أعلنت شبكة CNN إطلاق سراح طاقمها بعد ساعات من احتجازهم خلال تقديم تقرير تلفزيوني مباشر صباح أمس الجمعة، وذلك أثناء الاحتجاجات التي اندلعت على خلفية على وفاة جورج فلويد في ولاية مينيسوتا الأمريكية.
احتجزت الشرطة مراسل CNN عمر جيمينيز ومنتجه ومصوره الصحفي حيث كان فريق العمل يغطي التظاهرات في ولاية مينيسوتا بالقرب من المكان الذي تم فيه إشعال النار في مبنى منطقة الشرطة في وقت سابق.
وظهر “جيمينيز” وهو يحمل شارة CNN أثناء اعتقاله، ويعرّف عن نفسه كمراسل، ويخبر الضباط أن الطاقم سينتقل حيثما احتاجهم الضباط ولكن الضابط أمسك بيد “جيمينيز” ثم وضعه في الأصفاد، ونقلا عن أحد افراد الطاقم، أخبرتهم الشرطة أنهم محتجزون لأنهم طلبوا منهم التحرك ولم يتحركوا.
وبدوره، قال حاكم ولاية مينيسوتا “تيم فالز” لرئيس شبكة سي إن إن العالمية، “جيف زوكر” إنه يعتذر بشدة عما حدث وسيعمل على إطلاق سراح الطاقم الصحفي.
وبعد إطلاق سراح الطاقم، قال حاكم ولاية مينيسوتا للصحفيين: “علينا التأكد من وجود مكان آمن للصحافة لسرد القصة”، مشيرا إلى أن القوات كانت تقوم بتطهير المنطقة بعد التظاهرات، وأنه لا يوجد سبب على الإطلاق لاعتقال الصحفيين وأنه يتحمل المسؤولية الكاملة.
ويبدو أن الصحافة والإعلام شهدت العديد من المضايقات من شخصيات رسمية بالولايات المتحدة الأمريكية، كان على رأس هؤلاء الأشخاص أو الجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي جمعت بينه وبين الصحفيين الكثير من المواقف المزعجة خلال الفترة الماضية.
وزدادت المشاحنات بين ترامب والصحافة بشكل خاص أثناء أحاديثه الصحفية عن فيروس كورونا وتصريحات ترامب بشأن الجهود التي تبذلها أمريكا من أجل القضاء على الوباء؛ وربما كانت آخرها، مع مراسلة ” شبكة سي بي إس نيوز” أدت إلى اتهام ترامب بالعنصرية تجاه الأمريكيين الآسيويين.
فخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض سألت المراسلة ويجيا جيانج، الرئيس ترامب، عن سبب استمراره في الإدعاء الخاطئ بشأن الوباء، وقوله إن أمريكا أفضل من البلدان الأخرى من حيث اختبارات الفيروس، بالرغم من أنها لا تزال تفقد الكثير من الأرواح يوميًا، ليرد عليها ترامب قائلا: “إنهم يفقدون حياتهم في العالم بأسره وليست أمريكا وحدها، ومن الأجدر أن تطرحي هذا السؤال على الصين وليس أمريكا”، ولكن المراسلة تصر على استكمال أسئلتها وتقول “لماذا تقول لي هذا على وجه التحديد” فيرد “لا أقوله تحديدًا ولكني أقوله لأي شخص يطرح سؤالًا سيئًا مثلك”، وبذلك ينهي حديثه ويغادر المؤتمر.
وفي مؤتمرا صحفي عقده الرئيس الأمريكي يوم 13 إبريل، اتهم ترامب الصحفيين بالتضليل والأخبارالمزيفة بشان الفيروس، مضيفاً أنهم يحررون الأخبار بشكل انتقائي، وكأنهم يشنون حملة ضده، وخلال المؤتمر قام بتعنيف مراسل سي إن بي إس قائلا: “أنت مشين وتعرف مزيف وأن الطريقة التي تغطي بها شبكتك مضللة أيضا”.
وحينما حاول صحفي آخر من صحيفة نيويورك تايمز أن يشكك في تصريحات ترامب بشأن الفيروس وعدد الحالات، عنفه الرئيس الأمريكي متهما نيويورك تايمز بأنها تنشر أخبارًا وهمية، قائلا:” حينما أكون غير موجود فإنه لا أحدًا سيقرأ لكم، فالقراء يحبونها لأنها تكتب عني فقط”.
وكانت “نيويورك تايمز” قد نشرت تقريرا قبل أيام من المؤتمر تحدث عن رد فعل ترامب المتأخر بشأن الفيروس قد أثارت غضبه، ولكنه بدلًا من أن ينفي ذلك، بدأ يتحدث عن قراره بوقف الرحلات الجوية من الصين في يناير، على الرغم من وصول 40 ألف شخص إلى الولايات المتحدة من الصين منذ ذلك.
وفي 25 مارس اشتبك ترامب مع الصحفيين في البيت الأبيض، بسبب شكواه أن تغطيتهم كانت نافدة لرغبته في إعادة فتح أجزاء من البلاد من قبل عيد القيامة وتهدف إلى الإضرار بفرص إعادة انتخابه.
وبالإشارة إلى مسعى الرئيس الذي يتعارض مع نصيحة الخبراء الطبيين، سألت المراسلة بولا ريد التابعة لشبكة سي بي إس نيوز ما إذا كان هذا الهدف متجذرًا في “المصالح السياسية” لترامب، قائلة:” هل أنت مستعد؟”.
ليرد ترامب: “اعتقد أن هناك بعض الأشخاص الذين يرغبون في عدم فتحه بهذه السرعة ويرغبون في أن يكون أداؤهم ضعيفًا ماليًا لأنهم يعتقدون أن ذلك سيتسبب في هزيمتي بالانتخابات”.
وفي نوفمبر 2018 دخل الصحفي جيم أكوستا مراسل شبكة سي. إن. إن في مشادة حادة مع ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، ووصفه ترامب حينها بـ”الشخص الفظيع”، ومنع أكوستا بعدها من دخول البيت الأبيض، ثم عاد إليه بموجب حكم قضائي حصل عليه.