في حادثة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة، 25 مايو الماضي، هدد زوجان أمريكيان، اليوم”الاثنين” المتظاهرين في مدينة “سانت لويس” بولاية ميسوري، بإطلاق النار عليهم حال اقترابهم من قصر حاكم المدينة، ورفع الزوج سلاحا رشاشا في وجه المتظاهرين ، بينما أمسكت زوجته بمسدس آخر، وصاحا في الحشود التي كانت تعبر الطريق: “لا تقتربوا من المنزل”!

 

 

كانت المسيرة متجهة إلى منزل ليدا كروسون، عمدة سانت لويس، للمطالبة باستقالتها، بعدما تعمدت نشر أسماء وعناوين بعض السكان الذين اقترحوا تفكيك جهاز الشرطة في المدينة، على خلفية الاتهامات الموجهة للجهاز بارتكاب ممارسات عنصرية في تعامله مع الأمريكيين من أصل أفريقي، والملونين بشكل عام في المدينة، الأمر الذي وضع هؤلاء السكان تحت التهديد من قبل أنصار اليمين العنصري المتطرف.

 

 

 

اقرأ أيضًا:

لماذا رفض الاتحاد الأوروبي تصنيف “حزب الله” تنظيمًا إرهابيًا؟

 

وذكرت صحيفة “الديلي ميل” البريطانية في تقرير لها اليوم “الاثنين” أن الزوجين يمتلكان هذه الأسلحة لطبيعة عملهما في القضاء، وأن الزوج ويُدعى “مارك” بدا غاضبا بشدة من سلوك المتظاهرين، خاصة بعد تعمد بعضهم إيذاء الحدائق والممتلكات، وكان يحمل في يده مدفع رشاش من طراز “إم 16” سريع الطلقات، وخرجت زوجته “باتريشيا” لكي تسانده، ممسكة بمسدس كبير من نوع “ماجنوم” عيار 38 مم.

 

وأضافت الصحيفة أن الزوجين يديران مركزا قانونيًا من داخل قصرهما الفخم، وكان هذا القصر يضم أوراقا وملفات لقضايا مهمة، لذا فإن الزوجان قررا الدفاع عنه “مهما كلفهما الأمر”، حسب قولهما، وهو الأمر الذي اعتبرته الشرطة لدى وصولها إلى مكان الواقعة “حقا مشروعا”.

“لا تطلقوا النار علينا”

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة منذ مساء أمس “الأحد”، مقاطع فيديو عن حادثة تصدي الزوجين للمتظاهرين بالسلاح، وأظهرت المقاطع قيام المتظاهرين بالدخول عنوة إلى باحة منزل الزوجين، المجاور لقصر الحاكم، الأمر الذي استدعى خروج أصحابه “مسلحيّن” لردع المحتجين.

 

اقرأ أيضا:

تحذيرات من “إرهاب داخلي” خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية

 

وفي الفيديو المنتشر على نطاق واسع حاليا في موقع “تويتر”، صرخ الزوجان على المتظاهرين، في حين دفع بعض الناس المشاركين بالمسيرة إلى الأمام، وحثوا المشاركين على تجاهلهم. وكان من بين الحشد متظاهرون من السود والبيض.

وقالت وسائل الإعلام الأمريكية إن المجموعة من المحتجين معظمهم يساريون، ضمت ما لا يقل عن 500 شخصا، كانت في طريقها إلى منزل العمدة ليدا كروسون، وهي تهتف “استقيلي يا ليدا، وخذي رجال الشرطة معك”.

 

فيما ذكر موقع صحيفة “نيويورك بوست” أن متظاهرا من المحتجين الذين تعرضوا للتهديد بإطلاق النار عليهم، كان يرتدي قميصا كُتب عليها “ارفعوا أيديكم لا تطلقوا النار علينا”، ما يعني أن المتظاهرين كانوا يتوقعون تعرضهم للتهديدات من قبل آخرين رافضين للمظاهرات.

وأضافت وسائل الإعلام أن هناك عريضة مقدمة عبر الإنترنت، تدعو إلى استقالة “كروسون” من منصب العمدة، احتجاجا على ما فعلته، حيث تم جمع أكثر من 43 ألف توقيع على العريضة الإلكترونية حتى الآن، بمشاركة سكان المدينة الغاضبين، في ظل تنامي الرفض الشعبي لممارسات الشرطة، التي مازالت مستمرة رغم اندلاع الاحتجاجات الغاضية ضد تلك الممارسات في جميع أنحاء البلاد.

 

 

 

من جانبها، اعتذرت “كروسون” للجميع في بيان رسمي صدر عن مكتبها، اليوم “الأثنين، وقالت العمدة إنها “لا تنوي التسبب في محنة”، مشيرة إلى أن الأمر بات خطيرا جدا، خاصة في ظل معاناة سكان المدينة من تفشي وباء كورونا، وخروج المئات في المظاهرات الاحتجاجية رغم ذلك.

وكان أعضاء في جماعات يمينية متطرفة قد أعلنوا عن غضبهم، بعد إزالة تمثال كريستوفر كولومبوس، الذي ظل قائما في أحد متنزهات مدينة سانت لويس طوال 134 عاما، وأُزيل مؤخرا من موقعه، في خضم حالة من الغضب تجاه تماثيل المستكشف الذي عاش في القرن الخامس عشر.