لا تزال انتهاكات تركيا مستمرة وتنكشف يومًا بعد يوم في المنطقة، رغم المناشدات والتنديدات للمنظمات الدولية، وتنتهز تركيا دائمًا الاضطرابات الداخلية في العديد من البلاد، لبسط نفوذها، فدائمًا ما يجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الفرصة سانحة للنفاذ وتحقيق أطماعه العديد من الدول، خاصة سوريا وليبيا واليمن وأخيرًا العراق، سعياً إلى تأمين مصالحه الخاصة من خلال التدخل في شؤن البلاد الداخلية.

sss

سوريا

استغل أردوغان الأزمات التي تشهدها سوريا التي تعاني من الأنقسامات والحروب منذ عام 2011، وتدخلت فى الأراضى السورية بدعوي خلق منطقة أمنة فى شمال سوريا، ومنذ دخول القوات التركية إلى المنطقة شمال سوريا والانتهاكات مستمرة. 

فيما اعتزم أردوغان لزيادة القوات التركية العسكرية بسوريا، بحجة الرد على هجمات “النظام السوري”، وأعلنت أنها تواصل مبادراتها كدولة محورية في إدلب، وتمسكها بعدم فقدان المكاسب التي حققتها هناك.وزعمت الرئاسة التركية إنها حققت مكاسب كبيرة في حماية المدنيين، ووقف تدفق اللاجئين، ومكافحة الإرهاب.

 

ليبيا

دعمت تركيا حكومة الوفاق الليبية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، في المواجهة مع الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، ووقعت حكومة الوفاق والسلطات التركية مذكرتين حول ترسيم الحدود البحرية وتعزيز التعاون العسكري الأمني بين الطرفين في نوفمبر 2019.

ورفضت مصر واليونان وقبرص والاتحاد الأوروبي  المذكرتين, واعتبروا أن هاتين الوثيقتين غير قانونيتين، وأكدوا سعى تركيا للتمركز عسكريا في ليبيا والاستفادة من الأزمة في البلاد للاستيلاء على موارد الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط عن طريق منطقة اقتصادية خاصة وسط خلافات متزايدة مع الدول المجاورة.

وكشفت صحيفة يني شفق التركية، اعتزام الحكومة التركية إنشاء قاعدتين عسكريتين دائمتين في أراضي ليبيا، وتشرع حالياً لإعادة تشغيل قاعدة الوطنية الجوية العسكرية التي يتم إصلاح البنية التحتية بها، فضلا عن الجهود المبذولة لإزالة الألغام”.

اقرأ أيضا:

صفقات السلاح وطبول الحرب..الرقص على دماء الشعب الليبي عرض مستمر

اليمن.. محطة جديدة

ويسعى الرئيس التركى إلى تكرار السيناريو السوري والليبي في اليمن، بالاتفاق مع قطر، وأوضح موقع المونيتور الأمريكي والتابع لأخبار الشرق الأوسط، أن الملف اليمني أغرى اردوغان على العمل على تحقيق مكاسب إستراتيجية في اليمن، ومحاولة ترسيخ موطيء قدم في هذا البلد العربي، عبر تقديم مزيد من الدعم التركي- القطري لحزب الإصلاح اليمني لتوفير بيئة نفوذ مواتية من شأنها أن تضم اليمن إلي نقاط الانطلاق التركية في المنطقة العربية.

ويراهن “أردوغان” على الملف اليمنى بجانب التواجد العسكري التركي في الصومال وقطر، لتعويض خسارته في جزيرة “سواكن” في السودان، وتعويض شُح المكاسب التركية في سوريا في ظل التضييق الروسي-الإيراني على أنقرة في محافظة إدلب، والإعاقات الإستراتيجية المتشعبة التي تجدها الجماعات المسلحة التي أرسلها إلى ليبيا.

وكلّفت السلطات التركية ضابط مخابرات رفيع المستوى في إفريقيا بتنظيم عملية نقل الجنود المرتزقة السوريين من ليبيا إلى اليمن للمشاركة في الحرب الأهلية، بحسب جريدة “سوزجو” التركية. وكشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان بلندن، رامي عبدالرحمن، أن المقاتلين الذين وافقوا على الذهاب إلى اليمن سيحصلون على راتب 500 دولار كدفعة مسبقة، قبل أن يرتفع الأجر إلى 900 دولار شهريًا.