كشف عدد من صور وتقارير الأقمار الصناعية أن الإمارات العربية المتحدة نشرت نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي الصنع “باراك”. حيث تعمل ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية، وصواريخ كروز، والطائرات المسيرة. والتي تم نصبها بالقرب من قاعدة الظفرة الجوية، الواقعة جنوبي أبوظبي.
وكتب آفي شاريف، مراسل صحيفة “هآرتس” العبرية: في إبريل/ نيسان، تم رصد عشر طائرات شحن كبيرة تابعة للقوات الجوية الإماراتية في قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية. بعد أن كشفت وكالة رويترز في تقريرها عن شراء الإمارات لمنظومة سبايدر المضادة للطائرات، الإسرائيلية الصنع، أن “الدولة الخليجية اشترت نظام دفاع جوي إسرائيلي آخر لم يذكر اسمه”.
والأسبوع الماضي، نشر موقع Breaking Defense تقارير من مصادر دفاعية إسرائيلية، تفيد بأن الإمارات نشرت نظام الدفاع الجوي باراك. كما تُظهر صور الأقمار الصناعية قاذفتا صواريخ تعملان بكامل طاقتها ورادار ELTA جنوبي أبو ظبي.
وأضاف شاريف: تقوم إسرائيل وحلفاؤها العرب بإنشاء نظام دفاع جوي مشترك. بدأت المبادرة بعد توقيع اتفاقيات إبراهيم، وتبلورت خلال الأشهر الستة الماضية. الهدف من التعاون الاستراتيجي هو مواجهة الهجمات الإيرانية الصاروخية والطائرات بدون طيار المتزايدة في المنطقة.
اقرأ أيضا: “الناتو العربي الإسرائيلي”.. تعثر الهدف الكبير لا يحول دون البدائل الأصغر
في مواجهة طهران
يلفت التقرير الإسرائيلي إلى أنه “على مدى العامين الماضيين، هاجمت إيران القواعد العسكرية والبنية التحتية الحيوية. وكذلك المواني الجوية والبحرية، ومستودعات النفط في السعودية والإمارات والعراق، والسفن في الخليج”. زاعما أن “الهجمات نفذت من قبل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أو عبر وكلاء في العراق وسوريا، والحوثيين في اليمن”.
وأضاف: قام الإيرانيون بشكل أساسي بنشر “طائرات كاميكازي بدون طيار” والمسماة بالمسيرات الانتحارية، مثل تلك التي اشترتها روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا. كما أطلقت إيران عدة طائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل في عدة مناسبات في السنوات القليلة الماضية.
وأكد المحرر الإسرائيلي أنه “في هذه المرحلة، يعتمد تحالف الدفاع الجوي الإقليمي على أنظمة الأسلحة الموجودة بالفعل التابعة للدول الأعضاء، أو التي نشرتها الولايات المتحدة في المنطقة. مثل نظام الرادار الهائل في صحراء النقب الإسرائيلية، وأنظمة أسلحة AEGIS المنتشرة على سفن البحرية الأمريكية التي تقوم بدوريات في منطقة البحر الأحمر والخليج. وكذلك أنظمة الأقمار الصناعية التابعة لدول الخليج، وأنظمة الدفاع الصاروخي والطائرات الأخرى المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة.
وأوضح: يعتبر نظام الدفاع الجوي “باراك” هو أحدث إضافة إلى هذه المجموعة الإقليمية.
وأشار شاريف إلى أنه “إذا استمر تحالف الدفاع الجوي الإقليمي في تشكيلته الحالية وأتى ثماره. تأمل إسرائيل في تعاون أكثر طموحًا مع الدول العربية وحلفائها في الخليج. حيث يوفر الرادار متعدد المهام الذي تستخدمه Iron Dome و David’s Sling ورادار Sky Dew المحمول بالبالون، إمكانات كشف أكثر مرونة”.
وأكد أن “المزيد من الرادارات في الخليج تعني أيضًا أن إسرائيل سيكون لديها مؤشرات سابقة لهجمات محتملة”.
