عندما اندلعت الحرب الأهلية في بوروندي عام 1993، مثل كثير من الأطفال، فر ديودوني ناهيمانا مراهقا إلى العاصمة، بوجومبورا، وانتهى به الحال معدما.
وأصبح زعيم مجموعة مكونة من 40 من أطفال الشوارع، وكانوا يتخذون من المباني المهجورة مأوى يعيشون فيه. وكانت هذه التجربة ما دفع طموحه ليكون أعلى، ووضع بذور مشروع إسكان وطني وقراره بدخول المنافسة على الرئاسة.
ومع اقتراب الانتخابات، يشارك ديودوني ناهيمانا رؤيته للوحدة في البلد الذي مزق بالعنف العرقي، حيث من المقرر أن تذهب بوروندي إلى صناديق الاقتراع في 20 مايو المقبل، التي يخوضها ناهيمانا كمرشح مستقل مع مشروعه للوحدة.

sss

يقول ناهيمانا: “في بلادنا خرجت الأحزاب من الانقسامات العرقية”، متابعا “إلا أن من يساعدوني في الحملة قد جاؤوا من مختلف المجموعات العرقية. معا، نظهر أنه حان الوقت لأن تقدر الحياة في بوروندي”.

من الشائع أن تبدو الحياة منخفضة القيمة في بوروندي، والتي شهد تاريخها الاحتلال، والحرب الأهلية والعنف الداخلي بين عرقيتي الهوتو والتوتسي. وفي الشهر الماضي وجدت أكثر من 6 آلاف جثة في ست قبور جماعية في مقاطعة كاروزي، في أكبر اكتشاف لمقابر جماعية منذ أن بدأت الحكومة عمليات البحث في يناير في برنامج وطني شامل يهدف إلى مساعدة هذا البلد بشرق أفريقيا على التسامح مع ماضيه.

وكان ناهيمانا فقد والده و18 من أقاربه في الحرب الأهلية والإبادة العرقية التي نجم عنها مقتل 300 ألف شخص. ويؤمن أن النزاعات العرقية يمكن تنحيتها جانبا أخيرا في الانتخابات على قائد يحل مكان الرئيس بيير نكورونزيزا، الذي يتولى المنصب منذ انتهاء النزاع في 2005.

وقال ناهيمانا “إن الانتخابات هذه المرة ستركز على التنمية واستقرار البلاد، وليس على إصلاح نفس المسائل المطروحة منذ وقت طويل”، وأضاف: “لطالما علمنا أن هذه الانتخابات ستكون وقت الجيل الجديد الذي يريد شيئا غير دائرة العنف. لما يقرب من 20 عاما كما نقوم بتدريب الشباب على مواقع صنع القرار ونعلم أنهم مستعدون”.

هناك أكثر من 6 آلاف شاب قد خرجوا من برنامج القيادة الخاص به الذي يسمى (الجيل الجديد). وهم يعملون كمستشارين للحكومة، ومديري بنوك، وقادة كنائس وفي مواقع مؤثرة أخرى، وجميعهم مستعد لدعم حملته والحكومة، كما يقول ناهيمانان والذي تشارك أسرته منزله مع ما يقرب من 80 من أطفال الشوارع السابقين.

وهو يعتقد أن بوروندي جاهزة للتحول، خاصة الآن بعد إتمام عملية معاهدة السلام لعام 1994 التي توازن بين المجموعات العرقية في الجيش، والتي كانت تهدف إلى منع حدوث تمردات من قبل أفراد عرقية الهوتو ضد القيادة من التوتسي.

ورغم ذلك استمر العنف منذ ذلك الحين؛ ففي 2015، اصطدم محتجون مع الشرطة بسبب إعلان نكورونزيزا أنه سيمد رئاسته واندلعت التوترات مجددا قبل استفتاء على السماح له بفترة ثالثة.
وفر نحو 400 ألف شخص من البلاد وقتل المئات.
وحذرت الأمم المتحدة، التي اتهمت الحكومة ومناصريها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، من وقوع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

ثم بعد الإعلان المفاجئ من نكورونزيزا في يناير الماضي أنه سوف يتخلى عن منصبه، طرح الحزب الحاكم (المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية) اسم الجنرال إيفاريست ندايشيمي للترشح. أما المنافس الرئيسي له فهو الزعيم المتمرد السابق أغاثون رواسا، الذي يخوض الانتخابات عن حزب قوى التحرير الوطني. وتجرى الانتخابات بحيث يكون المرشح الحاصل على أكثر من 50% من الأصوات في الجولة الأولى هو الفائز برئاسة بوروندي، حيث من المتوقع أن يدلي 5 ملايين بأصواتهم من أصل 12 مليون نسمة تعداد سكان البلاد.

ونحو 70% من الناخبين تحت سن 35؛ ويقول ناهيمانا: “إن معظم هؤلاء الشباب ليسوا في حزب سياسي. نحن واثقون أن لدينا دعم الشباب الذين أنهكوا من العنف”. مضيفا أن حكومته سوف تكون تشاركية.

ويعد أنه سوف يكافح الفساد المتفشي ويرفع الحواجز عن مشاركة الشباب في إدارة البلاد- وأن ذلك سيؤدي إلى تطور سريع في الزراعة، مشيرا إلى رواندا كمثال لدولة تماثلها في حجم السكان والتاريخ والتي يظهر نجاحها في التنمية ما يمكن إتمامه. قائلا: “في عام 1996 كانوا متأخرين كثيرا عن بوروندي لكنهم تطوروا سريعا باستخدام الموارد التي يملكونها فحسب”.