في أعقاب وقف بعض المنظمات لأنشطتها، تتصاعد المخاوف من عدم وصول المساعدات المالية والغذائية إلي اللاجئين والمهاجرين العالقين في ليبيا، والذين كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر “المتوسط “على متن قوارب، ولكن تم اعتراضهم وإعادتهم من قبل خفر السواحل الليبي .
sss
الكثير من هؤلاء فروا من الحروب أو الديكتاتوريات في أنحاء أفريقيا، والآن يقضون الأيام في معسكرات الاحتجاز التابعة لحكومة الوفاق الوطني بطرابلس، وفي الظروف السيئة التي تكرر إدانتها من قبل مجموعات حقوق الإنسان.
وتقول صحيفة الجارديان، إن مئات اللاجئين في ليبيا، أُجبروا على الفرار من معسكر للاجئين تحت إدارة الأمم المتحدة هذا العام، وكان من بينهم الناجين من قصف معسكر احتجاز اللاجئين في تاجوراء بطرابلس، والذين يواجهون مخاوف انقطاع المساعدات في خضم تفشي فيروس كورونا.
وأوضحت الجارديان، أن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أعلنت الأسبوع الماضي، أنها سوف تقوم بتعليق بعض الأنشطة في ليبيا، من بينها العمل في مركز الخدمات المجتمعية في طرابلس ومركز لتسجيل اللاجئين الواصلين حديثًا حيث كان يمكنهم التقدم للحصول على المساعدة.
كما قررت المفوضية، أنها ستوقف أيضًا إجراء الزيارات إلى مراكز احتجاز المهاجرين حتى حصول الموظفين على معدات الوقاية، إلا أن متحدثًا باسم المفوضية، أوضح أن الوكالة سترفع من الاستشارات الهاتفية، للوصول إلى الأفراد ذوي الأدوار القيادية بين اللاجئين.
وكانت الصحيفة البريطانية، أجرت مقابلات مع اللاجئين العائدين إلى رواندا، والذين وصفوا كيف كان معسكر الاحتجاز، بأنه كان يستخدم كقاعدة عسكرية ولتخزين الأسلحة، وأن قادة الميليشيات كانوا يتحصنون هناك أيضًا، ويستخدمون اللاجئين كدروع بشرية.
وفي معسكر “زانتان” غرب طرابلس، توفي بالفعل عشرات المحتجزين بعد إصابتهم بالسل ومشاكل صحية أخرى، وآخرون في تبادل إطلاق نيران مؤخرًا.
ومازال يحاول بعض اللاجئين اليائسين عبور البحر المتوسط للوصول إلى إيطاليا، إلا أن مهمات البحث والإنقاذ معلقة منذ 27 فبراير.
كما نشرت الجارديان مقالاً للمتخصص في الشأن الليبي طارق المجريسي، الزميل بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، بعنوان “الحرب التي يتم تجاهلها في ليبيا ستعود لتطارد الغرب”، والذي قال فيه إن أوروبا لا يبدو أن لديها اهتمام بالفوضي التي تتزايد على أعتابها، وذلك مع تحول النزاع المستمر منذ خمس سنوات إلى المسرح الرئيسي في العالم لحرب الدرونات.
وحذر المجريسي من استمرار تجاهل الحرب في ليبيا، وانعدام الاستقرار بالمنطقة، الأمر الذي سيؤدي إلي خسارة إنسانية باهظة، مشيراً إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تنقصها الوحدة، والإرادة للتعامل مع الخليج والمخاطرة بخاسرة الشراكات الاقتصادية المربحة بسبب وضع لم يتحول بعد إلى تهديد وجودي عليهم.
كما يرى أن الحرب الأهلية الليبية تحركها طموحات القوى الإقليمية، وأن تعامي الغرب ذلك هو سبب تدهور الوضع.