أثار مقطع فيديو انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، يظهر خلاله عدد من رجال الشرطة ببلدية روتشستر بولاية نيويورك الأمريكية، أثناء تكبيلهم لطفلة تبلغ من العمر نحو 9 سنوات استياء العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بضرورة التحقيق في الواقعة والعمل على محاسبة رجال الشطة الذين ظهرا في مقطع الفيديو.
وأظهر مقطع الفيديو عناصر الشرطة وهم يحاولون توقيف الطفلة وتوقيفها وتكبيل يديها خلف ظهرها ووضعها في المقعد الخلفي لسيارة الشرطة ومن ثم عمد أحد رجال الشرطة إلى رش رذاذ الفلفل ليزيد من معاناة الطفلة.
فور انتشار مقطع الفيديو، عمدت لافلي وارين رئيسة بلدية روتشستر بولاية نيويورك، إلى إصدار بيان يؤكد اتخاذ اجراء سريع وحاسم تجاه الشرطيين، حيث تم وقفهم عن العمل وإحالتهم للتحقيق.
ولفتت لافلي إلى أن قوانين ولاية نيويورك فضلا عن عقد العمل الجماعي يمنعانها من اتخاذ إجراءات أسرع وأكثر حسما من الإيقاف عن العمل والإحالة للتحقيق.
TW Police Brutality :
I am sickened to see a 9-year-old girl handcuffed and pepper sprayed by police officers responding to a report of "family trouble" in New York. This terrorism must stop now.https://t.co/7ziQoFwMt0
— Champion for Future Lawyers (@NatashaMScruggs) February 1, 2021
رد فعل غاضب في روتشستر
على الفور، نظم العشرات من المواطنين في بلدية روتشستر وقفة احتجاجية أما مبنى البلدية للتعبير عن رفضهم لممارسات رجال الشرطة بحق الطفلة التي لم يتم الكشف عن هويتها حتى الآن.
لجأ رجال الشرطة إلى تبرير استخدام القوة في مواجهة الطفلة ذات التسع سنوات.
وقال أندريه أندرسون إن الواقعة التي تم تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومحاولة إبراز استخدام القوة المفرطة من قبل الشرطة كان الهدف منها محاولة تهدئة الطفلة التي تعاني من انهيار عصبي.
ولفت أندرسون إلى أن عناصر الشرطة أرادوا تكبيل الطفلة وتهدئتها من أجل نقلها إلى أحد المستشفيات وليس الغرض توقيفها والزج بها إلى السجن، وحسب نائب رئيس الشرطة أن ذلك ما حصل بالفعل، موضحا أن الطفلة بالفعل خرجت من المستشفى بعد بضع ساعات.
تاريخ أسود لعناصر الشرطة
ليست تلك المرة الأولى لرجال الشرطة التي يلجأون خلالها إلى استخدام القوة المفرطة في توقيف المواطنين، إذ سبق لرجال شرطة روتشستر أن ضلعوا في أعمال عنف عقب وفاة الأميركي من أصل افريقي دانيال برود عقب تعرضه لعملية خنق أثناء توقيفه أدت إلى وفاته في نهاية الأمر.
وبدأت واقعة “برود” عندما تم توقيفه من قبل رجال الشرطة أثناء سيره في الشارع عاريا في ظل انخفاض درجات الحرارة ولما رفض الأخير الانصياع لأوامر رجال الشرطة مهددا إياهم بالبصق عليهم لاصابته بفيروس كورونا مما دفع رجال الشرطة إلى تقييد حركته ووضع كيسا من القماش على رأسه وأبقوه مثبتا على الأرض ليفقد الوعي ويفارق الحياة بعدها.
وتُذكّر وفاة دانيال برود بوفاة جورج فلويد وبريونا تايلور خلال توقيفهما، وهما من أصل إفريقي أيضاً، ما أدى إلى خروج مئات التظاهرات في الولايات المتحدة منذ مايو، ضد “التمييز العنصري وعنف الشرطة”.
اختبار مبكر لبايدن
وتعد هذه الواقعة بمثابة اختبار مبكر للرئيس الديمقراطي جو بايدن في التعامل مع وقائع العنف الشرطي، وتقويم السلوكيات الفردية لرجال الشرطة في الولايات الأمريكية، خصوصا أن سلفه ترامب لطالما واجه انتقادات بسبب التمييز العنصري والعنف الشرطي.