بالنظر للوهلة الأولى إلى مسار الرجل، يُمكن الظن بأنه شهد تحولًا غريبًا انعطافه. ولكن المُدقق في التفاصيل يستطيع أن يُدرك أنها نقطة انكشاف وليست تحول. انكشاف لما تُخبئه النفس من انتهازية وانسحاق. انسحاق نفسي قبل العملي، يرى فيه صاحبه فعل السوء مبررا وخطواته المتقهقرة مدروسةً وانهزاميته تكيّفا والفتات المُلقى مكسبا عظيما انتزعه من الهامش. ومع كل خطوة تتضخم صورته عن ذاته معتقدا أنه يُبصر ولا يُبصرون.. وهكذا يرى حاجب الملك في منامه أنه ملِكًا.
تصلح تلك الكلمات لكل من انتمى إلى معسكر دون أن يؤمن حقا بأهدافه، بل رأى فيه فرصة ليس أكثر للخروج بمكاسب شخصية. ويُمكن أن تصلح للتعبير عن جيل متكلس انهزم في داخله قبل خارجه ويعيش على صورة الماضي التي باتت سجنا يمنعه من إدراك الحاضر. ويُمكن أن تفسر الكثير فيمن يتسع الثغر اندهاشا من قدرتهم على الانتقال إلى الشيء ونقيضه بسلاسة.
ولكن تلك الكلمات رغم صلاحيتها لكل تلك الملاءات إلا إنها ملاءة نُلبسها لرجل واحد.. حسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية أو وزير التنسيق المدني، الذي يجري في كواليس السلطة الفلسطينية إعداده لخلافة كبيره الذي علمه السحر محمود عباس. الرئيس الذي انتصفت ثمانيناته دون انتصاف رؤيته ولو لمرة قبل الرحيل.
خطوات الإعداد لخلافة عباس
منذ سنوات يدور الحديث حول الشخص الذي سيرث كرسي أبو مازن بين رجالات حركة “فتح” مع تقدمه في العمر. تظهر أسماء وتنزوي أخرى ويمارس الكهل لعبته في تدوير الكراسي؛ زرعا للشقاق بين الطامعين وتهميشا للمعارضين.
ولكن في السادس من فبراير/شباط الماضي اُتخذت خطوة رسمية تُنبئ أن حسين الشيخ هو الأقرب للخلافة.
اختير الشيخ لعضوية اللجنة التنفيذية، أعلى هيئة تنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تمهيدا لتوليه منصب أمين سر اللجنة بدلا من الراحل صائب عريقات. وهو المنصب الذي مارس الشيخ مهامه فعليا بعد وفاة عريقات، وهو أعلى منصب بعد رئيس المنظمة. وقد كانت أمانة سر اللجنة التنفيذية المنصب الذي تولاه عباس قبل تسلمه جميع المقاليد خلفًا لياسر عرفات.
كما انتخب المجلس المركزي روحي فتوح رئيسًا للمجلس الوطني الفلسطيني الذي يتولى، باعتباره البرلمان الفلسطيني، دورًا في المرحلة الانتقالية لما بعد الرئيس. وهو -أي فتوح- شخصية ضعيفة، بوصف وسائل إعلام فلسطينية، لا طموح لها في الحكم إذ سبق وتولى ذات المهمة وسلّم رئاسة السلطة لأبو مازن بعد وفاة عرفات.
بالعودة إلى الشيخ (61 عامًا) فرئاسته للهيئة العامة للشؤون المدنية، جعلته مسؤولا عن ملف العلاقة مع إسرائيل، وكل ما يتعلق بذلك من إدارة ملفات أموال المقاصة، والتصاريح ولم الشمل والتسهيلات الاقتصادية وغيرها. وتوليه المهام الفعلية لعريقات عَنًت أنه المنوط بالتواصل مع الجانبين الأمريكي والإسرائيلي فيما يخص ملف التسوية والمفاوضات.
بعد أيام من التولي الفعلي، التقى الشيخ مع وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، في منزل الأخير لنحو ساعة. وكانا اجتمعا مرة في السابق لكنه الاجتماع الأول بينهما منذ تولي لابيد وزارة الخارجية.
