“مذكرات جون بولتون.. الكتاب الذي لا يريدك ترامب أن تقرأه”، كان ذلك جزءًا من الدعاية التي يقوم بها ناشر مذكرات جون بولتون، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن القومي السابق، والذي يحتوي على الكثير من الوقائع المثيرة، قد توجه – حال نشرها- ضربة سياسية موجعة إلى “ترامب”، الذي بات يعاني تراجعًا كبيرًا في شعبيته قبل الانتخابات الرئاسية التي سيتم إجراؤها في 3 نوفمبر المقبل.

 

ومن المقرر نشر الكتاب 23 يونيو الجاري، تحت عنوان “الغرفة التي حدث فيها ذلك: مذكرات البيت الأبيض“، رغم اعتراضات البيت الأبيض، الذي لجأ إلى القضاء لوقف النشر، بدعوى أن بولتون يفشي “أسرارًا سيادية” ليس من حقه قانونا إفشاءها، وأنه قد يواجه عقوبة السجن.

وشغل بولتون منصب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، بين أبريل 2018 وسبتمبر 2019، حينما استقال من منصبه، في ظل خلافات حادة بشأن مجموعة واسعة من تحديات السياسة الخارجية، خاصة حول كوريا الشمالية.

 

 

“الرئيس المقاول”

كشفت صحيفة “الواشنطن بوست“-التي نشرت مقتطفات من مذكرات بولتون الأربعاء الماضي-  أن الكتاب يتضمن معلومات عن تعاملات إدارة الرئيس ترامب مع قادة الصين وروسيا وأوكرانيا وكوريا الشمالية وإيران والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، ويقدم “شهادة مطلع” على عملية صنع القرار السياسي “المتخبطة” لهذه الإدارة، ويوجه المؤلف انتقادات لاذعة لـ ترامب، قائلا: إن الرئيس الأمريكي اعتبر أن السياسة الخارجية مثل “عقد الصفقات” في قطاع العقارات، وأنها مرتبطة أكثر بالعلاقات الشخصية، الأمر الذي أفقد الدبلوماسية الأمريكية الكثير من رصيدها على المستوى الدولي، خلال السنوات الأربعة الماضية، ومنذ وصول “الرئيس المقاول” إلى البيت الأبيض!.

نهج “ترامب”، وفق الكتاب، أدى إلى “خسارة الولايات المتحدة قدرتها على مواجهة التهديدات الخطيرة، فوجدت نفسها في موقف أكثر ضعفا في إطار العلاقات مع الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.

وأدى هذا النهج، وفق الكتاب، إلى “خسارة الولايات المتحدة قدرتها على مواجهة التهديدات الخطيرة، فوجدت نفسها في موقف أكثر ضعفا في إطار العلاقات مع الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، كما لم يحدث من قبل على مدار تاريخ الولايات المتحدة”.

وأدعى بولتون أنه تسلم من وزير الخارجية الأمريكي الحالي مايك بومبيو، عقب اجتماع عقده ترامب مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون عام 2018، مذكرة تنص على أن الرئيس “شخص مليء بالفضلات البشرية”!.

اقرأ أيضا:

“ترامب” يخشى فضح أسراره العائلية.. وابنة شقيقه تنشرها في كتاب

ويرصد بولتون في كتابه ظاهرة “غياب المؤسسية” في السياسة الخارجية للبلاد، كاشفا عن مشاورات سرية جرت بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل فترة، عندما أخبره أردوغان بأن شركة تركية تم فتح تحقيق معها في الولايات المتحدة بتهمة غسل الأموال، وأن هذه الشركة “بريئة”، فما كان من ترامب إلا أن تعهد لأردوغان، بأنه “سيتكفل بالأمر شخصيا”، قائلا له إن المحققين كانوا من رجال الرئيس السابق باراك أوباما، وأن هذه المشكلة سيتم حلها فور استبدالهم بمسؤولين موالين للإدارة الحالية.

ويشير الكاتب إلى أن الهم الأساسي الأول – والأخير- للرئيس هو البقاء في البيت الأبيض، وليس أي شيء آخر، حيث يقول بولتون في الكتاب: “أشعر أنني تحت ضغط كبير يتمثل بضرورة ذكر قرار واحد مهم اتخذه ترامب خلال فترة عملي معه لم يكن مدفوعاً بحسابات إعادة انتخابه، حتى لو كان ذلك يعني تعريض الأمة للخطر أو إضعافها”.

 

 

في المقابل، رد “ترامب” على الكتاب قبل صدوره، قائلا في تغريدة له على تويتر إن “كتاب بولتون هو مجموعة أكاذيب وروايات مختلقة، كلها بهدف إظهاري بصورة سيئة”. وأضاف: “الكثير من التصريحات السخيفة التي ينسبها إليَّ لم أقلها يوماً، خيال بحت، يحاول فقط الانتقام لأنني أقلته من منصبه”.