فكرة طرحها المفكر النوبي محمد سليمان ولياب, للاحتفاء بالثقافة النوبية, اختيار اليوم يأتي لرمزية الرقم 7 فى عادات ومعتقدات النوبيين.
الاحتفال هذا العام يأتي مختلفا, فمنذ أيام قليلة، أسدل مهرجان أسوان لسينما المرأة ستار دورته الخامسة والأكثر تميزا بين دوراته حتى الآن, هذا التمييز يأتي من وجود مشاركات لأفلام روائية ناطقة باللغة النوبية، فقط قبل أيام قليلة من الاحتفاء العالمي بثقافة النوبة.
الفيلم الأول والجائز على جائزة أفضل فيلم لورش المهرجان “أشورا“ للمخرجة أسماء يعقوب، التى بدأت علاقتها بمهرجان أسوان كمتدربة فى ورش السيناريو للمهرجان فى دورته الثالثة على يد العظيمة “وسام سليمان “ كما تصفها.
وكان نتاج الورشة فيلم لغتنا الحائز على جائزة أحسن فيلم في مهرجان “ايكون ميديا“، في الدورة الرابعة، شاركت أسماء فى ورشة تطوير والتى منها ابتدت فى الإعجاب بالأفلام الوثائقية حتى أتت المشاركة الحالية فى الدورة الخامسة والمشاركة فى ورشة صناعة أفلام مع الأستاذة نادين صليب.
واختيار أشورا كمشروع تخرج الورشة، يحكى عن أحد الأكلات النوبية التراثية والطقوس المصاحبة لتحضيرها.
تصوير الفيلم كان فى يومين، ورغم ضيق الوقت حقق جائزة أفضل فيلم لورش المهرجان، نجاح الفيلم تعزيه أسماء إلى طاقم العمل ومدربين الورش، خاصة المخرج أكرم عرابي، لمساعدته ليها أثناء التصوير، ومدير الورش فى المهرجان سيد عبد الخالق.
تجربة ثانية بالتوازي مع تجربة أسماء، كانت لزهراء يعقوب الممثلة والمخرجة النوبية.
زهراء بنت قرية غرب سهيل من مواليد 1997 طالبة بالفرقة الثانية بكلية الآداب, ممثلة ومدربة مسرح وعضوة فى فرقة أسوان القومية للمسرح.
دخولها مجال السينما أتى مع أول مشاركاتها فى مهرجان أسوان لسينما المرأة تحديدا فى عام 2019 عن طريق مشاركتها فى ورش المهرجان والتى كان نتاجها فيلم “زهرة عم أحمد “ التسجيلي بمشاركة فنان آلة الطنبور النوبية أحمد عبد الماجد، وهو الفيلم الذي تم عرضه على هامش المهرجان، ثم فى الدورة التى تلتها شاركت زهراء بفيلم “دولتي“ وهو الفيلم الذي يتناول معني ومغزي “الحب“ عند النوبيين.
الدورة الخامسة هي الأبرز من ضمن مشاركات زهراء ف المهرجان حيث شاركت بفيلم “ناس النهر“ كمخرجة وممثلة وهي تجربة جديدة عليها ومثلت تحد كبير لها, حيث إن دورها كمخرجة يعني مسئوليتها الكاملة عن كل تفاصيل الفيلم ومحاولة تخطي أي صعوبات تواجه فريق العمل أثناء التصوير في ظل جدول عمل ضاغط.
وبالفعل مرونة زهراء كمخرجة ظهرت مع اضطرارها لتغيير طقم التمثيل بعد تصوير يوم كامل بسبب صعوبة النطق بالنوبية على الطقم, وهنا شاءت الصدفة أن تعود زهراء كممثلة بجانب كونها مخرجة للعمل، الفيلم الذي صور فى جزيرة هيسا أحد الجزر النوبية وراء خزان أسوان.
رغم كونه تجربة جديدة على المجتمع النوبي, إلا أن أهالي القرية قد استقبلوا طقم العمل بحفاوة لطالما عرفت عنهم, بل تطوع العديد من الأهالى لمساعدة طقم العمل وحتى إمدادهم ببعض قطع الديكور النوبية القديمة المطلوبة للتصوير, لذا يمكننا القول إن فيلم ناس النهر، هو فيلم نوبي شارك المجتمع النوبي في صناعته وتقديمه.
زهراء يعقوب بعد مشاركاتها المتتالية فى مهرجان أسوان لسينما المرأة بجانب مسيرتها التمثيلية على المسرح، تريد خوض تجربة التمثيل بشكل احترافي خاصة بعد ردود الأفعال الأيجابية التى تلقتها من العديد من صناع السينما في مصر، ومنهم الفنانة سلوى محمد علي.
تجربتا “أسماء وزهراء“ يعتبرا امتدادا لأدوار عدة رائدة لعبتها المرأة النوبية عبر تاريخها فى الحفاظ على الهوية والثقافة النوبية، وفي مجال جديد نسبيا على المجتمع النوبي وهو المجال السينمائي الذي لطالما عاني النوبيون من التناول السطحي والعنصري له فى تصوير مجتمعهم، لذا لا نبالغ عندما نقول أن “أشورا“ و”ناس النهر“ يمثلا رؤية النوبيين لأنفسهم ومجتمعهم عبر السينما مثلما هي نافذة على مجتمعهم.
نستطيع أن نقول أن رافدا جديدا أضيف إلى لثقافة النوبية علي يد بناتها.
رافد يستحق الأحتفاء ونحن نحتفل بيوم النوبة العالمي.. أعاده الله علينا وعلى الإنسانية بالفرح والفن والبسمات.