التصحر يمثل “عملية لا رجعة فيها من تحول الأراضي المنتجة إلى أراض صحراوية مع مرور الزمن” أو أن “التصحر لا يحدث إلا على أطراف الصحراء”.
  • ورغم أن تناقص الإنتاجية الزراعية ومن بعدها الحيوانية يعد مظهرا أساسيا للأراضي المتصحرة، فإن النتيجة قد لا تكون بالضرورة تحول الأرض إلى شكل الصحراء برمالها الصفراء وخلوها من النباتات، كما هو متصور لدى غالبية الناس.

10 أسئلة مفتاحية

(2) أية مراوغة في العنوان ؟

  • • هناك تلاعب لغوي مقصود في مسمى "تغير المناخ" بما يوحي أن المناخ يتغير من تلقاء نفسه، مع تبرئة ساحة الإنسان. والعنوان الأصح والأكثر دقة هو "تغيير المناخ بسبب الأنشطة البشرية".

  • • ومن المفارقات أنه رغم أن جانبا كبيرا من أسباب التغير المناخي ناجمة عن الدول الصناعية الغنية إلا أن المتأثر بها هي الدول الفقيرة، حيث يعاني الإنسان في هذه الدول من احتمالات تعرضه لتداعيات التغير المناخي بعشر مرات أكثر من نظيره في الدول الغنية.

  • • وبافتراض توقف الإنسان عن القيام بأي أنشطة مضرة بالبيئة فإن الأرض تحتاج 100 سنة للتعافي من آثار المشكلات السابقة.

احترار المناخ

سيناريوهات للاحترار:

الكربون: التخفيف. البصمة. التسعير

وقد دفع هذا العلماء المهتمين إلى خطوة "تسعير الكربون". وقد توصل أغلب الاقتصاديين على اعتبار تسعير الكربون الحل الأمثل لمعالجة الخلل الناتج عن تسعير الوقود الأحفوري؛ حيث أن أسعار هذه الأخيرة تتحدد بناء على توازن السوق الذي لا يأخذ بعين الاعتبار التكلفة الاجتماعية لانبعاثاتها من الكربون، ولهذا فهي تعتبر تكاليف خارجية لن يستطيع السوق احتواءها إلا إذا تم إدراجها ضمن أنظمة تسعير الكربون.

ويعد تسعير انبعاثات الكربون أكثر فائدة بكثير من دفع تكاليفه التنموية والاقتصادية والصحية. وقد تضاعف عدد مبادرات تسعير الكربون ثلاث مرات في العقد الماضي.

مصر والعالم العربي

تمهيد

  • وستؤثر التغييرات المناخية أيضًا على الغطاء النباتي وموارد المياه العذبة، مما يزيد من خطر نشوب صراع مسلح. ووفقًا لهذه الدراسات فإن تزايد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري هي السبب الرئيسي لارتفاع درجات الحرارة في المنطقة. وبينما في الاتحاد الأوروبي، نشهد اتجاهًا في انخفاض كمية الانبعاثات، فإن هذا ليس هو الحال في الشرق الأوسط، رغم أن معظم دول الإقليم ملتزمة من حيث المبدأ باتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، والتي تهدف إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري في هذا القرن إلى 1.5 درجة مئوية.
  • وتواجه منطقة الشرق الأوسط حاجة كبيرة جدا إلى “إزالة الكربون” من قطاعي الطاقة والنقل في الشرق الأوسط، وأشاروا إلى أنه حتى مع اعتماد اقتصادات العديد من البلدان في المنطقة، مثل قطر والمملكة العربية السعودية، على “استخدام الوقود الأحفوري واستثماره”، هناك ضرورة في زيادة استخدام الطاقة المتجددة على نطاق أوسع.
  • وقد أعرب الباحثون أيضًا عن أن الصيف في منطقة الشرق الأوسط أصبح أكثر جفافا وأن هطول الأمطار قد حدث في فترات أقل تواترا وإن كان أقوى، مما قد يكون له أثر بالغ على المحاصيل المتوسطية الرئيسية مثل الزيتون والقمح والشعير.

التصحر

تاسعا: خطوات عملية لمواجهة التصحر

حددت الأمم المتحدة في تقريرها الصادر عام 2022 الملاحظات التالية للتوكيد على كيفية الوصول إلى سبل لعلاج التصحر:

  • تقوم أية استراتيجية لمكافحة التصحر على تنفيذ ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي والمياه ذات القدرة على التكيف مع الحالة الجيوبيوفيزيائية والاجتماعية والاقتصادية المحلية المحددة.
  • أن التربة المُدارة جيدا تساهم بشكل فعال في كبح خطوات تدهور الأراضي، وتنظم دورة المياه، وتحمي التنوع البيولوجي، وتحافظ على الوظائف المتعددة للمناظر الطبيعية، وتحسن توفير خدمات النظم الإيكولوجية.
  • يحتاج النَهْج السياساتي العام لمكافحة التصحر إلى معالجة الضغط الناجم عن خسائر الغطاء الأرضي، والتي تكون مدفوعة في كثير من الحالات بالحوافز الاقتصادية لزيادة الإنتاج الزراعي.
  • تجمع النُهُج السياساتية الفعالة بشكل عام بين سياسات القيادة والتحكم (مثل إجبار المزارعين على التوقف عن الزراعة) وتقديم الحوافز، مثل زراعة الأشجار المدعومة.
  • أصبح نَهْج تحييد تدهور الأراضي، ومبادرة اقتصاديات تدهور الأراضي، بمثابة الأدوات الاستراتيجية الرئيسة لتقليل الخسائر الصافية في موارد الأراضي وضمان إدارتها المستدامة،
  • يمكن جمع كل هذه الجهود فيما يسمى “الإدارة المستدامة” لكل من التربة/الأراضي والمياه، والتشجير وإعادة استزراع الغابات، والإيكولوجيا الزراعية، وتحسين المراعي والرعي الخاضع للرقابة، وإدارة مستجمعات المياه، وتجميع المياه والممارسات الزراعية المستدامة.

التصحر

أولا: المفاهيم والتعريفات

  • وتتبنى الأمم المتحدة (عبر برامجها الإنمائية والبيئية) تعريفًا للتصحر مفاده “حدوث نقصان أو تدمير في المقدرة البيولوجية للأرض بما يمكن أن يؤدي إلى سيادة ظروف شبيهة بالظروف الصحراوية Desert – like في ظل تأثير مزدوج من تغير وتذبذب في الظروف المناخية مع حدوث نشاط بشري كثيف الأثر، وتكون النتيجة إصابة الأنظمة البيئية البرية بالتدهور كمًّا ونوعًا”.
  • وعلى خلاف ما قد يظنه الكثيرون من أن التصحر مشكلة طبيعية يسببها نقص الأمطار، بات من المؤكد أن التصحر نتاج عملية متصلة من تدهور الأرض يلعب الإنسان فيها دورًا أساسيا، ويتهم الإنسان بضلوعه في وقوع تدهور التربة والنبات والمياه الجوفية بفعل أنشطته غير المدروسة، مثل: الإفراط في الزراعة، والرعي الجائر، وقطع الغابات، وسوء استغلال الموارد المائية.
  •  
  • وعلى الجانب الآخر يبدو التصحر لمجموعة أخرى من الباحثين ناجمًا عن أسباب طبيعية، أهمها انحباس الأمطار، وتكرار سنوات الجفاف، وتتابع هبوب العواصف الترابية، وأثرها على جرف التربة، وارتباط ذلك بظواهر مناخية عالمية. وبين الفريقين يرى البعض تداخل العاملين معًا الطبيعي والبشري.

10 أسئلة مفتاحية

(3) هل لتغير المناخ من علامات؟

 لدينا ثلاث مشكلات كبرى تعد علامات على تغير المناخ:

  • تلوث الهواء

  • استنفاد الأوزون الاستراتوسفيري

  • إطلاق كميات ضخمة من المواد الكيميائية المقاومة للتحلل والقابلة للتراكم البيولوجي والسمية في كل عناصر الأغلفة الحياتية: الغلاف الجوي، الغلاف المائي، غلاف التربة والبيئة النباتية والحيوانية والبرية.

