تمثل مباراة الأهلي في نهائي دوري أبطال أفريقيا الكثير والكثير للزمالك، فهي بمثابة عنق زجاجة للنادي الأبيض: إما انتصار وفرحة ومكاسب عديدة أو خسارة وإخفاقات عديدة وكارثة كبرى وقد تعجل رحيل رئيسه مرتضى منصور بعد قرارات اللجنة الاولمبية بعزله وخسارته المقعد البرلماني في دائرة ميت غمر.
هنا نستعرض: ماذا يعني الفوز باللقب الأفريقي للزمالك، خصوصا أنها مواجهة محفوفة بالمخاطر وستكون قاسية على الفريق الخاسر.
الإيجابيات – السادسة المنتظرة
أهم وأكبر المكاسب للزمالك هو الفوز باللقب السادس في دوري أبطال أفريقيا، الغائب عن خزائن النادي الأبيض منذ عام 2002 عندما فاز على الرجاء المغربي في النهائي وفاز باللقب الغالي، ومنذ ذلك الحين حوالي 18 عامًا، مر الزمالك بلحظات كثيرة من الضعف والقوة ولكنه لم ينجح مع كل محاولاته طوال هذه المدة في الفوز باللقب الأفريقي الكبير، حيث قد وصل إلى نصف النهائي والنهائي مرتين من قبل خلال هذه المدة ولم ينجح في الفوز بالكأس، ولذلك ستكون هذه المرة بمثابة الفرصة المنتظرة لكسر نحس هذا الكأس وهذا الرقم السادس لجماهيره الغفيرة في رفع كأس افريقيا.
كما أنها ستكون بمذاق مختلف، حيث لو حدثت مع الفوز على الأهلي الغريم التقليدي والأزلي للفريق الأبيض ولأول مرة في التاريخ منافسه في نهائي دوري الأبطال، ستكون الفرحة مضاعفة بكل تأكيد وستمتلئ السماء صخبًا بسعادة الجماهير البيضاء في كل مكان بمصر وربما الوطن العربي الكبير، فهذا اللقب استثنائي للفريقين وللفائز به بكل تأكيد وسيبقى صدى هذا الانتصار لفترة طويلة لن تنسى لجماهير الفريق الفائز بلا شك.
إنهاء سيطرة الأهلي تمامًا
في الفترة الأخيرة بدأ منحنى الزمالك يرتفع في مواجهاته أمام الأهلي، فبعد فترة طويلة من التراجع أمام المارد الأحمر، بدأ الزمالك يعود وينتصر، حتى أنه في آخر مباراتين بهذا العام فاز على الأهلي فيهما، الأولى بكأس السوبر المصري بركلات الترجيح أول هذا العام، والثانية مؤخرًا في الدوري بعد العودة من فترة التوقف بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد بثلاثة أهداف لهدف، رغم أنها لم تكن مؤثرة على فوز الأحمر باللقب المحلي ولكنها تركت أثرًا كبيرًا في نفوس الجماهير الحمراء وفرحًا عظيمًا للزمالك وجماهيره البيضاء في كل مكان.
لتكون المواجهة الثالثة بينهما حتى الآن في عام 2020 الاستثنائي بكل شيء، بمثابة التأكيد للزمالك بأنه أنهى سيطرة الأهلي عليه في المواجهات بالسنوات الأخيرة إذا فاز، وسيفتح عصر جديد مع المارد الأحمر وجماهيره يكتب هو أول سطر فيه بأنه المسيطر والبطل والفائز عليه دومًا وكسر شوكته بالفعل في الألقاب والمواجهات المباشرة بينهما بالفترة الماضية وربما القادمة، كما أنه سيكسر عدة حواجز نفسية كثيرة كرسها الأهلي له بانتصاراته المتعددة عليه بالسنوات السابقة جميعًا.
وسيكون هذا من أكبر الانتصارات كذلك في حال فوز الأبيض باللقب الأفريقي السادس على حساب الفريق الأحمر الكبير.
مكاسب مادية ومعنوية عملاقة
سيحظى الزمالك كذلك لو فاز باللقب بمكاسب مادية عديدة ستنعش خزينته، وتساعده على التدعيم أكثر بصفقات ضخمة ونجوم لامعة في الفترة القادمة، حيث يحظى البطل هذا العام على حوالي 3 ونصف مليون دولار كمكافئة من الاتحاد الأفريقي، بالإضافة لتعويض من الفيفا مادي كبير لعدم إقامة مونديال الأندية هذا العام قد يتخطى الـ 5 مليون دولار، وبالتالي فالمكاسب المادية الكبيرة ستكون أكبر داعم لمجلس إدارة الزمالك وخزينته لمواصلة الصفقات والنجاحات بالموسم المقبل.
