بعيدا عن طلقات الرصاص وجز الرقاب وتعهدات القتل والحرق والسبي، هناك جانب آخر خفي من شخصية زعماء الإرهاب.

ربما يثيرك العجب حين تكتشف أن هؤلاء الإرهابيين الذين راح ضحيتهم آلاف الأبرياء، لديهم جانب مضيئ وإنساني مثير للدهشة يكمن في هواياتهم الشخصية وأنهم يعيشون ويمارسون تلك الهوايات حالهم حال أي إنسان.

هل كنت تتخيل أن متطرفا عتيدا كان يشجع الأهلي مثلك، وآخر يحب مشاهدة ميسي يروض الكرة، وغيرهما كان يكتب الشعر.

أسامة بن لادن

بينما يحمل أسامة بن لادن السلاح للقتل والترويع من جانب، تجده شاعرا ولاعبا لكرة القدم ومتابعا للأفلام الأمريكية ومحبا للفروسية والمقاهي على الجانب الآخر، فتلك هي هواياته والجانب الخفي من حياته الشخصية قبل التحول العظيم الذي طرأ على حياة المليونير.

أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الذي قتل على يد الجنود الأمريكان أثناء مداهمة مخبأه باكستان.

هو الابن السابع عشر لرجل الأعمال الملياردير السعودي محمد بن لادن صاحب مجموعة بن لادن للمقاولات.

ودرس زعيم القاعدة السابق الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبد العزيز في فترة السبعينيات من القرن الماضي، وكما كانت الجامعة هي الفترة التي شهدت ممارسة الشاب لهواياته السابقة، كانت أيضا أولى محطاته لغرس قدمه على أول طريق الإرهاب.

الجانب الآخر في حياة بن لادن

الدكتور خالد باطرفي– أحد أصدقاء المراهقة لأسامة بن لادن، يروي الجانب الآخر من شخصية رجل أرهب العالم وهدد أعتى قوى الغرب الولايات المتحدة الأمريكية في عقر دارها.

“كان شغوفا جدًا بلعبة كرة القدم لدرجة أنه كان يتولى تنظيم المباريات مع الأحياء المجاورة”.. يقول باطرفي عن صديق طفولته ومراهقته بن لادن: “كان دائما ما يهوى جمع أصدقائه المقربين في منزله من أجل مشاهدة الأفلام الأمريكية وخاصة أفلام “الكاراتيه” و”الكاوبوي”، هذا بالإضافة إلى أنه كان يقتني سيارات ماركات عالمية وذكر أن أبرزها في ذلك الوقت كانت سيارة “كرايسلر” الأمريكية.

أسامة بن لادن
أسامة بن لادن

وذكر باطرفي أيضا أن بن لادن كان يهوى الفروسية لدرجة أنه أنشأ مزرعة للخيول بالسعودية، وكان حصانا أسماه “البلقاء” كان هو الأقرب إلى قلبه دونا عن بقية الأحصنة، حتى أن هذا الحصان تسبب في دخول بن لادن في حالة من الاكتئاب لاختفائه عن المزرعة 3 أيام.

أيمن الظواهري

على الرغم من أنه أشير كثيرا في السابق إلى أن أيمن الظواهري هو الذراع الأيمن لأسامة بن لادن- حتى أنه تولى قيادة تنظيم القاعدة خلفا له بعد مقتله، وإلى التساوي في الخطورة بينهما وفي أهمية العثور عليهما، إلا أن ذلك الذراع الأيمن لم يتساوى مع بن لادن في كم الهوايات التي تخص الجانب الشخصي من حياته، فكما ذكرنا في السابق كان لأسامة هوايات كثيرة، إلا أن الظواهري لم يحب ويهتم منها إلا بالكتابة والشعر فقط.

أيمن الظواهري
أيمن الظواهري

اهتم الظواهري- 66 عاما- بكتابة الكتب والمقالات والأبحاث، واليوم لديه ما يقرب من 8 كتب بخلاف المقالات المختلفة والأبحاث، والكتب التي ألفها هي “فرسان تحت راية النبي، الصبح والقنديل، التبرئة، الولاء والبراء عقيدة منقولة وواقع مفقود، الكتاب الأسود قصة تعذيب الإخوان المسلمين بعهد حسني مبارك، مصر المسلمة بين سياط الجلادين وعمالة الخائنين، شفاء صدور المؤمنين، إعزاز راية الإسلام”.