الكربون: التخفيف. البصمة. التسعير

وفقًا لضرائب الكربون يتم تحديد سعر الانبعاثات من قبل متخذي القرارات، دون أن يكون لآلية السوق دور في هذا التسعير، ويُحدد مستوى السعر كل من مستوى التخفيف المجدي اقتصاديا ونتائج الانبعاثات التي يتم تحقيقها.

بينما في تداول الانبعاثات، ينحصر دور متخذي القرارات في تحديد الحد الأقصى للانبعاثات عند مستوى بعينه، ويكون للسوق بعد ذلك آلية سعر الانبعاثات بما يتناسب مع الحد الأقصى الذي وضعه صانعو السياسات، ويكون تحديد سعر الاعتمادات من خلال رصيد العرض والطلب، ويجوز للجهات المعنية شراء الاعتمادات بهدف الامتثال لأهداف داخل النظام أو لأغراض طوعية.

مصر والعالم العربي

العالم العربي وتغير المناخ

  • تبلغ مساحة المنطقة العربية 10 ملايين كيلومتر مربع (أكثر من 2.5 ضعف مساحة أوروبا الغربية) وتمتد من المحيط الأطلسي إلى جبال زاغروس في جنوب غرب آسيا، وتقع جميع البلدان العربية تقريبًا في مناطق شبه قاحلة وجافة شديدة التأثر بتغير المناخ، ولديها تباينات واسعة فيما يتعلق بالظروف المناخية.
  • ويتميز العالم العربي بشكل عام بتنوع كبير في كل من هطول الأمطار الموسمية والسنوية، وهذا أمر نموذجي للنظم الإيكولوجية الخاصة بالأراضي الجافة. كما يختلف متوسط ​​درجات الحرارة السنوية أيضًا (ودرجات الحرارة القصوى والدنيا) من التجمد إلى أكثر من 50 درجة مئوية، اعتمادًا على الموسم والموقع. ووفقًا لبعض التقارير فإن منطقة الوطن العربي تستقبل ما يقدر بـ 2,282 مليار متر مكعب من مياه الأمطار كل عام علاوة على 205 مليار متر مكعب في السنة من المياه السطحية و35 مليار متر مكعب في سنة من المياه الجوفية. 

التصحر

ثامنا: الحزام الغباري والحزام الأخضر

  • يتسبب الغبار المحمول جوا في مجموعة واسعة من الآثار البيئية، إذ يؤثر في كل من المناخ وأنظمة التساقط؛ ويسمد الغابات والمحيطات البعيدة؛ ويفاقم من أمراض الجهاز التنفسي عند الإنسان. كما تنتشر مسببات الأمراض البشرية والحيوانية والنباتية لمسافات بعيدة عن منطقة المصدر مع هبوب الرياح.
  • ولقد أوصت الأمم المتحدة باتخاذ التجربة الصينية مثالا وقدوة في مكافحة العواصف الترابية بعد نجاح تجربة “الجدار الأخضر الصيني العظيم” والذي يمثل أكثر المشاريع طموحا لمكافحة التصحر والسيطرة على العواصف الترابية، على غرار الجدار الأخضر العظيم للصحراء الكبرى الممتد من داكار إلى جيبوتي. وتمت تسمية المشروع في الأصل ببرنامج أحزمة الحماية الثلاثية الشمالية وذلك حين تم إطلاقه في عام 1978، ولا يزال هذا المشروع يحتفظ بنفس الاسم ولكنه يسمى أيضا الجدار الأخضر العظيم. من المتوقع أن يستمر بفعالية حتى عام 2050.
  • تم تصميم المشروع باعتباره أكبر مشروع تشجير في البلاد يهدف لتغطية مساحة 4 مليون كيلومتر مربع (أو 43 % من إجمالي مساحة الصين).

التصحر

ثانيا: الأراضي الجافة

  • يتداخل مفهوم التصحر أيضًا مع مصطلح الأراضي الجافة الذي يشير إلى إقليم مناخي عام ثابت القوانين (وليس متذبذبا في خصائص عناصره المناخية كما هو في الأراضي التي يصيبها الجفاف). ويرجع جفاف هذا الإقليم المناخي إلى قوانين الأنظمة العامة لدورة الهواء، التي تتسم بارتفاع الهواء عند خط الاستواء، ثم تحركه نحو القطبين ليعيد توزيع الطاقة الشمسية الزائدة. وكجزء من هذه العملية تهبط شعبتان من التيارات الهوائية نحو المدارين في جانبيهما المواجهين للقطبين، وذلك عند دائرة عرض 30 درجة، ومعلوم أنه لكي تتشكل الأمطار يلزم أن يرتفع الهواء الدافئ الرطب من سطح الأرض إلى أعلى، وتحدث له عملية التكاثف في طبقات الهواء الباردة العليا. ولما كان الهواء في المناطق شبه المدارية يميل للهبوط أكثر من الارتفاع؛ فإن هذه المناطق لا تنعم بتلقي الأمطار.
  • وتنقسم الأراضي الجافة إلى ثلاثة نطاقات مناخية، هي الأراضي شديدة الجفاف Hyper – Arid، والأراضي الجافة Arid، والأراضي شبه الجافة Semi – Arid. وأبسط وسيلة لتعيين الحدود بين كل نوع وآخر -ومن ثم تصنيف درجات الجفاف- هو اتخاذ متوسط كمية المطر السنوي كأسلوب للتمييز.

10 أسئلة مفتاحية

(4) لماذا يشغلنا تغير المناخ؟

  • ورغم أن العلماء يعودون إلى آخر ثلاثين سنة في رصد التغير المناخي إلا أن هناك سجلات للأرصاد الجوية تزيد عن 100 سنة مضت وتشير جميعها إلى أن هناك اتجاها نحو زيادة الحرارة في هواء الأرض، وفقا لقياسات منذ عام 1900.

  • • وخلال 110 سنة (من 1900 إلى 2010) بلغت الزيادة في درجة الحرارة نحو درجة واحدة مئوية. بل إن بعض أقاليم العالم شهدت ارتفاعا في هذه الدرجة إلى مستوى 2 درجة مئوية. وخطورة هذه الاتجاهات أنها تشبه حلقة الفقر، فكما أن الفقراء يصبحون أكثر فقرا والأثرياء أكثر ثراء فإن الأراضي الجافة تصبح أكثر حرارة وجفافا، فالمناطق الرطبة تصبح أكثر رطوبة، وأما التغير في المناطق الثلجية المتجمدة فيتمثل في انحسار فيها الثلوج من الأطراف. أما معدلات سقوط الأمطار في المناطق المعتدلة والمدارية فيها تذبذب كبير بين اتجاهات النقصان والزيادة.

الكربون: التخفيف. البصمة. التسعير

ضرائب الكربون

تعد آلية تعديل الحدود الكربونيةCarbon Border Adjustment Mechanism (وتعرف اختصارا باسم سيبام (CBAM أول آلية من نوعها في العالم لفرض ضريبة على المنتجات ذات الانبعاثات الكربونية الكثيفة المستوردة من خارج الاتحاد الأوروبي والمتوقع تطبيقها على صادرات الدول إليه، وتتسق هذه الآلية مع نظام تداول الانبعاثات Emission Trading System ETS المطبق داخل الاتحاد الأوروبي.

وضريبة الكربون (Carbon Tax) هي رسم بيئي تفرضه الحكومات على توزيع الإنتاج أو استخدام الوقود الأحفوري، ويعتمد سعر الضريبة على كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من الوقود (محتوى الكربون في الوقود)، فتحدد الحكومة سعر ضريبة لكل طن من الكربون ثم تترجمه الى ضريبة على الكهرباء أو المنتجات البترولية أو الغاز الطبيعي، وبذلك تعتبر هذه الضريبة تسعيرا للكربون، وتفرض هذه الضريبة على الصناعات المنتجة للكربون بكثافة وتعتبر جزءا من تكلفة الإنتاج مما يحفز هذه الصناعات لتكون أقل تلويثاً للبيئة وأكثر حفاظاً على استدامتها.

مصر والعالم العربي

العالم العربي وتغير المناخ

  • ومن الجدير بالذكر أنه من بين 22 دولة عربية، هناك 15 دولة من أكثر الدول التي تعاني من الإجهاد المائي في العالم حيث يقل نصيب الفرد من المياه عن 1000 متر مكعب. ويتفاوت توزيع هطول الأمطار بين البلدان، حيث يتلقى حوالي 52٪ من مساحة المنطقة متوسط هطول الأمطار السنوي أقل من 100 ملم، بينما يتلقى 15٪ من 100 إلى 300 ملم، ويستقبل 18٪ أكثر من 300 ملم.
  • وفي الوقت نفسه، تتلقى أجزاء من المنطقة – مثل المرتفعات في لبنان وسوريا ودول شمال إفريقيا، وكذلك على طول المناطق الساحلية وجنوب السودان – ما يصل إلى 1500 ملم من الأمطار بشكل سنوي. ومع ذلك، فحتى المناطق التي تسقط فيها كميات كبيرة من الأمطار، يُفقد جزء كبير من مياه الأمطار بسبب التبخر والجريان السطحي، وذلك أكثر ما يكون في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، لذا أكد التقرير على أن تغير المناخ يمثل تحديًا كبيرًا للمنطقة ويدعو إلى مزيد من التعاون الإقليمي للتخفيف من تأثيره وحماية سبل عيش الناس.

التصحر

ثامنا: الحزام الغباري والحزام الأخضر

  • يعتبر الغبار الذي تذروه الرياح من الأرض الطبيعيةوالأراضي الزراعية غير المحمية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة أكبر مصدر للجسيمات الدقيقة في الغلاف الجوي وتمثل الحصة الأكبر من الجسيمات الدقيقة الخشنة في العديد من الأقاليم، مثل شمال إفريقيا والشرق الأوسط. ويمكن للممارسات المستدامة في إدارة الأراضي والمياه أن تقلل من العواصف الرملية والترابية، بينما تساهم في الحد من التصحر، والحفاظ على التنوع البيولوجي وتخفيف أثر تغير المناخ.  
  • ويسهم الإنسان في انبعاث مصادر الغبار من خلال تهيئة الأرض للزراعة وممارسات إدارة التربة والآثار الأخرى المسببة للتصحر. وقد خلصت دراسات برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (2016) إلى أنه على مدى الثلاثين عاما الماضية لم يحدث سوى تغيير طفيف في تواتر وشدة العواصف الرملية والترابية في إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية، لكن لوحظ وجود زيادة كبيرة في أمريكا الشمالية وآسيا الوسطى وأستراليا.
  • ووفقا للأمم المتحدة يشمل هذا الحزام مناطق طبيعية مثل الصحراء الكبرى وصحاري تاكلامكان كما يضم كذلك مناطق زراعية. وخارج هذا الحزام الغباري، تصبح العواصف الرملية والترابية أقل انتشارا. ومع ذلك يمكن أن يكون للعواصف الرملية والترابية آثار محلية مهمة كما في وسط أستراليا وإفريقيا الجنوبية (بوتسوانا وناميبيا) وأتاكاما في أمريكا الجنوبية والحوض العظيم في أمريكا الشمالية.
  • ويسهم الإنسان في انبعاث مصادر الغبار من خلال تهيئة الأرض للزراعة وممارسات إدارة التربة والآثار الأخرى المسببة للتصحر. وقد خلصت دراسات برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (2016) إلى أنه على مدى الثلاثين عاما الماضية لم يحدث سوى تغيير طفيف في تواتر وشدة العواصف الرملية والترابية في إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية، لكن لوحظ وجود زيادة كبيرة في أمريكا الشمالية وآسيا الوسطى وأستراليا.

التصحر

ثانيا: الأراضي الجافة

  • فالأراضي شديدة الجفاف تتلقى كمية من المطر السنوي تقل في المتوسط عن 25 ملم، بينما تتلقى الأراضي الجافة كمية تتراوح بين 25 و200 ملم، في الوقت الذي تتلقى فيه الأراضي شبه الجافة كمية تتراوح بين 200 و500 ملم. وعلى مستوى المقارنة العامة تتلقى معظم مناطق غرب أوروبا كميات تساقط سنوية يتراوح متوسطها بين 500 و1000 ملم، بينما تتراوح كمية المطر السنوي في المناطق الواقعة قرب خط الاستواء؛ حيث تسود الغابات المدارية المطيرة بين 1800 إلى أكثر من 4000 ملم.
  • كما قد تصبح الأراضي جافة لأسباب أخرى كوقوعها في “ظل المطر” بالنسبة للجبال المجاورة؛ حيث تقوم الرياح الحاملة للمطر بإسقاط حمولتها قبل عبورها الجبال وصولا إلى السهول. كما قد يرجع الجفاف إلى طول المسافة التي تقطعها الرياح الحاملة للمطر، فتفقدها قبل أن تصل إلى المناطق الداخلية البعيدة عن المحيطات.
  • وفي أماكن أخرى -كالأراضي الساحلية في بيرو وشيلي- يرجع جفاف المناخ إلى دور التيار البحري البارد الذي يمر إلى جوار هذه المناطق، ويعيق من فرصة التبخر، ويخل بحركة الهواء، ويحرم الأراضي المجاورة من المطر.
  • وتغطي الأراضي الجافة نحو ثلث مساحة اليابس العالمي، ولكنها ليست ذات توزيع متساوٍ على مستوى القارات؛ فأكثر من 80% من إجمالي مساحة الأراضي الجافة توجد في 3 قارات فقط، هي إفريقيا وآسيا وأستراليا. وتحتل الأراضي الجافة من القارة الإفريقية ما نسبته 37%، ومن آسيا نحو 33% وأستراليا نحو 14%.

10 أسئلة مفتاحية

(5) هل لتغير المناخ من تداعيات؟

  • تدهور صحة الإنسان

  • تدهور النظم الإيكولوجية والنظم البيئية

وتعبر تلك التداعيات عن نفسها في النهاية باسم "العبء العالمي للمرض" والذي تضاعف في عام 2022 عن معدلاته السابقة.

الكربون: التخفيف. البصمة. التسعير

ضرائب الكربون

وقد اقترح الاتحاد الأوروبي أن تكون الجهة المعنية بإصدار شهادة سيبام CBAM : سلطة مركزية واحدة في الاتحاد الأوروبي EU CBAM، بحيث تصبح مسئولة عن تنفيذ الآلية بالكامل وإصدار الشهادات على مستوى جميع دول الاتحاد، وذلك من خلال الإدارة العامة للضرائب والاتحاد الجمركي (Directorate-General for Taxation and Customs Union (DG TAXUD)) بالاتحاد الأوروبي.

مصر والعالم العربي

العالم العربي وتغير المناخ

  • وتعد بلدان شمال إفريقيا هي الأكثر عرضة لخطر الجفاف بسبب الانخفاضات الكبيرة المتوقعة في هطول الأمطار والزيادات الكبيرة في درجات الحرارة المتوقعة في تلك المنطقة؛ الأمر الذي قد يجعل المعاناة أكثر حدة بالنسبة للفقراء والضعفاء من السكان.
  • وبحسب التقرير أيضًا، يتوقع فريق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) زيادة في تواتر وشدة الظواهر المناخية المتطرفة، مثل الفيضانات والجفاف، وهذا بدوره قد يؤدي إلى هجرة جماعية في المنطقة العربية. تشير السيناريوهات التي أجراها برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمات أخرى إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 0.5 متر وهو ما يمكن أن يتسبب في تشريد 2-4 ملايين مصري بحلول عام 2050.
  • وتعتبر الزيادات في درجات الحرارة للأثر التراكمي للفترات الزمنية من عام 2070 إلى عام 2099 (والتي تبلغ من 3.5 درجة مئوية إلى 7 درجة مئوية) أعلى بكثير مما هي عليه في فترة منتصف القرن من عام   2040 إلى عام 2069 (والتي تبلغ من 3 درجات مئوية إلى 5 درجات مئوية). ومن المتوقع حدوث أكبر ارتفاعات في درجات الحرارة في البلدان الواقعة في شمال شرق البحر المتوسط عند خطوط العرض شمالا من 36 درجة إلى 38 درجة شمالا عبر شبه جزيرة البلقان وتركيا.

التصحر

سابعا: التصحر وتجريف التربة الزراعية

التصحر ليس فقط زحف الصحراء بل له أشكال عديدة أهمها تدمير التربة الزراعية التي تقوم على ثلاث مشاهد:

  • إقامة المساكن الإسمنتية المتشابكة على ضفاف التربة الخصبة خصما من الخريطة الزراعية وتجريف مئات آلاف الأفدنة من الأراضي التي كانت تنتج الغذاء.
  • عمليات التشجير والحدائق في المدن الجديدة التي استنزفت التربة السوداء بعد تجريفها من وادي النيل ودلتاه.
  • مشروعات الاستصلاح الزراعي التي تتم في المناطق الصحراوية وتنفق من أجلها مليارات الجنيهات، بينما أجزاء أخرى في التربة السوداء في قلب الوادي والدلتا هجرها أهلها لتملّحها ولارتفاع المياه في مكوناتها،
  • التلوث الإسمنتي والترابي الذي تعانيه الأشجار والنباتات والمحاصيل الزراعية حتى تذبل أوراقها وتتدهور عافيتها فهي أيضا صورة من صور التصحر ومقدمة لذبول اللون الأخضر ونذير بسيادة الصفرة في الأجل القريب.

وهكذا فليس التصحر -كما نظن للوهلة الأولى- مجرد اتساع للصحراء على حساب الأراضي الزراعية المجاورة وانكماش الرقعة الخضراء الخصبة. فمصطلح التصحر يقصد به وقوع تدهور في التربة والنبات الطبيعي وموارد المياه بما يؤثر سلبًا على صحة الحيوان والإنسان ويحرمهما من فرص الحياة.

التصحر

ثالثا: درجات القحولة

من المفاهيم وثيقة الصلة في عملية التصحر مصطلح ” القحولة Aridity ” ويقصد بها معاناة منطقة ما من تناقص ما تتلقاه من الأمطار السنوية مع معاناتها في ذات الوقت من درجات حرارة مرتفعة. ولعل أحد مظاهر النطاقات الجافة هو شدة تباين مطرها، وهو ما يتضح من أمرين: الأول تركز سقوط المطر في فصل أو فصلين من فصول السنة، والثاني التباين الكبير من سنة لأخرى في كمية المطر بحيث يصبح من المعتاد وجود سنوات “وفرة” غزيرة المطر تتبعها سنوات “عجز” قليلة المطر. وحينما تزداد تكرارية فترات العجز تصل المنطقة إلى مرحلة الجفاف Drought.

ويعتبر التمييز بين الجفاف المترولوجي والزراعي أمرا مهما للغاية؛ لأن منطقة ما يمكن أن تتلقى كمية من الأمطار قريبة من المتوسط العام إلا أنها مع ذلك لا تنجو بإنتاجية المحصول من الخطر؛ لأن الأمطار تسقط في غير فصل نمو المحصول.

10 أسئلة مفتاحية

(6) منذ متى بدأنا نعرف تغير المناخ؟

  • إذا كان هناك خلاف بين العلماء حول أسباب الزيادة في الحرارة منذ عام 1900 إلا أنهم متفقين على أن الإنسان هو المسؤول عن هذه الزيادة منذ عام 1950 فصاعدا.

     ومن ثم فلا شك أن الإنسان هو المسؤول الأول عن اتجاهات تغير المناخ في آخر 75 سنة شهدتها عمر البشرية.

     على الرغم من أن تغير المناخ كان طيلة التاريخ البشري الممتد لمئات آلاف السنين يحدث لأسباب طبيعية.

الكربون: التخفيف. البصمة. التسعير

نظام تداول الانبعاثات

هو نظام صممه الاتحاد الأوروبي لتداول الانبعاثات بهدف مساعدة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الحد أو التقليل من نسبة انبعاثات الغازات الاحتباس الحراري، إذ يسمح هذا النظام للمشاركين بشراء حصة الانبعاثات وبيعها بحيث لا يكون تخفيض نسبة الانبعاثات أمرا مكلفا.

وحيث إن هناك حدا أقصى لنسبة الانبعاثات المتاحة، فعلى المؤسسات أن تبلغ عن نسبة الانبعاثات لديها بشكل سنوي. وذلك لأن التعامل مع حصص الانبعاثات يتم كالعملات، حيث تعطي حصة الانبعاثات الواحدة حاملها الحق في خروج انبعاثات لغاز ثاني أكسيد الكربون قياسا على وحده طن واحد أو ما يساويه من غازات الاحتباس الحراري.

وقد أطلق النظام أولا في 2005 لمراقبة شركات التزويد بالطاقة الكبرى والشركات التي لديها نسبة استهلاك ضخمة للطاقة، ثم امتد الأمر في عام 2008 ليشمل قطاعات ومؤسسات أخرى ذات نسبة انبعاثات ضخمة بالإضافة إلى شركات الطيران.

مصر والعالم العربي

العالم العربي وتغير المناخ

ويمكن تلخيص مؤثرات تغير المناخ على توافر المياه والأمن المائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيما يلي:

    • طول موسم الجفاف في معظم بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
    • انخفاض بنسبة من 30 % إلى 70٪ في تغذية طبقات المياه الجوفية في ساحل البحر الأبيض المتوسط، مما يؤثر على كمية ونوعية المياه الجوفية.
    • انخفاضات كبيرة في توافر المياه السطحية والجوفية التي تؤثر بشكل مباشر على تدفق النهر وتدفق التيار وخزانات مياه التربة. سيكون لهذا الأخير عواقب وخيمة على إنتاج الغذاء والأمن الغذائي، مما يزيد من الضغط على طبقات المياه الجوفية وخزانات المياه السطحية في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
  • من المتوقع أن تقل الموارد المائية المتاحة في الأردن عن عتبة 50 مترا مكعبا للفرد في السنة، وقد تم تحديد هذه النسبة على أنها الحد الأدنى المطلوب للتنمية الاجتماعية والاقتصادية

التصحر

سادسا: عبء التصحر

  • ويرتبط التصحر بالقضية الأساسية المسماة “ارتفاع بصمة الكربون لكل فرد” والناجمة عن ضغوط النمو السكاني وزيادة انبعاثات الكربون وتلوث المياه والهواء وتدهور التربة والتصحر وإزالة الغابات.

كيف نحل المشكلة؟

استهدفت الأمم المتحدة خلق عالم خال من تدهور الأراضي والتصحر بحلول عام 2030، ولكنها نبهت إلى أن هناك عدة عوائق تحول دون ذلك، وكان أبرزها:

  • عدم كفاية الحوافز الاقتصادية والاستثمارات المعنية بضمان الامتثال الفعال للأدوات القانونية وإنفاذها على المستوى الوطني يمكن أن يؤدي إلى سياسات وحوكمة غير فعالة
  • عدم وجود بيانات أساسية كافية عن التصحر
  • آليات الرصد الضعيفة والمقاصد السياساتية غير المحددة،
  • عدم الأخذ بالمعارف الجديدة، والتصميمات الأفضل لعمليات المواجهة وبناء شبكات مؤسسية
  • نقص الحوار بين القطاعات السياساتية المعنية بالتنوع البيولوجي.
  • عدم انتقال المسؤوليات من الحوكمة البيئية إلى القطاعات السياساتية الأدنى.
  • استمرار “فجوة المسؤولية” عبر القطاعات السياساتية وهو ما يمثل أكبر مشكلة في سبيل الإدارة البيئية الفعالة
  • بقاء الاتفاقيات البيئية الدولية حبرا على ورق في كثير من الأحيان

التصحر

رابعا: الساحل والصحراء

  • في خضم الحديث عن نوبات الجفاف والتصحر وطبيعة الأراضي الجافة يشيع استخدام مصطلح “إقليم الساحل”. والساحل Sahel هو ذلك الإقليم الإفريقي الأكثر اقترانا بمشكلتي الجفاف والتصحر. وقد اشتق مصطلح الساحل من كلمة محلية تعني “حافة الصحراء”، وعلى الرغم من تعدد استخدام هذا المصطلح فإن التعبير الدقيق له يجعله قرين الإقليم شبه الجاف بغرب إفريقيا الذي يتلقى كمية من المطر السنوي يتراوح متوسطها بين 200 و400 ملم، متضمنا بذلك أجزاء من 6 دول، هي: السنغال، موريتانيا، مالي، بوركينا فاسو، النيجر، تشاد.
  • ويتلقى الإقليم الواقع إلى الجنوب مباشرة من إقليم الساحل -والمعروف باسم السفانا السوداني Sudan Savanna-  نحو 400 إلى 1000 ملم كمتوسط مطر سنوي، ومن هذا الإقليم تقع أجزاء من دول جامبيا، وبنين، ونيجيريا ضمن المناطق المتأثرة بالمشكلة. ويمتد إقليما الساحل والسفانا السودانيان شرقًا ليضما السودان وإثيوبيا.

10 أسئلة مفتاحية

(7) ما المصطلح الأكثر تكرارا في تغير المناخ؟ ومن المسؤول عنه؟

  • رغم تعقيد مشكلة التدخل البشري في تغيير المناخ إلا أن أصابع الاتهام انحصرت – لأسباب عدة – في مشكلة واحدة وهي إطلاق كميات كبيرة من “غازات الاحتباس الحراري”.

     

    المسؤول عن غازات الاحتباس الحراري؟

    • المدن والمدن الصناعية.
    • إنتاج واستهلاك الطاقة.
    • وسائل النقل والمواصلات.

الكربون: التخفيف. البصمة. التسعير

نظام تداول الانبعاثات

ويسمح نظام تداول الانبعاثات ETS للمشاركين بشراء حصة الانبعاثات أو بيعها، عن طريق المزادات اليومية وفقا لما يسمى بورصة الكربون، مثل تلك الموجودة في ألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة. وهذا يستلزم من الشركات والمنشآت القيام بالإبلاغ عن أنشطتهم بشكل سنوي، حتى يمكنها تداول مخصصات الانبعاثات Allowance Emission إما لتغطية انبعاثات مستقبلية أو لمساعدة شركات أخرى لا تستطيع تكوين مخصصات، وبالتالي يتم تخفيض التكاليف الكلية للقطاعات.

وتجدر هنا الإشارة إلى الحد الأقصى والمتاجرة Cap and Trade (وتعرف اختصارا باسم كات CAT) وهو نوع من التنظيم البيئي المرن الذي يسمح للأسواق بتحديد أفضل السبل لتحقيق الأهداف السياسة، وذلك من خلال تحديد الحد الأقصى للكمية الإجمالية لانبعاثات بعض غازات الاحتباس الحراري من المنشآت/ المصانع/ الخدمات بالقطاعات، ومن ثم يتم تقليل الحد الأقصى بمرور الوقت بحيث ينخفض إجمالي الانبعاثات

مصر والعالم العربي

حوض النيل

نهر النيل هو ثاني أطول نهر في العالم، حيث يبلغ الطول الإجمالي للنهر وروافده حوالي 37 ألف كم، ويبلغ طول التيار الرئيسي حوالي 6700 كم، وتبلغ المساحة الإجمالية لحوض النيل حوالي 3 مليون كم2، ويمر النهر بعشر دول إفريقية هي: بوروندي ورواندا وتنزانيا وزائير وكينيا وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا والسودان وينتهي في مصر، وهناك مصدران رئيسيان للنيل:

  1. هضبة البحيرات الاستوائية.
  2. الهضبة الإثيوبية.

التصحر

سادسا: عبء التصحر

  • يؤدي تدهور الأراضي شبه الجافة والجافة إلى الحد من قدرة هذه الأراضي على توفير المياه العذبة وإنتاج الغذاء، ويقلل من مدى توفر الغذاء البري، كما يشكل تهديدا للأنواع ذات البعد الرمزي والمصادر الوراثية. وللتصحر تأثير ضار على صحة التربة والغطاء النباتي، مما يؤدي إلى آثار سلبية تتداعى خلال السلسلة الغذائية. ويعد التملح مشكلة رئيسة في المناطق الجافة وشبه الجافة، ويرجع في الغالب إلى أنظمة ري غير مستدامة وسوء صرف ورداءة مياه الري في المناطق المروية. أدى التجفيف شبه الكامل لبحر آرال إلى خلق صحراء آرال كوم، مما تسبب في تدهور غابات المجاري المائية والمراعي وغيرها من صور الغطاء النباتي.
  • وتذهب الأممم المتحدة في أحدث تقرير لها (2022) إلى أن التصحر يمثل مشكلة ملحة في إقليم إفريقيا جنوب الصحراء، ناشئة عن تغير المناخ والهجرة الداخلية. وعلى الرغم من أن ندرة المياه المادية والاقتصادية تسود في مختلف أنحاء إفريقيا، فإن مواردها السطحية وموارد المياه الجوفية لم يتم تنميتها بعد، من حيث تلبية احتياجات سبل العيش والتنمية البشرية. وفي هذا السياق، فإن العديد من مشاريع البنية التحتية للمياه الصغيرة إلي المتوسطة الحجم تعد ملائمة بشكل جيد للطلب المحلي على المياه.

التصحر

رابعا: الساحل والصحراء

  • قد استخدمت الأمم المتحدة تعبير “الإقليم السوداني الساحلي Sudano – Sahelian” للتعبير عن 19 دولة إفريقية، هي تلك الدول المرتبطة بنفس الاسم في مكتب إداري يحمل اسم “يونسو UNSO التابع للأمم المتحدة (اختصارا للاسم الكامل United Nations Sudano-Sahelian Office)، وتضم بالإضافة إلى دول الساحل والسفانا: جزر الرأس الأخضر، جيبوتي، غينيا، غينيا بيساو، أوغندا، كينيا، والصومال. وهناك إقليمان آخران هما “إفريقيا شبه الصحراوية”، و”إفريقيا جنوب الصحراء”، وكلاهما يشير إلى كل تلك الدول الواقعة إلى الجنوب من الصحراء الإفريقية الكبرى، أما إقليم “شمال إفريقيا” فيتضمن المغرب، والجزائر، وليبيا، وتونس، ومصر.
  • ويعاني سكان قارتي آسيا وإفريقيا من أعلى نسب للجفاف والتصحر في العالم؛ فمساحة الأراضي المتصحرة في إفريقيا تقترب من 35%، وفي آسيا من 45%. ويعيش في خطر الجفاف والتصحر في القارتين ما يزيد عن 250 مليون نسمة، وهو ما ينعكس على تناقص حصتهم من الغذاء، وانخفاض نصيب الفرد من السعرات الحرارية في كثير من بلدان هاتين القارتين عن الحد الأدنى (2400 سعر حراري/يوم)، وهو ما يجعل قطاعات كبيرة من السكان بهاتين القارتين تعاني من سوء التغذية والعيش دون خط الفقر.
  • ولا ترتبط هذه المشكلات بمصطلحات أخرى كالفقر والمجاعات فحسب، بل تمتد إلى مستويات أكثر تعقيدا من المشكلات الاجتماعية والنفسية التي يتوقف علاجها على جهود ضخمة من تعاون الدول، وإيقاف الحروب والنزاعات البينية، والنهوض بالتعليم؛ فالتصحر والجفاف والجهل والتخلف شركاء في الكارثة.

10 أسئلة مفتاحية

(8) ماذا نقصد بغازات الاحتباس الحراري:

  • ثاني أكسيد الكربون.
  • الميثان.
  • أكسيد النيتروز.

وقد زادت كمية هذه الملوثات بما يتراوح بين 100 % و260 %.

ويذهب بعض العلماء إلى أن الزيادة الحالية في ثاني أكسيد الكربون ليست زيادة في مناخ العصر الحديث فحسب، بل الخطر يكمن في أنها تجاوزت -وفق الأمم المتحدة- النسبة التي كانت عليها طيلة ما يقرب من مليون سنة مضت.