أما المكسب المعنوي الكبير هو سعادة جماهير الأبيض عن الفريق وإدارته، لفترة جيدة من الزمن، ربما تكون أكبر داعم لمرتضى منصور ومجلسه في الحصول على دعم جديد ليبقى لفترة أخرى رغم كل ما يواجه من أزمات وقرارات بالعزل وتحديات مؤخرًا، وحتى لو حدثت انتخابات يقدر على الفوز بها بعد النجاحات الكبيرة في مجال الكرة والفوز بالألقاب وكذلك الإنشاءات الكبيرة وتحويل مقر نادي الزمالك لنادٍ أوروبي الملامح في شأن اجتماعي للأعضاء.
وكذلك ستجعل اللاعبين في أفضل حالاتهم الفنية والمعنوية مع الفريق خلال الموسم الجديد، وبالتالي مواصلة الانتصارات والألقاب وأولهم السوبر الأفريقي أمام نهضة بركان المغربي لتزيد غلة النادي من البطولات القارية.
السلبيات – رحيل مرتضى منصور
بلا شك وجود مرتضى منصور رئيسًا للزمالك سيتحدد بشكل كبير عقب نهائي دوري أبطال أفريقيا، في حال الفوز ربما تزيد أسهمه ويبقى بشكل أو بآخر، ولكن في حال الخسارة بكل تأكيد سيكون بقاءه على المحك تمامًا أو كما يقول المثل الدارج “على كف عفريت”، فسيقوم وزير الشباب والرياضة بتنفيذ قرار اللجنة الأوليمبية وتحويل المخالفات والقضايا التي حصرتها لجنته ضده في النيابة، ومع رفع الحصانة عنه بالسقوط في انتخابات البرلمان مؤخرًا بدائرته في ميت غمر بمحافظة الدقهلية، سيكون الحساب متاحًا وعادلاً للتخلص من تجاوزاته الكثيرة ضد الجميع والتي مقدم بها بلاغات كبيرة وقوية للنائب العام والقضاء.
سقوط الزمالك وخسارته اللقب سيرفع عنه الدعم الجماهيري مع حالة الغضب من الخسارة، وهو الذي يستند إليه في مواجهة كافة تلك الضغوط والبلاغات والقضايا والمخالفات الجسيمة التي تحيطه من كل صوب، وبالتالي سيكون في خطر كبير ربما يوصله للسجن وليس فقط رحيله عن منصبه كرئيس لنادي الزمالك.
سيناريو أسود معتاد
أبرز ثاني السلبيات والمترتبة على السلبية الأولى برحيل مرتضى، هو السيناريو الأسود المعتاد التي تخشاه بشدة جماهير الزمالك، والذي يضرب استقرار الفريق ويدخله في دوامة من المجالس المعينة والفوضى الإدارية العارمة التي تسبب في تفريق فريق الكرة ورحيل النجوم الكبيرة وخلافه، وصولاً لفشل تام وعجز كبير لفريق الكرة وسيطرة الأهلي من جديد بالطول والعرض لسنوات قادمة على كافة الألقاب ومباريات القمة.
هذا السيناريو المرعب للجماهير البيضاء والذي تكرر كثيرًا خاصة بعد انتخابات 2005 الشهيرة ولم يتعافى منه النادي لفترة طويلة من الزمن، هو أكثر ما تخشاه جماهير الزمالك وسيكون أقرب الأوضاع في حال خسارة اللقب أمام الأهلي ورحيل مرتضى ووجود مجلس معين للقلعة البيضاء.
غضب جماهيري كبير
بكل تأكيد سيغرق جمهور الزمالك الكبير في أحزانه لفترة طويلة حال خسارة الفريق الكروي، خاصة مع حالة الفرح المبالغ بها من الخصم دائمًا عندما يفوز على غريمه التقليدي، وهنا ستكون مضاعفة حيث سيتبعها فوز بلقب أفريقي كبير وهو الأكبر داخل القارة السمراء، غضب الجماهير البيضاء الكبير قد يخلف أمور كثيرة على الشق العاجل، أهمها مهاجمة كافة اللاعبين والإدارة والمدرب الجديد باتشيكو، مما قد يؤدي لانهيار كبير واهتزاز في النادي، سواء برحيل الإدارة أو عدد من اللاعبين والنجوم وكذلك الجهاز الفني وهو الأمر المتوقع خاصة مع سوابق الزمالك مع كل انهيار كروي يحدث، تتبعه أمور أكثر سوءًا دائمًا وتكون العاقبة باهظة الثمن ولسنوات طويلة.