نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول أمريكي قوله إنه من المقرر هبوط طائرة عسكرية محملة بالإمدادات الطبية في مطار دالاس الدولي قادمة من مصر اليوم الثلاثاء، للمساعدة في مكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد، وذلك في بادرة لإظهار الدعم للرئيس دونالد ترامب.
sss
وتأتي هذه الشحنة على الرغم من أن الانتقادات الموجهة للحكومة المصرية في الداخل، بشأن التساؤل المطروح حول امتلاك البلاد الموارد الكافية التي تمكنها من منح إمدادات خلال الجائحة.
الصحيفة الأمريكية كشفت أن الإمدادات المصرية، بحسب قائمة قدمها “مايك إيفانز” الكاتب من تكساس والناشط المسيحي الذي يقدم المشورة لـ”ترامب” وكثيرا ما يلتقي بزعماء شرق أوسطيين من بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تحتوي على أدوية تخدير ومضادات حيوية إضافة إلى أكياس لجثث المتوفين، وأقنعة ومسحات اختبار طبية.
وأكد مسؤول أمريكي للصحيفة، تحدث بشرط السرية، أن الشحنة من المقرر أن تصل الثلاثاء إلى واشنطن.
وأضافت أن السفارة المصرية في واشنطن لم تعاود الاتصال بالصحيفة لطلب التعليق.
وأردفت أن إيفانز وصف الشحنات بأنها “مساعدات إنسانية” من بلد السيسي الذي يقدره كثيرًا.
وقال إن مصر تظهر الامتنان للدعم الذي تلقته منذ انتخاب الرئيس ترامب.
وتشير “واشنطن بوست” إلى أن هذه الشحنة هي آخر الشحنات من مصر إلى الدول الغربية وتأتي بعد هبات إلى إيطاليا وبريطانيا كما تأتي بعد أيام من تلقي مصر أربعة أطنان من المعدات الوقائية الطبية من الصين للمساعدة في محاربة فيروس كورونا، بحسب وزارة الصحة المصرية، وتابعت أن الأهرام أونلاين الخميس الماضي أشارت إلى أن السفير المصري في القاهرة لياو لي تشيانج أفاد بأن المساعدات هي الأولى في سلسلة من الشحنات التالية.
وتنقل الصحيفة تعليق ميشيل دان، مديرة برنامج الشرق الأوسط في معهد كارنيجي للسلام، التي قالت: “السؤال هو: هل مصر حقا لديها ما يكفي من هذه الأشياء لتمنحها أو تصدرها”.
وأشارت “دان” إلى أن هناك تقارير عن تفشي الفيروس في بعض المستشفيات المصرية وقيام البعض بتخزين الأدوية، وأن ثلث سكان مصر الذي يبلغ تعدادهم أكثر من 100 مليون يعيشون في فقر مدقع.
وتابعت “دان”: “أن منح مصر أو تصديرها (المساعدات) سيسبب تخوفا أو حتى استياء داخل مصر، ما يفعله السيسي بالهبات أو البيع هو أنه يظهر أنه يسيطر على كوفيد-19 داخل مصر وأنه يريد تعزيز بعض من علاقاته الهامة، لكن هناك الكثير من الأسئلة حول ما يبدو عليه تفشي كوفيد-19 حقا في مصر”.
وتستطرد الصحيفة بأن موقع مجلة (Egypt Today) نقل الأحد عن وزارة الصحة أن معدل الوفيات بفيروس كورونا في مصر هو أكثر من 7%. بينما المعدل في الولايات المتحدة نحو 5%.
وتشير “واشنطن بوست” أنه بحسب موقع سفارة الولايات المتحدة في مصر، فإنه حتى يوم الأحد كانت هناك 3,144 حالة مؤكدة مصابة بالفيروس في مصر.
وتوضح أنه في مستهل أبريل، أرسل السيسي طائرتين عسكريتين إلى إيطاليا محملتين بالمعدات الطبية، والملابس الواقية، والمطهرات والمعقمات لمكافحة انتشار الفيروس، وكتب عليها بالعربية والإيطالية، “من الشعب المصري إلى الشعب الإيطالي”.
كما جاءت وزيرة الصحة والسكان هالة زايد مع الشحنات وأوصلتها شخصيا إلى المسؤولين الإيطاليين أمام الإعلام. وعرضت الفعالية بأكملها مباشرة على “فيس بوك”.
وتردف الصحيفة الأمريكية، أنه قبل ذلك بأسبوع أرسلت مصر مليون قناع طبي إلى إيطاليا، وفي فبراير سافرت “زايد” إلى بكين لتوصيل عشرة أطنان من المعدات الطبية والمستلزمات الأخرى للصين، والأسبوع الماضي أرسلت حكومة السيسي أعدادا ضخمة من الملابس الطبية إلى بريطانيا، حليفتها الأساسية الأخرى، بحسب تغريدة على موقع “تويتر” من وزير الدولة للتجارة الدولية، جريج هاندز.
وعن جوانب العلاقات بين مصر وإيطاليا، تنقل الصحيفة قول مايكل وحيد حنا الزميل بمؤسسة الدراسات والأبحاث (Century Foundation) بأن شركة النفط الإيطالية (Eni) تعمل في مصر على تطوير أحد حقول الغاز الضخمة في المتوسط.
وتقول إن المسؤولين المصريين يعملون على تصوير الشحنات الطبية على أنها بادرات صداقة بين مصر وتلك الدول في ضوء علاقاتها التاريخية، وبعد توصيل الشحنات الإيطالية، قال متحدث الرئاسي المصري، بسام راضي، إن المساعدات “تأتي على الخط مع العلاقات التاريخية بين الدولتين الصديقتين” وأنها تهدف لتخفيف “العبء عن إيطاليا في المحنة الحالية”، بحسب صحيفة الأهرام .
لكن “واشنطن بوست” تضيف أن الكثير من المصريين على شبكات التواصل الاجتماعي تساءلوا بشأن الشحنات التي أرسلتها حكومتهم في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الأقنعة ومطهرات الأيدي، ما يجعلها في غير المتناول لمعظم المصريين.
وتقول أنه بحسب مسؤولين في الأمم المتحدة معنيين بحقوق الإنسان، فقد تم إلقاء القبض على طبيب وأحد العاملين في الصيدلة من قبل قوات الأمن المصرية بعد الشكوى بشأن نقص الأقنعة في فيديو على “فيس بوك”.
وتذكر الصحيفة أن البعض يرى الشحنات الطبية أنها طريقة لكسب نقاط مع الولايات المتحدة وأوروبا، في الوقت الذي يسعى فيه نواب بالكونجرس إلى خفض مئات الملايين من المساعدة العسكرية إلى مصر.
وتشير أيضًا إلى أن إيطاليا هي أكبر شريك تجاري لمصر في الاتحاد الأوروبي، إلا أن العلاقات توترت منذ وفاة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.
كما نقلت أن مصر ليست البلد الوحيد الذي تبرع إلى الولايات المتحدة خلال الجائحة، فقد قال “ترامب” في نهاية مارس الماضي إن روسيا أرسلت “حمولة طائرة كبيرة للغاية” من المعدات الطبية.