60% من حجم العمال في العالم، يعملون ضمن مايُعرف بالعمالة غيرالمنتظمة، ما شكل تبني إجراءات فورية لحمايتهم في ظل مواجهة تفشي جائحة كورونا حاجة ماسة.

sss

مخاوف بشأن العمالة غيرالمنتظمة أبدتها الأمم المتحدة بشكل واضح، مشددة على حكومات دولهم، بضرورة توفيردعم نقدي لهم، يحول دون اضطرارهم إلى العودة إلى العمل، ومن ثم ازدياد فرص التعرض للإصابة.

البلدان النامية

في مناقشة عبر الإنترنت بين الأمم المتحدة ورؤساء الوكالات الدولية الأخرى والجمهور حول التحديات التي تواجه التعاون الدولي في ظل كوفيد-19، صرح جاي رايدر مدير منظمة العمل الدولية، بأن العمال غير النظاميين الذين يعتمدون على ما يحصلون عليه من خلال عملهم اليومي، يحتاجون بشكل عاجل إلى دعم نقدي من حكوماتهم من أجل التغلب على الأثر الاقتصادي للجائحة.

المسئول الأممي، كشف أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع الناس من الاضطرار إلى العودة إلى العمل والاستمرار في حماية أنفسهم من الفيروس عن طريق العزل الذاتي.

الحل الفعال هنا بحسب “رايدر” هو توفير تحويلات نقدية وموارد مباشرة إلى من هم في أمس الحاجة إليها.

المنظمة كشفت أن معظم العمالة غيرالمنتظمة والتي يبلغ عدد أفرادها نحو ملياري شخص تعيش في البلدان الناشئة والنامية، والغالبية تفتقر إلى الحماية الاجتماعية والحقوق في العمل وظروف العمل اللائقة.

أسرة إنسانية واحدة

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أكد في رسالته بمناسبة اليوم الدولي لتعددية الأطراف والدبلوماسية من أجل السلام، أن مكافحة الفيروس التاجي الجديد تتطلب منا العمل “معا كأسرة إنسانية واحدة.”

المناسبة تطرقت إلى نتائج المسح العالمي الذي أطلقه “جوتيرش” بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للمنظمة، بهدف مناقشة آمال الناس وهمومهم بشأن المستقبل.

المسح الذي شارك فيه، حتى الآن، أكثر من 80 ألف شخص يمثلون أكثر من 190 دولة، جاء بفيروس كورونا المستجد على رأس مخاوف المشاركين، إلا أن ما يقلقهم على المدى الطويل هو معالجة تغير المناخ.

حالة طوارئ مناخية

“يمكننا رؤية جبال الهيمالايا في العديد من المدن الهندية، حيث عادة ما تكون مغطاة بالضباب الدخاني بسبب التلوث. يمكننا رؤية المياه الزرقاء في المحيط الهادئ في ليما، يمكننا رؤية المياه النقية في البندقية. يمكننا تنفس الهواء النقي في لوس أنجلوس وروما والعديد من الأماكن الأخرى. لذا، يمكننا أن ندرك أنه إذا تمكنا من تقليل بصمتنا، فيمكننا تجنب حالة طوارئ مناخية”، وفما صرحت به تاتيانا فالوفايا، المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في جنيف.

حقوق الإنسان

كما تعد الشواغل المتعلقة بحقوق الإنسان أولوية رئيسية. وشدد مارتن تشونجونج، الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي، على الدور المهم لأعضاء البرلمان في حماية حريات الناس في كل مكان.

الخطاب الشعبوي والقومية المتزايدة

وبرغم التفاؤل بشأن المستقبل، إلا أن العديد من المشاركين في الاستطلاع عبروا عن قلقهم بشأن التهديد الذي يشكله الخطاب الشعبوي والقومية المتزايدة على تعددية الأطراف.

وشدد فابريزيو هوتشيلد، المستشار الخاص للأمين العام للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين على أنه ما من دولة يمكن أن تعيش بمفردها. وقال:

“علينا أن نتغلب على هذا الانقسام الخاطئ بين خياري إما أنك قومي أو عالمي. إما أن تهتم ببلدك أو أنك أممي. لا يمكن لأي وطني حقيقي أن يهتم بوطنه وحده؛ في عالم مترابط يعتمد على بعضه ويتبادل المنفعة. إذا كنت قوميا ووطنيا حقيقيا، يجب أن تكون أمميا أيضا، لأن هذه هي الطريقة التي يعمل بها العالم معا.”

وفي بيان صدر بمناسبة اليوم الدولي للتعددية والدبلوماسية، أعربت منى جول رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، عن “تضامنها الكامل مع جميع الحكومات والشعوب في معركتنا ضد كوفيد-19:

“في هذا الوقت الذي يتسم بدرجة كبيرة من عدم اليقين والاضطراب العالمي، من الواضح أننا بحاجة إلى جهد دولي منسق بروح تعددية الأطراف. إلى جانب المساحة لتوفير الاستجابة الإنسانية الفورية اللازمة، يجب علينا الاستجابة لدعوة الأمين العام من أجل وقف عالمي لإطلاق النار.”

وأضافت أن الأزمة “أبرزت الترابط بين عالمنا اليوم،” حيث يجب حل التحديات العالمية “من خلال الحلول العالمية التي تتطلب المزيد من التعاون عبر الحدود الوطنية.”

أكبر أزمة عالمية

وفي رسالته بهذه المناسبة، أصدر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تيجاني محمد باندي، رسالة قال فيها إن المؤسسات متعددة الأطراف باتت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، في خضم أكبر أزمة عالمية.

وأعرب باندي عن شكره للعاملين في مجال الرعاية الصحية ومن هم في الخطوط الأمامية لمكافحة هذا المرض بهدف الحفاظ على مجتمعاتنا آمنة وصحية، مشيدا بالدول أعضاء ووكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، ولا سيما منظمة الصحة العالمية، لتقديمها الدعم والخدمات الحيوية في الكفاح من أجل هزيمة الجائحة.

وأضاف: “في مواجهة التحديات المتزايدة، يتم تذكيرنا بضرورة الأمم المتحدة والمؤسسات متعددة الأطراف على نطاق أوسع. بينما نحتفل باليوم الدولي الثاني لتعددية الأطراف والدبلوماسية من أجل السلام، يجب أن نبقى صادقين مع المُثُل التأسيسية لمنظمتنا وأن نواصل العمل، في إطار ميثاق الأمم المتحدة، من أجل السلام والأمن الدوليين، وسيادة القانون، العدالة والتنمية المستدامة، وخاصة في أصعب الأوقات.”