دول العالم مستمرة في تشديد إجراءاتها الوقائية لحماية مواطنيها من تفشى فيروس كورونا المستجد، ومواصلة غلق المعابر والحدود الأمر الذي أدي لوجود العديد من العالقين بالدول، ولكن سمحت دول لهم بالعودة إلي بلادهم بشرط تطبيق الحجر الصحي عليهم، إلا أن الحكومة السودانية وقفت صامتة أمام العالقين بمصر في موقف غير مفهوم، ولسان حال العالقين يردد أغيثونا قبل أن نموت من تردي الوضع.
sss
وأعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، عن قلقها لرفض السلطات السودانية السماح لمواطنيها العالقين في مصر بالعودة إلى السودان في سياق سياسة الإغلاق التام التي تنتهجها، ما أدى لبقاء المئات منهم على الحدود داخل الأراضي المصرية في ظل أوضاع صحية ومعيشية متدهورة.
أقرأ أيضا صرخات العالقين.. مصريون بالخارج منعهم الوباء من احتضان الوطن
وتابعت المنظمة عن كثب الأوضاع غير الإنسانية التي يعانيها مئات من السودانيين العالقين في مصر، حيث بدأ نحو 1900 سوداني ـ بعضهم عائدين من رحلة علاج ـ في إجراءات العودة عبر الحدود البرية “معبر أرقين” مستقلين عدد من الحافلات، وفور وصولهم محافظة أسوان علموا بإغلاق المعبر الحدودي بين السودان ومصر، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة السودانية لمواجهة انتشار فيروس كورونا “كوفيد – 19″، والتي كان من بينها تعليق الرحلات الجوية وإغلاق الحدود مع عدد من الدول من بينها مصر.
وتواصلت المنظمة مع بعض السودانيين العالقين الذين تقدموا بشكاوى للمنظمة، وتبين للمنظمة معاناة العالقين وأغلبهم من كبار السن والمرضى والنساء والأطفال، وعدم اتخاذ الحكومة السودانية أي إجراءات لعودتهم، وأيضا عدم استطاعة العالقين من المكوث في مصر، كما تبين أنه تم التواصل مع السفارة السودانية في القاهرة، وقد طُلب منهم البقاء في مصر لحين فتح المعبر مع توفير نفقات لإعاشتهم وتلبية احتياجاتهم.
ووفق ما تلقته المنظمة، فإن تلك الوعود لم تكن كافية مع استمرار الأزمة وتدهور الأوضاع الصحية والمعيشية للعالقين، وتكفل بعضهم بنفقات العلاج والإقامة والإعاشة، وتمسك العالقين بمطلبهم في العودة إلى بلدهم، بالإضافة إلى بعض المعلومات عن قيام الحكومة السودانية بالسماح لبعض العالقين في دول أخرى بالعودة جواً وبراً خلال الأيام الماضية مع استمرار إغلاق المعابر البرية مع مصر في وجه العائدين.
وقد ترتب على ذلك استمرار بعض العالقين في الاعتصام وافتراش الطرق في منطقة “السباعية” القريبة من الحدود المصرية السودانية، وما تابعه البعض الآخر من احتجاجات بالقرب من السفارة السودانية في القاهرة بعد عودتهم للقاهرة، وأيضا احتجاجات ذويهم أمام مبنى الحكومة في السودان.
وتناشد المنظمة مجلس السيادة السوداني والحكومة السودانية التدخل العاجل باتخاذ الإجراءات اللازمة والطارئة لعودة المواطنين العالقين منذ أكثر من عشرين يومًا إلى بلدهم في أقرب وقت مع الأخذ في الاعتبار أوضاعهم غير الإنسانية.