تعاون مشترك
في يوليو/ تموز، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن التعاون الدفاعي بين إسرائيل ودول الخليج لمكافحة تهديد الطائرات بدون طيار الإيرانية يجري بالفعل.
في مارس/آذار 2021، أحبطت إسرائيل هجومًا إيرانيًا بطائرة بدون طيار بمساعدة دولة عربية -الأردن حسبما ذكرت التايمز- عندما “سُمح للطائرات الإسرائيلية باستخدام المجال الجوي العربي لإسقاط الطائرات بدون طيار”.
أيضا، التعاون الدفاعي الأوسع آخذ في الارتفاع. بعد عام من تطبيع إسرائيل للعلاقات مع الإمارات والبحرين باتفاق إبراهيم في عام 2020. أجرت الدول الثلاث والولايات المتحدة أول مناورات بحرية مشتركة. في فبراير/ شباط الماضي، شاركت إسرائيل في مناورات بحرية بقيادة الولايات المتحدة مع السعودية وسلطنة عمان لأول مرة. بعد فترة وجيزة، تم إرسال مسئول كبير في جيش الدفاع الإسرائيلي إلى البحرين. وهي المرة الأولى التي يتم فيها تمركز ضابط إسرائيلي في دولة عربية.
بعد ذلك، في مارس/ آذار، اجتمع مسئولون عسكريون من البحرين ومصر والأردن والسعودية والإمارات وإسرائيل سراً لمناقشة تحالف محتمل للدفاع الجوي. حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.
وقبل أيام قليلة من زيارة بايدن للمنطقة في يوليو/ تموز الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، إن إسرائيل انضمت إلى دول أخرى -لم يسمها- فيما أسماه “تحالف الدفاع الجوي للشرق الأوسط”. وهو مجموعة دفاع جوي إقليمية بقيادة الولايات المتحدة. وفقًا لجانتس، ستتبادل الدول الأعضاء المعلومات الاستخبارية حول الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، لتحذير بعضها البعض بشأن الهجمات.
وأشار لازار بيرمان في صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أنه “يبدو أن التحالف الأمني الإقليمي الذي نوقش كثيرًا ضد إيران. أقل تقدمًا بكثير مما كانت تأمله إسرائيل”.
اقرأ أيضا: إسرائيل والإمارات والهند.. تعاون تجمعه I2U2
ما هو نظام “باراك”؟
تم تصميم نظام “باراك” في البداية للدفاع عن زوارق الدوريات البحرية الإسرائيلية من صواريخ بحر-بحر. وتم تطوير نموذج Barak 8 كجزء من تعاون إسرائيلي/ هندي ويأتي في نسخ بحر وسطح.
ويوفر النظام للسفن البحرية وحقول الغاز وحماية البنية التحتية الاستراتيجية البرية من صواريخ كروز المتطورة، والصواريخ الباليستية والطائرات، والطائرات بدون طيار، على مدى يصل إلى 150 كم.
تم استخدام صواريخ باراك لأول مرة من الناحية التشغيلية في يونيو/ حزيران، عندما دمرت طائرتان من ثلاث طائرات مسيرة أطلقها حزب الله على حقل غاز كاريش. وتم تدمير الطائرة الثالثة بدون طيار من قبل طائرات سلاح الجو الإسرائيلي.
وباستثناء البحرية الإسرائيلية، فإن الدول الأخرى التي تنشر النظام هي الهند وأذربيجان، اللتين استخدمتا الصواريخ لاعتراض الصواريخ البالستية الروسية الصنع التي أطلقتها أرمينيا خلال جولة القتال الأخيرة بين البلدين، في عام 2020.
الآن تنضم الإمارات إلى القائمة. إضافة إلى المغرب الذي وقع صفقة مع إسرائيل هذا العام، لشراء منظومة الأسلحة. كما أبدت أوكرانيا اهتمامًا، في الأسابيع الأخيرة بالحصول على النظام من إسرائيل، لمواجهة الهجمات الروسية باستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية.