قطعت السلطات السودانية الاتصالات الهاتفية اليوم، في كامل أنحاء البلاد. بالتزامن مع دعوات لتنظيم مليونية في المدن السودانية واعتصام ليوم واحد في مدينة أم درمان. رفضا للانقلاب العسكري تحت شعار “لا شراكة – لا تفاوض-  لا شرعية”.

لم يكن هذا هو الإجراء الوحيد الذي اتخذته السلطات السودانية. تحسبا لانطلاق تظاهرات في العاصمة. فمنعت القوات الأمنية التنقل بين الخرطوم ومدينة أم درمان، وأغلقت 4 جسور على نهر النيل.

ودعا نشطاء ونقابات أمس الثلاثاء، إلى تنظيم تحركات اليوم. رفضا لاستيلاء الجيش على السلطة. وأكدت اللجان الثورية في الخرطوم أنها ترفض أي حوار مع السلطات العسكرية.

مليونية جديدة

ويشهد السودان منذ استيلاء لجيش على السلطة يوم 25 أكتوبر الماضي. أوضاعا أمنية متوتر، واحتجاجات رافضة للسلطة العسكرية، ومطالبة بحكومة مدنية مؤقتة.

وأسفرت الاحتجاجات حتى الآن عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين. وسط دعوات دولية للجيش والأجهزة الأمنية بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين.

وقتل حتى الآن 24 شخصا، على الأقل، في احتجاجات مناهضة للانقلاب منذ أن أطاح الجيش بحكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك..

وكانت لجنة أطباء السودان أعلنت الثلاثاء أن حصيلة قتلى التظاهرات ارتفعت منذ إعلان البرهان السيطرة على السلطة إلى 24 شخصا..

وعيّن قائد الانقلاب، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مجلسا سياديا جديدا في 11 نوفمبر الجاري، لكن هذه الخطوة قوبلت بالرفض من قبل الحكومة المدنية المخلوعة والمجتمع الدولي.

تجمع المهنيين السودانيين قال في بيان. إن الحراك الثوري لمليونية السبت الماضي الذي أثبتت فيه الشوارع بسلميتها أن السلطة للشعب ولا سلطة تعلو فوق سلطة الشعب وليس هناك قوة قادرة على إسكات صوت الثورة.

وبحسب البيان. تطرق اجتماع اللجان التنسيقية لمدينة أم درمان ناقش موضوع التصعيد الثوري و خياراته المناسبة وسُبل تنفيذها.

وزاد البيان: توافقت التنسيقيات على دعم كافة أشكال المقاومة التي ترفض الانقلاب وتدعم كل فعل ثوري منظم من قبل لجان المقاومة والتنظيمات النقابية والمهنية الثورية.

وأكدت التنسيقيات، دعمها لأي حراك ثوري ترى أن أهدافه تتوافق مع أهدافها المُعلنة ومضمنة في اللاءات الثلاث “لا تفاوض، لا شراكة، لا مساومة”.

– وتابع البيان: ستستمر جهودنا في تنسيقيات لجان مقاومة أم درمان الكبرى في تعضيد قنوات الاتصال مع كافة القوى الثورية. كما نسعى دوما الى تطوير واستحداث وسائلنا السلمية وتقوية تنسيقنا و قنوات تشبيكنا مع حلفائنا في قوى الثورة الهادفة للتغيير الجذري.

وقررت التنسيقيات، تنظيم اعتصام ليوم واحد في شارع الشهيد عبدالعظيم الأربعين سابقًا.

أزمة الانتقال الديموقراطي في السودان
أزمة الانتقال الديموقراطي في السودان

أوضاع المعتقلين

إلى ذلك، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان. على تمسكه بالوثيقة الدستورية، وإجراء حوار شامل مع كل القوى السياسية لاستكمال هياكل السلطة الانتقالية.

وأوضح البرهان خلال لقائه بمساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية مولي في  الثلاثاء. حرصه على إنجاح عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد، وصولا لانتخابات حرة ونزيهة في يوليو 2023.

وزعم البرهان عدم رغبة المكون العسكري في الاستمرار في السلطة. واستعداده وانفتاحه لقيادة حوار دون شروط، يفضي للاستقرار والتنمية في البلاد.

ولفت إلى حرصه على تأمين الفترة الانتقالية والحفاظ على الأمن القومي وفرض هيبة الدولة. وتجنيب البلاد الانزلاق نحو الاضطراب والفوضى.

حمدوك
حمدوك

وتطرق البرهان لمسألة المعتقلين السياسيين. وقال إن خطوات إطلاق سراحهم قد بدأت بالفعل. وأي معتقل لا تثبت عليه تهمة جنائية سيتم إطلاق سراحه.

من جانبها، أكدت المسؤولة الأمريكية على حرص بلادها ودعمها للتحول الديمقراطي بالبلاد وإنجاح الفترة الانتقالية.

وأشارت إلى الاهتمام الذي يوليه الرئيس الأمريكي جو بايدن شخصيا لما يدور في السودان، وحرصه على إنجاح الفترة الانتقالية وصولا للديمقراطية المنشودة.

ويخضع حمدوك للإقامة الجبرية منذ أن استولى الجيش على السلطة في 25 أكتوبر الماضي.

أمريكا تطالب إسرائيل بالتدخل

من ناحية أخرى قالت هيئة البث الإسرائيلية اليوم. إن ممثلة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد. طلبت من إسرائيل التدخل في أزمة السودان والعودة إلى المرحلة الانتقالية بقيادة مدنية.

وأوضحت الهيئة. أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس. التقى مساء أمس المسؤولة الأمريكية التي تجري زيارة للمنطقة وبحثا معا الأزمة في السودان..

وبحسب الهيئة فإن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتشكيل حكومة في السودان وإنهاء الانقلاب العسكري في البلاد.

وقالت: دعت غرينفيلد إسرائيل للتدخل في الأزمة. وهذا هو الطلب الأمريكي الثاني بعد أن نقل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رسالة مماثلة في محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين.

ليندا توماس غرينفيلد
ليندا توماس غرينفيلد

وقالت المتحدثة باسم بعثة واشنطن لدى الأمم المتحدة في بيان اليوم الأربعاء. إن المسؤولَين -في إشارة إلى غانتس وغرينفيلد تطرقا إلى أهمية عودة السودان إلى مرحلة انتقالية بقيادة مدنية.

كانت وسائل إعلام إسرائيلية أشارت في الأسابيع الماضية إلى اتصالات إسرائيلية مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان.

في الأيام الأخيرة من حكم الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، وقّع السودان على ما سمي “اتفاقات إبراهيم” لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في 6 يناير عام 2021.

وحصل السودان على مساعدات مالية من الولايات المتحدة، بعد أسابيع من شطب الخرطوم من القائمة الأميركية للدول المتهمة بتمويل الإرهاب.

ولا يزال الاتفاق بحاجة إلى المصادقة عليه من جانب السلطة التشريعية قبل أن يدخل حيز التنفيذ.