وقال الشيخ إنه خلال الاجتماع نقل رسالة إلى لابيد من أبو مازن، وبها يؤكد أنه يؤمن “بحل سياسي مع إسرائيل يتم التوصل إليه من خلال المفاوضات” وأن هناك أهمية كبيرة لوجود أفق سياسي بين الجانبين.
وقبل ساعات من لقاء عباس وزير الحرب الإسرائيلي بيني جانتس في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، زار الشيخ القاهرة للاجتماع بوزيري الخارجية المصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي، وكان لافتا مشاركته في ذلك الاجتماع بدلاً من وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الذي يشارك عادة في الاجتماعات مع نظرائه العرب والأجانب.
خلال الأعوام الماضية أثبت الشيخ أنه ثاني اثنين لا ينازعهما أحد في القرب من عباس، مع ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات، ورجل التنسيق الأمني. فالشيخ يقابل الرئيس يوميًا ويصحبه في زياراته الخارجية، وأيضًا خلال لقاءاته بالمسؤولين العرب والأجانب بمقر الرئاسة في رام الله.
وحسب تعبير دبلوماسي أوروبي “عباس يحتاجه ويحتاج إطراءاته مثل حاجته للدواء”.
يرى علاء الترتير، المحلل السياساتي لدى شبكة السياسات الفلسطينية، في حديث سابق مع “مصر 360” أنه يبدو أننا أمام “مثلث أمني سياسي خدماتي” سيخلف عباس، بمعنى أن هناك 3 أشخاص يتم الاستثمار فيهم حاليا: ماجد فرج على المستوى الأمني، حسين الشيخ على المستوى السياسي، ومحمد إشتية (رئيس الوزراء) على المستوى الخدماتي.
“هذا الثلاثي يمثل التوليفة القادمة لخليفة عباس. وهذا مثلث البيروقراطية الفلسطينية التي لا تحيد عن منظومة أوسلو التي تم بنائها على مدار السنين (..)هذه تكملة للنظام السياسي القائم والبعيد كل البعد عن الفاعلية وأن يكون نظام سياسي شامل ذو رؤية استراتيجية استشرافية. وأن يساعد الفلسطينيين على الوصول لأهدافهم. هو نظام يعزز قوى البنية المختلة أساسا”، يؤكد الباحث الفلسطيني.
ويشير مسؤول في منظمة التحرير إلى ذات الإطار لصحيفة “جيروزاليم بوست”، قائلا: “يبدو أن الرئيس عباس قد اتخذ قراره. هذان الرجلان (الشيخ وفرج) هما اليوم أقوى الشخصيات في القيادة الفلسطينية بعد الرئيس”.
ويكمل “عندما يرحل الرئيس، من المرجح أن يصبحوا لاعبين رئيسيين في الساحة الفلسطينية. سيكون أحدهما مسؤولًا عن الشؤون المدنية والسياسية، بينما سيكون الآخر مسؤولًا عن الأمن”.
اقرأ أيضًا: ماجد فرج: أحلام خلافة عباس قد تعيقها القاهرة
غضب داخل فتح
مع أن الشيخ لم ينف نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، لكنه شدد على أن “الرئيس الفلسطيني لن يأتي إلا عبر صناديق الاقتراع وليس عبر التعيين”، بحسب “إندبندنت عربية”. وأوضح أن “المؤسسات في حركة فتح وفي منظمة التحرير هي صاحبة الحق في الاختيار”، وأنه “لن يأتي أي قائد أو زعيم عبر بروباجندا أو دبابة إسرائيلية أو بقرار إقليمي أو دولي”.
لكن القيادي المفصول من اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة قال إن “ما جرى تحضيره في الغرف المغلقة من إبراز بعض الشخصيات وفصل أخرى لن يستمر، وسيكون غير صالح في اليوم التالي لرحيل الرئيس عباس”، مضيفًا أن ذلك “غير شرعي وغير مستدام”.