أما المقالات والأبحاث، فله أكثر من 50 مقالة وبحث كتبها أبرزها على سبيل المثال لا الحصر “الطريق إلى القدس يمر عبر القاهرة، السقوط، معوقات الجهاد، حقائق الصراع بين الإسلام والكفر، صنم الوحدة الوطنية، حرق المصحف في كابل، الغزو الصليبي للصومال، توجيهات عامة للعمل الجهادي”، وغيرها من المقالات.

اقرأ أيضا:

قُتل.. توفي أم لا يزال قائدًا للقاعدة| من هو أيمن الظواهري؟

تعلق قلب الظواهري بالشعر على استحياء فكان يطلق أشعاره لوالدته وبرز هذا الأمر في رسالته لوالدته بعد غياب عنها لثلاثة أشهر لشدة تعلقه بها وارتباطهم.

وبدأ رسالته قائلا: “الوالدة العزيزة الغالية الحبيبة السلام عليك ورحمة الله وبركاته.. مرت عليَّ الآن ثلاثة أشهر منذ ان فارقت رؤياك الحبيبة وودعتك ولا زال هذا الموقف يهزني وان تذرعت بالصبر ويخفق له قلبي وان تظاهرت بالتحّمل ولم استطع كتمان هذا الشعور ففاضت فيّ هذه الأبيات الركيكة التي أرجو ان تقبليها على علاتها وانحطاط مستواها ولكن هذا هو جهد المقل”.

رسالة الظواهري

سلام من بلاد طاهرات

لاحياء بهن الطاهرات

لعل الشعر ان يحمل إليها

وجيباً من قلوب حائرات

وأذكر موقفاً عند الرحيل

يذيب الراسيات الشامخات

يُصبحني ويمسيني جديداً

يذكرني فراق الأمهات

رضعت لبانها وورثت عنها

صمود الحر عن طلب الفتات

 

أسأت فأحسنت لم تبغ أجراً

وعند الله أجر المحسنات

لعل الله أن يمحو قصوري

ويرضيها برغم السيئات

فإن ترضى فإنعام وفضل

وإلا صار عيش كالممات.

ولكن هل أناء الأغُصيين

نَبَتت من الجذور الطيبات

وروح لم تزل تسعى إليها

برغم البعد أو رغم الشتات

إذا تُشرق عليَّ الشمس نوراً

ذكرتُ عطاءها دون التفات

وإن تغرب تذكر في فراقاً

به الأيام صارت مظلمات

فهل يا ربنا ترحم غريباً

يحن إلى لقاء الأمهات

أبو بكر البغدادي

“شاب هاديء الطباع، انطوائي، منعزل، ولا يجد متعته إلا في لعب كرة القدم وكان زملائه يلقبونه بـ”ميسي”.. هذا الشاب يدعى إبراهيم عواد إبراهيم البدري الذي تحول فيما بعد إلى أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم “داعش”.

وويليام مكانتس الباحث في مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكنجز، ذكر في بحثه إن البغدادي صاحب الـ46 عاما والذي ولد في مدينة سامراء العراقية لأب يُدرس تلاوة القرآن الكريم في مسجد محلي وتخرج في جامعة صدام للدراسات الإسلامية، لم يكن يجد لذته إلا في لعب كرة القدم بعد أداء الصلاة وقراءة وتحفيظ القرآن.

وكان البغدادي يقضي يومه متنقلا مابين المسجد والملعب، حتى أن المسجد الذي كان يصلي فيه البغدادي، كان ملحق به ملعب لكرة القدم، وكان أبو بكر يلعب فيه ولقب بـ”ميسي الفريق” أسوة لاحترافه لعب الكرة على غرار النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.

أبو مصعب الزرقاوي

تعددت هوايات الإرهابي أحمد فاضل نزال الخلايلة الملقب بأبي مصعب الزرقاوي أحد أعضاء تنظيم القاعدة في العراق ومؤسس جماعة التوحيد والجهاد.

