قامت اليونان باتخاذ عدد من الإجراءات أمس، الأحد، في محاولتها منع آلاف من المهاجرين المتدفقين على حدودها بطول 190 كم مع تركيا. وقامت بنشر قوات عسكرية على الحدود بعد أن أعلنت تركيا أنها سوف تسمح للمهاجرين بالعبور إلى الاتحاد الأوروبي. كما صرحت الحكومة اليونانية أنها سوف تعلق تلقي طلبات اللجوء لمدة شهر وستقوم بترحيل المهاجرين الذي يدخلون إليها بصورة غير شرعية.

sss

أدت التطورات الأخيرة إلى تزايد التوترات بين البلدين، ما ترك آلاف من المهاجرين معرضين للبرد القارص والتي أدت بهم لأن يصبحوا عالقين في ذلك الوضع المتوتر.

وتأتي الخطوات الأخيرة التي اتخذتها اليونان في مخالفة لقوانين الاتحاد الأوروبي، غير أن الحكومة اليونانية قالت أنها سوف تطلب استثناءً من التزاماتها من الاتحاد الأوروبي، كما تمنع الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية المهاجرين، تطبيق مثل تلك السياسات.

وكان أردوغان اتهم القادة الأوروبيين بالفشل في الوفاء بتعهداتهم بمساعدة تركيا في تحمل استضافة 3.6 مليون لاجيء سوري. كما كان طلب دعما أوروبيا في العملية العسكرية للجيش التركية في سوريا في الرد على هجوم قوات حكومة الأسد على شمال سوريا، فيما أدى إلى نزوح أكثر من مليون سوري يوجه معظمهم نحو الحدود التركية.

وكان الاتحاد الأوروبي تكلف بنهاية 2015 نحو 6 مليارات يورو في اتفاق مع تركيا لوقف اللاجئين من عبور الحدود اليونانية، والتقدم لطلب اللجوء في اليونان بحسب اتفاقية دبلن، والتي على أساسها ينبغي ترحيل المهاجرين لأسباب اقتصادية إلى تركيا.

وقال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، أنه سوف يقوم بزيارة الحدود اليونانية مع تركيا غدا، الثلاثاء، مع رئيس الوزراء اليوناني. كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية خلال الأسبوع الجاري لبحث الأزمة.

وفي أعقاب إعلان الرئيس الرئيس التركي أنه لن يمنع المهاجرين من العبور إلى أوروبا، توجه آلاف المهاجرين إلى الحدود.

وكان أردوغان هدد في أكتوبر الماضي بفتح الحدود أمام اللاجئين في حال وصفت الكتلة الأوروبية الحملة التي كانت تشنها القوات التركية حينها “احتلالا”. وكانت تركيا تستهدف بالقصف الجوي والمدفعي مواقع القوات الكردية، الحليفة للولايات المتحدة، حيث تعهد أردوغان “بتطهير” المنطقة من الإرهابيين.

ومن جانبها، قالت الحكومة اليونانية أنها قامت بإرسال رسائل نصية إلى كل أرقام الهواتف الدولية في منطقة الحدود، لتحذر أنها قامت بتعزيز تأمين الحدود وألا يحاول المهاجرون من العبور بصورة غير شرعية. ومع استمرار تدفق المهاجرين على الحدود، اصدم بعضهم بقوات مكافحة الشغب اليونانية.

وقدرت الأمم المتحدة أن هناك نحو 15 ألف شخص من عدة دول، بعضهم أسر تصطحب معها أطفالها، كانوا في طريقهم من تركيا إلى الحدود البرية مع اليونان.

ومع تجمع آلاف المهاجرين على الجانب التركي، بدأ المهربين يعرضون نقلهم سواء عن طريق قوارب بحرية أو وسائل أخرى.

ونقلت فرانس برس اليوم، الاثنين، حادث انقلاب قارب قبالة سواحل اليونان شرق بحر إيجة، حيث فقد طفل حياته، وجرى نقل طفل آخر إلى المستشفى، وتم إنقاذ 46 راكب من 50 تقريبا كانوا على متنه بعد تدخل قوات خفر السواحل، بحسب مسؤول يوناني.

وفي نفس المنطقة في سبتمبر الماضي غرق 5 أطفال وسيدتين، ونجا 12 شخصا آخرين. وبلغ عدد من فقدوا حياتهم في محاولة العبور من تركيا إلى السواحل اليونانية العام الماضي نحو 66 شخصا على الأقل.

وبحسب منظمة الهجرة الدولية ففي الفترة من 2014 إلى 2019 فقد نحو 18,960 شخصا حياتهم أثناء محاولتهم عبور المتوسط إلى السواحل الأوروبي.