وفصل عباس القدوة في أبريل/نيسان من العام الماضي على إثر قرار الأول خوض الانتخابات التشريعية بقائمة مستقلة عن “فتح”. وهي الانتخابات التي ألغاها عباس لاحقا بعدما تبيّن أن الخلافات التي تضرب تنظيمه والمزاج الشعبي العام سيؤديان إلى هزيمة لا مفر منها.
وقد لعب الشيخ دورا في محاولة إثناء قيادي الحركة مروان البرغوثي عن الانضمام إلى قائمة القدوة أو التفكير في الترشح للرئاسة، إذ التقى به في سجن “هداريم”، بضوء أخضر إسرائيلي؛ في ظل تخوف كبير من شعبية البرغوثي الطاغية في الشارع الفلسطيني، واعتباره قادرا على لعب دور في إنهاء الاقتسام وإحراج الاحتلال دوليا من سجنه.
وقالت مصادر في رام الله لصحيفة “جيروزاليم بوست”، إن عددا من كبار المسؤولين والمخضرمين في فتح الذين اعتبروا أنفسهم خلفاء محتملين “غاضبون” من قرار عباس بتعزيز مكانة الشيخ. وأضافت المصادر أن الشيخ وماجد فرج يحافظان على علاقات قوية مع إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا. كما أنهم أعداء صريحون لحماس ويدعمون التنسيق الأمني.
من بين مسؤولي فتح الساخطين -وفقا للصحيفة- جبريل الرجوب ومحمود العالول ومروان البرغوثي وتوفيق الطيراوي. “حتى وقت قريب، كان يُعتقد على نطاق واسع أن العالول، نائب رئيس حركة فتح البالغ من العمر 72 عامًا، هو الشخص الأكثر احتمالا لخلافة عباس. كما اعتبر الرجوب (68 عاما) الذي يشغل منصب أمين عام اللجنة المركزية لحركة فتح مرشحا قياديا لمنصب الرئاسة. لكن خلال العام الماضي، همّش عباس كلا منهما، مما أبعدهما عن عملية صنع القرار”.
عُهد إلى العالول تنسيق الأنشطة المناهضة للاستيطان. أما الرجوب فكان منشغلا بمحاولة إنهاء الخلاف بين فتح وحركة حماس، دون جدوى. وفي العام الماضي، تعرض لضربة كبيرة عندما انهار اتفاق ساعد في التوسط مع حماس لإجراء الانتخابات التشريعية قبل أن يلغيها عباس.
وعلى ذكر الانقسام مع حماس، فقد دخل الشيخ في ملاسنة علنية مع موسى أبو مرزوق القيادي في الحركة الإسلامية، بعدما طالب الوزير في سبتمبر/أيلول الماضي بتحويل أموال “حماس” المجمدة في السودان إلى حسابات السلطة. ويُشار إليه دوما بلعب دور في تضييق الحصار على قطاع غزة.
بل وأشارت صحيفة “السفير” اللبنانية عام 2018 أن القاهرة منعته من دخول أراضيها بعد مهاجمته الدور المصري في المصالحة، قبل أن يعود للظهور مجددا رفقة عباس في زياراته للقاهرة، عقب هبة القدس في مايو/أيار من العام الماضي.
اختيار صف العدو بعد مقاومته
تقول صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إنه على مدى السنوات القليلة الماضية، صعد نجم الشيخ بشكل كبير. وقد يكون للسلطة الفلسطينية رسميا وزير خارجية ومسؤول من فتح مكلفين بمعالجة العلاقات الدولية. لكن من الناحية العملية، يبدو أن الشيخ قد تولى بعض هذه المهام، حيث التقى باستمرار مع دبلوماسيين أمريكيين وأوروبيين وسافر لحضور مؤتمرات القمة في القاهرة مع عباس.
وتنقل عن مسؤول أمني كبير قوله: “كيف يُنظر إلى الشيخ من جانبنا؟ إنه صديقنا. هذا رجلنا، علاقتنا معه جيدة للغاية. هو يفعل الكثير لضمان الاستقرار على الأرض. لكن مكانته محليا إشكالية للغاية. إنه رمز لفساد السلطة الفلسطينية”.
