أكثر من عام ونصف قضاها الصحفي أحمد علام داخل محبسه، بعد القبض عليه في 25 أبريل 2020، على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن دولة. حيث وجهت إليه نيابة أمن الدولة اتهامات الانضمام إلى جماعة إرهابية، نشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وجددت محكمة جنايات القاهرة، الإثنين، أمر حبس علام، 45 يومًا، على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن الدولة العليا، وتم القبض على علام على خلفية اشتراكه في إعداد فيلم تقريري عن وضع وباء كوفيد-19 في مصر لصالح إحدى القنوات غير المصرية.
يعمل علام البالغ من العمر 34 عاما، صحفي ومعد تلفزيوني، عمل في العديد من المؤسسات الصحفية والإعلامية من بينها المصري اليوم، CBC، والأخبار والسفير اللبنانيتين، وموقع الغد، وجريدة الكرامة، كما أسس موقع بوسطجي، المعني بنقل مشاهدات حية للتفاعلات الاجتماعية السائدة في مناطق عدّة حول العالم، ونشر قصصا تعكس طبيعة التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية في القطرين المصري والعربي.
كان قد تم القبض على أحمد من منزله أهله بالعياط بمحافظة الجيزة يوم 21 أبريل، وتم إخفائه لمدة 6 أيام حتى ظهر في نيابة أمن الدولة العليا، 27 أبريل 2020 للتحقيق معه في القضية، بمحضر ضبط تاريخه 26 أبريل.
عام ونصف من الغياب
أيام ثقال تقضيها أسرة أحمد علام في ظل غيابه أكثر من عام ونصف عن والديه، بينما يصعب على شقيقته محادثته عن قرب خلال الزيارة التي لا تتعدى مدتها 20 دقيقة كل شهر، حيث تراه من على بعد ثلاثة أمتار ويفصلها عنه سور وأسلاك، قائلة: “نلجأ للحديث بالإشارات حتى يفهمني وأفهمه”.
وتقول إيمان علام شقيقة أحمد لمصر 360 إن “كل المقربين من أحمد يعرفون جيدا أنهم كان من أوائل المشاركين في حملة تمرد و30 يونيو. لإزاحة الإخوان المسلمين من السلطة، وهو معروف بمواقفه ضد الإسلام السياسي وما يمارس من إرهاب. وبالتالي لا يمكن أن يكون منضما بشكل أو بآخر لأي جماعة إرهابية”.
وتصف إيمان وضع الأسرة في ظل غياب شقيقها بالوضع “المأساوي” حيث لم يراه والداه منذ حبسه. فهي فقط التي تزوره مرة كل شهر بسبب كبر سنهم سوء حالتهما النفسية.
وبخصوص ما وجهته النيابة عن نشر أخبار كاذبة على فيسبوك توضح إيمان أن أخيها بطبيعته لا يتفاعل على السوشيال ميديا وهو واضح وظاهر للجميع فلم ينشر أي منشورات منذ فترة طويلة قبل إلقاء القبض عليه، كل ما فعله أحمد أنه كان يمارس عمله كصحفي.
أحمد علام يساري يواجه تهمة الانضمام لجماعة إرهابية
خلال التحقيق أمام نيابة أمن الدولة العليا سئل أحمد عن نشاطه وعمله الإعلامي والصحفي. وعلاقته بإعداد برنامج يتم إذاعته في قناة الجزيرة. كما سألته النيابة عن مضمون ما جاء في تحريات الأمن الوطني حول انضمامه لجماعة إرهابية.
الصحفي أحمد علام معروف بميوله اليسارية والانحياز للطبقات الفقيرة، ليجد نفسه فجأة ضحية تهمة “الانضمام لجماعة إرهابية”. على الرغم من توجهه الواضح في انتقاد سياسات جماعات الإسلام السياسي.
وقال المحامي نبيه الجنادي، الذي حضر جلسة التحقيق مع علام، إن التهم الموجهة للصحفي الشاب تشمل. (نشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والانضمام إلى جماعة إرهابية).
فيما لم يتم ضبط أي أحراز بحوزة الصحفي، وعلى الرغم من اتهامه بإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. لم تكن هناك أي مطبوعات لمنشوراته على “فيسبوك”، كما أن وكيل النيابة لم يفحص حسابه من الأساس.
وجاء اتهام علام –المعروف بعدم ممارسة نشاط سياسي ضمن أي كيان– بالانضمام إلى جماعة الإخوان. ليثير موجة من الغضب لدى أسرته وأصدقائه وزملاء المهنة الذين يعرفونه حق المعرفة.