يتساءل الكثيرون عن هوية محمد خضير موسى رمضان، وكنيته “أبو بكر الغريب”، القيادي البارز في تنظيم “داعش” الذي رصدت وزارة الخارجية الأمريكية أمس مكافأة قدرها 3 ملايين دولار، مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد مكانه، وإلقاء القبض عليه، أو قتله.

 

اقرأ أيضًا: سقوط خليفة “البغدادي”.. لامبالاة أمريكية واحتفاء عراقي

وكشفت مصادر مطلعة أن “الغريب” المولود في الأردن، والبالغ من العمر 36 عاما، هو “العقل الإلكتروني” للتنظيم، حيث يدير من مكان مجهول منذ مطلع العام الماضي 2019 وحتى هذه اللحظة، المحتوى الدعائي الذي يقدمه التنظيم على شبكة الإنترنت، وذلك بمعاونة عدد كبير من أعضاء “داعش” المختصين في تكنولوجيا وسائل الاتصال، والمنتشرين في طيف واسع من الدول حول العالم، بحيث لا يمكن تتبعهم من قبل أجهزة مكافحة الإرهاب والاستخبارات العالمية.

مصادر: “الغريب” هو “العقل الإلكتروني” للتنظيم، حيث يدير من مكان مجهول منذ مطلع العام الماضي 2019 وحتى هذه اللحظة، المحتوى الدعائي الذي يقدمه التنظيم على شبكة الإنترنت

درس “الغريب” تكنولوجيا الاتصالات في إحدى الجامعات الأردنية، وكان طالبا متفوقا، وهو يجيد الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، ما أهلّه للالتحاق بسلك التدريس الجامعي، غير أن الميول المتطرفة التي ظهرت عليه في السنوات التالية، دفعته إلى ترك البلاد، سعيا إلى الالتحاق بتنظيم “داعش” في العراق بعد إعلان “دولة الخلافة” عام 2014.

ووظف “داعش” الشاب محمد خضير الذي بات يحمل لقب “أبو بكر الغريب” منذ ذلك الحين، في القطاع الدعائي التابع له، حيث كان يدير من مدينة الموصل العراقية مجموعة من الشباب المتعاطفين مع التنظيم.

واستطاع “الغريب” تجنيد عدد لا بأس به من أبناء الجاليات المسلمة في أوروبا وكندا، الأمر الذي رفع أسهمه، فتولى الإشراف على مجموعات أكبر من الناشطين المختصين على المنصات الإلكترونية.

“الدعاية الإعلامية” لاصطياد المتطرفين

وأصبح “الغريب” المسؤول الأول عن الدعاية للتنظيم بعد مقتل كريستيان آمد، الذي كان يحمل الجنسية الألمانية، مسؤول الدعاية السابق لدى “داعش”، خلال معارك ضارية مع قوات سوريا الديمقراطية الكردية “قسد” شرقي سوريا، في نهاية عام 2018، ولم يعلن التنظيم عن شخصية المنسق الإعلامي الجديد إلا بعد مرور عدة أشهر.

“الغريب” لعب دورا رئيسيًا في عمليات الدعاية المنظمة باحترافية، التي قام بها “داعش” خلال الأشهر الأخيرة، من أجل دفع أعداد كبيرة من الأفراد حول العالم للتطرف

وأضافت المصادر أن “الغريب” لعب دورا رئيسيا في عمليات الدعاية المنظمة باحترافية، التي قام بها “داعش” خلال الأشهر الأخيرة، من أجل دفع أعداد كبيرة من الأفراد حول العالم للتطرف، وتجنيدهم وتحريضهم ضد المجتمعات التي يعيشون فيها أو ضد دول أخرى، وذلك في واحدة من أصعب الفترات الني مر بها التنظيم، عقب هزيمته عسكريا في كل من العراق وسوريا.

كما أشرف على التخطيط لتصوير العديد من مقاطع الفيديو الدعائية، والمنشورات، وتنسيقها وإنتاجها بمعرفة فنيين محترفين من التنظيم، ثم بثها عبر منصات الإنترنت المختلفة، فضلا عن إدارته لشبكة واسعة من “الدواعش” الناشطين على الشبكات الاجتماعية، بهدف حشد المزيد من المناصرين للتنظيم، فضلا عن دعم “الذئاب المنفردة” التابعة للجماعة، بكل المعلومات الدقيقة اللازمة لتنفيذ هجماتهم المنسقة.

اقرأ أيضًا: أيام “داعش” الصعبة بالعراق.. ضربات موجعة وتصفية قيادات

وقاد “الغريب” بعد توليه منصبه بعدة أشهر جهودا حثيثة لـ “تطهير” التنظيم من معتنقي الآراء المعتدلة، حيث أمر بفصل كل من لم يلتزموا بتفسيره المتطرف للقضايا الخلافية، ولذلك اعتبره الكثيرون أحد “صقور داعش” المتشددين.

وعرضت واشنطن الشهر الماضي، مكافأة مالية ضخمة تصل إلى 5 ملايين دولار، لمن يقدم أي معلومات عن شخص آخر هو محمد سعيد عبد الرحمن المولى، المعروف أيضا بـ “حجي عبد الله”، وهو أحد أبرز قيادات التنظيم.

ويذكر أن برنامج “مكافآت من أجل العدالة” دفع منذ إنشائه عام 1984، ما يزيد عن 150 مليون دولار لأكثر من 100 شخص داخل وخارج الولايات المتحدة، أدلوا بمعلومات مهمة للسلطات ساعدت في تقديم عشرات المتهمين بالإرهاب إلى القضاء الأمريكي.