الكربون: التخفيف. البصمة. التسعير

التسرب الكربوني Carbon Leakage

نتج عن تطبيق نظام تداول الانبعاثات Emission Trading System ETS وأنشطة الحد من الانبعاثات المتبعة حاليا داخل الاتحاد الأوروبي، ما يعرف باسم التسرب الكربوني Carbon Leakage، أي تحويل الانبعاثات لدول خارج نطاق الاتحاد الأوروبي وذلك من خلال نقل الإنتاج الصناعي كثيف الاستهلاك للطاقة من الدول داخل الاتحاد إلى دول أخري لا تتبع سياسات مناخية صارمة، مما أدى إلى مزيد من انبعاثات الغازات الدفيئة، نتيجة للتكاليف الإضافية المفروضة داخل الاتحاد.

أو بمعنى آخر، توجُّه الدول إلى تحويل استثماراتها في الصناعات ذات الانبعاثات من الدول داخل الاتحاد الأوروبي إلى خارجه تجنبًا للسياسات المناخية الصارمة في الاتحاد الأوروبي وللتكاليف الإضافية المتعلقة بذلك.

مصر والعالم العربي

حوض النيل

تحتوي هضبة البحيرات الاستوائية على (ثلاثة) أحواض وهي:

  1. حوض بحيرات فيكتوريا؛
  2. حوض بحيرتي جورج وإدوارد.
  3. حوض بحيرة ألبرت.

 

كما تحتوي الهضبة الأثيوبية على (ثلاثة) أحواض وهي:

  1. حوض نهر السوباط.
  2. حوض النيل الأزرق.
  3. حوض نهر عطبرة.

التصحر

خامسا: الجوع والتصحر

  • وتشير الأمم المتحدة في أحدث تقرير لها 2022 إلى أن سكان العالم البالغ عددهم 8 مليارات نسمة في حالة من الجوع وسوء التغذية. وبينما يعاني ما يقرب من مليار شخص من أنظمة غذائية تفتقر إلى الطاقة، يُصاب في المقابل حوالي مليار شخص بأمراض فائض الطاقة (المعروفة باسم “الجوع الخفي” بسبب نقص المغذيات الدقيقة). وعلى الرغم من أن نقص التغذية آخذ في الانخفاض ببطء، إلا أن 155 مليون طفل دون سن الخامسة، معظمهم في أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا، لا يزالون يعانون من توقف النمو.

ويرافق ذلك اقتران الكوارث مثل الفيضانات والجفاف لها بالفعل تأثير قوي على الأمن الغذائي وقد تزداد تواترا وشدة نتيجة تغير المناخ  وفي الدول النامية، تمتص الزراعة حوالي 22 في المائة من إجمالي الأضرار والخسائر التي تسببها الأخطار الطبيعية. وعلى الرغم من أن الكوارث قد تؤثر على سبل العيش الريفية مباشرة، إلا أن الإخلال بالإنتاج الزراعي والتنمية الزراعية يمكن أن يترك تداعيات سلبية خلال الاقتصادات الوطنية، مع آثار مدمرة على الأمن الغذائي، بما في ذلك المناطق الحضرية

التصحر

خامسا: الجوع والتصحر

  • ومن بين أكثر من ثمانين فرعًا في علم الجغرافية تحتل “جغرافية الجوع” مكانة بالغة الأهمية، وتزداد هذه الأهمية مع تزايد أعداد السكان في مقابل التدهور في تسخير الموارد الطبيعية الذي تشهده الدول النامية يومًا بعد يوم.
  • يترتب على التصحر والجوع اتساع الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وهو ما يجبر سكان العالم الثالث -في آسيا وأفريقيا على وجه الخصوص- على الاعتماد على الدول المانحة للمعونات الاقتصادية، ومن ثم يكبل إرادتها السياسية نتيجة تبعيتها “الغذائية”.
  • ويمكن لنا تقدير حجم هذه المشكلة حين نعلم أن أكثر من 200 مليون نسمة في أفريقيا بمفردها يعيشون كل عام تحت طائلة خطر الجفاف ، وقد سقط صريع الموت جوعاً من جراء الجفاف الذي عاشته القارة الأفريقية في العقود الماضية أكثر من ثلث مليون إنسان، كما اضطر للهجرة نحو 50 مليون نسمة غادروا بيوتهم وهاموا في الأرض بحثًا عن الغذاء، وانتهى بهم الحال إلى معسكرات للاجئين الفارين من الجوع.
  • وهناك عشرات الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الجوع في أنحاء متفرقة من الأرض على رأسها كوارث الفيضانات والعواصف وتأثير الزلازل والبراكين والحروب والكوارث التقنية، غير أن أكثر أسباب الجوع انتشارًا هي وقوع التصحر وحدوث نوبات الجفاف.

10 أسئلة مفتاحية

(9) كيف عرفنا بنتائج تغير المناخ في كوكب الأرض؟

تتجلى أبرز نتائج تغير المناخ في عدم استقرار دورة الغلاف الجوي على المستويين العالمي والإقليمي، ولا سيما في:

  1. اتساع الحزام المداري.
  2. حدوث تغيرات وتحولات في مسارات العواصف والتيارات النفاثة.
  3. تشهد منطقة القطبين الشمالي والجنوبي أيضا تغيرا في بعض عناصر المناخ جراء استنفاد أوزون الاستراتوسفير والاحترار الناجم عن غازات الاحتباس الحراري، وهو ما يؤثر بدوره على دورة الرياح في الكرة الأرضية، ولا سيما الحركة الشمالية-الجنوبية لحزام الرياح الغربية التي تدور حول القارة القطبية الجنوبية، خلال فصل الصيف الجنوبي.
  4. ويضاف إلى ذلك ظاهرة مناخية أخرى تعرف اختصارا باسم الـ “نينو” ويقصد بها وقوع تذبذب جنوبي في دورات الرياح الموسمية، ولكن من غير المؤكد أن يكون للإنسان دور في هذه الظاهرة.

الكربون: التخفيف. البصمة. التسعير

التسرب الكربوني Carbon Leakage

ونتيجة لذلك فقد يؤثر التسرب الكربوني بالسلب على الدول المدرجة في (الملحق 1) إذ يؤدي إلى فقدانها القدرة التنافسية تجاه الدول (غير المدرجة في الملحق 1)

وقد تم تحديد القطاعات الرئيسية والفرعية المعرضة لأخطار تسرب الكربون في قوائم رسمية (صدرت القائمة الأولى في 2010، والثانية في 2014، والثالثة في 2019)، وكل منها صالح وقابل للتعديل لمدة خمس سنوات.

مصر والعالم العربي

حوض النيل

  • تعمل تقلبات المناخ على تغيير هيكل ونظام نهر النيل بشكل كبير، فقد يغير النيل في المستقبل القريب خصائصه الهيدرولوجية الحالية واتصاله بين إفريقيا الاستوائية والبحر المتوسط، ذلك أن الخصائص المناخية المائية الفريدة لكل من هضبة البحيرات الاستوائية والهضبة الإثيوبية تجعلها حساسة لتقلب المناخ. أظهرت منطقة البحيرات الاستوائية حساسية خاصة للتغيرات الهامشية في هطول الأمطار في أوائل الستينيات ما أدى إلى ارتفاع مستوى حوض بحيرات فيكتوريا بمقدار 2.5 متر.
  • ويعد الجريان السطحي عبر العديد من مناطق حوض النيل حساس للغاية للتغيرات المناخية المتعلقة بأنماط الدوران العالمي، ومن المتوقع أن تؤدي التركيزات المتزايدة للغازات الدفيئة في الغلاف الجوي إلى تغيير أنماط الدوران العالمية هذه. كما قد يتسبب التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري في تباين كبير في تدفقات النيل.

10 أسئلة مفتاحية

(10) هل نخشى من انقراض سادس؟

يعود تاريخ ظهور أحدث الأنواع البشرية التي ننتمي إليها ونسميها "الإنسان العاقل" إلى 200 ألف سنة. حين ظهر هذا الإنسان تعرضت الحيوانات الأكثر منه ضخامة وحجما وشراسة للاختفاء بسبب عدم قدرتها على تحمل التغيرات البيئية التي حدثت في مناخ وبيئة الأرض عبر ملايين السنين الماضية.