وتسيطر الهيئة العامة للشؤون المدنية التي يترأسها الشيخ على خط التنسيق بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية. وتشوب الهيئة منذ سنوات شائعات بوجود فساد ومحسوبية، لا سيما بشأن التصاريح الثمينة للعمل في إسرائيل، والبناء في مناطق الضفة الغربية الخاضعة للإدارة الإسرائيلية، والسفر دون متاعب عبر الحواجز الإسرائيلية، بجانب اتهامات أخلاقية بتحرشه بموظفيه. بل وتهم بالمساهمة في قتل الناشط نزار بنات.
يتابع المسؤول الأمني الإسرائيلي “الشيخ رجل لا يتمتع بالشرعية العامة. دون صلاته بإسرائيل وبدرجة أقل بالولايات المتحدة، لن يكون له مصدر قوة”.
ولكن بالنظر إلى المراحل الأولى لمسيرة الرجل يتضح أنها عرفت مساقا مختلفا للغاية.
أمضى الشيخ 11 عامًا في سجون الاحتلال من عام 1978 (حين كان عمره سبعة عشر عاما) وحتى عام 1989. وبعد خروجه بات عضوًا في القيادة الوطنية الموحدة في الانتفاضة الأولى، قبل تولي تأسيس اللجان السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو، وفقا لما يذكره على موقعه الرسمي. ثم انضم إلى الجهاز الأمني الفلسطيني حديث التأسيس آنذاك، برتبة عقيد.
و خلال الانتفاضة الثانية كان مُطاردًا ومطلوبًا لقوات الاحتلال كونه أحد قيادات كتائب شهداء الأقصى”، الذراع العسكرية للحركة. فمع اتجاه قواعد “فتح” والقيادات المحلية والمناطقية والمرتبطة بالقواعد الجماهيرية فيها، إلى تشكيل خلايا مُسلحة محلية تم ذلك بدعم وتغطية من مرجعيات تنظيمية مثل مروان البرغوثي، مسؤول اللجنة الحركيّة العليا في الضفة آنذاك، وثابت ثابت أمين سر التنظيم في طولكرم، وبدرجة أقل حسين الشيخ، أمين سر الحركة في الضفة حينها.
وبحسب الباحث الفلسطيني حسن كمال فإن “فتح” انقسمت حينها بين موقفين: موقف اللجنة المركزية ومعها المجلس الثوري إلى حد ما، وهو الموقف الذي رفض أساليب كتائب الأقصى في القتال، وموقف اللجنة الحركية العليا، والتي كان منها البرغوثي والشيخ، وهو الموقف الذي وفر غطاءً تنظيميًا للكتائب.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2003، ذكرت صحيفة “القدس العربي” أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية لاحقت الشيخ بناء على أوامر مباشرة من ياسر عرفات. وأشارت إلى أنه لم تُعرف حقيقة أسباب تدهور العلاقة بين الطرفين، “لكن الملاحقة جاءت بعد توزيع بيانات في الضفة موقعة باسم الشيخ وكتائب شهداء الأقصى تهاجم قيادات في السلطة”. ووقتها، قالت مصادر أن اللجنة المركزية قررت تنحية الشيخ من منصبه ودعت إلى اعتقاله وتقديمه للمحاكمة بتهمة التورط في قضايا فساد.
اقرأ أيضا: كتائب شهداء الأقصى: عن دلالات العودة للواجهة من جديد
“لم يملك يوما مبادئ”
“وجه قوي وابتسامة منحرفة.. يدخن سجائر رفيعة ويرتدي أحذية إيطالية ويحيط نفسه بمساعدات جميلات. يرى الفلسطينيون فيه نموذج رجل السلطة والمال. إنه يد وصوت السيد عباس، هذا الرئيس المعزول على نحو متزايد والمبتلى بالشكوك”، هكذا استهلت صحيفة “لوموند” الفرنسية تقريرها عن الشيخ.
