دراسة جديدة تدحض مزاعم أنصار نظرية المؤامرة ، لتؤكد أن فيروس كورونا المستجد لم يتخلق في المعمل ، ولكنه ظهر نتيجة تطور طبيعي .

sss

وبدأ تفشي “كورونا” المستجد،  في الصين في أواخر العام الماضي، ووصل إلى 147 دولة على الأقل، بلغ إجمالي عدد الإصابات بالفيروس في العالم، اليوم الثلاثاء،  382 ألفاً و741 مصابا، توفى منهم  16 ألفاً و578 حالة، وتماثل للشفاء 10 ألاف  و522 مصاباً.

وفي ديسمبر 2019، مر أشخاص قبل ظهور الفيروس في سوق يقع في قلب مدينة ووهان في مقاطعة هوبي، إلا أن تقدير التأريخ الجزيئي استنادًا إلى تسلسلات جينوم فيروس “سارس-كوف-2″، أشار إلى أن أصله بدأ في نوفمبر، الأمر الذي يثير تساؤلات حول العلاقة بين وباء كورونا الجديد والحياة البرية.

وأشارت الدراسة التي هدمت نظريات المؤامرة بشأن أصل الوباء إن الفيروس ظهر في البداية بمدينة وهان الصينية في نهاية ديسمبر و أخذ منذ ذلك الحين ينتشر عبر الكرة الأرضية ليجتاح  أكثر من 170 دولة .

قالت صحيفة دايلي تليجراف البريطانية التي نشرت نتائج الدراسة: “إن الخوف والمعلومات المغلوطة تصاعدت مع انتشار الوباء، وتحذير منظمة الصحة العالمية بأن العالم يكافح “وباء معلوماتي” إلى جانب الوباء المرضي.

كورونا تطور طبيعيًا ربما من خفاش أو من آكل النمل الحرشفي وليس صناعة معملية 

وأضافت أن هناك خرافة شائعة بأن ذلك الفيروس الذي يسمى سارس-كوفي-2، كان مصنوعًا في المعمل، ولكن الباحثين بالدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة “نتشير ميدسن” قاموا بتحليل تسلسل الجينوم الخاص بفيروس كورونا، وتوصلوا إلى دليل قوي بأن هذا الفيروس تطور بشكل طبيعي، ربما من خفاش أو من حيوان آكل النمل الحرشفي. 

الخطوة الأولى 

توصلت تحليلات الباحثين إلى أن سارس كوفي -2، ليس مصنوعا في المعمل أو جرى التلاعب فيه عمدًا.

وقام فريق العمل بتحليل البروتين “المسماري”، والذي يوجد على غلاف الفيروس، ويسمح له بالالتصاق بالمستقبلات المتواجدة على سطح الخلايا البشرية أو الحيوانية، وهي الخطوة الأولى في الإصابة بالعدوى.

ووجد الفريق، سمات معينة للبروتين تتصف بالفعالية الشديدة في الارتباط بالخلايا البشرية، والتي كانت حتما نتيجة “الانتخاب الطبيعي”، وليس نتاجًا للهندسة الوراثية.

وتأكدت هذه النتيجة من خلال التحليل الذي أُجري على الشبكة الرئيسية أو التركيب الجزيئي الكلي للفيروس، فإذا أراد نفر من الناس “هندسة” فيروس  كورونا المستجد، فإنهم يقومون بتكوينه من الشبكة الرئيسية للفيروس القائم والمعروف أنه يتسبب في المرض الذي يصيب البشر، حسبما أكد باحثو الدراسة.

كان العلماء يعتقدون أن فيروس كورونا، ربما يكون تطور في الخفافيش، ثم انتقل في وقت لاحق إلى آكل النمل الحرشفي أو “البنجول”.

وتشير المقارنات الجينومية، إلى أن كورونا أو “سارس-كوفي-2″، هو نتيجة لإعادة التركيب بين فيروسين مختلفين، مما يعني أن المصدر الدقيق للفيروس لا يزال غير واضح.

يختلف جوهريًا 

وتختلف الشبكة الرئيسية الخاصة بـ”سارس كو في-2 ” جوهريًا عن الأنواع الستة الأخرى من فيروس كورونا الذي يصيب الإنسان.

يقول الأستاذ المساعد بقسم علم المناعة والميكروبات بمركز “سكربس للأبحاث” والكاتب الرئيسي للدراسة “كرستيان أندرسون”،  إنه بمقارنة بيانات التسلسل الجينومي الخاص بسلالات فيروس كورونا المعروفة ، “نؤكد بحزم أن سارس-كوفي-2 نشأ من خلال عمليات طبيعية “.

“جولدنج”: نتمنى أن تكون النتيجة إيجابية وتبدد الخرافات وتعيد الثقة للأدلة العلمية 

وعلق المتخصص في الأمراض الوبائية بمؤسسة “ويلكوم” ، الدكتور جوزي جولدنج ، على الدراسة، قائلاً: إنها تتحدث عن نظام وراثي عكسي أي كيف تستطيع فحص الفيروس ثم تغييره، مضيفًا أن الأسلوب الذي تطور به هذا الفيروس لا ينطبق على أي نظام وراثي عكسي، معربًا عن أمله في أن تكون هذه نتيجة إيجابية تبدد الخرافات و تعيد الثقة للأدلة العلمية الدامغة.