بدأت الحملة العسكرية التي أطلقها مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي، أمس، ضد تنظيم «داعش» في محافظة كركوك، تحت اسم «أبطال العراق – نصر السيادة» تؤتي ثمارها، حيث أعلنت وزارة الدفاع العراقية، عن مقتل 3 عناصر من التنظيم، وتدمير 7 مواقع تابعة له منذ إطلاق العملية، بدعم من طائرات “التحالف الدولي”، فضلًا عن “تطهير” نحو 700 كم في أطراف كركوك من “فلول داعش”، وفق بيان أصدرته ميليشيات “الحشد الشعبي”، اليوم.

وتستهدف القوات العراقية في حملة “أبطال العراق- نصر السيادة” العسكرية التي انطلقت الثلاثاء دون تحديد مدة انتهائها، القضاء على أي وجود لـ “داعش” في مناطق شمال وشرق وغرب البلاد، بعد نحو شهرين على هجمات منسقة شنها مسلحو التنظيم واستهدفت حواجز أمنية وعسكرية وأهدافا مدنية خلفت قتلى وجرحى بالعشرات خلال الآونة الأخيرة، ما اعتبره المراقبون بمثابة “بعث” جديد للتنظيم في المناطق التي فقد السيطرة عليها.

 

“الدواعش” على الجبال

وذكرت وسائل إعلام عراقية محلية اليوم، أن قوة مشتركة من “عمليات صلاح الدين” عثرت، اليوم الأربعاء، على أوكار للتنظيم، في سلسلة “جبال حمرين”، وأنه تم ضبط عتاد عسكري وصاروخ موجه ضد الدروع وعبوات ناسفة.

وكشف بيان لقيادة عمليات صلاح الدين، أن قطعات القيادة تمكنت من العثور على 4 أوكار لعصابات داعش الإرهابية وكدس عتاد يضم 40 عبوة ناسفة ضمن عمليات التفتيش بسلسلة جبال حمرين.

وأضاف البيان، أن القوة ذاتها تمكنت من العثور على وكر لعصابات داعش الإرهابي، مؤكداً مواصلتها عمليات التفتيش بعملية سلسلة جبال حمرين.

كما أعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، أمس، عن مشاركة التحالف الدولي في عمليات “تدمير أوكار وأنفاق لـ(داعش)” في مناطق مختلفة بالتزامن مع هذه العملية.

وقال الجهاز في بيان له إن تشكيلات جهاز مكافحة الإرهاب، المتمثلة بقيادتي العمليات الخاصة الأولى والثانية، شرعت، بالتزامن مع انطلاق عمليات “أبطال العراق- نصر السيادة”، بواجبات تفتيش شملت مناطق قضاء وصحراء الحضر – منطقة جُرف النصر – مناطق جنوب جنوب غربي بغداد) بإسناد طيران الجيش العراقي وطيران التحالف الدولي.

وإلى ذلك، أعلن الناطق الإعلامي باسم القائد العام للقوات المسلحة العميد يحيى رسول، عن أن طيران الجيش والقوة الجوية لهما دور كبير في عمليات (أبطال العراق)».

وأضاف رسول في تصريح للوكالة الرسمية للأنباء في العراق أن “صقور القوة الجوية العراقية باشرت مِن ساعات الصباح الأولى بإسناد محاور عمليات (أبطال العراق – المرحلة الثانية) من خلال طائراتهم التي تعزف نشيد النصر في سماء الوطن”.

كما أعلنت السلطات العراقية عن إلقاء القبض على اثنين من عناصر تنظيم داعش في مدينة الموصل شمالي البلاد.

وذكرت مديرية الاستخبارات أن قوة عراقية اعتقلت اثنين من مسلحي “داعش” خلال حملة تفتيش أمنية في مخيم “الجدعة” جنوبي مدينة الموصل، وهما من المطلوبين للقضاء العراقي.

محلل سياسي: متابعة مسار “داعش” تؤكد أنه تنظيم يتمتع بأرضية أيديولوجية قائمة على جذب المجندين، ولا يمكن القضاء عليه من دون القضاء على المسببات التي أدت إلى ظهوره وتنامي قدراته

على صعيد آخر، عثرت القوات العراقية اليوم على مخبئين للعتاد في منطقتي “أبو غريب والطارمية” غربي وشمالي بغداد، وذلك استنادا لاعترافات عناصر من “داعش” وتم إلقاء القبض عليهم في وقت سابق.

وتعليقا على ذلك، يقول المحلل السياسي رائد الحامد إن متابعة مسار “داعش” تؤكد أنه تنظيم يتمتع بأرضية أيديولوجية قائمة على جذب المجندين، ولا يمكن القضاء عليه من دون القضاء على المسببات التي أدت إلى ظهوره وتنامي قدراته واتساع رقعة انتشاره، ومن ثم انحسارها بعد تشكيل “التحالف الدولي” عام 2014.

يضيف “الحامد” أنه للقضاء على “داعش” يجب أيضا التأكد من عدم وجود أي احتمال لعودة التنظيم إلى المدن، فالتمسك بالأرض لم يعد ضمن أولوياته المرحلية قدر الحفاظ على العنصر البشري، حيث يؤمن التنظيم بأن مشروع إقامة “دولة الخلافة الإسلامية” يتوقف على وفرة هذا العنصر لديمومة وجوده في مناطق انتشاره السابقة.