قبل أن يعرف العلماء في نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن 19 أدلة علمية على حدوث الانقراض كانت الكتب المقدسة للديانات الكبرى وخاصة في اليهودية والإسلام تشير بوضوح إلى أن فيضانا عارما غمر الأرض ولم ينج منه سوى كائنات مختارة من كل زوجين اثنين فيما عرف بقصة "طوفان نوح".

إذا وضعنا جانبا عشرات الانقراضات الصغيرة فلدينا خمسة انقراضات "كبرى" اختفت فيها "أغلب" الكائنات الحية أو كادت.

الانقراضات الخمسة السابقة حدثت جميعها دون دخل للإنسان، إذ لم يكن الإنسان قد ظهر على الأرض بعد. أما الانقراض السادس المتوقع والذي يخشاه علماء البيئة فهو الذي قد ينجم عن التغير المناخي جراء تدمير الأرض الزراعية والغابات وإفساد مياه الأنهار والبحار.

الكربون: التخفيف. البصمة. التسعير

البصمة الكربونية Carbon Footprint

يستخدم مصطلح "البصمة الكربونية" لوصف كمية انبعاثات غازات الاحتباس الجراري الناتج عن نشاط أو كيان معين، وبالتالي تعد البصمة الكربونية وسيلة للمنظمات والأفراد لتقييم مساهمتهم في تغير المناخ. ولتقليل هذه التغيرات في الماضي، ركزت الشركات التي ترغب في قياس بصمات الكربون الخاصة بها على انبعاثاتها الخاصة.

ولا يمكن حساب البصمة الكربونية الإجمالية بشكل بالغ الدقة لعدم كفاية المعرفة والبيانات الخاصة بالتفاعلات المعقدة بين العمليات المساهمة، بما فيها أثر العمليات الطبيعية التي تخزن ثنائي أكسيد الكربون أو تطلقه إلى الجو. ولهذا السبب فإن أبسط تعريف للبصمة الكربونية:

مصر والعالم العربي

حوض النيل

يمثل عدم اليقين بشأن تأثير تغير المناخ تحديًا آخر لنظام الموارد المائية في مصر، فمصر تعتمد اعتمادً كليًا تقريبًا على مياه نهر النيل، حيث تمثل حوالي 55.5 كم مكعب من المياه سنويًا، وهو ما يبلغ 93٪ من موارد المياه التقليدية في البلاد. ويبلغ إجمالي الطلب السنوي على المياه 81.3 كم مكعب، منها ما يقرب من 86٪ للزراعة، و2.5٪ للصناعة، و11.5٪ للقطاع المنزلي، مما يعني أن هناك فجوة بين الطلب على المياه وتوافرها، وهو ما يتم تعويضه من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الصحي والمياه العادمة والمياه الجوفية الضحلة.

ومع ذلك، فإن الدراسات السابقة التي ركزت على عدم اليقين في تباين تدفق المياه قد أسفرت عن نتائج متناقضة بين الزيادة والنقصان.

الكربون: التخفيف. البصمة. التسعير

البصمة الكربونية Carbon Footprint

"مقياس يحدد الإجمالية من انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون (CO2) والميثان (CH4) لمجتمع أو نظام أو نشاط بعينه، بأخذ كل المصادر والمصارف والخزانات ذات الصلة بعين الاعتبار ضمن الحدود المكانية والزمنية للمجتمع أو النظام أو النشاط المدروس. ويحسب لثاني أكسيد الكربون باستخدام الاحتمال ذي الصلة لحدوث الاحترار العالمي لمئة عام"

ويقيس المؤشر معدلات انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، ويعبر عنه بوحدة الطن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في السنة (Ton / Year)، مع الأخذ في الاعتبار مجموعة الغازات الدفيئة الضارة.

مصر والعالم العربي

حوض النيل

  • ولدى تناول موضوعات التغير المناخي وتأثيره على تدفقات النيل، تجدر الإشارة إلى أن أي تغييرات مستقبلية في حجم تدفق نهر النيل يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات كبيرة على حياة الناس الذين يعيشون داخل الحوض وقد تزيد من المستوى المرتفع بالفعل للإجهاد المائي، ذلك أن هناك حوالي 400 مليون شخص يتقاسمون حوض النيل في أحد عشر دولة ذات اقتصادات تعتمد بشكل كبير على الزراعة التي توظف الغالبية العظمى من القوى العاملة في معظم هذه البلدان. علاوة على ذلك، من المتوقع أن يعيش بحلول عام 2030 ما يقرب من نصف دول حوض النيل تحت مستوى ندرة المياه (1000 م3 للفرد الواحد في السنة).
  • وتزداد الأوضاع خطورة بسبب سياسة بناء العديد من السدود في العقود الأخيرة للتحكم في التقلبات الموسمية والمتداخلة لتدفق النيل، ومن ثم الاستفادة الكاملة من الموارد المائية للحوض. وقد حظي الصراع الأخير على مياه النيل باهتمام كبير في السنوات القليلة الماضية بعد قرار إثيوبيا بناء سد كبير على النيل الأزرق (سد النهضة الإثيوبي الكبير) لإنتاج الكهرباء، وتصدير معظمها إلى البلدان المجاورة. وحيث إن سد النهضة كبير نسبيًا مقارنة بالتصميمات السابقة لنفس الموقع، فقد أثار مخاوف جدية بشأن تأثيره على حصص المياه في دول المصب (أي مصر والسودان)، فإذا تغيرت تقلبات تدفق النيل في المستقبل، فسيلزم إعادة تقييم سعة تخزين المياه في الحوض.

الكربون: التخفيف. البصمة. التسعير

البصمة الكربونية Carbon Footprint

فالبصمة الكربونية تساهم –على المستوى الوطني – على تحديد المعايير الفنية والإيكولوجية للعلامات البيئية أو مراجعتها من أجل تكييفها بشكل أفضل، كما تساعد على مراجعة القوانين والسياسات البيئية المعمول بها في مختلف القطاعات.

مصر والعالم العربي

حوض النيل

أما بالنسبة لمستقبل تدفق النيل، فكما وضحنا أعلاه أنه حتى وقت قريب، أسفرت المحاولات لتوقع مستقبل تدفق النيل عن نتائج غير متسقة، فعلى الرغم من أن العديد من الدراسات فحصت آثار تغير المناخ على حوض النيل باستخدام مناهج مختلفة، إلا أن عدم اليقين المحيط بالاستنتاجات من هذه الدراسات كان مرتفعًا.

مصر والعالم العربي

البيئة المصرية المعرضة للتغيرات المناخية

تشير المصادر إلى مساهمة مصر في الانبعاثات العالمية بقيمة حوالي 326 مليون طن ثاني أكسيد الكربون المكافئ عام 2015، أي ما يعادل أقل من 1% من الانبعاثات العالمية، ويعتبر قطاع الطاقة في مصر هو المساهم الرئيسي لهذه الانبعاثات، يليه قطاع الزراعة، ثم الصناعة ثم قطاع المخلفات، حيث يمثل قطاع الطاقة في مصر حوالي 55% من إجمالي القطاعات المختلفة بينما يمثل 26% بالنسبة لدول العالم مما يحثنا على البحث عن مصادر أخرى بديلة عن استخدام الوقود والبدء في استخدام مصادر جديدة ومتجددة للطاقة..

  • ارتفاع مستوى سطح البحر في مصر

وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، يتوقع ارتفاع مستوى مياه البحر المتوسط في الدلتا بحلول عام 2030 من 12 إلى 34 سم (متوسط 24 سم)، وبحلول عام 2070 من 33 إلى 83 سم، الأمر الذي سيؤدي وفقًا لتقرير برنامج الامم المتحدة إلى غرق مساحات كبيرة من المناطق الشاطئية والساحلية

مصر والعالم العربي

البيئة المصرية المعرضة للتغيرات المناخية

وسيؤدي الاحتباس الحراري سالف الذكر إلى ارتفاع منسوب سطح البحر، وذلك بسبب أمرين:

أولا، ارتفاع درجة

الحرارة التي ستؤدي إلى التمدد الحراري لمياه البحر، وثانيا، الماء المضاف نتيجة ذوبان الأنهار الجليدية الموجودة في (جرين لاند والقارة القطبية). وحيث إنه من المتوقع زيادة متوسط منسوب سطح البحر من 0.09 إلى 0.88 متر في الفترة ما بين عامي 1990 و2100، فسوف يؤثر ذلك على مناطق عديدة في مصر مثل مناطق شمال الدلتا التي قد تتعرض بعضها للغرق مثل الإسكندرية ورشيد وبورسعيد.

