في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية، وقف التعامل مع مليشيات الحوثي، والمناطق الخاضعة تحت سيطرتها باليمن، بسبب عدم الشفافية، كشفت المنظمة، عن وجود مقترحات أممية تعمل على إرسال سفن مجهّزة بمستشفيات لدعم اليمن في مواجهة كورونا، وتحديدا في محافظتي عدن والمكلا، بعد تحذيرات من تفشي فيروس كورونا.
sss
تأتي جهود المنظمة الدولية في وقت أكدت فيه الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن حالات الإصابة بفيروس كورونا المسجلة رسميا في اليمن ارتفعت خمسة أضعاف في غضون أسبوع.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، “إنه في الأسبوع الماضي ارتفع عدد الإصابات خمسة أضعاف من سبع حالات، مضيفًا أن “الارتفاع المفاجئ في الحالات المصابة، يشير إلى أن الفيروس ينتشر دون اكتشافه منذ عدة أسابيع، وهو ماقد يؤدي إلى إرباك مرافق الرعاية الصحية في البلاد”.
استراتيجية سريعة
وذكر أن وكالات المعونة وضعت استراتيجية استجابة سريعة مع السلطات، لتقليل معدل انتقال العدوى بفيروس كورونا، مشيرا إلى أن هناك أولوية رئيسية أخرى هي حماية نظام الصحة العامة، الذي يواصل التركيز على احتواء الأمراض الفتاكة، بما في ذلك الكوليرا والدفتيريا وحمى الضنك والملاريا.
بعد تصنيفه كأكبر كارثة إنسانية.. اليمن يستغيث من تفشي كورونا
جاء هذا على لسان ممثل منظمة الصحة العالمية لدى اليمن، ألطاف موساني، خلال لقائه عبر الاتصال المرئي، وزير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية الدكتور نجيب العوج لبحث تطوير خطط الاستجابة، وحشد الموارد، وتغطية احتياجات النظام الصحي لمواجهة جائحة فيروس كورونا.
ومن بين المقترحات التي تبحثها المنظمة، إنشاء غرفة طوارئ لإدارة وتوزيع المساعدات والتدخلات المختلفة للمنظمة وتسهيل وصولها وتنسيق سبل احتواء الجائحة.
وتناول الاتصال مساعي منظمة الصحة العالمية لجعل احتياجات اليمن على رأس قائمة التدخلات للمنظمة من خلال توفير الدعم عبر صندوق الاستجابة الإنساني التابع للأمم المتحدة، وأيضًا تحديد الاحتياجات الخاصة باليمن عبر المكتب الرئيس للمنظمة في جنيف وتقديمها لجميع المانحين على المستوى الدولي.
وقالت منظمة الصحة العالمية في 6 مايو الجاري، إنها تعتقد أن فيروس كورونا المستجد يتفشى في اليمن على نطاق مجتمعي، وذلك بعد تسجيل، أول ثلاث إصابات بفيروس كورونا المستجد في محافظة لحج بجنوب البلاد توفيت منها حالة واحدة، كما سجل إصابة أخرى في مدينة عدن بالجنوب.
تعليق نشاط مع جماعات الحوثي
قبل يومين، علقت منظمة الصحة العالمية نشاط موظفيها في مراكزها بالمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
بحسب توجيهات اطلعت عليها “رويترز” أظهرت أن منظمة الصحة العالمية علقت نشاط موظفيها في مراكزها بالمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وذلك في خطوة قالت مصادر إنها تستهدف الضغط على الحوثيين للتعامل بشفافية أكبر إزاء الحالات التي يُشتبه بإصابتها بفيروس كورونا.
كورونا باليمن.. الزائر الثقيل يبدأ في حصد الأرواح
وأبلغت الحكومة المدعومة من السعودية حتى الآن عن 34 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد وسبع حالات وفاة في الأراضي التي تسيطر عليها، في حين لم يسجل الحوثيون الذين يهيمنون على معظم المراكز الحضرية الكبيرة سوى إصابتين فقط وحالة وفاة واحدة.
وأعلمت توجيهات منظمة الصحة العالمية التي صدرت في وقت متأخر من مساء السبت الماضي، موظفيها في صنعاء وميناء الحديدة على البحر الأحمر ومحافظة صعدة في الشمال ومحافظة إب في الوسط بأن “جميع التحركات أو الاجتماعات أو أي نشاط آخر” للموظفين في تلك المناطق قد أوقفت حتى إشعار آخر.
وقالت المنظمة إنها علقت مؤقتا تحركاتها في المناطق الشمالية بسبب “تهديدات ذات مصداقية ومخاطر متوقعة قد يكون لها أثر على أمن الموظفين”.
وأبلغت ثلاثة مصادر “رويترز” بأن المنظمة اتخذت ذلك الإجراء للضغط على سلطات الحوثيين للإبلاغ عن نتائج الاختبارات الخاصة بكوفيد-19، المرض التنفسي الذي يسببه فيروس كورونا، وتتهم الحكومة التي تساندها السعودية السلطات الحوثية بالتغطية على التفشي في صنعاء، وهو اتهام ينفيه الحوثيون.
تمييز ضد مهاجرين
ومع ارتفاع حالات الإصابة، في بلد عصفت فيه الحرب منذ خمسة أعوام بين تحالف تقوده السعودية وحركة الحوثيين المتحالفة مع إيران بالمنظومة الصحية في اليمن، وفي بلد يعتمد نحو 80 في المئة من السكان، أي 24 مليون شخص، على المساعدات الإنسانية في حين أن هناك عشرة ملايين نسمة معرضون لخطر الموت جوعًا، ارتفعت معه المخاوف بشأن التمييز ضد المهاجرين في اليمن.
وأعربت كل من منظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط عن اليمن، والمنظمة الدولية للهجرة، عن قلقهما بسبب التمييز ضد المهاجرين في اليمن، حيث إنه منذ أن تم الإعلان عن أول حالة إصابة بالمرض في صنعاء لمهاجر صومالي، فإنه يُوصم المهاجرون في اليمن بأنهم “ناقلوا أمراض.
بحسب تقرير المنظمة فإن حملات كراهية الأجانب وجعلهم كباش فداء تسببت في الانتقام من هذه المجتمعات المعرضة للخطر بما في ذلك الإساءة الجسدية، واللفظية، والحجر القسري، ورفض الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، وفرض قيود على الحركة، والنقل القسري إلى الخطوط الأمامية للصراع وإلى أماكن صحراوية، وتركهم عالقين هناك بدون غذاء أو ماء أو أي خدمات أساسية.
من ويلات الحروب إلى قسوة الوباء..اليمن يدفع ثمن المصالح
وناشدت كل من منظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية للهجرة، السلطات الوطنية والشعب اليمني بأن يستمروا في قبولهم للمجتمعات المعرضة للخطر ودعمها، بما فيها مجتمع المهاجرين.
وقال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق البحر المتوسط” “الفيروس لا يحترم الحدود، ويستهدف الجميع، بغض النظر عن العرق، أو الانتماءات السياسية، أو المواقع الجغرافية”، ولا يوجد أي دليل على أن مجموعة ما مسؤولة بشكل أكبر عن نقله أكثر من مجموعة أخرى، ولكن هناك مجموعات من الناس معرضون لخطر الإصابة بالفيروس بشكل أكبر بسبب إصابتهم بحالات مرضية سابقة، أو بسبب الوصول المحدود إلى الرعاية الصحية” خاصة في سياق الطوارئ.
وأضاف، “من واجبنا الجماعي أن نعطي الأولوية لهذه الجماعات وأن نحميها، لأن هذه جائحة عالمية وحمايتهم هي الطريقة الوحيدة لمحاربتها، حيث أنه لا أحد بأمان حتى يكون الجميع بأمان”.
وكشف “المنظري” أن المهاجرين يسافرون عبر اليمن بنية الوصول إلى بلدان أخرى بالخليج العربي، وبالرغم من أن أعداد الوافدين إلى اليمن قد انخفضت كنتيجة للجائحة من 11,101 مهاجر في شهر يناير إلى 1,725 مهاجر في شهر أبريل، إلا أنه لازال العديد من المهاجرين واللاجئين عالقين في اليمن، لأنهم بدأوا تحركهم إلى اليمن قبل فرض قيود التنقل.
وفقا لما أوضحه المدير الإقليمي للمنظمة الدولية، فإن عدد متزايد من المهاجرين واللاجئين يواجهون ظروفًا مكتظة وغير صحية في مراكز العبور والاحتجاز والحجر الصحي، لافتًا إلى أن ظروف الطريق من أفريقيا إلى الخليج العربي بما في ذلك عوائق الوصول إلى الخدمات الصحية وأوضاع العمل والمعيشة المتردية والاستغلال هي ما يمثل مخاطر صحية كبيرة.