تتحدث الصحيفة عن بداياته وكونه ابنا لعائلة من التجار اللاجئين في رام الله عام 1948 أثناء النكبة بعدما تم محو قريته دير طريف الواقعة في السهل المحيط بتل أبيب من الخريطة. في سنوات سجنه يتعلم العبرية وينشق عن فتح لصالح فصيل أبو موسى، أحد فصائل الحركة الموالية لسوريا، قبل أن يعود إلى رشده ويبرئه عرفات.. ثم “لن ينحرف مرة أخرى عن خط الأغلبية”.
أحد أصدقاء الشيخ والذي عرفه لمدة 30 عاما يقول عنه “كان أفضل حالاً عندما لم يكن لديه مال أو نساء. لكنه لم يملك يوما مبادئ. إنه براجماتي يحب نفسه، أناني وقبل كل شيء انتهازي يتمتع بمرونة غير محدودة”.
ويضيف دبلوماسي أوروبي “إنه وقح بلا جاذبية ولا تصميم. ليس لديه شيء وهذا هو السبب في وجوده في هذا المكان: إنه لا يخيف عباس”. وحسب التعبير المجازي للدبلوماسي فقد “أصبح أقرب الأنبياء إلى الله في رام الله؛ فعباس يحتاجه ويحتاج إطراءاته مثل حاجته للدواء”.
وترى الصحيفة الفرنسية أنه بالرغم من صعوده لقمة الهرم فإنه يواجه الكثير من المخاطر. “تنقسم قيادة فتح في كل شيء ولكنها تتفق ضده وعندما سيفتح باب خلافة عباس سيجد حسين الشيخ نفسه وحيدا بدون حلفاء”.
جانب آخر يتضح معه أن الشيخ لا يعرف الصداقات في عالم السياسية، فعلى الرغم من أحاديث صداقته مع البرغوثي إلا أن تقارير غير مؤكدة تحدثت عن كونه عارض -رفقة ماجد فرج- أي خطوات للإفراج عن الأسير الذي يقضي خمسة أحكام بالمؤبد؛ لتشكيله خطرا على مساعيه في السلطة.
فيما ذكرت تقارير أخرى أنه طلب من “إسرائيل” عدم الإفراج عن البرغوثي عام 2011 بعد ضغوط أوروبية على الاحتلال. وأبلغهم أن الرئيس محمود عباس “لا يرى أن الوقت والظروف الراهنة مناسبة لإطلاق سراح البرغوثي”. مع معلومات أخرى حول تضييقات مورست بحق الأخير في السجن بدفع من الشيخ وفرج.
وتشير صحيفة “الأخبار” اللبنانية -المقربة من حزب الله- إلى أنه في سبيل التقرب من عباس كان الشيخ الشخص الذي كشف له نيات القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، تجاه الرئيس وعائلته، إذ تذكر مصادر أنه كان يسجل محادثاته مع دحلان وينقلها إلى عباس أولاً بأول.
ترى صحيفة “معاريف” العبرية أن إصرار “إسرائيل” على تعزيز علاقاتها مع شخصيات فلسطينية غير مقبولة شعبيًا يرسل برسالة للشارع الفلسطيني أنها غير مهتمة بمستوى الفساد الذي يعتري السلطة بقدر بحثها عن شريك فلسطيني من المريح التعامل معه، مشددة على أن اليوم الذي يلي عصر عباس لا زال مجهولًا.
حتى الآن لايبدو الطريق ممهدا أمام الشيخ وإن اتخذت خطوات تمهيده. أو بتعبير ناشط بارز في فتح: “يحب الإسرائيليون والأمريكيون التحدث كثيرًا عما يسمى معركة الخلافة في القيادة الفلسطينية. لكن لا أحد يسأل الشعب الفلسطيني عمن يريدون رؤيته كرئيس لهم. كل الأسماء التي يتم ذكرها كخلفاء محتملين لا قيمة لها طالما أنها لا تحظى بدعم الفلسطينيين”.
اقرأ أيضًا:
الصندوق القومي اليهودي: التشجير كأداة استيطانية
34 عاما على انطلاقة “حماس”: اختلاف على الحكم واتفاق على “المقاومة”