مصر والعالم العربي

البيئة المصرية المعرضة للتغيرات المناخية

وأشارت التقرير إلى أن الدلتا واحدة من المناطق الأكثر عرضة للفيضان نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر المتوقع. وقد يصاحب هذا الارتفاع أيضًا هبوط في التربة بمعدلات متفاوتة، وتنقسم منطقة الدلتا الساحلية – وفقًا لهذا التقرير – إلى ثلاث مناطق فرعية حسب درجة التعرض وقابلية التعرض لمخاطر التعرية وارتفاع مستوى سطح البحر على النحو التالي:

  • المنطقة الفرعية الأولى: وهي المناطق ذات المخاطر العالية، أو بتعبير آخر المعرضة للهبوط أو التآكل بمعدلات عالية، وتشمل هذه المناطق شاطئ بحيرة المنزلة ورشيد وجمصة وميناء دمياط والشريط الساحلي للإسكندرية والتي تعتبر من أكثر المناطق عرضة لخطر الفيضانات بسبب انخفاض منسوب الأراضي إلى أقل من 3 (م) تحت مستوى سطح البحر الحالي.
  • المنطقة الفرعية الثانية: وهي المناطق آمنة نسبيًا، حيث إن وجود الكثبان الرملية يشكل خط دفاع طبيعي.
  • المنطقة الفرعية الثالثة: وهي مناطق الشواطئ المحمية طبيعيا واصطناعيا.

مصر والعالم العربي

البيئة المصرية المعرضة للتغيرات المناخية

  • وتشمل المخاطر المحتملة الناجمة عن تغير المناخ ما يلي: (1) ندرة المياه بسبب انخفاض إمدادات المياه من نهر النيل وارتفاع الاحتياجات المائية للمحاصيل، و (2) زيادة الملوحة في مياه الري في دلتا النيل بسبب تسرب المياه المالحة إلى المياه الجوفية الضحلة وإعادة استخدام المياه.
  • ومن المدن الساحلية الهامة المعرضة لمثل هذه المخاطر البيئية: مدينة المنصورة الجديدة تلك المدينة التابعة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والتي تطل على البحر المتوسط بطول 15 كم، وقد تم بناؤها بصدور قرار جمهوري رقم 378 لسنة 2017 بمساحة 5104 فدان ثم تم تعديله بالقرار الجمهوري رقم 8 لسنة 2018 بإضافة عدة أفدنة للمساحة الإجمالية للمدينة ليبلغ إجمالي مساحتها 5913 فدانا تنفذ على أربع مراحل، وقد تم وضع حجر الأساس بها عام 2017.

مصر والعالم العربي

البيئة المصرية المعرضة للتغيرات المناخية

  • وتفاقم أثر المخاطر البيئية الساحلية على المدن الساحلية يجب التعامل معه بجدية لتأثيراته المتعددة على القيم  الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فضلا عن التأثير على البيئة الطبيعية والمادية، ويتوجب على صانعي القرار اتخاذ ما يلزم نحو معالجة أوجه عدم اليقين غير القابلة للاختزال في المناطق الساحلية، وفى ضوء هذا الوضع يتطلب الأمر وضع سياسات واستراتيجيات تكيف ديناميكيات النظام الساحلي المتغيرة وزيادة المخاطر لتمكين التكيف في الوقت المناسب والمستدام والفعال في المناطق الساحلية من خلال مجموعة من الاليات والاجراءات المتبعة لحماية المدن الساحلية وتطبيقها في مصر.
  • وقد قدر متوسط الارتفاع في سطح البحر بحوالي 1.36 مم في السنة، والهبوط الطبيعي لسطح الأرض في حدود من 3.5 إلى 5 مم في السنة في منطقة شمال الدلتا، كما أن المد والجزر يتراوح ارتفاعه ما بين 26 سم عند البرلس ليصل الى 80 سم عند دمياط.

مصر والعالم العربي

آثار تغير المناخ على الزراعة في مصر

أظهرت بعض الدراسات المعنية بتغير المناخ على الزراعة، والأمن الغذائي والاقتصاد الاجتماعي في مصر، أن تغير المناخ في المستقبل سيؤثر بشكل مباشر على إجمالي مساحة المحاصيل المصرية، ولا سيما على 13 نوعًا منها. كما سيؤثر تغير المناخ أيضًا على عملية الاكتفاء الذاتي من القمح والأرز والحبوب والذرة، وكذلك على المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية للدولة، وذلك لأسباب أهمها ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض إنتاجية الثروة الحيوانية، كما قد تؤدي الظروف الجافة القاسية إلى موت الحيوانات، هذا فضلًا عن الثروة السمكية التي قد تتأثر أيضًا بارتفاع درجات الحرارة وكذلك ارتفاع مستويات الملوحة من الممكن أن تحد أيضًا من إنتاج أسماك المياه العذبة.

مصر والعالم العربي

آثار ارتفاع مستوى سطح البحر المتوقع على الإسكندرية

  • يشكل تفاقم أثر المخاطر البيئية الساحلية على المدن الساحلية تحديا كبيرا في البلاد المطلة على السواحل ومنها مصر ولا سيما على ساحل البحر المتوسط، وتعتبر الإسكندرية أحد الموانئ البحرية الرئيسية للدولة، وتعمل كمركز صناعي مهم حيث توفر 40٪ من الإنتاج الصناعي للدولة. وبالإضافة لذلك، فإن ساحلها موطنٌ لعدد كبير من السياحة الصيفية ومواقع التراث الثقافي.
  • تمتد الإسكندرية على حوالي 40 كم (25 ميل) على الساحل الشمالي لمصر (ساحل البحر الأبيض المتوسط)، وتعد وجهةً سياحية شهيرة تجذب أكثر من مليوني سائح سنويًا، كما أنها مركز صناعي مهم بسبب مينائها البحري الذي يستقبل الغاز الطبيعي وخطوط أنابيب النفط من السويس.

مصر والعالم العربي

آثار ارتفاع مستوى سطح البحر المتوقع على الإسكندرية

  • وبالنسبة لقضية تآكل الساحل، فقد أكدت الدراسة على أن ساحل الإسكندرية يتكون من شواطئ رملية تفصل بينها رؤوس صخرية، وأن هذه الشواطئ تشهد تآكلًا بطيئًا ولكنه مزمن وطويل الأجل بحوالي 20 سم/سنة، وذلك نتيجة للعمليات الساحلية الطبيعية الجارية جنبًا إلى جنب مع نقص الرواسب. كما أشارت الدراسة إلى أن أكثر من 50٪ من الشواطئ الرملية الواقعة بين المنتزه والسلسلة، بطول 14.5 كما، قد اختفت بشكل ملحوظ بعد اتساع طريق الكورنيش السريع باتجاه البحر وذلك في الفترة من 1998 إلى 2002، مما أدى إلى ظهور خلايا ساحلية “قليلة الرواسب”.
  • وقد أشارت هذه الدراسة إلى أنه نظرًا لأن مدينة الإسكندرية تم بنائها على شبه جزيرة على شكل حرف T، وهي عبارة عن قطاع أرضي يقع بين البحر الأبيض المتوسط ومجموعة من البحيرات المالحة والبحيرات السابقة، وتقع أجزاء كبيرة من المدينة تحت مستوى سطح البحر، مما يجعل الفيضانات والصرف مشكلة حرجة. هذا الوضع الجغرافي والنمط الحضري يجعلان المدينة شديدة التأثر بالمخاطر البيئية. ووفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي (2011)، فمن المرجح أن يزداد الوضع سوءًا بحلول عام 2030 بأن تتعرض المدينة لأخطار الغرق البحري وتآكل السواحل والزلازل والفيضانات ومخاطر ندرة المياه.