جددت الدائرة الثالثة إرهاب، المنعقدة بمجمع محاكم طرة، اليوم، حبس اليوتيوبر شادي سرور 45 يوما، على ذمة القضية رقم 488 حصر أمن دولة عليا، ومعه يتجدد جراح أسرته التي تعاني الأمرين منذ إلقاء القبض عليه.
وكانت النيابة وجهت لشادي العائد من الولايات المتحدة، اتهامات تخص ارتكاب جرائم “مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، وتلقي تمويل بغرض إرهابي، والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية، وتلقي التمويل والاشتراك في اتفاق جنائي، والتجمهر غير المرخص، واستخدام حسابات خاصة على شبكة المعلومات الدولية بهدف ارتكاب جريمة معاقب عليها في القانون بهدف الإخلال بالنظام العام.
وبعد عام ونصف من السجن تأمل أسرة شادي البالغ من العمر 25 عاما، الإفراج عنه. وأمس نشرت جدته استغاثة تطالب فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإخلاء سبيله.
“ارحم ست مريضة محرومة من حفيدها ولا أم مريضة تعبانة في حياتها اتحرمت من ابنها سنة ونص”
“أنا بقيت رجليا والقبر عاوزة أشوفه قبل ما اموت”
جدة شادي سرور
توسلت الجدة في مقطع مصور الإفراج عن حفيدها بعد أن أصابها احتجازه بالحزن، وتسبب في مرض والدته، معقبة: “أمه هتموت، وأنا هموت عشان حفيدي اللي بيسأل عني”.
وشرحت جدته كيف حل بها المرض من كثرة البكاء على الحفيد الغائب، فقالت “من ساعة ما أخدتوه والعيا مسكني عامله عملية دعامتين، عندي السكر والقلب، عنيا تعبت من كتر البكا عليه بالليل والنهار”.
وكان سرور نشر مقطع فيديو في 10 أبريل عام 2017 موجه للرئيس عبد الفتاح السيسي بعد أحداث تفجيرات أحد السعف، ونشرها في حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقد فيه الحكومة.
وحققت النيابة مع 12 متهما آخرين ملاحقين، فيما عرفت بقضية “الصفافير”، وأمرت بحبسهم 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيق وبين التهم الموجهة للموقوفين بمن فيهم سرور، على خلفية التواصل مع إحدى القنوات الفضائية التابعة للتيار الإسلامي.
ومن المتهمين المحتجزين على ذمة نفس القضية المحامية ماهينور المصري، والصحفية إسراء عبد الفتاح ، والمحامي عمرو إمام، فيما تم الإفراج عن الناشط كمال خليل، وأستاذ العلوم السياسية حسن نافعة، ودكتور العلوم السياسية حازم حسني.
شادي سرور.. إساءة استغلال الحبس الاحتياطي
لم تقف مشاكل سرور عند هذا الحد فأضيفت له بجانب قضية الصفافير عدة تهم أخرى، بينها الإلحاد، حيث نشر فيديو في 15 فبراير عام 2019، أعلن فيه عن تركه للإسلام عبر منشور على الفيس بوك، وهو القرار الذي عدل لاحقا عنه.
https://www.youtube.com/watch?v=jhEMfptgOx0
دفاع سرور المحامي محسن بهنسي أكد أن امتداد احتجاز موكله عام ونصف يعد انتهاكا لحقوقه، وخطوة غير مبررة حيث لا تتوفر أسباب الحبس في حالته.
وتابع بهنسي: “التهم غير واضحة، والفيديو المتخذ كدليل عليه أشبه مايكون بالفيديو الساخر، وهو ما عرف عن أغلب مقاطع سرور المصورة السابقة، والتي لا يجرمها القانون”.
ويلفت بهنسي إلى أن الحبس الاحتياطي كما ينص القانون، هو إجراء قانوني تتخذه سلطة التحقيق أو المحكمة المختصة، لضمان التحفظ على المتهم في مكان أمين لحين الفصل في الدعوى والاتهامات المنسوبة إليه، وضمان عدم العبث بادلة القضية أو التأثير على شهود الواقعة، وهو ما لا يعد ضروريا في حالة قضايا الرأي.
وبموجب القانون الدولي، فإن الاحتجاز على ذمة التحقيق هو إجراء وقائي يهدف إلى تجنب المزيد من الضرر أو عرقلة سير العدالة، وليس بعقوبة، وبحسب منظمة العفو الدولية لا يجب أن يستخدم الحبس الاحتياطي لأغراض غير سليمة أو أن يشكل إساءة استخدام للسلطة، ويجب ألا يستمر أكثر مما هو ضروري.
شادي سرور.. والأمل في العودة
برز نجم شادي كيوتيوبرز مع ظهور مع انتشار مقاطع الفيديو الكوميدية القصيرة، والتي تتراوح مدتها من 7 إلى 15 ثانية ويتم تصويرها بكاميرا الموبايل، ولا تحتاج إلى إمكانيات ضخمة، فأمسك بهذه الفرصة حيث كانت هناك صفحات تنشر المقاطع المختلفة لصانعي المحتوى.
استطاع تحقيق أرقام كبيرة من خلال المقاطع المصورة رغم صغر سنه، وعمل على مقاطعه بنفسه حيث يقوم بتمثيل كل الأدوار والتصوير والكتابة وصناعة الفكرة والإخراج والمونتاج والتسويق، ووصل عدد مشتركي قناته إلى أكثر من 3 ملايين مشترك.
وتتسم أغلب أنشطة شادي الفنية بطابع الساخر، فلم يعرف عنه انخراطه في نشاط سياسي، أو الانتماء لأي جماعة، كما تقرر صحيفة اتهامه.
وكانت بدايته مع فيلم ساخر بعنوان تايتانيك، بمشاركة الفنانة بشرى، وإخراج محمد خضر.
ينتظر شادي العودة إلى الحياة الطبيعية، واستئناف نشاطه الفني الساخر، كما تأمل أسرته الإفراج عن نجلها، الذي تسبب غيابه في إصابة والدته بجلطة، واشتداد المرض على جدته التي ليس لا أمل لها في الحياة سوى لقاء حفيدها.