ظهرت جماعات “النازيون الجدد” على سطح الأحداث بقوة خلال الفترة الأخيرة، وانتشر صيتها عبر المحيطات، وأصبحت تشكل خطرا، مما دعا الحكومات إلى مطاردة النازيين الجدد.
وفرض وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، أمس الثلاثاء، حظرًا على مجموعة يمينية متطرفة تُسمى “نسر الشمال”، فيما وجّهت النيابة الفيدرالية الأمريكية، الأثنين الماضى، إلى جندي أمريكي من “النازيين الجدد”، تهمة المساعدة في التحضير لهجوم إرهابي على وحدته العسكرية المتمركزة في تركيا.
وتم العثور خلال مداهمات للشرطة على مقار جماعة “نسر الشمال”، في أربع ولايات ألمانية على خوذات معدنية تعود للجيش النازي، وكتابات عنصرية، وشعارات تمجّد الزعيم النازي الشهير أدولف هتلر، الذي أدت طموحاته إلى إشعال الحرب العالمية الثانية، ودمار ألمانيا.
وتتبنى جماعة “نسر الشمال” النازية، مواقف معادية لليهود، وتنكر وقوع “الهولوكوست النازي” أو محرقة اليهود، كما يعتنق أعضاؤها آراء عنصرية، ويؤمنون بنظريات المؤامرة، ويعادون المهاجرين وخاصة المسلمون منهم، بدعوى أنهم “غزاة” ينبغي الخلاص منهم لضمان “نقاء” العنصر الآري في البلاد.
وتعمل الجماعة على الإنترنت بشكل أساسي، لتجنيد واستمالة الأتباع الجدد، ولا يُعرف على وجه الدقة تاريخ تأسيسها أو عدد أعضائها، وإن كانت بعض التقديرات تشير إلى أنهم لا يتعدون 30 شخصا، لكنهم “خطرين” وشديدي التطرف.
في أبريل 2018، حرك الادعاء العام الألماني، تحقيقا قضائيا ضد مجموعة من أعضاء “نسر الشمال”، للاشتباه في قيامهم بتأسيس تنظيم إرهابي. وتضمنت الاتهامات الموجهة للمجموعة في ذلك الوقت، وضع “قوائم اغتيالات” ضمت عددا من الخصوم السياسيين للجماعة في ألمانيا، وتبادل المعلومات حول طرق الحصول على أسلحة ومتفجرات عبر الإنترنت، فضلا عن التخطيط لأعمال عنف أخرى.
وكشفت تحقيقات الشرطة عن أن الجماعة خططت لاقتناء عقارات واسعة في شرق ألمانيا، من أجل إقامة “مراكز تدريب” فيها ضمن تدريبات رياضية شبه عسكرية، الهدف منها هو “خدمة الرايخ” في عصر النازيين، والتي كانت تلزم الشباب بالعمل لمدة ستة أشهر بدءا من عام 1935، لدعم المشروع النازي.
أقرا أيضا:
من جانبها، ذكرت النيابة العامة الاتحادية، في بيان، أن أعضاء حركة “نسر الشمال” خططوا لاعتداءات عنيفة ضد مصالح يهودية وتجمعات إسلامية في عدة ولايات، وذلك رغم ما يتردد داخل الوسط السياسي بأن المجموعة تتبع أيديولوجية نازية، أكثر من كونها “جماعة إرهابية” تنتهج أساليب عنيفة لتحقيق أهدافها غير المعلنة.
وأشار بيان النيابة الألمانية إلى أن أعضاء الجماعة كانوا لفترة طويلة يتحركون كـ “الأشباح” في الخفاء، ويتجنبون اللقاء معا في مكان عام، لافتة إلى أن “هذا ليس شيئا غير مألوف بالنسبة إلى المشهد اليميني المتطرف في البلاد، المكوّن من العديد من المجموعات المكتفية ذاتيا، لكنها تبقى على اتصال دائم مع بعضها البعض”.
الجندي الأمريكي “النازي”
من جهة أخرى، وجّهت النيابة الفيدرالية في نيويورك، الإثنين الماضى، إلى جندي أمريكي من “النازيين الجدد” تهمة المساعدة في التحضير لتنفيذ اعتداء ضدّ وحدته العسكرية المتمركزة في الخارج بقصد إيقاع “خسائر فادحة” في صفوفها.
واتهمت النيابة، الجندي إيثان ميلزر (22 عاما) المتحدّر من ولاية كنتاكي، والذي التحق بالجيش في يونيو 2019، بأنه بدأ في مايو الماضي تزويد مجموعة من “النازيين الجدد” مقرّها في بريطانيا معلومات حسّاسة عن وحدته العسكرية تحضيراً للاعتداء عليها. وأوضح قرار الاتهام أن الوحدة العسكرية التي ينتمي إليها هذا الجندي كانت متمركزة في مدينة فيتشنزا الإيطالية، لكن كان مقرّراً أن تنتقل إلى تركيا حيث كانت مجموعة “النازيين الجدد” تحضّر لمهاجمتها هناك.
و”جماعة الزوايا التسع” هي حركة للنازيين الجدد وعبدة الشيطان، بدأت في بريطانيا، ثم امتدّ نفوذها إلى خارج المملكة المتحدة، ولاسيّما إلى الولايات المتحدة، وهي معادية للسامية، وتدعو إلى العنف المسلح، وقد أعلنت صراحة عن دعمها لزعيم تنظيم “القاعدة” الإرهابي أسامة بن لادن، في حربه ضد “الغرب الإمبريالي” الاستعماري.