منذ بدء تفشي “كورونا”، وتصنيفه بـ “الجائحة العالمية”، وتحذيرات المنظمات الدولية تتجدد بشكل متواصل من خطورة الأوضاع باليمن، بسبب تبعات الفيروس الكارثية التي تزيد من مأساة بلاد يعصف بها صراع مسلح، أدى إلي تداعى القطاع الصحي.

sss

وأعلنت تقارير رسمية، أمس، عن أول حالتي وفاة جراء فيروس كورونا باليمن، موضحة أن المتوفيين شقيقان توفيا في مستشفى في مدينة عدن جنوب البلاد.

وقبل يومين، أعلنت لجنة الطوارئ الوطنية في اليمن على “تويتر”، تسجيل 5 إصابات بفيروس كورونا في مدينة عدن.

وفى وقت سابق أكدت وكالات الإغاثة الأممية بصنعاء، أنها تشعر بمخاوف بالغة من وجود فيروس كورونا وإمكانية الانتشار السريع له، فقد بقيت اليمن خلافًا لما يحدث ببقية بلدان منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بحالة واحدة مؤكدة مخبريًا للإصابة بكورونا، وهي المعلنة فى حضرموت في 10 من أبريل الماضي، وفقا لبيان صحفي.

اقرأ أيضًا:

حروبهم تبتر الأعضاء والأعمار.. “حياة العرب على أسنة الإعاقة”

وقالت ليز جراندي، منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية باليمن: ” لقد حذّرنا منذ أول حالة إصابة بكوفيد19 من أن الفيروس موجود الآن في اليمن وقد ينتشر بسرعة، خاصة في ظل وجود جميع العوامل المساعدة على انتشاره”.

وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن هناك مستويات منخفضة من المناعة العامة، ومستويات عالية من الضعف الحاد، ونظام صحي هش ومثقل، استنادًا إلى أنماط انتقال الفيروس في البلدان الأخرى، وبعد مرور سبعة عشر يوما منذ إعلان الحالة الأولى.

تحذير مسبق

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن الوباء ربما يكون في حالة تفشي في اليمن، دون أن يتم اكتشافه.

وتحذر منظمات الإغاثة منذ سنوات من مخاطر انتشار الأمراض في اليمن، مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، حيث إن نصف المستشفيات فقط تعمل بكامل طاقتها.

اقرأ أيضًا:

اليمن.. المجاعة تزحف وأوضاع صحية مروعة

وقالت منظمة الصحة العالمية، إنها تقدم الإمدادات الطبية ومعدات الاختبار وأجهزة التنفس والتدريب للخدمات الصحية في اليمن.

وحذرت الأمم المتحدة، أمس، الخميس، من أن انتشارًا سريعًا لفيروس كورونا هناك، قد يؤدي إلى نتائج مميتة أكثر من العديد من البلدان الأخرى.

التحذيرات أطلقها المتحدث باسم الأمين العام “ستيفان دوجاريك”، خلال مؤتمر صحفي عقده عبر دائرة تلفزيونية مع الصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، قائلا: أطلعت الأمم المتحدة أمس على تقارير من الحكومة اليمنية بشأن 5 حالات مؤكدة من الإصابة بالفيروس”، مضيفا: “لا تزال الأمم المتحدة تشعر بقلق عميق من احتمال أن يطغى الفيروس بسرعة على النظام الصحي في اليمن الذي يعاني بالفعل من الإجهاد”.

انتشار أكبر

ولفت المتحدث باسم الأمين العام إلى “وجود تحذير من علماء الأوبئة من أن المرض يمكن أن ينتشر في اليمن بشكل أسرع وعلى نطاق أوسع وبنتائج مميتة أكثر من العديد من البلدان الأخرى”.

 بدورها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” أن 5 ملايين طفل باليمن معرضون لخطر الإصابة بوباء الكوليرا والإسهال المائي الحاد مع زيادة وتيرة هطول الأمطار الغزيرة التي تشهدها البلاد منذ منتصف الشهر الحالي.

اقرأ أيضًا:

من ويلات الحروب إلى قسوة الوباء..اليمن يدفع ثمن المصالح

وذكرت سارة  بيسلو نيانتي، الممثل المقيم لليونيسف بصنعاء، في بيان صحفي أمس الخميس، أنه منذ يناير الماضي تم تسجيل أكثر من 110,000 حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في 290 مديرية من إجمالي 331 مديرية في اليمن ويمثل الأطفال دون الخامسة ربع تلك الحالات.

مسؤولة اليونيسف أشارت إلى أن خطر هذه الجائحة يأتي في الوقت الذي يعاني فيه اليمن من تبعات وباء كورونا (كوفيد – 19)، لافتة إلى أن الأمطار الغزيرة والفيضانات الأخيرة التي ضربت محافظات عدن وأبين ولحج ومدينة صنعاء،  قد أدت إلى انقطاع خدمات مياه الشرب المأمونة وتعطل مرافق الصرف الصحي، كما دمرت المنازل وهجرت الأسر من منازلها ما يوفر بيئة مثالية لتفشي الكوليرا.

اقرأ أيضًا:

“كورونا يحكم”.. “الفيروس يتلاعب بطموحات “بوتين”

وحذرت من أن تدني مستوى خدمات الصرف الصحي كثيرا لا سيما في المناطق الحضرية واستخدام مياه ملوثة ونقص الوعي بممارسات النظافة الأساسية بما في ذلك غسل اليدين الفعال وممارسات النظافة الشخصية، تسهم في انتشار الكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن حيث الخدمات الأساسية على حافة الانهيار.

بحسب ما ذكرته فإن أطفال اليمن لايزالون عرضة لعدد لا يحصى من المخاطر التي تهدد بقاءهم على قيد الحياة، كانتشار الكوليرا على نطاق أوسع وارتفاع مستويات سوء التغذية وتفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات وجائحة فيروس، كوفيد -19، في الوقت الراهن، معتبرة أن هذه أسباب قد تؤدي إلى تفاقم العبء الملقى أصلا على كاهل الأطفال وأسرهم والمأساة في اليمن لا تزال تتكشف للعالم بكل تجلياتها.

وحذرت المسؤولة الأممية من أنه دون وضع حد للنزاع المسلح المستمر منذ خمس سنوات في اليمن ستستمر الأمراض المدمرة، التي يمكن الوقاية منها، بالفتك بحياة الكثيرين، وفي مقدمتهم الأطفال من أوساط الفئات الضعيفة.