أعلنت مجموعة من السعوديين المقيمين في المنفى في دول بينها بريطانيا والولايات المتحدة تشكيل حزب معارض، في أوّل تحرّك سياسي منظم ضد السلطة في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز.

وقال بيان الحزب إن التأسيس يأتي في وقت “أصبح فيه المجال السياسي مسدودًا في كل الاتجاهات”.

وجاء في بيان صادر عن أعضاء المجموعة “نعلن تأسيس حزب التجمع الوطني الذي يهدف إلى ترسيخ الديمقراطية في نظام الحكم في المملكة العربية السعودية”، دون أن يذكر عدد الأعضاء.

ويقود الحزب الناشط الحقوقي المقيم في لندن يحيى عسيري، ومن بين أعضائه الأكاديمية مضاوي الرشيد، والباحث سعيد بن ناصر الغامدي، وعبد الله العودة المقيم في الولايات المتحدة، وعمر بن عبد العزيز المقيم في كندا.

وقال يحيى عسيري الأمين العام للحزب لوكالة فرانس برس: “نعلن انطلاق هذا الحزب في لحظة حرجة لمحاولة إنقاذ بلادنا … لتأسيس مستقبل ديمقراطي والاستجابة لتطلعات شعبنا”.

وكان عمر عبد العزيز صديقًا للصحفي جمال خاشفني، الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول، ويعيش، البالغ من العمر 29 عاما، منذ سنوات في المنفى، في كندا.  بعد حصوله قبل بضع سنوات على اللجوء السياسي.

ويمتلك “عبد العزيز” نصف مليون مؤيد على تويتر”، وتعتبره السعودية من الأشخاص المؤثرين.

ويقول جيدو شتاينبيرج، خبير الشؤون السعودية في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن في برلين إن “عبد العزيز يُعتبر صوتًا معارضًا ليبراليًا دون أن يكون له طابع سياسي واضح”.

وكان المعارض السعودي يحيى عسيري قد دعا في أكتوبر الماضي إلى عقد مؤتمر للمعارضة السعودية بالخارج في ديسمبر الماضي.

وحينها قال “عسيري” على صعيد مطالب الإصلاح السياسي، “إن الضغط وحده يمكن أن ينتج إصلاحاً حقيقياً، “الضغط هذا سواء داخلي أم خارجي”.

وأشار إلى أن الأمر وصل ذروته في الداخل، مضيفاً “جميع الأشخاص الذين كانوا يقولون للنظام (لا) هم داخل السجون، جميع الإصلاحيين ونشطاء حقوق الإنسان يتعرضون للاعتقال. جميع الإسلاميين المعتدلين خلف القضبان”.

وأضاف: “الضغط الداخلي بلغ أوجه ودفع المجتمع السعودي ثمناً باهظاً طلباً للحرية. العديد من الأشخاص يواجهون عقوبة الإعدام. وعدد منهم قُتل سواء داخل السعودية أو خارجها”.

واستكمل عسيري “بقي لدينا الضغط الخارجي على حلفاء السعودية الذين يعطون النظام الشرعية والبقاء”.

وتفاعل السعوديون من إعلان الحزب الجديد، وقال يحيي عبد الله على تويتر “نبارك للمعارضة السعودية تأسيس حزب سياسي يعبر عن نبض شعب في شبه الجزيرة العربية وبحسب البيان التأسيسي فهي تجربة سياسية عابرة للمذاهب والمناطق”.

وكتب عبدالعزيز المؤيد “يشرفني الانضمام لحزب التجمعالوطني اتمنى أن اسمع خبر انضمام كل الناشطين السعوديين الأحزاب هي كيانات عضوية يؤثر فيها أعضائه وتقوم على عملية ديمقراطية وهذا يجعل حزب سعودي بعضوين اكثر شرعية من نظام لا يملك صوت واحدا، ويتوتر من اي مطالبة بتصويت يختبر شعبيته الحقيقة”.

وقالت الدكتورة جوري  “كلي دعم لـحزب التجمع الوطني  خطوة موفقة بإذن الله ويجب أن تتنوع المعارضة في كل الاتجاهات ويكون لها عدة أحزاب، كان لا يوجد حزب أو برنامج معترف فيه إلا برنامج حركة الإصلاح رمز القلب، نريد الأكثر منكم، ونحن فخورين بكم وبما تعملون وجه مبتسم ذو عيون على شكل قلوب”.

أما مجد خالد فقالت “مسرورة بهذه النقلة النوعية والمباركة وهذه أولى لبنات العمل السياسي وهو الأول من نوعه في وطننا الجميل والذي سيزداد جمالاً بالتكاتف والاتحاد لتحقيق العدالة والمشاركة السياسة بين كافة أطياف المجتمع  حزب_التجمع_الوطني نسف المفهوم الماركسي القائل بأنه لا يوجد حزب سياسي دون أساس طبقي”.

والسعودية ملكية مطلقة لا تتيح المجال لأي معارضة سياسية، ويأتي تشكيل حزب التجمع الوطني في العيد الوطني التسعين للمملكة وسط حملة قمع متزايدة ضد المعارضة.

ومن غير المرجح أن يطيح هذا التطور بالنظام الملكي الذي يعتبر الأقوى عربيًا، لكن التحرك يمثل تحديًا جديدًا للحكام السعوديين في الوقت الذي تكافح فيه المملكة تبعات انخفاض أسعار النفط وتستعد لتكون أول دولة عربية تستضيف قمة مجموعة العشرين في نوفمبر.