الزرقاوي الذي ولد عام 1966 وعاش من العمر 40 عاما وتوفي في عام 2006 قيل عنه من أصدقائه المقربين إنه كان يعيش دائما في الظل منذ طفولته في مدينة الزرقاء بالأردن.

أبو بكر البغدادي أف ب
أبو بكر البغدادي أف ب

ويحكي عنه أصدقاء الطفولة والشباب إنه كان يحب لعب كرة القدم وكان يعتبرها هوايته، وكان يمارسها في المدرسة معهم ولم يكن يذهب إلى المسجد لأداء صلاة أو ما شابه.

كما كان شُرب الكحل ورسم الوشم يدخلان ضمن اهتماماته، حتى إن الوشم اعتبره الجنود الأمريكان أنه وسيلة تسهل التعرف على الزرقاوي للقبض عليه في الملاحقة المستمرة له.

وبعد ذلك اتخذ من رياضة كمال الأجسام هواية له أثناء سجنه في بداية التسعينيات على خلفية حيازته لأسلحة وقنابل بمسكنه بالزرقاء

المصدر

شكري مصطفى

شكري أحمد مصطفى عبدالعال، المعروف إعلاميا بـ”شكري مصطفى”، مؤسس “جماعة المسلمون” أو التي عرفت إعلاميا باسم “جماعة التكفير والهجرة” في الستينيات من القرن الماضي.

يعد شكري من الرعيل الأول للجماعات التكفيرية التي اتخذت من حمل السلاح منهجا للقتل والترويع، ومعارضة النظم السياسية القائمة آنذاك.

وبعيدًا عن القتل والدمار والدماء الحاضرة أينما حط الرحال، بدا أن حياة الصعيد الشاقة مست روح الشاب وخلقت شاعرا.

كان شكري مصطفى يهوى الشعر عاشقا لنظمه، وأخرج عدد من القصائد والدواوين التي تناقلها مريديه وأتباعه وكان لكل قصيدة سببا وملمح من ملامح التحول الفكري لشكري مصطفى.

ولعل قصيدة “من قبل الطوفان” تعد شاهدا حيا على بداية التحول الفكري لدى شكري مصطفى والتي قال فيها:

أشعار إرهابي سابق

 

اسمعني يا عبد الله…

وأخرج من أرضي واتبعني.. في أرض فلاة

أرضي في قلبي لم يعبد فيها الشيطان

أرضي في فكري أحمله في كل مكان

عظمها في قلب المؤمن.. طهرها فيض الإيمان

فاحمل أوزارك واتبعني يا عبد الله

يكفينا زادا في الدنيا هذا القرآن

ومن أشهر القصائد التي كتبها “شكري مصطفى” معلنًا عن تملك الفكرة منها ديوان “ليسوا مسلمين”، وجاء فيها:

زرعوا الشوك بأرض الطيبين*** ذبحوا الخير وداسوا الخيرين

قتلوا الحب أخافوا الآمنين*** لوثوا طهر ثيابا الطاهرين

فرقوا التوراة والإنجيل والزا***بور والقرآن.. والحق المبين

عبود الزمر

عبود الزمر هو أحد أعمدة الأفكار التكفيرية في العالم العربي فضلا عن كونه المخطط الأول لعملية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات في علمية المنصة الشهيرة.

كان عبود الزمر واحدا من أبناء الأسر الثرية في مصر، وكان يعمل ضابطا بالمخابرات المصرية برتبة مقدم، وقبل اقتناعه بالأفكار الإرهابية كان شخصا عاديا شغوفا بتشجيع النادي الأهلي، وزيادة على ذلك أنه كان يدخن السجائر ولا يعطي للحياة بالا.

عبود الزمر
عبود الزمر

وقال الزمر في تصريح خاص إنه عقب دخوله السجن شغل نفسه بكتابة القصص كهواية له، وخص بها أبناء ما وصفهم بـ”إخوانهم”، فكان يطلق القصة باسم نجل زميله في الجماعة الذين داوموا زيارة ذويهم في السجون والمعتقلات.

الزمر كان يكتب ما يزيد عن 20 قصة للأطفال، إلا أنه سرعان ما انصرف عن كتابة القصص بعد ذلك، وسلك طريقا آخر نعرفه جميعا.